=KTML_Bold=الكورد.. والمستجدات الدولية..؟!!=KTML_End=
#بير رستم#
هل يحقق الكورد طموحهم القومي في هذا الحراك الدولي. عندما نقلب صفحات التاريخ، نلاحظ بأن الكورد؛ أكثر أمة وشعب تعرض للغبن والعسف في العصر الحديث وذلك من خلال الاتفاقيات الدولية والخاصة بشؤون شعوب الدولة العثمانية وتركتها
الاستعمارية حيث وبموجب تلك الاتفاقيات الدولية من سايكس_بيكو وسيفر ولوزان قد تم رسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وقد نالت بموجبها الشعوب العربية على حريتها واستقلالها وكذلك عدد من دول البلقان وأوروبا الشرقية واليونان وغيرها من دول القارة السمراء وأيضاً فإن الشعب اليهودي أخُذَ بعين الرحمة ولم يحرموا _كما في كل المرات السابقة_ من جزء من الكعكة وبموجب (وعد بلفور) أصبح لهم وطناً وكياناً سياسياً في المنطقة.. ليستمر الصراع العربي الإسرائيلي إلى يومنا هذا ويقدم الطرفان آلاف الضحايا والقرابين على مذبح الحرية وحق الحياة والوجود كشعوب عانت وما زالت من القهر والعبودية والاستغلال؛ إن كان الفلسطيني أو الاسرائيلي.
وهكذا لم تبقى من شعوب المنطقة _”العربية والأفريقية“_ إلا الكورد والأمازيغ هما الشعبين المحرومين من كيان سياسي خاص بهما ضمن الجغرافية التي رسمت بموجب تلك المعاهدات والاتفاقيات الدولية وذلك بعد أن نأخذ بعين الاعتبار، أن الإخوة الفلسطينيين هم جزء من الأمة والشعوب العربية وعلى اعتبار أن الأرمن لهم كيان سياسي بأسم الجمهورية الأرمينية.. ولم يبقى غير الإخوة الكلدوآشوريين والسريان _وللأسف_ فقد جار عليهم الزمن وأصبحوا شتات وجماعات أتنية عرقية موزعة ومقسمة في جغرافيات كانت في يومٍ ما تسمى ب(بلاد آرام وآشور) والتي عرفت إمبراطوريات وحضارات أخضعت كل ما تعرف اليوم ببلاد الشام وما بين النهرين لنفوذها وسلطانها.. ولكن هكذا هي الحضارات؛ تولد وتكبر لتصل لمراحل العجز والشيخوخة والانهيارات الكبرى.. وبعضها للاندثار كما الأمر مع الحضارة الآرامية الآشورية.
إذاً يعتبر الكورد من أكبر الأتنيات والشعوب التي همشت وعانت عبر التاريخ وكان آخر حلقات ذاك الغبن المرير والمجحف بحق الكورد مما رسم من قبل دول الحلفاء بعد انتصارها على دول المحور في معاهداتها بخصوص شعوب الخلافة العثمانية وذلك إن أخذنا بعين الاعتبار كل من المساحة الجغرافية لكوردستان وعدد سكانها من الكورد حيث تقول المراجع ذات الشأن _موسوعة ويكيبيديا، مع حفظنا على معلوماتها_ وذلك بخصوص الموضوع بأنه ((تختلف التقديرات بشأن عدد الأكراد بين 30 إلى 35 مليون، يتوزعون بنسبة 20% في تركيا (15 مليون)، 15% في إيران (10 مليون)، 20% في العراق (6 مليون) و 5% في سوريا (2 مليون) وفي أرمينيا.. (و) كردستان منطقة جبلية ذات حدود طبيعية، تقع بين درجتَي العرض 34° و39° ودرجتَي الطول 37° و46°. تحدها من الغرب جبال طوروس والهضبة العليا لما بين النهرين، الجزيرة وجبال ماردين السفلى. مساحة كردستان كما يقدرها الباحثون فحوالي 500,000 كم2 تقريبًا وهي بلد جبلي تحتضن جبال وسهولاً خصبة وترويها أنهار عديدة (دجلة والفرات) حيث ينبعان من أرضها وتكثر في أرضها العيون والنهيرات والجداول).
وبالتالي؛ يعتبر الكورد من أكبر الشعوب التي حرمت من حقوقها في كيان سياسي مستقل به وذلك بموجب معاهدات القرن الماضي الأخيرة.. ولكن وها هي المنطقة العربية والشرق أوسطية عموماً تشهد حراكاً ثورياً جماهيرياً _على غرار بلدان الدول الاشتراكية سابقاً_ مما أستدعى إعادة النظر في مجمل السياسات السابقة بخصوص المنطقة ونظمها السياسية وشعوبها والقضايا العالقة فيها ومنها القضية الكوردية وقد كان الوضع العراقي سابقة جديدة في المنطقة وذلك بعد سقوط الطاغية صدام حسين ونظام العقلية العروبية والعنصرية, فقد كان الحل الأمثل والأفضل لكل الشعوب العراقية هي الفيدرالية.
وهكذا _وعلى غرار التجربة العراقية_ نجد اليوم بأن الصوت الكوردي في سوريا _هو الآخر_ يبحث عن حل لقضيته في المحافل واللقاءات الدولية بخصوص حل المسألة السورية وإنهاء الأزمة/الكارثة والتي أذهبت بآلاف الضحايا والقرابين وملايين من المهجرين من أبناء الشعوب السورية، ناهيك عن تدمير البنى التحتية؛ حيث لا مخرج أمام شعوبنا غير التوافق حول طاولة الحوار والوصول إلى كيانات سياسية جديدة قائمة على التعددية والديمقراطية في دول فيدرالية وبعيدة عن مركزية السلطة وذلك في ظل الانقسام المجتمعي دينياً مذهبياً (وطائفياً) وكذلك عرقياً.. ومن خلال كل الحراك الدولي الأخير وما تحقق للكورد من مكاسب في إقليم كوردستان (العراق) نلاحظ بأن المجتمع الدولي قد وصل لقناعة أنه آن الأوان للكورد أن يكونوا شركاء حقيقيين في منطقة الشرق الأوسط مع غيرهم من مكونات وشعوب المنطقة.. وبالتالي على السياسي الكوردي أن يعمل وفق العقلية والمنهجية الجديدة؛ فلم يعد ينظر للمحاور الكوردي على أنه ورقة للمساومة.. بل شريك دبلوماسي حقيقي وقد مضى زمن الحوار الأمني مع الملف الكوردي.[1]