=KTML_Bold=الكورد.. لن يخرجوا من “المولد بلا حمص”.=KTML_End=
#بير رستم#
إنني أقول لكل الإخوة والأصدقاء الذين يشككون بنوايا الغرب وأمريكا تجاه شعبنا وبأنهم يمكن أن يغدروا بالكورد في أي لحظة وبالتالي “نخرج من المولد“/المعركة والصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط بدون أن نكون حققنا شيئاً أو كما يقول الأدباء “خال الوفاض“، فإنني أختلف معهم تماماً وذلك لإعتقادي وقناعتي بأن حال الكورد لن يسوء أكثر مما كان وذلك في أسوأ السيناريوهات والإحتمالات؛ كوننا لم نكن نملك شيئاً لنخسره.
وهنا أود أذكر لكم حادثة طريفة جرت مع خال الوالد وصديقه والذي يكون ابن عمة الوالد حيث في بدايات القرن قبل الماضي وعلى أيام سفر برلك وإنتشار المجاعة كانت القرى الحدودية لتركيا –بمفهوم اليوم؛ كون وقتها لم تكن هناك الدولة السورية أصلاً لتكون هناك حدود دولية بينها وبين تركيا– بل كانت القرى المتاخمة لجبال طوروس في منطقة عفرين وباقي المناطق الكوردية والتي ألحقت بالدولة السورية تتعامل تجارياً مع المدن والبلدات التي بقيت خلف الحدود الدولية بين الدولتين فيما بعد مثل قرق خان وعنتاب وكلس وماردين وهكذا حتى في علاقات القربة والزواج والمصاهرة، بل والسرقات أيضاً كانت تتم من القرى التي تقع خلف “جياي كور” أي الجبل الأبيض أو الرمادي كون وجود الثلج الدائم على قممه سمي بذاك الأسم من قبل أبناء منطقة عفرين.
وكون المنطقة والعالم كانت تعيش في عوز وفقر نتيجة الحرب العالمية الأولى فكانت السرقة واللصوصية سمة عامة في المجتمعات، بل كانت تعتبر إحدى سمات الرجولة.. وهكذا كانت أحوال كل الناس حيث الإعتماد على السرقات البسيطة لتوفير لقمة العيش لكن بشرط أن يكون خلف الجبل الأبيض حيث السرقة من الجار والقرى القريبة كانت شائنة كبيرة.. وكان من جملة تلك السرقات ما قام به مرة خال الوالد وصديقه وكانت الدابة المسروقة بقرة في أيامها الأخيرة من وضع حملها وهكذا وهما يسوقان البقرة المسروقة والحاملة ونتيجة السير الطويل ولحظهم السيء فقد وقعت البقرة في جانب طريق دوريات المخافر وبالتالي لم يكن من مفر إلا أن يتركاها في أرضها ولكن وقبل أن يهربا بجلديهما حاول خال الوالد أن يرفعها عن الأرض وهو يضرب على ركبته ويقول بالكوردي “موره ته مالا مه خرا كر” أي أيتها البنية –يقولها للبقرة– لقد خربتي بيتنا وهنا التفت إليه صديقه وقال وذلك بعد أن شتمه بمسبة؛ قم الله ياخدك.. قال خربتي بيتنا ليش نحن عندنا بيوت لتخرب.. ما نحن سارقين البقرة بالأساس وما عنا شي ولا دافعين عليها شيء. . طبعاً مع الفارق الكبير أن شعبنا دفع وما زال يدفع الكثر من التضحيات في سبيل نيل الحقوق الوطنية والقومية.
وهكذا فإن شعبنا وفي كل الحالات هو أكبر الفائزين والرابحين فيما يستجد من أمور وقضايا في ساحة الشرق الأوسط.. وهي الفرصة التاريخية لشعبنا لكي ينال حقوقه المشروعة ولو كانت في البداية ضمن الدول التي تقتسم الجغرافيا الكوردستانية.[1]