=KTML_Bold=عفرين .. ما زالت عقدة البارتي.؟!!=KTML_End=
#بير رستم#
على ضوء نتائج المؤتمر التوحيدي لأحزاب الاتحاد السياسي.
ربما يكون عنوان البوست/المقال يحمل بعض الغرابة أو حتى الاستهجان لدى البعض منكم وخاصةً القول ذلك من كاتب يعتبر نفسه كوردستاني؛ الهوية والفكر والثقافة والطموح ومشروعاً سياسياً.. ولكن لا تستعجلوا في الحكم فإننا سوف نحاول وضع النقاط على الحروف من خلال هذا البوست. بدايةً نعترف أن هذا الموضوع ليس بجديد _على الأقل في المستوى الفكري والعقلي_ فقد فكرنا في التطرق له ومنذ سنوات ولكننا كنا نؤجل الموضوع كل مرة ولأسباب خاصة وعامة، تتعلق بظروف العمل السياسي الكوردي ووضعنا في الحزب والقيادة وحساسية الموضوع للرفاق والإخوة في قواعد الحزب .. ولكن وبعد النتائج الكارثية _على المستوى المناطقية وتواجد القيادة وتوزعها_ فكان لا بد من فتح الموضوع بنوع من الشفافية والمكاشفة لتداركها وقبل أن تستفحل الأمور وتصل إلى نتائج وقضايا لا تحمد عقباه.. ونأمل أن لا يفهم من الحزب الجديد؛ الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) وقيادته الجديدة بأنه نوع من التهديد _لا سمح الله_ بل هو تحذير من تبعات محتملة للقضية.
أولاً .. وعودة على بدء؛ إلى عنوان البوست، إن عقدة البارتي من عفرين _وبرأينا المتواضع_ تعود إلى بدايات الثمانينات وتحديداً مع إعلان السيد محي الدين شيخ آلي (القيادي وسكرتير حزب الوحدة الديمقراطي حالياً) مع مجموعته في عام 1981 الانشقاق عن جسد البارتي (الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا) وإعلانهم _بعد سنتين من العمل تحت اسم البارتي_ عن حزب جديد وهو حزب العمل الديمقراطي الكردي؛ حيث أكثرية الرفاق في منطقية عفرين حينذاك أصبحوا جزء من الحزب الجديد _وللتاريخ قسم منهم لم يكونوا على علم بأن الحزب قد أنشق حينذاك وهذه المعلومة من الرفاق القدامى أنفسهم_ وهكذا فقد تلقى البارتي ضربة قاسمة من عفرين ورفاقها وقد تكررت المسألة مجدداً مع خطوة الأستاذ نصر الدين إبراهيم .. فكانت تلك الخطوة من طرف السيد شيخ آلي انتكاسة حقيقية للبارتي ومنظماتها وخاصةً في منطقة عفرين ومن يومها لم تشهد ساحة المنطقة هذه انتعاشاً للبارتي إلا في السنوات الأخيرة وبعد المؤتمر العاشر للبارتي عام 2007 أو قبيله بقليل؛ حيث كان التواجد التنظيمي للحزب بدأ يتغلغل _مجدداً_ بين مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية في المنطقة.
