$جغرافية إقليم كوردستان (سوريا)..؟!!$
مرة أخرى ندخل دوامة التهويمات والقراءات الضبابية.
#بير رستم#
إحدى أعقد مشاكل الحركة الوطنية الكوردية في سوريا إنها لم تقدم برامج سياسية واضحة في قراءاتها للواقع السياسي الكوردي من حيث جغرافية كوردستان والإقليم السوري كدولة حديثة ناشئة في المنطقة وكذلك الوجود التاريخي للكورد في مناطقهم وليس كمهجرين جاءوا للمنطقة كمهاجرين مرحلين عبر أزمات السياسة والحروب وبالتالي العمل وفق رؤى وبرامج سياسية تنظّر لواقع الحال الكوردي وعلى أساس ذاك تعمل وتنادي بحقوق شعب يعاني حالة الإستلاب والإستعباد في دولة قومية عنصرية تتنكر لحقائق تاريخية وسياسية، بل كانت كل البرامج السياسية للحركة تتصف بالتهويم والقراءات الضبابية والغير واضحة بالنسبة لمجمل الواقع الكوردي من حيث الجغرافية والتاريخ والحضارة.. وكذلك حال وواقع العلاقة مع المركز؛ هل هي حالة إستعمار وإستعباد أم إلحاق وإنكار.. أم الوجود الكوردي هو وجود أقلية قومية مهاجرة. وبالتالي فكانت التوصيفات والتعريفات تتأرجح بين مفهوم المناطقية (المناطق الكوردية) وأحياناً المناطق ذات الغالبية الكوردية _خطاب حزب الوحدة_ والوطنية لبعض الآخر وبطريقة تهويمية ودون تعريف ما تعني الوطنية تلك.. بل وصل الحال بزعيم أحد أكبر الفصائل الكوردية _السيد أوجلان_ بأن وصف الوجود الكوردي في سوريا بأنه كان نتيجة “هجرة كورد الشمال“.
………….وهكذا فإننا نحن الكورد _مثقفين وسياسيين وفي مقدمتهم الحركة الوطنية الكوردية أحزاباً وقادة_ يتحملون الوزر الأكبر لهذه الإشكالية السياسية بخصوص جغرافية كوردستان في الدولة السورية؛ حيث ومن خلال مراجعة لبرامج ومناهج الأحزاب الكوردية السورية سوف نصطدم بهذه الحقيقة المرة؛ بأن هناك ضبابية في قراءة هذه الحقيقة ونتذكر جيداً بأن تقارير أحزابنا وعندما كانت تعرض وتحلل واقع كوردستان بأجزاءها.. فإنها كانت تسمي الأجزاء الثلاثة الأخرى بأسم كوردستان وعندما يصل الأمر إلى الوضع السوري والداخلي؛ إقليم كوردستان (سوريا) فكانت تكتب: “أما الوضع الكردي في سوريا” وذلك بدل أن تصيغ العبارة ب(الوضع في كوردستان سوريا) وعلى غرار الأجزاء الأخرى.
واليوم وبعد هذا الحراك السياسي في المنطقة العربية والشرق أوسطية؛ ما زال الخطاب الكوردي لا يحمل لنا ذاك الوضوح في قراءته لمسألة الجغرافية الكوردية في سوريا وعلاقته مع المركز وكذلك قضية الحدود وشكل الإدارة السياسية والحلول المناسبة والتي يجب عليها ان تقدمها للشريك العربي وكذلك للدول الراعية للمؤتمرات والملتقيات التي تنعقد بخصوص المسألة السورية والأزمة الحالية وسبل الوصول إلى الحلول المناسبة لكل القضايا والمشاكل العالقة في البلد ومنها المسألة الكوردية؛ بل وللأسف ما زال البعض يتحجج بأن المناطق الكوردية هي غير متصلة وبالتالي فإن طرح الفيدرالية هو نوع من المغامرة و“المراهقة السياسية” وينسى أولئك “المحللون السياسيون الأفذاذ” بأن هناك أكثر من إقليم بل ودولة أطرافها وأجزاءها غير متصلة ببعضها؛ إن كان تفصلها أراضي بور أو بحار ومحيطات.. بل هم أنفسهم يطالبون بدولة فلسطين بين غزة والضفة الغربية _المنفصلتان جغرافياً_ ويحتجون على الفيدرالية في سوريا كون المناطق الكوردية منفصلة وبالتالي لا يمكن تشكيل إقليم منها.. أليس هذه القراءة تعتبر نوع من الرياء والنفاق السياسي إن لم نقل الغباء السياسي.. وذلك دون توصيف أحد بالخيانة للقضية والشعب والجغرافية الكوردستانية.[1]