=KTML_Bold=الكُرد والكيماوي.. أنظمةٌ متعاقبةٌ هدفها إبادة حقيقةٍ تاريخيةٍ=KTML_End=
تتغير الأنظمة في الدول المحتلة لكردستان ولا تختلف العقلية التي تنتهج العنف في إطار إبادة الكرد جسدياً وثقافياً؛ حيث بات استخدام الأسلحة #الكيماوية# وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً ضد الكرد أمراً متكرراً خلّف مجازر وقصص مأساوية في مسعى لإنهاء حقيقة تاريخية على الجغرافيا الكردستانية.
في السابع من نيسان من عام 2016 تعرّض حيّ الشيخ مقصود في مدينة حلب، للقصف بالأسلحة الكيماوية المحرّمة دولياً؛ نفذته المجموعات المرتزقة التابعة للدولة التركية عقب أربع سنوات من المعارك التي شهدها الحي ولم يتمكن من خلالها المرتزقة من احتلال حييّ الشيخ مقصود والأشرفية، نتيجة المقاومة البطولية لوحدات حماية الشعب والمرأة وحرب الشعب الثورية التي خاضها أهالي الحيين.
قبل ذلك تعرّض الحي لعمليات قصفٍ مماثلة بالقنابل التي تحمل مواد كيماوية في الثامن من آذار من العام نفسه؛ وفي السابع والثامن من نيسان تعرّض الحي لرشقات قصفٍ أخرى بالمواد السامة.
لم تكن الإحصائيات دقيقة آنذاك نظراً لضراوة المعارك؛ لكن بحسب الأرقام التي جمعتها ونشرتها وكالة هاوار حينها فإن نحو 200 مدني فقدوا حياتهم و600 آخرين جرحوا نتيجة الهجمات التي شُنّت على الحي خلال ستة أشهر، من قِبل المرتزقة التابعين لجيش الاحتلال التركي.
كانت الأرقام والمشاهد صادمة إلا أن التجاهل الإعلامي حال دون إبراز واحدة من أبشع جرائم الحرب في سوريا باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الكرد في حيٍّ بقيّ ولا يزال محاصراً.
كُتبِت على أغلب الصواريخ والقذائف التي قُصِفَ بها حي الشيخ مقصود رسائل انتقامية باللغة التركية، موجّهة ضد الشعب الكردي، ورغم أن الجهات المنفذة للقصف هي مجموعات “السلطان مراد، أحرار الشام، حركة نور الدين زنكي، جيش المجاهدين وغيرها من المجموعات” إلا أن الهدف كان إبادة الكرد في تلك المساحة الجغرافية المحاصرة؛ كان واضحاً ماذا ومَن يخدم؛ في ظل التقارير التي تحدثت عن تزويد أنقرة لتلك المجموعات بالأسلحة الكيماوية.
بعنوان “الجماعات المعارضة المسلحة ترتكب جرائم حرب في مدينة حلب” صدر تقرير منظمة العفو الدولية عقب الهجمات الكيماوية؛ وكانت المنظمة قد ذكرت بأنها “جمعت أدلة قوية على انتهاكات خطيرة من شهود عيان وحصلت على أسماء ما لا يقل عن 83 مدنياً، بمن فيهم 30 طفلاً، قُتلوا بسبب الهجمات في الشيخ مقصود، ما بين شباط ونيسان 2016، وأصيب ما يربو على 700 مدني كذلك بجروح، طبقاً للمستشفى الميداني المحلي.
ستة مدنيين ومقاتلين تابعين لوحدات حماية الشعب بدت عليهم أعراض من قبيل ضيق التنفس والخدر واحمرار العينين ونوبات من السعال الشديد، فالجماعات المسلحة الذين هاجموا الشيخ مقصود ربما استخدموا أسلحة كيميائية”.
كما وذكر في بيانٍ عقب الهجوم بأسبوع قيل إنه صادر عن قائد جماعة “جيش الإسلام” المسلحة أن أحد القادة الميدانيين قد استعمل “سلاحاً لم يُصرح باستعماله” في الهجوم على الشيخ مقصود، وأنه سوف يُحاسب على ذلك.
على غرار الشيخ مقصود… جبال كردستان حربٌ كيماوية أخرى ضد الكُرد
في جنوب كردستان يتعرّض مقاتلو حركة التحرر الكردستانية لهجماتٍ هي الأعنف منذ أن أعلنت الحركة الكفاح المسلح ضد الاحتلال التركي 1984، بكل إمكانياتها العسكرية تحاول الدولة التركية إبادة إرادة الشعب الكردي المتمثلة بحركة التحرر في جبال كردستان.
