سيد مصطفى القاهرة
قامت الباحثة المصرية نورهان احمد قطقاط بالبحث في المؤامرة التي خاضتها الدول الكبرى ضد الكرد عقب الحرب العالمية الأولى والتي حولت القضية الكردية من وعود بالاستقلال إلى التمزيق بين 4 دول.
تعد الباحثة المصرية نورهان أحمد قطقاط، رسالة جديدة حول المسألة الكردية خلال الحرب العالمية الأولى وكيف تحولت المؤتمرات التي تلك الحرب والتي أعطت في البداية وعود براقة للكرد إلى مؤامرة دولية على الشعب الكردي قامت بتمزيقه بين 4 دول لقوميات أخرى.
قسمت الباحثة نورهان أحمد قطقاط، خطة رسالتها لنيل درجة الماجستير إلى إرهاصات المسألة الكردية من عام 1878 إلى عام 1919، والتي بدأتها بسياسة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني تجاه الكرد ثم خصصت جزءاً في فصلها التمهيدي للفيالق الحميدية التي أنشأها السلطان، ثم انتقلت بعد ذلك إلى المسألة الكردية خلال سنوات الحرب العالمية الأولى.
وتناول الفصل الأول للباحثة، المسألة الكردية منذ نهاية هدنة مودروس إلى نهاية مؤتمر فرساي وهي الفترة الزمنية المحصورة بين شهري أكتوبر/ تشرين الأول عام 1918 إلى شهر مارس/ آذار عام 1919 وتناول الفصل مسألة الهوية الكردية ونشوء المسألة الكردية، ثم انتقلت إلى الحديث عن عملية التسويات والتأجيل في فرساي بالعاصمة الفرنسية باريس عام 1919.
وناقش الفصل الثاني المسألة الكردية في الفترة من انعقاد مؤتمر سان ريمو في إبريل / نيسان عام 1920 إلى مؤتمر القاهرة الذي انعقد في مارس / آذار عام 1921، وتحدثت فيه عن تطور المسألة الكردية خلال تلك الفترة الزمنية وما ورد في مقررات مؤتمر سان ريمو عام 1920، وما دار في كواليس مؤتمر القاهرة في عام 1921 وتأثير المؤتمرين على مصير القضية الدولية والقرارات الدولية بشأنها.
بينما تناول الفصل الثالث الوقت الأشد حرجاً للمسألة الكردية وهي الفترة المحصورة ما بين مؤتمر سيفر الذي أنعقد في شهر أغسطس/ آب 1920 إلى #مؤتمر لوزان# في يوليو/ تموز 1923، والذي بدأ بعملية تأزم المسألة الكردية دولياً، ثم حل المسألة الكردية الذي قدمه مؤتمر سيفر عام 1920 ثم المؤامرة التي حدثت على المسألة الكردية في اتفاقية لوزان 1923.
واوضحت الباحثة أن فرنسا وبريطانيا وعدتا الكرد بإقامة حكم ذاتي أثناء الحرب العالمية الأولى، وفي مؤتمر سان ريمو نصت نتائجه على مساعدة بريطانيا لكل من الكرد والآشوريين على الحصول على الاستقلال.
وبينت قطقاط، أن مؤتمر سيفر يعتبر وثيقة هامة للشعب الكردي وفي تاريخ المسألة الكردية، ذلك لأنها نصت على حكم ذاتي للكرد وتضمنت آلية انتقالية بدء من إعطاء الشعب الكردي حق تقرير المصير إلى فترة انتقالية وصولاً إلى استقلال الكرد
بينما كشف دكتور محمد رفعت الإمام، استاذ التاريخ الحديث والمعاصر في كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة دمنهور، أن الدراسات العلمية عن تاريخ المسألة الكردية قليلة جداً في الجامعات المصرية، وتعد هذه المسألة شائكة ومعقدة ومتداخلة، وتستلزم جهداً كبيراً ورؤية ثاقبة، وتسعى الدراسة الي تأصيل وتفسير ملابسات المسألة الكردية.
وأكد الإمام في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن القوى الدولية والإقليمية خدعت شعوب العرب والكرد والأرمن بمساعدتهم في الحصول على دول وطنية وتحقيق أمانيهم القومية، ولكن في تسويات الحرب العالمية الأولى، انحازوا الي تركيا وضربوا عرض الحائط بوعودهم مع الكرد، ومنذ ذلك الحين، والكرد في حالة صراع وجودي لنيل حقوقهم المشروعة والطبيعة ذات الجذور التاريخية.[1]