$كوردستان (سوريا) ..مشروع سياسي للعمال الكوردستاني$
#بير رستم#
يكتب السيد مهند الكاطع في موقع كميا كوردا مقالاً أو تقريراً بعنوان (الجزيرة السورية بين حقيقة التعريّب وممارسات التكريّد) وإننا ومن خلال التدقيق في العنوان نلاحظ تحيزه المسبق للعروبة والحالة القومية على الرغم من محاولته _وفي سياق التقرير_ إخفائه.. ولكن قوله “حقيقة التعريب” هو في جانب منه طرح السؤال على معنى النفي للواقعة، بينما قول “ممارسات التكريد” هو تأكيد على أن الأحزاب الكوردية وتحديداً حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)؛ كونه سلطة الأمر الواقع _كما يسمى في أدبيات الحركة الكوردية والمعارضة السورية_ بأنهم يقومون ب“تكريد” الجزيرة السورية“. وهكذا فإننا نتأكد بأن المقال/التقرير ومن الباب للمحراب، أي وابتداءً من العنوان؛ هو مقال مفخخ وعنصري منحاز للعروبة بامتياز .. وذلك على الرغم من إدعاء الكاتب _ومن خلال قراءتنا للعنوان_ بأنه يتناول “الجزيرة السورية” وفي مسألة محددة، وهي قضيتي التعريب نفياً والتكريد ممارسةً، إلا إننا نلاحظ بأنه يتطرق لقضية سياسية أعمق من ذلك بكثير؛ ألا وهي مسألة الوجود التاريخي للكورد في المنطقة _تحديداً سوريا_ وما يعرف اليوم بغربي كوردستان أو الجزء الكوردستاني الملحق بالدولة السورية.
وبالتالي فإنه يحاول جاهداً أن ينفي حقيقة وجود جزء من كوردستان مغتصب من قبل الدولة السورية وهو بهذا الصدد يقول في مقالته تلك ((إذن كما نلاحظ كان التغيير يشمل مناطق وقرى تحمل تسميات عربية وأخرى كردية على حد سواء ، وحدث هذا في جميع المحافظات السورية ايضاً. إلا أنَّ استغلال هذا التغيير لأجندة سياسية او قومية من قبل الأحزاب الكردية بات أمراً مفضوحاً للجميع خصوصاً بعد الثورة السورية وتداعيات تطورات الأحداث الأقليمية كما في “كردستان العراق” التي يبدو أن الأحزاب الكردية تحاول استنساخ التجربة الكردية في العراق بحذافيرها دون الأخذ بعين الأعتبار الأختلاف الجذري بين الواقع الكردي في العراق ونظيره السوري من جميع النواحي وخاصة (الديموغرافية والجغرافية والتاريخية) والغريب لدى بعض القومجيين بأنهم باتوا يزيدون ويُنقصون في هذا الموضوع وينسِبونَه برمته لسياسة البعث الشوفينية الرامية لتعريب المناطق “الكردية” على حد وصفهم ، كشماعة لتبرير تكريدهم للمنطقة عبر تداول مصطلحات من مثل (مناطق كردية) (اراضي ذات اغلبية كردية) و من ثم تكثيف استخدام تسمية “كردستان الغربية” بعد اندلاع الثورة السورية كدلالة على منطقة “الجزيرة السورية” وجزء من حلب ، إلى درجة أن جميع الاحزاب الكردية قامت بتغيير انظمتها الداخلية أوتحديث رؤيتها السياسية بشكل جذري لتستخدم جميعها اسطوانة واحدة ودعاية مركّزة مفادها إلى أن ارض كردستان تم تقسيمها إلى اربع اقسام ، والحق جزء منها (الجزيرة ، ريف حلب الشمالي) بسورية ضمن اتفاقية سايكس بيكو!! دون أدنى تصور تاريخي او دليل موضوعي على هذا الإدعاء أو دون حتى أن نجد في اتفاقية سايكس بيكو ما يشير إلى ذلك..)).
