=KTML_Bold=شنكال.. بين التراجيديا والواقع السياسي=KTML_End=
#بير رستم#
بالتأكيد إن كارثة شنكال تعتبر واحدة من سلسلة الفظائع والجرائم التي أرتكبت بحق شعبنا الكوردي في العصر الحديث وقد كانت وراءها الكثير من الحيثيات والمسببات وربما أهمها ما يمكن تلخيصها بالنقاط الأساسية التالية:
1_ إغفال وتراخي القيادة الكوردستانية فيما يشكله تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على الإقليم وحصر خطره بإتجاه المناطق الواقعة تحت سيطرة بغداد وحدها، ودون الإقليم، وقد ذكرها الرئيس بارزاني في إحدى مقابلاته الأخيرة مع إحدى الفضائيات العربية.. وكان هذا الخطأ الإستراتيجي الأول والأهم _بقناعتي_ في الدفاع عن المناطق الكوردستانية.
2_ ضعف القوات الكوردستانية من حيث العدة والعتاد والجنود في خطوط المواجهة مع مناطق “داعش” وذلك لعدة أسباب، منها؛ أولاً وبدايةً هو السبب السابق في الإغفال عن خطر “داعش” للإقليم وكذلك الخلاف مع حكومات المالكي وحرمان البيشمه ركة من حصتها من التسليح في المراحل السابقة وأيضاً نتيجة ثقافة الإرتخاء والركض وراء العيش الرغيد والكماليات والإبتعاد عن الواجب الوطني الكوردستاني وثقافة البيشمه ركة وذلك لدى الجيل الجديد في إقليم كوردستان (العراق).
3_ ضعف القيادة والمسؤولية لدى الذين كانوا يديرون تلك المناطق الكوردستانية في شنكال وزمار وباقي المناطق التي تعرضت للهجوم الغادر من قبل “داعش” حيث _وللأسف_ فضلوا النجاة بأرواحهم على القيام بواجبهم الوطني والأخلاقي والدفاع عن المناطق الكوردستانية وربما تكون هناك عوامل أخرى لدى البعض وتعود للتربية والثقافة الدينة الإجتماعية والمنغرس في اللاوعي والعقل الباطن لديهم وبالتالي كان التواطئ ذاك وإحالة القضية برمتها إلى أن هؤلاء _أي الأيزديين_ ليسوا إلا “كفاراً وعبدةً للشيطان” وهم من المسلمون وإن واجب الدفاع لا يقع على عاتقهم وخاصةً إن المهاجمين هم ميلمون وب”دافع الإسلام” بحسب زعمهم.. إننا نقول مجدداً؛ ربما كانت هذه موجودة لدى البعض من أولئك المسؤولين عن حماية تلك المناطق الكوردستانية، وبالمناسبة فقد أحيل أولئك إلى القضاء وسوف تكشف الأيام والمستقبل عن حيثيات الموضوع في تلك الكارثة الوطنية.
4_ عدم نجدة الحلفاء ومد يد المساعدة والعون للإقليم وعلى الأخص المركز بغداد وقوى التحالف الدولي وبدايةً الدولة الجارة؛ تركيا وقد تحجج كل طرف بأسبابه وموانعه والعوائق التي حالت دون يد المساعدة؛ حيث تحججت تركيا بقضية الرهائن على سبيل المثال.
وهكذا يمكن إعتبار تلك أهم الأسباب التي أدت إلى تلك الكارثة الوطنية بحق شعبنا وأبنائنا الأيزديين ولكن وبكل تأكيد؛ فإن القيادة الكوردستانية لم تكن تريد أن تحدث تلك المأساة وذلك على الرغم من الغمز واللمز أحياناً من قبل البعض بأنها “ربما تكون جزء من صفقة دولية كبيرة لكي يساعد الخارج؛ أمريكا وغيرها.. الإقليم ومده بالسلاح كما حصل في الفترة الأخيرة وذلك بعد الكارثة” ولكن ينسى أولئك الإخوة بأن هناك أكثر من سبب وسبب يدعو الخارج إلى تسليح الكورد، على الأقل كقوة إقليمية صاعدة تبحث عن حلفاء وتضم مناطقهم الكوردستانية أكبر حقول النفط في المنطقة وأعتقد أن ذاك سبباً كافياً وخاصةً أن الكورد هم أضعف القوى المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط وأكثرهم إعتدالاً ثقافياً دينياً وبالتالي فإنهم سوف يرضون بالقليل من الإمتيازات مقارنة مع غيرها من القوى والشعوب المتواجدة في المنطقة من الترك والعرب والفرس.. وهكذا ورغم كل ذلك فها هو أحد الإخوة يكتب على بوستي المعنون ب(بارزاني.. كان وسيبقى بيشمه ركاً متواضعاً) التعليق التالي: “بير روستم المحترم انا كردي يزيدي من طبقة البير بس بعد شو عم يبعت البيشمركة على شنكال بعد ماخربو كل شي واخدو نسوان وقتلو شباب ورجال وشيوخ شو بدك ياني اروح ابوس يدو لمسعود البرزاني وعلى فكرة بير كل هدول الاكراد الي عم تحكي وعم تمدح فيهون هدول كلهم كانو يزيدية بس هني كمان دخلو الإسلام متل هل لما فاتو.. داعش على شنكال واخدو اليزيدية بزور وقلون بدكون تصيرو مسلمين وهل في بجبل شنكال 100 واحد من عناصر داعش تحت يد البيشمركة ليش ماعم يدبحون بتعرف ليش يابير روستم لان هني كمان مسلمين وعندون حرام مسلم يدبح اخوه المسلم بس ماكان حرام لما دبحونا واخدو الشرف وناموس وكرامة اليزيدية تحياتي الك بير روستم her biji şengal her biji ezidxan her biji ypg her biji serok apo”.
