=KTML_Bold=تركيا .. تعيد سيناريو حقدها مع غربي كوردستان.!!=KTML_End=
#بير رستم#
ربما أغلبنا _إن لم نقل جميعنا_ يتذكر المواقف الطورانية الكمالية للدولة التركية وحكوماتها السابقة والحالية مع إقليم كوردستان (العراق) وذلك في بدايات التسعينيات من القرن الماضي ولغاية إسقاط النظام العراقي البائد في عام 2003م على يد قوات التحالف الدولي وحتى بعد تشكيل الحكومة العراقية المؤتلفة ووضع الدستور العراقي الجديد والذي أقر الفدرالية للعراق وبموجبه أصبح وضع الإقليم الكوردستاني والواقع ضمن الدولة العراقية واقعاً دستورياً يقر له بالفيدرالية .. ولكن ورغم كل ذلك كان التعنت التركي في رفضه للإقرار والإعتراف بالإقليم _وإلى اليوم ترفض تركيا الإعتراف بالهوية الكوردستانية للإقليم وإن كانت عملياً تقر وتعترف بذلك ولأجل مصالحها ومشاريعها الإقتصادية على الأقل_ وقد تحججت تركيا بالعديد من القضايا والحجج لتبرر موقفها العدائي ذاك تجاه الإقليم الكوردستاني وكان أكثرها ضجةً وصخباً وتجارةً سياسية هو وجود التركمان في كركوك _بل الإدعاء ب“تركمانية كركوك“_ وكذلك قضية أمن حدودها مع “الجماعات الكوردية المسلحة“.. وغيرها من الحجج الكاذبة والمخادعة وهي تحاول أن تغطي على عدائها التاريخي للكورد وقضيتهم العادلة وقد رأينا كذبها ونفاقها في مسألة التركمان وكيف تنازلت عنها من أجل مصالحها الإقتصادية في إقليم كوردستان.
كان ذاك في الماضي القريب .. ولكن واقع إقليم كوردستان (العراق) قد تغير وتغيرت معها موقف تركيا السياسي من الإقليم وأصبحت تركيا على رأس الدول التي لها علاقات مع الإقليم الكوردستاني _إقتصادياً وتجارياً على الأقل_ لكن وعلى الرغم من هذا التغيير في الموقف السياسي مع الإقليم، فإن موقف تركيا من القضية الكوردية بقي كما هو رافضاً لأي إعتراف بكوردستانية الإقليم _كان وما زال_ مؤكدتاً بذلك طورانيتها وحقدها التاريخي على القضية الكوردية وما مواقفها الأخيرة من المسألة والحضور الكوردي _مؤخراً_ في غربي كوردستان (الإقليم الكوردستاني داخل الدولة السورية) وعلى الأخص من مأساة أهلنا في كوباني، إلا تأكيداً على تلك السياسة الطورانية التركية الحاقدة للمسألة الكوردية؛ حيث ها هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفي يوم السبت الماضي يحذر من “وجود مشروع لتأسيس كيان كردي جديد في غرب كوردستان بشمال سوريا، منتقدا في الوقت نفسه تركيز الغرب على المعارك في كوباني ونسيان ما يحدث في مدينة حلب“. وذلك بحسب ما ورد من أخبار على مواقع التواصل الإجتماعي وكذلك المواقع الإخبارية ومنهم موقع ولاتي نت حيث وبحسب الموقع قد “قال أردوغان –خلال اجتماع لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية الذي انعقد اليوم في إسطنبول– إن المشروع الذي يعد لإقامة كيان كوردي في شمالي سوريا يشكل تهديدا لأمن تركيا“. وهو بهذا يؤكد على الموقف الطوراني _كما سبق وأشرنا_ وبنفس الوقت يعيد السيناريو الذي أتبعتها تركيا مع إقليم كوردستان (العراق).
وهكذا فإن تركيا تمارس _وسوف تستمر في تلك الممارسة_ والسياسة العنصرية تجاه القضية الكوردية لتفشل أي مشروع وطني كوردي من قبيل بروز كيان سياسي_ إن كانت كانتونات إدارة ذاتية أو أقاليم فيدرالية في غربي كوردستان وقد نقلت بعض الصحف التركية عن “أردوغان قوله أمس الجمعة إن مسؤولي الاستخبارات الأتراك سيحذرون زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم من أي خطوة أحادية لإنشاء كيان كوردي مستقل في غرب كوردستان بشمالي سوريا قرب الحدود التركية” بحسب الموقع نفسه.. وبالتالي على كل القوى الكوردية _السياسية والعسكرية_ وعلى الأخص (المرجعية السياسية) العمل على تجاوز خلافاتهم الداخلية والعمل كفريق سياسي حقيقي خدمةً للقضية الوطنية وتجاوز الخلافات الحزبية البينية وفي ذلك نأمل أن يكون دور كل من أربيل وقنديل إيجابياً وذلك من خلال التعاون المشترك وفق رؤية إستراتيجية كوردستانية، بل يمكن أن تتحول تلك السياسة الطورانية إلى “شوكة” في خاصرة تركيا نفسها بحيث يتم الضغط عليها دولياً وتعرية مواقفها العدائية بصدد المسألة الكوردية وفي ذلك يمكن للديبلوماسية الكوردية في إقليم كوردستان (العراق) أن تلعب دوراً كبيراً على المستوى الإقليمي والدولي وخاصةً في ظل التنافس التركي السعودي على قيادة المحور السني في المنطقة ونحن نعلم بأن تركيا باتت _مؤخراً_ تعاني من أزمة وعزلة حقيقية وخاصةً بعد إنهزامها سياسياً إخوانياً في مصر وذلك من قبل منافستها؛ السعودية ومؤخراً نجاح هذه الأخيرة بإعادة قطر إلى صف حلفائها في المنطقة العربية وهي _برأي_ بداية فك إرتباطها مع تركيا.
وأخيراً؛ هل نأمل أن ينجح الكورد في غربي كوردستان في معادلة “لي الأذرع” مع الدولة التركية وإنشاء كيانهم السياسي كما فعلها أشقائهم في إقليم كوردستان (العراق) وخاصةً أن مأساة كوباني وما سطره أبطالنا وبطلاتنا من قوات الحماية الشعبية (YPG) والمرأة (YPJ) وبمساعدة مجموعات من الجيش الحر والبيشمه ركة من ملاحم بطولية قد لفتوا أنتباه وتعاطف كل شعوب العالم المدني المتحضر وهم يسجلون أروع البطولات في الدفاع عنها وعن قيم الحرية والإنسانية وذلك في وجه أعتى القوى الظلامية في العصر الحديث، مما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وحلفائها المحليين والإقليميين. وهكذا نعود ونسأل مجدداً؛ هل ينجح كوردنا في غربي كوردستان كما نجح إخوتهم في إقليم كوردستان (العراق) .. مؤكد أن ذاك سوف تكشفه الأيام والسنوات القادمة وإننا متفائلون بتقدمية حركة التاريخ وقدرة الشعوب على النهوض ونيل حقوقها المغتصبة، حيث “لا يموت حقٌ وراءه مطالب” وها هو شعبنا وبكل شرائحه وقواه السياسية والعسكرية يطالب بحقوقه المشروعة والمغتصبة من قبل هذه الحكومات الحاقدة والعنصرية وعلى رأسهم الدولة التركية الطورانية وذلك على الرغم من كل إدعاءاتها بالديمقراطية ومن خلال وجهها الجديد؛ الإسلامي الأردوغاني.[1]