=KTML_Bold=كوردستان والارتزاق..؟!!=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 4892 – 2015-08-01
المحور: المجتمع المدني
من وحي الذكريات والاستقالات من أحزاب الإتحاد السياسي.
لقد رأينا في الفترة الأخيرة تقديم عدد من الاستقالات من العمل السياسي لدى أحزاب الإتحاد السياسي وعلى الأخص من الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) وكانت من بين تلك الأوراق والاستقالات ورقة اعتزالنا للعمل الحزبي ومنذ أقل من شهر، على الرغم من توقفنا عن أي نشاط حزبي وبما فيه اجتماعات اللجنة المركزية ومنذ أكثر من عام، وبالتالي فإن ورقة الاعتزال تلك لم تكن إلا كشف للمستور إلى العلن وعلى صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المهتمة بالشأن الكوردي. وقد تطرق الكثر من الإخوة والزملاء لهذه الظاهرة ويمكن تلخيص المواقف و”المبررات” وحجج الاعتزال واختصارها في النقاط التالية:
1_ إما نتيجة إحساس أولئك المعتزلون والمستقيلون بقرب فقدانهم لمراكزهم القيادية في الانتخابات المقبلة وخاصةً هناك ولادة لحزب جديد من قوى وأحزاب الإتحاد السياسي وبالتالي فإن البعض من قيادي الفترة السابقة في تلك الأحزاب سوف يفقدون مناصبهم وهذا يدفع بالبعض منهم لتقديم الاستقالة تحت مبررات واهية والضغط بإحدى الاتجاهين التاليين؛ الضغط على القيادات الحالية واللجنية التحضيرية للمؤتمر لتأمين وضمان منصب قيادي لهم أو النفاد من السقوط في الامتحان الجديد (الانتخابات) وعلى مبدأ “تغدى بهم قبل ما يتعشوا فيك”.
2_ وهناك كانت _وما زالت_ الفئة المحسوبة على هذا الزعيم وذاك التيار وخاصةً بين أشباه المثقفين وكتبة التقارير وبالتالي يمكن تسميتهم بالأبواق والملمعين و”ماسحي الجوخ” فقد كانوا يحلمون وبعد كل ذاك التبويق لهذا الزعيم أو ذاك القيادي أن يكون لهم مقعد ولو من “البلاستيك” _على حد قول أحد الزملاء_ إلى جانب الزعيم أو حتى في الصفوف الثانية (مو مشكلة) ولكن وبعدما تبينت الحقائق وبأن ليس لهم حتي “أجر كرسي” يعني رجل الكرسي فأظهر هؤلاء الأشاوس أقلامهم وكراريسهم وبدل ان يكتبوا تقاريرهم وديباجاتهم التلميعية في التبويق والتمجيد بحياة القائد والزعيم فكتبوا بيانات الاستقالة والإعتزالات والمناجاة والمناحات وكيل المديح المجاني لبطولاتهم التاريخية في خدمة القضية الكوردية _بالأحرى التبويقية وفي أحسن الأحوال الحزبية_ وينسى هؤلاء السادة بأن العمل الحزبي والسياسي عموماً واجب أخلاقي وضميري وإنساني تجاه قضايا أنت مؤمن بها أساساً ولا ضير إن تم تقديرها _بل هو واجب_ من قبل الرفاق والإخوة في الحزب ولكن لا يعني أن نمنّن الآخرين لقيامنا بواجباتنا تجاه قضايا شعبنا.
3_ كانت _وما زالت_ هناك فئة ثالثة تؤمن بالنضال والعمل السياسي من خلال مجموع الأحزاب والحركة السياسية الكوردية، وهؤلاء وعلى مر تاريخ الحركة قاموا بمحاولات في سبيل التغيير والتجديد في البنية التنظيمية والفكرية ولكن وعندما يصطدمون بالواقع المرير للعقلية القبلية لدى قيادات الحركة.. فإن البعض منهم ييأسون من أي تغيير وتجديد من داخل المؤسسة وبالتالي يعتزلون العمل الحزبي اليومي ويتفرغون للجوانب الأخرى من الحياة السياسية والمدنية وأغلب هؤلاء بطبيعة الحال من الكوادر الثقافية والعلمية الأكاديمية وبالتالي فلديهم مشروعهم الخاص والبديل عن التحزب ولخدمة قضاياهم الوطنية والديمقراطية.
ملاحظة أخيرة نود أن نقولها للمؤيدين والمعارضين لهذه الظاهرة وقطعاً للتأويل والتفسيرات المجانية؛ بأن ظاهرة انضمام وخروج الشريحة المثقفة الواعية في الأحزاب ليست بجديدة ولا آنية بل هي بقدم الأحزاب نفسها وتالياً إن خروج الثقافي من جسم التنظيمي لا تعني في حال من الأحوال موته سياسياً، بل ربما يكسب مساحة أكبر للعمل السياسي الفكري وبالتالي يخدم قضيته من خلال النشاط الفكري والثقافي الإبداعي وثالثاً وأخيراً نقول لكل الإخوة والرفاق والزملاء.. بأن الخروج من جسد التنظيم لا تعني العداء والخصومة وكيل الاتهامات الرخيصة بحق المؤسسة السياسية (الحزب) والنهج الأيديولوجي الذي كان ملتزماً به.. بل وحتى برفاقه السابقين وإن كانوا على مستوى القيادة الحزبية والسياسية حيث عند القيام بذلك فهو إما جاهل و”غبي” _ونأسف لاستخدام التعبير_ كونه لم يكتشف حقيقة هذه القيادة كل تلك السنوات الطوال والتي عمل معها في العمل الحزبي اليومي والميداني.. أو منافق دجال كان يكذب على نفسه والآخرين في الماضي وليس ببعيد أن يكذب الآن أيضاً؛ فمن يكذب مرة فلسوف يكذب ألف مرة.
…وأما بخصوص اعتزالنا؛ فكنا نأمل لو لم تصل الأمور إلى هذه النقطة ولكن _وللأسف_ لم يكن بالإمكان إلا ما كان.. ولكن نوعد أنفسنا وكل الإخوة والزملاء والرفاق القدامى “قيادةً وقواعد” بأننا (لن نخون الخبز والملح) وسوف نبقى مدافعين عن قضايا شعبنا من خلال الطريق الذي اخترناه لأنفسنا _وهي الكتابة_ وبالتالي فإننا باقون معهم _ولو من خارج الحزب_ في خدمة قضايا وأهداف شعبنا وبلدنا وهذا لا يعني في حال من الأحوال التحزب والتخندق لتيار سياسي محدد ولا يعني أيضاً التستر على الأخطاء والنواقص.. بل البوصلة والمؤشر لنا هي خدمة الحقيقة والقضية الكوردية.. وأخيراً وآخراً نقول لمن يود الارتزاق في كوردستان؛ بأن الأبواب مشرعة أمامه وكل الأحزاب ترحب بالأبواق وذلك حين الطلب والحاجة؛ حيث البوق أداة تستخدم وقت الحاجة وعند الانتهاء والاكتفاء منه.. فإنه يوضع فيالرفوف وعلى الدروج وصناديق المتاع.
[1]