وهكذا فهو لا ينفي فقط؛ كوردية وكوردستانية الجزيرة بل كذلك عفرين وكوباني والتي يسميها ب“ريف حلب الشمالي” وإنني هنا ومن خلال هذا البوست/المقال لن أدخل في سجال تاريخي معه، بل إنني سوف أترك هذا الموضوع للقانونيين والمهتمين بالجانب التاريخي لتقديم ما يثبت كوردستانية هذه المناطق _وذلك من خرائط ووثائق_ والتي لا يقبل بها حتى في صياغة “المناطق ذات الأغلبية الكوردية” _وهي أضعف الكوردايتي_ وهكذا فإنني سأكتفي بردي على سؤاله والمشابه لسؤال ضابط أمني _بالمناسبة_ وهو يحقق معي وذلك عندما أتهمني بأنني قد قلت في مؤتمر ب“شمال العراق” _على حد تعبيره_ عن المناطق التي يعيش فيها “الأكراد” بأنها كوردستان (سوريا). وبالمناسبة فإن ذاك الضابط الأمني هو اليوم ضمن صفوف المعارضة السورية.
وقد كان جوابي له _وكذلك لهذا الأخير_ بأن كوردستان كلمة كوردية وأن اللغة الكوردية هي من أرومة اللغات الهندوأوربية وبحسب هذه اللغة فإن كلمة كوردستان تتكون من مقطعين؛ الأول هو الكورد وهم الشعب الكوردي وهو مثله مثل أي شعب في العالم له أرض تاريخية ..أما المقطع الآخر فإنه يتكون من كلمة ستان وتعني الأرض في تلك اللغات حيث هناك أفغانستان وباكستان وتركمانستان.. إلخ. وبالتالي فإن كلمة كوردستان تعني الأرض التي يعيش عليها الكورد وهي حقيقة واقعة على الأرض كما هي الحال في كل المناطق الكوردية والكوردستانية وهي (الجزيرة وكوباني وعفرين). وثانياُ هناك المعاهدات والوثائق الدولية التي تقول بتقسيم كوردستان بين أربع دول _وهذه تركناها لأصحاب الاختصاص_ أما النقطة الثالثة والتي هي الأهم برأي وتدحض كل الوثائق والكلام والخرائط فهو ما هو كائن وموجود على الأرض من وقائع وحقائق؛ ألا وهي حقيقة وجود الكورد في هذه المناطق وليست فقط ب“ذات أغلبية” سكانية بل وبالمطلق في كثير من مساحاتها الجغرافية وذلك على الرغم من سياسات التعريب والتهجير وأيضاً ما عرف منها ب“الاصلاح الزراعي” وعلى الأخص في منطقة عفرين.. فلا تقل يا سيد كاطع بأن الكورد قاموا بتهجير “سكانها” العرب الأصليين الأقحاح وسكنوا مكانهم أو ربما تقول لقد “أستكردتم” عرب المنطقة وباتوا اليوم كلهم “مستكردين” ولذلك فأنتم “الأغلبية” المهيمنة في تلك المناطق.. بل ربما تقول: عنزة ولو طارت.
وأخيراً نقول: أليس ما يدعو للأسف؛ بأن أحد العروبيين يقول بأن سياسة الاتحاد الديمقراطي كسلطة وإدارة تنفيذية على الأرض تصب في صالح القضية الكوردستانية بينما بعض نشطائنا الكورد السياسيين يصفون هذه الادارات بأنها إدارات عميلة للنظام السوري وأنها بالضد من القضية القومية لشعبنا، بل وإنه ينشر رأيه الحاقد ذاك على موقع كوردي وينال اللايكات والإعجابات عليه.. حقاً إننا نعيش زمن العبثية والحقد الأعمى؛ بحيث نصفق لسياسات عروبية عنصرية حاقدة وتدعو إلى نسف الجذور والتاريخ والوجود الكوردي فقط لكونها تصب في “طاحونتنا” في محاربتنا ل“الإخوة الأعداء” ودون أن ندرك ونعي بأنها تنسف وجودي وتاريخي ووطني قبل نسفها لإدارة ربما أكون شريكاً فيها في قادم الأيام.. واااااااا أسفاه على هكذا كوردايتي.[1]