وتالياً؛ فإن عقدة البارتي هذه قد لازمتها على طول مسيرة الحزب _بعد عام 1981 وخروج كتلة السيد شيخ آلي_ حيث كانت نصيب عفرين هو التهميش أو الاكتفاء بوجود رمزي بعدد من الرفاق يقودهم شخص أقل ما يقال بأنه يمثل شخصية دياب الماشي في مجلس الشعب بسوريا حيث كلمة “حاضر” جاهزة على لسانه لرفاق الجزيرة في كل شيء وقد رأينا وعايشنا عدد من أولئك الرفاق والإخوة، بل وصل الأمر بالبعض منهم أنه لم يكن يجرأ على مناقشة موضوع سياسي مع السكرتير العام وهو عضو لجنة مركزية ويمثل منطقة عفرين _هذه رأيناها ولم ينقل لنا سمعياً_ وبالتالي فإن قضية الانتخابات الأخيرة وحصول عفرين على مقعدين أو ثلاثة مقاعد من أصل (51) واحد وخمسون عضواً قيادياً في اللجنة المركزية فهو ليس بالشيء الجديد على الحزب وقيادته، بل تكرار وإعادة للماضي المعقد والمشحون أساساً.. إننا نقول هذا ليس للتشحين العاطفي المناطقي، بل لتسليط الضوء عليه.. لعلى وعسى أن يتم تجاوزها وتداركها خدمةً للمصلحة العامة حزبياً وسياسياً وكوردياً؛ حيث عفرين جزء من إقليم كوردستاني خاضع للاغتصاب السياسي من قبل الحكومة السورية.
وأخيراً.. نعيد ونبارك للحزب مؤتمره وكذلك نبارك القيادة الجديدة ونأمل لهم كل الموفقية والنجاح في مهامهم السياسية والنضالية على مستوى الحزب والقضية في عموم مناطقنا الكوردية في كوردستان (سوريا).. ولكن نعيد ونحذر بأن عفرين تستحق أكثر من هذا، إلا إن كانت هناك توجه لدى القيادة الكوردية في إقليم كوردستان (العراق) وبالتوافق مع أطراف كوردستانية وحتى إقليمية.. بترك عفرين لمنظومة العمال الكوردستاني. وبالتالي إعادة التجربة الفلسطينية؛ ضفة الفتحاوية وغزة الحماسوية وهكذا أن تكون عفرين من نصيب الإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي.. ولكن واهمون من يعتقد بأن القضية سوف تنحل بهذه العقلية التقسيمية، حيث الكل سياسياً وفكرياً رهائن العقلية الشمولية الكلانية، وبالتالي فإن كل طرف سوف يحاول إقصاء الآخر من العملية السياسية، إلا إذا استجدت بعض الظروف والأسباب التي تهيئ الأرضية للمشاركة والمحاصصة السياسية.
وآخراً .. نأمل أن يعيد الإخوة في قيادة الحزب الجديد الاعتبار لمنطقة (عفرين)؛ حيث سكانياً تعتبر من أكثف المناطق السكانية في سوريا.. وثقافياً تملك خزان ثقافي وفكري وكوادر هائلة.. واجتماعياً _نقول وبدون تحيز ومن خلال التجربة والمعايشة_ بأنها أكثر المناطق تطوراً ورقياً وحضارةً من أي بقعة جغرافية كوردستانية أخرى.. وآخراً فإنها تملك اقتصاداً وموارد إنتاجية كبيرة، إن كانت من حيث زراعة الزيتون والخضروات والفواكه أو بالخامات الطبيعية كالحديد في منطقة راجو أو من حيث جمال الطبيعة والسياحة والمصايف .. فلا تهمشوا وتسقطوا عفرين من حساباتكم أيها السادة. ونقطة أخيرة نهمس بها في آذان الرفاق العفرينيين _قيادةً وقواعد_ وباللهجة العامية راح نقولهم: يلي ما فيو خير لأهله وابن بلده ومنطقته ما فيه خير “للغريب” وابن الجزيرة .. وحاجتكم حفر الحفر تحت أقدام بعضكم في منافسات غير شريفة أو مين راح يقدم الولاء أكتر للرفاق في الجزيرة. وهكذا فإن أحد أسباب تهميش عفرين نتحمله نحن العفرينيين _ليس بالمفهوم المناطقي العنصري بل انتماءً جغرافياً_ ونأمل أن تكون نتائج المؤتمر التوحيدي درساً لنا نحن أبناء عفرين لنتعظ وندرك: بأن ما بحك ضهرك غير ابن بلدك .. وفهمكم كفاية يا سادة ويا أيها القراء الأعزاء .. مودتي للجميع.
[1]