=KTML_Bold=الكورد والحقد الأيديولوجي=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 4919 – 2015 -09-08
المحور: القضية الكردية
هل حقد الكوردي على الكوردي أعمى البصيرة أيضاً.؟!!
إنني ومن خلال بوست الأمس _الأخير_ والذي توجهت فيه بالتحية إلى قوات الحماية الشعبية (YPG) وما خلق من ردود أفعال تأكدت بأن التاريخ لا يظلم أحد، بل نحن نظلم أنفسنا ونلوي عنق التاريخ؛ فالشعوب التي لا تستحق الحياة والحضارة والوجود فإنها سوف تندثر وقد أندثر ومحي العديد من تلك الشعوب التي لم تكن جديرة بالحياة _حقاً_ وربما بقاء الكورد إلى يومنا هذا يعود إلى فعل كل من جغرافية كوردستان وقضية التخلف حيث مناطقنا الجبلية النائية لم تساعد في وصول الموجات البشرية الأخرى كقوى احتلال وبسهولة إلى جبالنا العاصية مما أصبحت كمحمية طبيعية لنسلنا الكوردي وكذلك فإن تخلفنا حافظ على الخصوصية والهوية وعدم انصهارها في الحضارات الأخرى.. وإلا لكنا من أوائل تلك الشعوب والقبائل البدوية التي عاشت في فترات سابقة ومن ثم زالت لعدم أحقيتها وجدارتها بالحياة والحضارة كوننا نحن الكورد نحمل بذرة فنائنا في داخلنا؛ حيث ومع كل هذا الحقد الأعمى على الكوردي الآخر فلا يمكن وبأي شكلٍ من الأشكال أن نستمر بالوجود، لا أن نؤسس كيانات سياسية وحضارية في المنطقة.
حقاً إنني مندهش من كل هذا الحقد الذي يعمي بصيرة البعض وليس فقط بصرهم؛ أمعقول يا رجل _وخاصةً النخب الثقافية والفكرية الكوردية_ أن تكون هكذا حاقداً على أخيك لدرجة أن لا تقبل منه التحية والسلام والمؤازرة ومن أبسط الأعراف والقيم الانسانية أن تقوم برد التحية بتحية أحسن منها، بل إن الأعراف الدبلوماسية والأخلاق النبيلة والمصلحة _الحزبية حتى يا رجل_ تتطلب منك أن تعرف كيف تتعامل مع كل محطة وظرف ومستجدات آنية وإلا فسوف تخسر الكثير في الساحة؛ فها هي قوات الحماية الشعبية (YPG) تبادر ببيان “حسن نية” _ولو كان ذاك زوراً ولعبة سياسية ودبلوماسية من قبلهم_ باتجاه إقليم كوردستان (العراق) وذلك بخصوص الهجمات الأخيرة لجماعة “داعش” أفلا تستحق هذه المبادرة برد جميل مماثل وإن كان تحية لتلك القوات ولو من باب الدبلوماسية والمصلحة _على الأقل_ بحيث لا تتهم من الشارع الكوردي إنك على الضد من وحدة الصف والكلمة الكوردية حيث _وللأسف_ فقد أستكثر البعض هذه التحية كرد جميل عليهم وذكرونا بتاريخ _والأصح_ بأحداث محددة لهذه القوات في اعتقال وقتل بعض النشطاء الكورد على أيديهم واعتقالهم وسجنهم لآخرين نحن قد قمنا بإدانتها يومها _وما زلنا ندينها_ وقد نسوا أيضاً بأن كل القوات ترتكب هذه الأعمال ومنها قوات البيشمه ركه في إقليم كوردستان (العراق).
بل هناك من أتهمنا بما يشبه الارتزاق _والجبن يا صديقي.؟!!_ وبأن ذاك البيان “أكل بعقلنا حلاوة” وبأن نسينا “شهداء عامودا” و”معتقلي عفرين” وبأني أمارس السياسة بعاطفة بسيطة وذلك على الرغم من مناداتي وكتاباتي شبه اليومية عن هذه الأفعال والجرائم وثقافة الاستبداد والعنف عند هذا التيار السياسي، بل ربما أكون أحد أكثر الناس الذين ينتقدون سياسة هذا الفريق السياسي الكوردي نظريةً وممارسةً على الأرض ولكن هم من ينسون بأن السياسة هي التعامل الديناميكي وليس الوقوف السكوني الستاتيكي عند موقف سياسي أيديولوجي ما. وبالتالي فإني أقول لكل هؤلاء “الأحرار والأشاوس والثورويون” يبدو إنكم نسيتم جنيف 1 و2 وكذلك هولير 1 و2 فيا سادة الذي يقبل الجلوس مع نظام دمر نصف البلد وشرد وقتل نصف سكانه وأرتكب من الفظائع والجرائم ما يندى جبين الانسانية والعالم.. فعليه القبول بقوات الحماية الشعبية الكوردية والتي حافظت وحمت وبنت أكثر ما تكون قد دمرت وخربت وقتلت.. ألا تخجلون من أنفسكم _وآسف على استخدام التعبير_ تهللون ليلاً نهاراً لكل من المعارضة السياسية والعسكرية العربية من هيئة الائتلاف ومجاميع الجيش الحر وهو الذي قبل الجلوس مع النظام في جنيف، بل وقبل المشاركة معه في الحكم والسلطة وإدارة البلاد ورغم كل ما قام به من جرائم وجرائم لا تحصى وترفض أنت أن توجه تحية لإخوتك وهم يقولون نحن على استعداد للدخول إلى جنوب كوردستان وحماية شعبنا.. فيا لبؤس وعيكم وقراءتكم وسياستكم التي هي سبباً لكل شقاقٍ كوردي على الأرض، بل يا لبؤس كورديتكم أيها المدعوون.
ملاحظة: هذا البوست لا تعني الموافقة على سياسة الاقصاء والتفرد والتي تمارسها حزب العمال الكوردستاني وفروعها وهياكلها السياسية والعسكرية بحق الأطراف السياسية الكوردية الأخرى ولا داعي لتذكيرنا بهذه المقولة فهذه نعرفها وسوف لن نطبل لها على الطريقة العربية ومثقفيها المخدوعين بالشعارات البراقة ولكن نطالب أيضاً المخدوعين في الطرف الآخر أن يستفيقوا من حلمهم الكاذب ويكونوا موضوعيين عقلانيين في قراءاتهم ومقارباتهم للقضايا حيث النقاط الايجابية لدى كل الاطراف تستحق منا التحية والتأييد وكذلك فإن الأخطاء والجرائم _ولدى الجميع_ يجب نقدها ورفضها وفي السياسة لا ملائكة ولا شياطين بل دبلوماسية ومصالح.
[1]