طبعاً الرأي السابق ليس رأياً فردياً وإلا كنا تركناه دون الوقوف عنده كإجتهاد شخصي لأحد الإخوة، بل أعتقد جازماً بأنه رأي جمعي لدى الإخوة الأيزدية أو على الأقل لدى شريحة واسعة إلى حد ما من مجتمعنا الأيزيدي وذلك بحكم وموجب أسباب عدة؛ منها التجييش الإعلامي _وللأسف_ من قبل بعض الأطراف السياسية الكوردستانية وذلك نتيجةً للخلاف السياسي والصراع على النفوذ وخاصةً في تلك المرحلة من أغسطس العام الحالي؛ أي عند هجوم مرتزقة داعش على المناطق الأيزديين وغيرها من المناطق الكوردستانية في الإقليم الجنوبي من كوردستان وقد كشف عنها ذاك الأخ في رسالته ومن دون وعي.. ولكن وبدايةً أقول له ولكل من يروج لهذه السياسة الخطرة على وحدة الصف والقضية الكوردية برمتها: بأن المسألة لن تحل بالمزيد من الحقد بين الإخوة وإن الذين يقاتلون اليوم ويضحون بحياتهم من أجل تحرير الأرض والعرض يستحقون منا كل الوفاء والتقدير وإذا كان هناك تقصير _أو جبن وتواطئ لا سمح الله_ من قبل البعض وخاصةً في بداية الهجوم الغادر على شنكال وأهلنا فلا يعني أن ننكر تضحيات البيشمه ركة وهم يحررون اليوم الأرض الكوردستانية، ثم علينا أن لا تنسى؛ الواقع السياسي والعسكري وحرمان الإقليم من السلاح النوعي ولمدة فترة الخلافات مع بغداد في عهد حكومتي المالكي رئيس الحكومة العراقية السابق. وكذلك علينا أن لا ننسى حجم وقوة المرتزقة الدواعش وخيانة بعض القبائل العربية في المناطق المتداخلة والمجاورة لكوردستان وأخيراً عنصر المباغتة والمفاجئة في الهجوم على إقليم كوردستان (العراق) وضمناً شنكال وباقي مناطق الإخوة الأيزدية وبالتالي كانت هناك أكثر من سبب _برأي_ في إنسحاب البيشمه ركة وقتها ودون دفاع يذكر وهذا ليس تبريراً بقدر ما هو كشف للحقيقة، كي لا نتهم من يدافع عنا وعن جودنا.. بالخيانة.
وأما بخصوص قوله؛ بأن هناك “مائة من الداعشيين بيد البيشمه ركة” وهو يطلب من قيادة إقليم كوردستان بذبحهم على الطريقة الداعشية حيث يقول: “ليش ما يدبحهم البيشمه ركة” فهي بقناعتي تعود لأكثر من سبب وليس كما تخيله الأخ السائل؛ فهم (أي أولئك المرتزقة من الدواعش) من جهة ورقة ضغط على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وذلك للإفراج عن المختطفين الكورد لديهم، يعني ممكن أن يكونوا ضمن صفقة لتبادل الأسرى مع المخطوفين من أبنائنا وبناتنا الأيزديين الكورد وكذلك لأخذ بعض المعلومات المهمة عن قواتهم _قوات “داعش”_ ومراكزهم وعتادهم وتحركاتهم العسكرية وكذلك وأخيراً؛ فإن كانت داعش تنحر وتذبح الأسرى فلا يعني أن نرد بالمثل وإلا فإننا لن نكون على خلافٍ معهم وعن ثقافة أولئك الحثالة من الكائنات.. وهكذا وآخراً؛ أأمل أن نفكر بالقضايا بعقلانية رغم أن حجم الكارثة يفقد المرء _أحياناً_ تلك العقلانية وعلى الأخص عندما نكون قد تعرضنا نحن وعوائلنا وأهلنا لتلك المأساة الكارثية وليس من أولئك الذين يعيشون في بلد أوربي ويتعاملون مع الكارثة من وراء شاشة اللابتوب وهم يدّعون إلى العقلانية ..فكل الصبر والمحبة والعطف لأهلنا في شنكال وزمار وكوباني وكري سبي وعفرين وغيرها من المناطق الكوردستانية والتي تعرضت لهجمات المرتزقة من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، والنصر والحرية لأبنائنا وأخواتنا المحتجزات لدى حثالة التاريخ والشعوب؛ مرتزقة العصر من الدواعش والجواحش وكل العرفان والتقدير لكل القوات الكوردستانية المدافعة عن حق الحياة لشعبنا وكل الشكر والإجلال لكل من يعمل في سبيل قضية شعبنا وعلى رأسهم الرئيس مسعود بارزاني.[1]