=KTML_Bold=العقل الكوردي=KTML_End=
#بير رستم#
ما زال خاضعاً ومرهوناً إلى الحمية القبلية.
إن العنوان السابق جاء من خلال الملاحظة والمتابعة الحثيثة؛ إن كان للواقع الحياتي اليومي وما يجري على الأرض من سلوكيات وممارسات أو ما نشاهده ونقرأه في العالم الافتراضي وصفحات التواصل الاجتماعي؛ حيث “العداء” لكل ما يخالفنا أخلاقياً سلوكياً وأيديولوجياً (قبلياً وحزبياً) وبالتالي التحكم إلى قانون القبيلة و“الغابة” في التعامل مع الآخر (الكوردي) نفياً واعتقالاً وسجناً وأحياناً قتلاً وسحلاً وإن ما يؤسف له في القضية هو إنجرار بعض النخب الثقافية إلى هذه المعمعة العبثية في معاداة الآخر، بل وأحياناً الدعوة للتجييش لها ودق طبول الحرب بين الأفرقاء _وللأسف ما أكثرهم هذه الأيام_ وبالتالي انقسام المجتمع طائفياً دينياً أو قبلياً حزبياً أيديولوجياً والكل يدعي الأحقية والصواب وبأن الآخر في “خانة الأعداء والخيانة والعمالة” ويدعوك لمناصرته وإلا فإنك “منافق ومرتزق” أو بدون موقف وحيادي تلعب على كل الحبال وتود “مراضاة الجميع” وذلك في أحسن الأحوال.
حقيقةً أصدقائي ومن خلال تلك المشاهدات والقراءات؛ يصل المرء أحياناً إلى نوع من الإحباط واليأس وقد عبر عنه الصديق حليم يوسف Helim Yusiv) في آخر بوست له كتبه على صفحته التي باللغة الكوردية يقول فيه: إنه سوف يكتفي بزاويته الأسبوعية للكتابة عن السياسة _طبعاً هذا ليس تشجيعاً أو موافقة معه على قراره ولكنه توصيف للحالة_ حيث حجم الضغط النفسي والروحي يدفع بالمرء _أحياناً_ إلى اتخاذ إجراءات قد لا تكون في الصالح العام والقضية ومنه “الابتعاد عن المشاكل وغنيله” وذلك على رأي المثل الشعبي و“فخار يكسر بعضه” يقول مثل آخر وذلك خاصةً عندما تجد مثقفاً وأستاذاً جامعياً، بل وصديقاً عزيزاً تحترم فيه نبله وصدقه وصداقته وها هو الآخر يدعوك إلى الاصطفاف أو على الأقل يشكك بأخلاقك وموضوعيتك وحياديتك وذلك كما كتبه لي الصديق والأستاذ القدير محمد ظاظا Mohammad Zaza) حيث يقول في تعليق له على بوستي السابق ما يلي: ((تحياتي عزيزي بير رستم: أراك تضرب على الحافر مرة وعلى النافر مرة أخرى. هل وقوفك على الحياد يفرض عليك أن (تُرضي) الجميع…..؟)). وذلك لرفضنا مهاجمة المقرات والمؤسسات العائدة لحزب الحل الديمقراطي من قبل مؤسسة الآسايش في إقليم كوردستان (العراق).
بل وصل الأمر بالصديق العزيز الآخ Ekrem Osman) وهو المتابع والموافق معنا في كل ما كنا نكتبه سابقاً، فها هو الآخر وفي تعليق له على نفس البوست وباللغة الكوردية يقول فيه _وبما معناه_ ((إنه ومن بعد ما رأى توضيحي على بوست للصديق حليم يوسف وموافقتي على ما ورد فيه فلم يعد له قناعة بمواقفي))، وطبعاً وللتوضيح؛ فإن موافقتي مع بوست الصديق حليم كان من خلال رفضي لما تضمنت اللافتة من كلام ومعاني وليس لألوانها ودلالاتها حيث يعلم كل الإخوة والأصدقاء إنني أرفض كل كلام خارج الذائقة الأدبية والأخلاقية _مع تقديري واحترامي للجميع_ في مخاطبة الآخر وذلك مهما كانت درجة الخلاف والاختلاف معه.. هذا من قبل الطرف والذي يعتبر إنني محسوب عليهم فكرياً أيديولوجياً (أي الحركة البارتوية)، ناهيك طبعاً عن إجراءات ومقولات الإخوة الذين هم محسوبين على شاطئ الاتحاد الديمقراطي والعمال الكوردستاني عموماً حيث هناك _ومن بعضهم وللأسف_ السب والشتم أو الشطب والحذف من لائحة الأصدقاء، كما قام به كل من الزميلين محمد بشير علو وخليل كالو مؤخراً وذلك فقط لمخالفتنا معهم في الرأي والموقف السياسي.
وهكذا فالكل يريدك أن تدق الطبول الحربية وتأجيل صوت العقل ولكن نود أن نقول وللجميع؛ هل تريدون أن ندق معكم طبول الحرب _أصدقائي_ ومع من ومن وعلى أي طبلة تريدون وبأي إيقاع؛ إيقاع البيشمه ركه وبطولاتهم وتضحياتهم ومجازر الأنفال وحلبجة والكيماوي والمقابر الجماعية ومعتقلات صدام في سلمان بك ونقرة السلمان وأبو غريب وكل الجغرافية العراقية.. أم على طبول الكريلا وقرابينهم وقوافل الأبطال على مذابح الحرية والقضية وتاريخٌ حافلٌ من المجازر والجرائم الطورانية في ديرسم وجزيرة بوتان وفي كهوف الحقد التي أغلقت على نساءنا وأطفالنا وهم يدفنون أحياء فيها.. أم على طبول حروبنا العبثية بين “الإخوة الأعداء” وعلى طول التاريخ والجغرافية الكوردية؛ حقاً (إن الكوردي ليس له إلا الريح) وقتال أخيه الكوردي وحروبه العبثية الانتحارية على مذابح التخوين والعمالة والقبيلة.. بأساً لهذه الكوردايتية التي جعلت مني أن أذبح كوردياً آخر هو أقرب إلي من الوريد إلى القلب وبأسم الكوردايتية.
..وأخيراً سوف أقول معك خاله تي أستاذ Farid S. Momado) بأن ((الإنسان يلجأ للعنف و الإرهاب عندما يفلس إيديولجيا, ثقافيا, حضاريا, إجتماعيا و خصوصا إنسانيا)).. فنأمل من الجميع أن يعيد إنسانيته أولاً وأخيراً وعندها يمكن إيجاد الحلول لكل مشاكلنا العالقة.
[1]