=KTML_Bold=الكورد في فخ الاستغباء..من خلال تحطيم الشخصية التاريخية سايكولوجياً=KTML_End=
#بير رستم#
إنني كلما أمعنت القراءة في تاريخ أحد أعظم الشخصيات التاريخية في الشرق عموماً ألا وهو القائد والفاتح صلاح الدين الأيوبي (الكوردي) وما حققه من إنجازات قل نظيره في تاريخ شعوب المنطقة والعالم.. وبالمقابل ما أقرأه من توصيفات مبتورة ومشوهة عن ذاك القائد العظيم وخاصةً من قبل إخوتنا وأبنائنا الكورد، تتأكد لدي حقيقة مفادها؛ كم نحن الكورد بؤساء، حيث تم خداعنا بأننا لم نعمل لصالحنا، بل كنا أجراء وعبيد عند الآخرين ونعمل لصالحهم ولصالح قضاياهم وبأن “صلاح الدين لم يؤسس للكورد دولتهم مثل العثمانيين والصفويين“.. مع العلم إن ذاك منافي للواقع والحقيقة؛ حيث كل ما قام به ذاك القائد التاريخي كان تأسيساً للكورد الأيوبيين في بناء دولتهم، إلا أن استعجال المرض وموته واستخلاف من ليس بمستوى القيادة والمسؤولية من الإخوة والأبناء وليكون خلفاً لذاك القائد العظيم، من جهة، وأيضاً لخلافاتهم ونزاعاتهم على الإرث والميراث وتقسيم المملكة، من الجهة الأخرى، سهل وعجل بانهيار الدولة الأيوبية (الكوردية).. لكن ولكي يسهل على الآخرين قهرنا واستعبادنا _وذلك بعد أن أثبت الكورد ومنهم صلاح الدين الأيوبي بأنهم لا يهزمون عسكرياً_ فقد لجئوا إلى الخبث والخديعة والمكر؛ ألا وهو إيهام الكورد بأنهم تاريخياً لم يعملوا لصالح قضاياهم، بل عملوا دائماً كأجراء وعبيد عند الآخرين.
وهكذا ومن خلال هكذا مقولات وعندما تكسر معنويات أحدهم وتحطمه نفسياً، فإنك سوف تسيطر عليه بسهولة لتحكمه وتقوده.. وهذه هي المصيدة والفخ والمصيبة، بل والطامة الكبرى والتي وقعنا بها _نحن الكورد_ وها إننا نكررها ونرددها وبإستغباء تاريخي قل نظيره في العالمين القديم والحديث؛ حيث جعلنا من أحد أعظم قادتنا بالتاريخ خائناً وعميلاً وأجيراً عند الآخرين، بل وجعلنا من دولة امتدت على رقعة جغرافية عظيمة كادت أن تؤسس لنا نحن الأبناء مجداً لا يقل نظيره عن ما بناه كل من الصفويين والعثمانيين لأبنائهم هي ملكاً للآخرين، وهكذا فإننا لم نكتفي بعدم الانتماء لها والافتخار بها وجعلها كأحد أهم المرتكزات في بناء الشخصية الكوردية الاعتبارية لتكون دالة علينا وعلى أهمية حضورنا التاريخي وبأن للكورد أيضاً بصمتهم القوية في بناء حضارات المشرق، بل ومن خلال مصيدة الآخرين وبذكائهم الخبيث فقد دفعونا إلى نكرانها وبأن لا يليق بالكورد غير دور الخدم والعبيد وفي أحسن الأحوال فإنهم عملاء ومأجورين ووكلاء للآخرين. وبالتالي تحطيم شخصية صلاح الدين والتي من خلالها تم تحطيم الشخصية الكوردية الذكية والحرة والفاعلة وليكون البديل هي تلك الشخصية الانهزامية العدمية العبودية والتي لا تليق بأن تكون صاحبة القرار والمبادرة والسيادة والسلطة.. فهل سنقدر على إعادة الاعتبار لذاك القائد التاريخي العظيم؛ صلاح الدين الأيوبي ومن خلاله نعيد الاعتبار للشخصية الكوردية الفاعلة والذكية.. ذاك ما نأمله من خلال تلك الدراسة التي نحن بصددها لتلك الشخصية التاريخية الكوردية.[1]