=KTML_Bold=شنكال والأهمية الاستراتيجية في القضيّة الكردستانية=KTML_End=
كاوە نادر قادر
تمارس العديد من الدول الإقليمية والدولية وبعض القوى الداخلية ضغوطاً كبيرة على الصراع الموجود في #شنكال# ، وأدى كثرة الفاعلين والتعددية الإدارية إلى اضطرابات في حالة السلم الاجتماعي في تلك المدينة الكردستانیة المنكوبة، وفاقمت المعادلات الإقليمية والدولية، فالأطراف الخارجية وظفوا جهودهم من أجل اندلاع حرب أهلية كردية فيها، التي تتركز من أجل طموحاتهم القومیة الدنيئة والخبيثة، على حساب حقوق وكردستانیة شنكال، وضرب السلم الاجتماعي لأبناء تلك المدينة.
إن تغیّر مسار هجوم داعش من أطراف العاصمة العراقية (بغداد) صوب هذه المدينة، ليس سوى جزء من المحاولات الإرهابیة التي تورطت فيها تركيا ضد الكرد، وأدت إلى جريمة إنسانیة تستحق الشجب الدولي، بعد أن قتل داعش أكثر من خمسة آلاف من الرجال وجعل ثلاثة آلاف من النساء سبایا، وارتُكبت أبشع الجرائم بحق الكرد الإيزيديين الذين يعيشون في هذه المنطقة، ولم ینتهِ الاحتلال الإرهابي إِلا بعد مقاومة بطوليّة من وحدات مقاومة شنكال YBŞ في أكتوبر 2015.
صحیح أن شَنكال منطقة استراتیجیة وحساسة، وهي ضمن الطموحات والتوازنات الدولیّة في الشرق الأوسط لأنها تُعتبر جسراً جغرافیاً طبیعیاً بین روج آفا وجنوب كردستان “باشور” ويعتبر جبل شنكال (1400م) وبطول 71كم والمطل علی مدینة شَنكال، ذو موقع استراتیجي عسكري، حیث تطمح فیه تركیا لأجل مراقبة منطقة الجزیرة في روج آفا وتبدید مخاوف إسرائيل من أن تُعید فیها الإیرانیون قصفها بالصواریخ كما فعل صدام حسین في 1990وأطماعهم فيها، لوقوعها علی طریق الهلال الشیعي إلی البحر المتوسط.
في التاسع من أكتوبر2021 تم توقیع اتفاقیة بین بغداد وهولير بحضور ممثل الأمم المتحدة، المعروفة ب (اتفاقیة شنكال) وبحجة إعادة الاستقرار لهذە المنطقة، بدون مشاركة أهالي المنطقة الأصلیین والمتضررین أثناء الاحتلال الداعشي، ما فاقم المشكلة وكثرت الحساسیات والصراعات الداخلية بین قوی الإیزیدیة الموجودة ضمن الأحزاب الكردیة، والحشد الشعبي، وخصوصاً بعد التهدیدات التركیّة، واتفاق الأخيرة مع الحكومة العراقیة لأجل إنهاء تواجد القوات المتعاطفة “وحدات مقاومة شنكال” مع حزب العمال الكردستاني وهي حجة تتذرع بها تركيا دوماً.
على الرغم من أن منطقة شنكال هي جزء من جنوب كردستان وداخل المنطقة ما تسمی (المتنازع عليها -المادة 140 من الدستور العراقي الحالي)، فإن وجود وحدات مقاومة شنكال وهم السكان الأصليون والإيزيدين المتضررین أثناء احتلال داعش، بينما تعتبرها السلطات التركية الأردوغانیة، بمثابة ذريعة لأجل دخول واحتلال هذه المناطق، واستكمال أجندتها التوسعية لاحتلال ما تسمى “ولایتي الموصل وحلب/ العثمانیة القدیمة” ضمن الأجندة العثمانية الجديدة لأردوغان.
إن الرهان على إيجاد حل بدون السكان الأصليين واستمرار التهديدات العسكرية التركية لهم، من المعضلات الرئيسية في ظل الظروف الكردية الداخلية والإقليمية والتوازنات الدولية، وإذا توقف التدخّل التركي في المشاكل الشائكة في هذه المدينة وغاراتها الجوية على مقاتلي وحدات مقاومة شنكال وعودة السكان الأصليين إلیها، ومحاسبة أولئك الذين شاركوا في المجزرة المرتكبة بحق الإيزيديين في آب 2014، يمكن أن يظهر ملامح إيجابية لحل المشاكل واستعادة الهوية الكردية لشنكال.[1]