قد تبدو الأرقام صادمة إلا أنها تشير إلى حجم الهجوم الذي تنفذه الدولة التركية ضد الكريلا، وفقاً للأرقام فإن أكثر من خمسة آلاف هجومٍ كيماوي نفذته الدولة التركية ضد مقاتلي الكريلا في جبال كردستان منذ شباط عام 2021.
ثبت أن الجيش التركي يستخدم أيضاً العديد من القنابل المحظورة، فبالإضافة إلى الغازات الكيماوية؛ يتم استخدام نوع من القنبلة النووية التكتيكية التي تقوم بتدمير نظام الأنفاق وتخلق تأثيراً ساماً في منطقة جغرافية ضيقة جداً، إن هذه القنابل ليست قنابل فقط لنشر الإشعاع النووي على مساحة واسعة، بل يتم ضبط شدة انفجار هذه القنابل، حيث تنتج هالة انفجار وحرارة كبيرين، ولها تأثير مميت في منطقة جغرافية ضيقة، كما يتم استخدام القنابل الحرارية والقنابل الفوسفورية التي لها نفس الخصائص التدميرية.
وقد تم تأكيد استخدام هذه الأسلحة من قبل جيش الاحتلال التركي ضد الكريلا عشرات المرات بالوثائق، بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم هذه الوثائق والصور الخاصة باستخدام الأسلحة الكيماوية إلى أكثر من 40 دولة. وقد نوقشت هذه القضية في برلمانات العديد من هذه البلدان، لكن حتى الآن لم يظهر أي موقف ضد الاحتلال التركي الذي يستخدم الأسلحة الكيماوية وينتهك جميع القوانين والأعراف الدولية.
يستخدم جيش الاحتلال التركي هذه الأسلحة ضد الشعب الكردي منذ عام 2015، بالإضافة إلى ذلك، كثفت الدولة التركية من جهودها لتطوير أسلحة نووية، وفي الآونة الأخيرة أصبح من الواضح أن الدولة التركية تستخدم أسلحة نووية تكتيكية.
أردوغان اليوم وصدام الأمس… العقلية الدكتاتوريّة والإصرار على الإبادة
منذ الحرب العالمية الثانية التي شهدت فظائع غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية؛ وانتهاء حقبة وحشية وفق منظور العالم الحديث؛ لا تزال الجغرافيا الكردستانية تشهد حرب إبادةٍ غير مسبوقة تخوضها بقايا عقلية الحربين العالميتين الأولى والثانية تتجسد في أنظمة الشرق الأوسط.
على الجغرافيا الكردستانية يواجه الكرد حرباً وجودية؛ حيث الأنظمة الدكتاتورية التي تستخدم الأسلحة الكيماوية والنووية في سبيل إنهاء حقيقة تاريخية في مهد البشرية على مدى قرنٍ مضى.
فنظام صدام حسين الذي استخدم الأسلحة الكيماوية في قتل آلاف الكرد في حلبجة؛ لم يواجه أي صعوبات أو اتهامات مباشرة، فالإبادة الجماعية لأكثر من 180 ألف كردي في حملة الأنفال في باشور “جنوب كردستان” لم تُحرك مشاعر القوى الدولية، والحرب على العراق ومحاكمة النظام العراقي لم تكن لأجل الكرد، إنما جاءت عقب التماس الغرب بأن صدام حسين يهدد المصالح الغربية.
اليوم يتجاهل العالم واحدةً من أبشع جرائم القرن الحالي؛ فما فعله صدام حسين في الأمس يفعله أردوغان اليوم وهي عقلية الأنظمة الحاكمة للشرق الأوسط نفسها؛ القنابل الكيماوية، النووية التكتيكية وغيرها من القذائف التي تستخدم ضد الكريلا في جبال كردستان يفوق ما استخدمه صدام حسين في قصف حلبجة بأضعافٍ مضاعفة.
رغم ذلك لم تخرج القوى الدولية والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان بأي إدانة ضد الدولة التركية في استخدامها أسلحة محرّمة دولياً؛ عدا عن أن البعثات الحقوقية عاجزة عن الوصول إلى تلك المناطق وتوثيق استخدام تلك الأسلحة بحجج وذرائع مختلفة تخدم وتشجع الدولة التركية.
