=KTML_Bold=دويلة كوردستان=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 4927 – 2015-09-16
المحور: القضية الكردية
لماذا أريدها دولة مستقلة
إنني سوف أقول رأي ومشاعري في هذا البوست وبتجرد وبدون رتوش أو دبلوماسيات سياسية، سوف أقولها ككوردي يعيش ببلد أوربي منذ عدد قليل من الشهور ولكنه أمضى معظم سنوات حياته في بلادٍ لا تحترم أدنى درجات حقوق الإنسان، بل كنت أشعر وفي الكثير من الأحيان وعلى الأخص في تلك الاستدعاءات الأمنية، بأن الحيوان له من الحقوق أكثر مما هي لي.. صديقي هل جربت أن تكون كوردياً ومثقفاً وطنياً وفي الخمسينات من عمرك وتحمل روحاً إنسانية لا تقدر على دعس رأس نملة وبحياتك لم تذبح دجاجة _وهذه حقيقةً؛ حيث وإلى اليوم لم أقم بذبح دجاجة_ وتحمل مشاعر الحب والمودة والطيبة لكل الناس حتى لأولئك الذين أساؤوا إليك في هذه المسيرة الطويلة من درب الآلام والمعاناة .. نعم؛ صديقي هل جربت وأنت بهذه الأخلاق أن تكون نزيل منفردة في إحدى أقبية الأمن السوري أو العراقي أو غيرها من تلك الدول التي تحتل أرضك وشعبك وثقافتك وتاريخك وحضارتك.
سيدي؛ أنت حينها لست إلا “كلباً تافهاً” في نظرهم وسوف ينظرون إليك نظرة ازدراء وتحقير وهم يسألونك وكما يسأل أي تلميذ وذلك عندما يريد “الأستاذ السادي” أن يجعل منك “مسخرةً” أما زملائه، وأنت الكاتب والمثقف السياسي، وهو يسألك بكل احتقارٍ وإذلال “أشو السياسة ولا .. عرف السياسة لشوف يا (..)” وربما لا يقولها قولاً ولكنك سوف تدرك المعنى وهو يقول لك “يا كُر”. نعم؛ سيدي وبعد “رحلة الذل” هذه سيكون مصيرك وكأي سياسي كوردي في أحد الأجنحة الخامسة من سجن مركزي كسجن حلب؛ ولتعلم بأن الجناح الخامس في سجن حلب هو “للآداب العامة” أي لمرتكبي الدعارة والجنح والجنايات الأخلاقية؛ وهي أسوأ ما يمكن أن يتعرض له أي سجين سياسي يحترم ذاته، حيث سيكون نومك وأكلك ومعاشرتك مع من أرتكب فعل الاغتصاب الجنسي وعاشر المحرمات من الأم ابتداءً إلى الابنة والأخت والأولاد الصغار .. يعني حثالة المجتمعات والأخلاقيات ومع ذلك سوف تجد العديد من الطيبين هناك أيضاً، لكنها زهور جميلة في مستنقع آسن وعفن ورذالة الأخلاق.
سيدي ذاك في الداخل والوطن والاحتلال والاغتصاب لجغرافيتك وثقافتك ووطنك، أما إن ضربت معك بعض الفيوزات وضاقت بك السبل والحياة وأردت أن تهاجر إلى بلد أوربي “لتتنعم” بباقي سنوات العمر فإن أول سؤال سوف يوجه لك في الكامب ومعسكرات التجميع وكذلك وبعد حصولك على الإقامة سوف تتعرض لنفس السؤال وفي كل الدوائر الاجتماعية والتعليمية؛ (من أي بلد أنت).. فماذا سيكون جوابك: كوردستان. ربما يحترم البعض منهم خيارك هذا وبصمت، لكن تأكد بأن الكثيرين سوف يقولون لك: لكنني لم أسمع بها من قبل وإن هذه الجغرافية (الدولة) غير موجودة على الخارطة وذلك إن كانوا قد سمعوا بتلك الجغرافية التي تحملها في القلب أساساً.. فهل عرفت سيدي لماذا أطالب بدولة اسمها كوردستان ويكون لها علمها بين أعلام الأمم المتحدة.. وأنا الذي أجبرت على الخروج من إقليم القلب؛ إقليم كوردستان (العراق) نتيجة مرض بعض الأشخاص وحبهم للكرسي وخوفهم أن أنزع عنهم تاجهم الحزبي. نعم؛ لكل تلك الأسباب أريد دولة كوردستان ولتكن “دويلة أو مشيخة” وبإدارة زعيم عشيرة أو حتى ديكتاتور صغير .. صديقي.
ملاحظة: كتبت دويلة كتعبير عن جزء من دولة وكوردستان وليس غمزاً أو لمزاً من أحد الأطراف السياسية.[1]