=KTML_Bold=ثورة روج افا هي ثورة المرأة=KTML_End=
=KTML_Underline=الهام احمد=KTML_End=
إنّ ضمان انتصار #ثورة روج# آفا في التحرير والبناء مرهون بدور المرأة، ومدى فعاليتها وتلبيتها لمهام إنشاء الإدارة الذاتية الديمقراطية. وهذا ما تمّ التأكيد عليه بعد مرور عام ودخولنا عاماً جديداً. إنّ انضمام المرأة الكردية إلى ثورة روج آفا، وطليعتها على كافة الأصعدة ضمان دمقرطة هذه الثورة، التي ستستمر بكلّ وتيرتها ضد القوى الإرهابية المسماة بداعش. في البداية نبارك هذا العام لجميع النساء في العالم والمنطقة، متمنين تحقيق الحرية والديمقراطية لجميع شعوب المنطقة. مرّ عام كامل على استمرار نضال المرأة في روج آفا في خضم ثورة شعبية لا تزال تتعرض لأشرس الهجمات الإرهابية، بهدف النيل من مكتسبات الشعوب وعلى رأسها الشعب الكردستاني، لكن المرأة رغم كلّ ذلك استطاعت أن تخطو خطوات عظيمة نحو الحرية. لو قيمنا نشاطات وفعّاليات المرأة للعام المنصرم، فيمكننا القول بأنّها كانت كثيفة وشاملة لجميع نواحي الحياة، وذو تأثير كبير على تغيير واقع المرأة في المنطقة. ويمكننا الإشارة إلى دور المرأة في التوعية من خلال الأكاديميات والدورات التدريبية التي قامت بها بنية أكاديميات «اتحاد ستار » في المقاطعات الثلاث حيث تمّ تخريج الألاف من النساء، وقامت بإعطائهن الدور الرئيسي في النشاطات النسائية والسياسية عموماً. لهذا كان تنظيم المجالس المحلية على أساس الرئاسة المشتركة ثمرة لهذا النضال. فنظام الرئاسة المشتركة لأول مرة يعمم في روج آفا، وهذا التعميم شمل كلّ من المرأة الكردية، العربية، الأشورية والسريانية. إنّ بناء الحياة على أسس تشاركية بين الجنسين أصبح ركناً أساسياً من أركان الحياة الحرة التي تسعى الحركة إلى بنائه. لم يطبق نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية في أيّ دولة من الدول التي تدعي الديمقراطية والحرية. من الطبيعي أن يلاقي أيّ تنظيم نسائي الكثير من المصاعب والعقبات في مسيرتها النضالية لأجل التحرر، وأكثر العوائق التي تتسبب بتأخير الخطوات العملية هي الذهنية الذكورية المتحكمة بالمجتمع. عندما تكون المرأة بذاتها مقتنعة بالوضع الذي تعيش فيه وكأنّه قدرٌ مكتوبٌ على جبينها، هذا إلى جانب ذهنية الرجل الذي لا يتقبل أيّ تغيير، حينها يكون النضال التحرري أصعب من ما يظن. فإن الرجل بدل من أن يقوم بالانضمام إلى حملة التغيير، يخلق العوائق أمام نضال المرأة التحرري. فكلما تطورت المرأة وتخلصت من قيودها، يبدأ الرجل بوضع قيود أخرى أمامها، لهذا تضطر المرأة لبذل جهود مضاعفة كي تستمر في نضالها، إو ستتعرض للسخط والطّلاق. ولكن عندما تكون المرأة على وعي بأن ما هو موجود ليس قدرها وحقيقتها، حينها لن يقدر أي عائق أن يعيقها في نضالها التحرري. كما إنّ النظام الرأسمالي يستمر ببث ثقافته ضمن المجتمع، مبدياً إنّه الأكثر تبنياً لحرية المرأة من خلال إفراغ المرأة الشابة من قيمها المجتمعية وأبعادها وإكسابها الشكليات في مفهوم الحرية. لهذا يصبح من الصعب تحرير المرأة التي اقتنعت بأنّها متحررة، وليست بحاجة الى نضال تحرري. إنّ هذا من أحد الأسباب التي تواجه حركتنا في جذب فئة الشبيبة إلى صفوف النضال. جميعنا يعلم إنّ حركة المرأة خطتْ خطوات جدّية في سبيل تحرر المرأة، وفي صدارة هذه الخطوات إصدار القوانين الخاصة بالمرأة، ولكن فيما بعد ظهرت ردود أفعال قوية من بعض النساء تجاه هذه القوانين