وكالة هاوار
الكُرد والكيماوي.. أنظمةٌ متعاقبةٌ هدفها إبادة حقيقةٍ تاريخيةٍ
آراء
بواسطة Ronahi في أبريل 11, 2023 203
تتغير الأنظمة في الدول المحتلة لكردستان ولا تختلف العقلية التي تنتهج العنف في إطار إبادة الكرد جسدياً وثقافياً؛ حيث بات استخدام الأسلحة الكيماوية وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً ضد الكرد أمراً متكرراً خلّف مجازر وقصص مأساوية في مسعى لإنهاء حقيقة تاريخية على الجغرافيا الكردستانية.
في السابع من نيسان من عام 2016 تعرّض حيّ الشيخ مقصود في مدينة حلب، للقصف بالأسلحة الكيماوية المحرّمة دولياً؛ نفذته المجموعات المرتزقة التابعة للدولة التركية عقب أربع سنوات من المعارك التي شهدها الحي ولم يتمكن من خلالها المرتزقة من احتلال حييّ الشيخ مقصود والأشرفية، نتيجة المقاومة البطولية لوحدات حماية الشعب والمرأة وحرب الشعب الثورية التي خاضها أهالي الحيين.
قبل ذلك تعرّض الحي لعمليات قصفٍ مماثلة بالقنابل التي تحمل مواد كيماوية في الثامن من آذار من العام نفسه؛ وفي السابع والثامن من نيسان تعرّض الحي لرشقات قصفٍ أخرى بالمواد السامة.
لم تكن الإحصائيات دقيقة آنذاك نظراً لضراوة المعارك؛ لكن بحسب الأرقام التي جمعتها ونشرتها وكالة هاوار حينها فإن نحو 200 مدني فقدوا حياتهم و600 آخرين جرحوا نتيجة الهجمات التي شُنّت على الحي خلال ستة أشهر، من قِبل المرتزقة التابعين لجيش الاحتلال التركي.
كانت الأرقام والمشاهد صادمة إلا أن التجاهل الإعلامي حال دون إبراز واحدة من أبشع جرائم الحرب في سوريا باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الكرد في حيٍّ بقيّ ولا يزال محاصراً.
كُتبِت على أغلب الصواريخ والقذائف التي قُصِفَ بها حي الشيخ مقصود رسائل انتقامية باللغة التركية، موجّهة ضد الشعب الكردي، ورغم أن الجهات المنفذة للقصف هي مجموعات “السلطان مراد، أحرار الشام، حركة نور الدين زنكي، جيش المجاهدين وغيرها من المجموعات” إلا أن الهدف كان إبادة الكرد في تلك المساحة الجغرافية المحاصرة؛ كان واضحاً ماذا ومَن يخدم؛ في ظل التقارير التي تحدثت عن تزويد أنقرة لتلك المجموعات بالأسلحة الكيماوية.
بعنوان “الجماعات المعارضة المسلحة ترتكب جرائم حرب في مدينة حلب” صدر تقرير منظمة العفو الدولية عقب الهجمات الكيماوية؛ وكانت المنظمة قد ذكرت بأنها “جمعت أدلة قوية على انتهاكات خطيرة من شهود عيان وحصلت على أسماء ما لا يقل عن 83 مدنياً، بمن فيهم 30 طفلاً، قُتلوا بسبب الهجمات في الشيخ مقصود، ما بين شباط ونيسان 2016، وأصيب ما يربو على 700 مدني كذلك بجروح، طبقاً للمستشفى الميداني المحلي.
ستة مدنيين ومقاتلين تابعين لوحدات حماية الشعب بدت عليهم أعراض من قبيل ضيق التنفس والخدر واحمرار العينين ونوبات من السعال الشديد، فالجماعات المسلحة الذين هاجموا الشيخ مقصود ربما استخدموا أسلحة كيميائية”.
كما وذكر في بيانٍ عقب الهجوم بأسبوع قيل إنه صادر عن قائد جماعة “جيش الإسلام” المسلحة أن أحد القادة الميدانيين قد استعمل “سلاحاً لم يُصرح باستعماله” في الهجوم على الشيخ مقصود، وأنه سوف يُحاسب على ذلك.
على غرار الشيخ مقصود… جبال كردستان حربٌ كيماوية أخرى ضد الكُرد
في جنوب كردستان يتعرّض مقاتلو حركة التحرر الكردستانية لهجماتٍ هي الأعنف منذ أن أعلنت الحركة الكفاح المسلح ضد الاحتلال التركي 1984، بكل إمكانياتها العسكرية تحاول الدولة التركية إبادة إرادة الشعب الكردي المتمثلة بحركة التحرر في جبال كردستان.
