$نحن (الكورد)..؟!! …أمة كوردية أم أمة ديمقراطية$
#بير رستم#
…….بدايةً لنتعرف على مفهوم الأمة؛ تقول ويكيبيديا بأن ((الأُمة هي مصطلح قانوني وسياسي، وهي عبارة عن جماعة من الناس يرتبط أفرادها بروابط معينة مثل اللغة أو التاريخ أو الجنس… من ناحية، والمصالح المشتركة والغايات الواحدة من ناحية أخرى، ويقطنون بقعة من الأرض حتى لو لم يخضعوا لنظام سياسي معين وتشمل الأمة أموات الشعب والأجيال التي ستأتي في المستقبل)). وهكذا عندما نحدد الخصوصية الكوردية؛ لغةً وتارخً مشتركاً وعادات وقيم أخلاقية ثقافية وشعور الإنتماء لجغرافية وغيرها من عوامل تشكل الأمة النفسية والمادية فبالتأكيد سيكون الجواب لصالح مصطلح الأمة الكوردية حيث الأمة الديقراطية وحسب تعريف السيد أوجلان لها هي ((الأمةُ المتعددةُ الهوياتِ والثقافاتِ والكياناتِ السياسيةِ مَقابِلَ وحوشِ الدولةِ القومية)). وبالتالي فلا تعني شعب وقوم، بل عدد من الثقافات والأقوام والهويات والكيانات السياسية تتجمع في شكل ونظام سياسي كونفيدرالي تراعي مصالح هذه الأمة/الأمم وبالتالي لا تمت للحالة القومية بل تعبرها إلى ما بعد الكيانات الدولتية القائمة على “القومية المتوحشة” أيضاً حسب المفهوم الأوجلاني.
…….إن قراءة السيد أوجلان وفلسفته هي مستمدة من الجذر الثوري للثقافة الماوية وقبلها الماركسية_اللينينية وطرح مفهوم ومصطلح الأممية (الشيوعية) ومطالبتها هي الأخرى القفز ما فوق مرحلة الدولة القومية وكياناتها السياسية وذلك من خلال نموذج الدولة السوفيتية والكولخوزات والسوفخوزات.. ولكن وبعد سبعون سنة من التجربة في الإتحاد السوفيتي السابق وعدد من بلدان أوروبا الشرقية والتي فشلت فشلاً ذريعاً، عادت تلك المجتمعات للحالة القومية ولتؤسس كياناتها وفق مفاهيم العرق والعنصر القومي وقد شهدت بعض البلدان حروب وإبادات عرقية مثلما حدث في يوغسلافيا القديمة. وهكذا فإن التجربة الأوجلانية في الكانتونات والإدارات الذاتية مع “الأمة الديمقراطية“نوع من القراءة الثورية وتقديم نموذج بديل عن “الدولة القومية المتوحشة” كما يقول.
…….ولكن ألم نعاني _نحن (الكورد)_ وعلى مر العصور من هذه السياسات والقفز إلى الأمام؛ حيث ولمدة أربعة عشر قرناً وفي ظل مجموعة الخلافات الإسلامية إلى الخلافة العثمانية خدعنا وسلبنا بشعار الإخوة في الدين؛ حيث الآخرين كانت لهم الدولة الصفوية بمذهبها الشيعي وكذلك العثماني بمذهبها السني ولم يقدر الكورد _وبحجة الإخوة في الإسلام_ أن يؤسسوا إمارة لهم تحت المذهب الحنيفي _على سبيل المثال لا الحصر_ وهكذا وما أن ننتهي _او بالكاد_ من أحد الشعارات الجمعية التخديعية إلا وتكون الأممية الشيوعية لنا بالمرصاد.. وقد وصل الأمر بنا نحن الماركسيين الكورد، أن أصبحنا “ماركسيين أكثر من ماركس” وعلى مبدأ (ملكي أكثر من الملك).. بل وقسم منا (نحن الكورد) نادى وخدع _وما زال_ بمفهوم ومصطلح سياسي جديد ألا وهي الوطنية والمواطنة؛ فأصبح الفقيه والمفقوه والوجيه والموجه.. والعالم والجاهل الكوردي ينادي بالوطنية والمواطنة، مع العلم طرحت تلك الوطنيات من قبل الأمة الغالبة والمهيمنة على كوردستان _الأجزاء الأربعة_ كنوع من مورفين جديد لوأد التيارات والأحزاب القومية الكوردية وإبعاد الكورد عن هويتهم الحضارية والثقافية؛ كون اللغة والثقافة أهم عنصر في تشكل الأمم والأقوام.. وهكذا أصبحنا “وطنيين عنصريين“؛ كون تلك الوطنية تدعوك لأن تكون مواطن صالح في بلدك ذات الصبغة القومية الغالبة حيث في تركيا أنت مواطن تركي.. وكذلك بقية الدول والبلدان التي تستعبد وتستلب كوردستان بأجزائها.
واليوم مفهوم الأمة الديمقراطية.. فهل سنستفيق مرة أخرى على الخديعة وبالتالي لنقول: في كل مرحلة شعار وإيديولوجيا ومصطلح جديد لنقنع كورديتنا المخدوعة بأن هناك مشروع أكثر إنسانيةً من المشروع القومي الكوردي؛ مرة بأسم الدين والإخوة ومرة باسم الأممية الشيوعية ومؤخراً الوطنيات التي طرحت بمقاسات شوفينية بعثية وطورانية.. واليوم الأمة الديمقراطية وللكورد نومهم الأبدية.[1]