في بعض المناطق. فالفتاة الغير واعية والتي لم تتجاوز سن القصر تجهز نفسها للزواج تلبية لرغبة الأهل، والأم بالذات أبدتْ رفضها لقانون منع الزواج المبكر، فالأم تفعل ذلك، نسبة لحاكمية مفهوم إنّ المرأة هي الشرف ويجب سترها قبل أن ترتكب جرماً يسيء لسمعة العائلة. هذا إلى جانب استمرار حالات جرائم الشرف التي تدين المرأة، وحالات الطّلاق، وظهور الفراغ المعنوي لدى فئة من النساء نتيجة ظروف الحرب التي طالت البلاد، وظروف المعيشة الصعبة التي تتعرض لها. فهناك نساء يتمّ بيعهن من قبل ازواجهن مقابل مبلغٍ من المال، ومنهن من يقوم الأهالي بمتاجرتهنَ عن طريق تزويجهنَ للغرباء من خارج البلاد. لذا كان لحركتنا الموقف الحاسم في مواجهة كل هذه المشاكل والقضايا التي تتعرض لها المرأة ضمن المجتمع، فتمّ اعتقال العديد من الشبكات المتاجرة بالمرأة ومعاقبتهم. كما كان للمرأة أيضاً منذ بداية الثورة جهود كبيرة في حلّ مثل هذه المشاكل والقضايا المتعلقة بالمرأة والعائلة. في عام 2014 كان لتنظيمنا، تنظيم «اتحاد ستار » الدور الرئيسي في إنقاذ المرأة من الوضع المتردي والمشاكل التي اعترضتها، ولم يفرق التنظيم بين هوية المرأة سواء أكانت عربية أو كردية أو سريانية أو أشورية. إنّما ساهمتْ في تطوير طاقات المرأة في كافة مجالات الحياة السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية، فقامت بتدريب المرأة السريانية، وإنشاء تنظيم خاص بالمرأة العربية. إنّ تنظيم المرأة في كافة مجالات الحياة السياسية، الايديولوجية، الفكرية، السياسية، الاقتصادية، العسكرية، الثقافية والإدارية، أدى إلى ظهور نتائج هامة على أرض الواقع. فلو درسنا كلّ مجال على حدى لتبين لنا بأنّ المرأة لها دور كبير في قيادة الثورة في روج آفا، فهي قدمت الكثير من التضحيات والبطولات في نضالها الثوري هذا. المرأة التي خرجت من منزلها راكضة وراء حقوقها وتحقيقاً لمطالبها في العدالة والمساواة، تركت منزلها لتبحث عن ذاتها الضائعة منذ ألاف السنين، وبالفعل عندما انضمت إلى الساحة السياسية التقتْ بذاتها وتوحدتْ معها، وتحولت إلى ذاك النبع الذي فتح أمامه المجرى لتتدفق منه المياه بغزارة، بعدما كانت محصورة في بقعة صغيرة. فالمرأة أدركت فيما بعد بأنّها تمتلك طاقات هائلة من الإمكانيات، لم تكن هي نفسها مدركة أو على يقين بها. تمكنت المرأة في روج آفا خلال السنوات الثلاث الماضية من كسر جميع القيود التي كانت تكبلها خلال القرون الماضية، من عادات وتقاليد بالية فُرضت عليها الذهنية الذكورية وحولتها إلى أسيرة في المنزل وحتى في مكان العمل. واستطاعت إبراز طاقاتها من خلال قوة إرادتها وازدياد ثقتها بنفسها وما تقوم بها من عمل خارج المنزل. نحن لا ننكر بأنّها واجهت الكثيرة من المشاكل والصعوبات في البداية، إذ تعرض العديد منهن لحالات العنف وطلاق، إ إنّ إصرارها واستمرارها في النضال أدى إلى كسر تلك الذهنية في المجتمع، وبدل الامتعاض الذي كان يبديه الرجل أصبح يتفاخر بالعمل الذي تقوم به المرأة. هكذا أصبح لها دورين في المجتمع، خروج المرأة خارج إطار المنزل أكسبها ثقة كبيرة وشخصية قوية قادرة على حلّ كل مشاكلها بوعيها وقدرتها. أمّا الجانب الثقافي فكان له دور كبير في الإعلاء من قيمة المرأة في المجتمع من خلال الندوات التوعوية والتثقيفية والدورات التدريبية، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات والنشاطات الفنية التي ساهمت في تطوير