قد تبدو الأرقام صادمة إلا أنها تشير إلى حجم الهجوم الذي تنفذه الدولة التركية ضد الكريلا، وفقاً للأرقام فإن أكثر من خمسة آلاف هجومٍ كيماوي نفذته الدولة التركية ضد مقاتلي الكريلا في جبال كردستان منذ شباط عام 2021.
ثبت أن الجيش التركي يستخدم أيضاً العديد من القنابل المحظورة، فبالإضافة إلى الغازات الكيماوية؛ يتم استخدام نوع من القنبلة النووية التكتيكية التي تقوم بتدمير نظام الأنفاق وتخلق تأثيراً ساماً في منطقة جغرافية ضيقة جداً، إن هذه القنابل ليست قنابل فقط لنشر الإشعاع النووي على مساحة واسعة، بل يتم ضبط شدة انفجار هذه القنابل، حيث تنتج هالة انفجار وحرارة كبيرين، ولها تأثير مميت في منطقة جغرافية ضيقة، كما يتم استخدام القنابل الحرارية والقنابل الفوسفورية التي لها نفس الخصائص التدميرية.
وقد تم تأكيد استخدام هذه الأسلحة من قبل جيش الاحتلال التركي ضد الكريلا عشرات المرات بالوثائق، بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم هذه الوثائق والصور الخاصة باستخدام الأسلحة الكيماوية إلى أكثر من 40 دولة. وقد نوقشت هذه القضية في برلمانات العديد من هذه البلدان، لكن حتى الآن لم يظهر أي موقف ضد الاحتلال التركي الذي يستخدم الأسلحة الكيماوية وينتهك جميع القوانين والأعراف الدولية.
يستخدم جيش الاحتلال التركي هذه الأسلحة ضد الشعب الكردي منذ عام 2015، بالإضافة إلى ذلك، كثفت الدولة التركية من جهودها لتطوير أسلحة نووية، وفي الآونة الأخيرة أصبح من الواضح أن الدولة التركية تستخدم أسلحة نووية تكتيكية.
أردوغان اليوم وصدام الأمس… العقلية الدكتاتوريّة والإصرار على الإبادة
منذ الحرب العالمية الثانية التي شهدت فظائع غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية؛ وانتهاء حقبة وحشية وفق منظور العالم الحديث؛ لا تزال الجغرافيا الكردستانية تشهد حرب إبادةٍ غير مسبوقة تخوضها بقايا عقلية الحربين العالميتين الأولى والثانية تتجسد في أنظمة الشرق الأوسط.
على الجغرافيا الكردستانية يواجه الكرد حرباً وجودية؛ حيث الأنظمة الدكتاتورية التي تستخدم الأسلحة الكيماوية والنووية في سبيل إنهاء حقيقة تاريخية في مهد البشرية على مدى قرنٍ مضى.
فنظام صدام حسين الذي استخدم الأسلحة الكيماوية في قتل آلاف الكرد في حلبجة؛ لم يواجه أي صعوبات أو اتهامات مباشرة، فالإبادة الجماعية لأكثر من 180 ألف كردي في حملة الأنفال في باشور “جنوب كردستان” لم تُحرك مشاعر القوى الدولية، والحرب على العراق ومحاكمة النظام العراقي لم تكن لأجل الكرد، إنما جاءت عقب التماس الغرب بأن صدام حسين يهدد المصالح الغربية.
اليوم يتجاهل العالم واحدةً من أبشع جرائم القرن الحالي؛ فما فعله صدام حسين في الأمس يفعله أردوغان اليوم وهي عقلية الأنظمة الحاكمة للشرق الأوسط نفسها؛ القنابل الكيماوية، النووية التكتيكية وغيرها من القذائف التي تستخدم ضد الكريلا في جبال كردستان يفوق ما استخدمه صدام حسين في قصف حلبجة بأضعافٍ مضاعفة.
رغم ذلك لم تخرج القوى الدولية والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان بأي إدانة ضد الدولة التركية في استخدامها أسلحة محرّمة دولياً؛ عدا عن أن البعثات الحقوقية عاجزة عن الوصول إلى تلك المناطق وتوثيق استخدام تلك الأسلحة بحجج وذرائع مختلفة تخدم وتشجع الدولة التركية.
وكالة هاوار[1]