محمد الروبي. القاهرة
تحتل القضية الفلسطينية مكانة كبيرة لدى الكرد لا سيما القائد #عبد الله أوجلان# ، ولا ينسى أبداً المقاتلون الكرد الذي قاتلوا إلى جوار الفصائل الفلسطينية في لبنان من قبل ضد إسرائيل، إلى جانب التشابه الكبير بين القضيتين الفلسطينية والكردية.
وفي هذا السياق، حاورت وكالة فرات للأنباء (ANF)، ياسر أبو سيدو نائب رئيس المجلس الاستشاري لحركة فتح الفلسطينية والذي أكد حق الكرد في ممارسة حقوقهم المشروعة كما تتم المناداة بذلك أيضاً للشعب الفلسطيني، قائلاً إن أوجلان كان تحررياً وحراً وهذا ما يجمع بينه وبين الفلسطينيين.
ويرى أبو سيدو أن القبض على عبد الله أوجلان تم من قبل الموساد الإسرائيلي خدمة لتركيا، مشدداً على أن تركيا عدو للعرب وإسرائيل كذلك، وأوجلان دعم الفلسطينيين، وبالتالي تقابلت المصالح بين أنقرة وتل أبيب من منطلق عدو عدوي صديقي.
وإلى نص الحوار:
*بداية، أنت كسياسي فلسطيني ما الذي يستوقفك في شخصية عبد الله أوجلان؟
- أنا يستوقفني دائماً الطريقة التي تم القبض بها على السيد عبد الله أوجلان، من الذي ألقى القبض على عبد الله أوجلان؟ ولمصلحة من تم القبض عليه؟ والإجابة واضحة أن من ألقى القبض على عبد الله أوجلان الموساد الإٍسرائيلي، وهذا معروف وفعل ذلك لمصلحة إسرائيل، وقد فعل ذلك خدمة لتركيا.
*كيف ذلك؟ وكيف التقت مصلحتهما معاً في القبض على أوجلان؟
- التناقض الذي نراه بين الكرد وتركيا، ما خلفيته؟ خلفيته أن الإخوة الكرد كثافتهم السكانية في الجانب الشرقي من دولة تركيا، وبالتالي عندما يتم القبض على أوجلان فإن هذا يخدم الأتراك، والأتراك لا يعترفون بحق الكرد في أن يمارسوا عاداتهم وتقاليدهم ويعبروا عن قوميتهم، وبالتالي جاء التعاون بين تل أبيب وأنقرة وبينهما مصالح كبيرة.
*هل المصالح بين الأتراك والإسرائيليين كبيرة لهذه الدرجة؟
- انظر أخي العزيز، الدول فيما بينها تلعب لعبة المصالح لكي تسير سياساتها، ودولياً لو نظرنا إلى أوروبا، لماذا تؤيد القارة العجوز إسرائيل؟ هل لأن اليهود عيونهم زرقاء ونحن عيوننا بنية؟، لا بالطبع، وإنما الأمر متعلق بالمصالح، ولأن إسرائيل كما قال المفكر الكبير عبد الوهاب المسيري دولة وظيفية، فتخيل العالم العربي بلا إسرائيل، سيكون كياناً من أقوى الكيانات الاقتصادية في العالم، بينما إسرائيل تخدم من أجل أن تكون الدول العربية كيانات.
*هل كان القبض خدمة لتركيا فقط؟ أم لأن أوجلان أيضاً كان لديه أفكاراً داعمة للقضية الفلسطينية في مواجهة الإسرائيليين؟
- سأقول لك أمراً بسيطاً للغاية، ما الذي يجمع بين الفلسطينيين ودولة مثل كوبا، الفكر الثوري التحرري وقضية الحرية، وهذا هو ما يجمع بين الفلسطينيين والكرد، قضية أنك مؤمناً بأنك تريد أن تكون حراً فتؤيد الأحرار في أي مكان وزمان، وأوجلان كان حراً وأيد الأحرار.
*أتصور أنه ليس من مصلحة النظام التركي أياً كان أن يكون هناك أحرار في المنطقة، أليس كذلك؟
- تركيا تركت إمبراطورتيها نهباً للاستعمار البريطاني والفرنسي مرغمة وليس باختيارها، وهي تتصور أيضاً أنه يجب أن يكون الكرد من بين ما يخدم المصالح التركية وليس المصالح الكردية، وهذا أمر بالنسبة لتركيا لا يجب أن يكون. من جانب آخر، الذي دمر الدول العربية هو الاستعمار التركي، وما الذي يربط بين إسرائيل وتركيا؟ هو المصلحة، تركيا عدو للعرب وإسرائيل عدو للعرب وكما يقال عدو عدوي صديقي.
*ما رأيك في محاولات البعض طمس هوية الكرد كما تحاول إسرائيل فعل ذلك مع الفلسطينيين؟
- أنا أرى وأقولها دائماً إن للكرد الحق في ممارسة كافة عاداتهم وتقاليدهم الحياتية والثقافية دون أية قيود عليهم، وهذا حقهم المشروع، تماماً مثلما نطلب الأمر ذاته بالنسبة للشعب الفلسطيني وحقه المشروع في أن يعيش على أرضه وأن يعيشوا في دولتهم في إطار أراضي الرابع من يونيو\ حزيران 1967، فللكرد أيضاً الحق في ذلك، ولا ننسى أن الكرد منهم صلاح الدين الأيوبي الذي اتخذنا منه قائداً إسلامياً، بمعنى أنه قائد للجميع، وبالتالي من حق الكرد أن يكون لهم شخصيتهم المستقلة، فالمنطقة التي نعيش فيها تحتمل القوميتين العربية والكردية وأن يجمعهما الاحترام، وغير ذلك لا يكون إلا عند بعض الموتورين. وللأسف استطاع الاستعمار الغربي أن يفصل بين القومية العربية والقومية الكردية ويضعهما في مواجهة بعضهما البعض، وهذه المواجهة كانت كارثية على الطرفين.
*إذن أنت ترى أن محاولة الفتنة بين الكرد والعرب في بعض الأوقات كانت من فعل الاستعمار، أليس كذلك؟
- لا شك في ذلك، فقوى الاستعمار تلعب على المتناقضات بين القوميتين، في المقابل يجب على القوميتين العربية والكردية أن يقهم كل منهما الآخر ويحترما بعضهما البعض، فالشعب الكردي له قيمته في التاريخ، وهذا نقوله ليس مجاملة وإنما نقوله عن قناعة. ونحن في الثورة الفلسطينية على سبيل المثال، كان لدينا عديد من الشخصيات الكردية التي قاتلت إلى جانب ثورتنا، ولو كان هناك عداء تاريخياً أو عرقياً لما قاتلوا معنا ذات يوم، وبالتالي العرب ليسوا نقيضاً للكرد وليس الكرد نقيضاً للعرب.[1]