قدراتها وإمكاناتها الفنية. لذلك نقول بأن للمرأة دورخ في إغناء الثقافة الوطنية. ومن أهم المواضيع التي شغلت تفكيرها في الآونة الأخيرة، هي كيفية بناء العائلة الديمقراطية المعتمدة على مبدأ حياة الشراكة الندية. إنّ تنظيم المرأة بهذه الكثافة ضمن صفوف الأسايش، إنّما يعبر عن الانفتاح الذي حققه المجتمع الكردي. حقيقةً إنّ القوالب التي فُرض على المجتمع من قبل الذهنية الذكورية الرجعية منذ سنوات طويلة حالت دون تقدمها وتطورها وانضمامها إلى الأسايش، ولكن اصرارها على الانضمام فتح المجال أمامها، كي تنقل معاناتها إلى الجهات المعنية. لأول مرة تتوجه المرأة الكردية إلى الجهات المعنية الرسمية بخصوص ما تتعرض له من الظلم والاضطهاد، هذا لوجود المرأة في ذلك المجال، ووجود من يدافع عنها ويعيد لها حقوقها المسلوبة. كما إنّ الدورات التدريبة التي قامت بها أكاديميات ستار خلقتْ أرضية صلبة لنضالات المرأة، ونظمتْ لها ساحات الحرية كي تمارس نشاطاتها في أجواء أكثر ديمقراطية، وعلمتْ المرأة كيف تعيش لذاتها وإنّها ليست لغيرها، كما علمتْها كيف تعيد الحياة الجماعية المجتمعية عن طريق معرفتها ووعيها بتاريخها الذي لم يكتب بعد، وتعلمتْ كيف تحي ذاك التاريخ وتعطيه روحاً، وكيف تعيش، وكيف تناضل، وكيف تنظم حياتها، وكيف تدافع عن ذاتها و تاريخها. النضال الذي مارستْه المرأة الكردية في ساحات المعارك الساخنة ضمن صفوف وحدات حماية المرأة، والنجاحات الميدانية التي حققتها، أدهشت العالم ومزقت الذهنية التي كانت تسعى لتحكيم سلطتها مرة أخرى على منطقة الشرق الأوسط، فما دام الرجل يحافظ على قوالبه الذهنية ورغباته في التسلط، فإنّ المرأة بحاجة إلى تكثيف نضالها كي تنهي هذه الذهنية الرجعية، وتحقق أمانيها ببناء مجتمع ديمقراطي حر المجتمعات، الغربية منها والشرقية تؤمن بأنّ المرأة غير قادرة على حمل السلاح، وإنّ طبيعتها لا يتلاءم مع ذلك، حيث تمّ حرمانها من أبسط حقوقها في الدفاع عن ذاتها ومواجهة كل اشكال العنف التي تعترضها، والنظر إليها على إنّها لا تصلح لشيئاً سوء زينة المنزل. إنّ وحدات حماية المرأة كسرت هذه القاعدة، وفتحت المجال أمام المرأة كي تتعرف أكثر على طاقاتها الدفينة وقوة شخصيتها. فالمقاومة التي أبدتْها المرأة تعبر عن قوة إرادتها في مواجهة الظلم والعبودية. فنضال المرأة اليوم أصبح مثلاً يحتذى به في جميع أنحاء العالم، فالمرأة المصرية، التونسية، الأفغانية، العراقية والكردستانية بدأت تنظم نفسها كي تكون قادرة على الدفاع عن نفسها ومواجهة أي ظلم يعترضها من المجتمع. وبهذا تكون المرأة قد مزقت ستار الخوف المرعب، الذي عاشته لألاف الأعوام. لكن كلّ هذا لا يعني إنّنا تخلصنا بشكل نهائي من الذهنية الذكورية الرجعية،. بطبيعة الحال الفرق بين عام 2013 و 2014 كان كبيراً، إذ إنّ العام الأخير كان متمماً للعام الذي قبله، فكلّ ما تمّ القيام به في 2013 من فعاليات ونشاطات أثمر في عام 2014 ، وأصبح قاعدة مثمرة لبناء الإدارة الذاتية، كما إنّ القوانين التي أصدرتها هذه الإدارة كان من أهم نتائج هذه النشاطات والفعاليات. بهذا يمكننا القول: «إنّ القرن الحادي والعشرين سيصبح قرن كفاح ونضال المرأة وتطوير الديمقراطيات ». هذه المقولة صحيحة، وتثبت حقيقتها من خلال النضالات الكبيرة التي قامت بها المرأة والتي اعتمدت على فلسفة الحياة الندية في المجتمع الديمقراطي الحر، تلك الحياة التي رسمها لنا القائد «آبو .[1]