=KTML_Bold=آلدار خليل: الوطنية … مقاومة وبقاء وتضحية=KTML_End=
كورداونلاين
كل من يتمادى اليوم ويحاول عرقلة التحول التاريخي في سوريا والذي تنبت بذوره في الشمال السوري بدماء الكرد ومن معهم هو لا يقل عن كل من هاجم السوريين
لم يكن على مدى التاريخ حلم الحياة الحرة سهلَ المنال وكان لابد وعلى الدوام من العمل والتضحية من أجله، الحب للأرض والوطن حبٌ يستلزم الموت في سبيل بقاء الوطن ليس له أي معنى إن لم يكن شعبه مفعماً بالحب الوطني له والموت في سبيل إحيائه، الكثير من الشعوب التي تعيش اليوم حياتها بكرامة مرت بأقسى المراحل التي استوجبت التضحية، واليوم حينما يعشق أبناء روج آفا ثورتهم ويضحون بأنفسهم من أجلها، فتلك هي القيمة الكبرى التي تحتاجها الوطنية لتعكس نفسهاعلى الواقع عملاً من أجل الوصول إلى الكرامة المنشودة، وروج آفا اليوم تضاهي في تجربتها بل وتتجاوز الكثير من البلدان التي ضحت بالآلاف من أبطالها من أجل الصمود، يكفي البقاء من أجل الحياة على الوطن وهذه هي مقاومة لا يستطيع الكثيرون اتخاذ القرار فيها.
إن شعب روج آفا وبمكوناته المختلفة يصنع المجد الحقيقي للحياة التي ستكون نموذجاً للأحرار في العالم، ومن المؤسف أن يكون هناك أطراف – لم تحمل في جعبتها ما يستحق القول إنها وطنية – تقوم اليوم بقذف التهم والتلفيقات التي حتماً تسعى لإعاقة نضال شعبنا نحو ذلك المجد السامي، البعض يتهجمون على شعبنا الذي في كل يوم يقدم كوكبة من الشهداء. وأولئك المهاجمون لم يبق منهم أحد في أول مرة شعروا فيها بحقيقة الخطر المهدد لروج آفا، فكيف يهاجمون من بقى على مدار خمس سنوات تحت النار والحديد، ناهيكم عن المخططات السياسية القذرة التي تحيكها الأطراف المضادة لتجربتها الحرة ليل نهار!!
هؤلاء لا بد لهم من أن يعيدوا قراءتهم للوطنية ومفهومها وأن يدركوا أنَّ الملايين من الشعوب ضحت من أجل الوطنية والوطن وبخاصة في الحربين العالميتين وإن كان ولابد، فليعشْ هؤلاء على الأقل ذلك الإحساس، لكن فاقد الشيء لا يعطيه دون شك، فمن لم يستطع البقاء من أجل الوطن، كيف له أن يدافع عنه؟ ففاقد الوطنية لا يستطيع إعطاء دروس في حب الوطن!
في روج آفا الشعب يضحي بكل ما يملك ويقاوم بتلك الأساليب الأسطورية، والغريب أن هناك من يتسلق على تلك التضحيات ويحاول إثبات وتقديم نفسه على شكل المنقذ للوطن وهو غالباً ما يخاطب من أماكن هي الأكثر تآمراً على الوطن وشعب الوطن ويستمر في غيبوبته هذه وليس له من المقاومة أية تجربة وعمر بقائه على أرض الوطن هو تلك الثواني التي كان فيها على الحدود بانتظار السماسرة.
الوطنية هي معايشة حقيقية للحال التي ينظم الشعب نفسه على أساسها، ومن أجلها بل والدفاع عن تلك الحال، والوقوف أمام التحديات، ولا يمكن أن تكون الوطنية شعور يشعر به الفرد لفترة ما أو لموقف ما، أينما كان الفرد يمكن أن يكون مناضلاً ولكن ليس في أن يتهجم على أبناء جلدته الصامدين من أجل ذلك النضال الذي يقول أحدهم إنَّه يعمل من أجله، فالوطنية الحقيقة تتجلى بالمقاومة، وإلا ما معنى أن تكون وطنياً؟! والمقاومة الحقيقية هي المقاومة على الأرض من أجل البقاء، وإلا ما معنى أن تكون مقاوماً؟! والتضحية الحقيقية هي التضحية على الأرض وبمقاومة بطولية من أجل البقاء، وإلا ما معنى أن تكون مضحياً؟!
كل من يتمادى اليوم ويحاول عرقلة التحول التاريخي في سوريا والذي تنبت بذوره في الشمال السوري بدماء الكرد ومن معهم هو لا يقل عن كل من هاجم السوريين دون تفريق بالسيف المسمم باسم الدين وبالقصف تحت مسمى الإنقاذ، فثورة روج آفا التي تمثل الثورة الحقيقية للتغيير الذي يخدم عموم السوريين، والنماذج المبنية على أساس إلغاء دور السلطة والتفرد بالقرار ومنها الإدارة الذاتية، دون شك كلها محاولات جادة لتحقيق التحول الحر وفق حاجة السوريين. وإن في روج آفا قوى تعتبر الأهم في القضاء على الإرهاب وهي التي سوف تكون الأكثر حفاظاً على المكتسبات الكردية وعلى وحدة السوريين وأهدافهم الوطنية وما سعي الأطراف المحاولة لتشويه دور هذه القوات وقيام البعض وبخاصة من ممثلي ما يدعى بالENKS والمطالبة بإدراج حماة ثورة روج آفا على قائمة الإرهاب تارة بمظاهرات في برلين وغيرها وتارة بدس الفتن داخل الصف الكردي من خلال معلومات كاذبة وملفقة ليس إلا وقوفاً صريحاً مع الإرهاب ذاته وإلا ما معنى أن تمنع طرفاً من محاربة داعش والاحتلال التركي للأراضي السورية وفصائل تسعى لخلق الفتنة ما بين الشعب السوري؟!
والحقيقة إن الهدف الجاد هو كما أسلفت المعارضات تتحول اليوم إلى لَعِب دور الكوافير للاحتلال التركي وتجميل ذلك التدخل بأنه إنقاذ للسوريين ومجلب لحريتهم، واليوم يناشدون الأطراف الأخرى للانضمام إلى تلك القوات التركية على الأرض السورية وقتال القوى الديمقراطية إن لزم الأمر وهذا هو الهدف الأساس للدولة التركية في خطتها البديلة لإنقاذ داعش واستمرار الفوضى في سوريا.
إن السنوات التي مرت على شعبنا في روج آفا كانت كفيلة بأن يدرك الشعب معنى البقاء والمقاومة، والشعب المدرك لأسباب بقائه ينتصر بجميع المراحل التالية، وإلا لن يستطيع البقاء من أول مرحلة – وهذا هو الفرق بين من هرب ومن بقي. إن المراحل التي تجاوزها شعبنا بانتصاره على الإرهاب والمؤامرات والمخططات والتحالفات والاتفاقيات السرية قد تجاوزت المئات بالعدد وهي تحت الصفر بالتأثير، فالشعب الذي يملك تجربة النصر على كل هذا العداء لا يمكن أن يطلق عليه إلا بالشعب الوطني، وهو باقٍ من أجل النصر وإعطاء الدروس العملية في ذلك لعل البعض يستيقظ من نوم العبودية الذي طال رقوده فيه.
روناهي
[1]