=KTML_Bold=كمال عاكف: سوريا الديمقراطية في ظل الفوضى المصطنعة=KTML_End=
كورداونلاين
حينما ترفض القوى الموجودة في الشمال السوري الوقوع في مصيدة المؤامرات على الشعب السوري والانحياز لأطراف إقليمية تبدي حلولا جاهزة بما ويتناسب مع دورها
لم يكن خروج النظام من مناطق تواجد الاكراد في سوريا امر عبطيًا او محض صدفة فقد سبق وأن كان للأكراد مع النظام السوري وحكم البعث صيت لاذع حيث كان الكرد منذ نشوء الدولة السورية الحديثة منعزلين عن واقع الحياة السياسية السورية بالرغم من مشاركتهم ونضالهم الكبير في مقاومة ومضارعة الوجود الفرنسي في سوريا ومشاركتهم الحية في وضع عماد الدولة السورية التي سرعان ما قام البعث بسرقة محتواها المتعدد وموزاييكها الملون وفرض عليها لونا واحدا وحكما واحدا وعلما واحدا وكرس الواقع السوري ومؤسساته المختلفة لخدمة طرف واحد ذاق منه الشعب السوري ويلات الويلات وكان العام 2004 والمواجهة مع الشعب الكردي المنتفض على القمع والاستبداد في مدينة قامشلي السورية خير دليل على الذهنية التي اراد منها البعث حكم البلاد حيث النار والحديد لا شيء سواهما.
-بعد أن قامت الثورة السورية وقبل أن تتم سرقتها من قوى إقليمية عاد التوجه الشعبي نحو حياة أخرى تخلو من مظاهر العنف التي مرت عليه على مدى عقود كان الشعب الكردي منذ البداية من جسّد الحس الوطني في توجه نحو التعامل مع الثورة التي تحولت إلى أزمة حيث عمل الكرد بالتحالفات المحلية على إقامة نموذح الإدارة الذاتية كنوع من الانتصار على البيروقراطية التي انتجت من خلالها الفساد الإداري والتحكم الفريد بمصادر القرار الوظيفي.
لقد كان لبناء النموذج الإداري الديمقراطي القاضي بالتحول إلى ضفة أخرى خالية من الصراع على السلطة وتدخلاتها امرًا مهمًا على الوضع السوري بشكل عام حيث ساعد هذا الإنجاز على ورود الحلول الوطنية التي تصب في خدمة مصلحة الشعب السوري وأي حل لا يتصف بالوطني لم يكن بالحل المقبول لدى القائمين على هذا التوجه، اليوم وبعد مصارعة القوى المتناحرة على النفوذ والهيمنة تم إثبات قدرة النموذج المحلي لروج آفا – شمال سوريا على إصدار الحل الوطني المتميز خاصة بعد أن قامت القوى المتحالفة فيما بينها بتشكيل إئتلاف قوات سوريا الديمقراطية التي حملت على عاتقها مهام القضاء على الإرهاب وبالأخص داعش حيث كان لهذا القوات دور هام في تنظيف الجغرافية السورية خاصة في الشمال السوري والأجزاء الممتدة إلى الوسط والتي تعتبر الخاصرة الرخوة التي عولت عليها الدولة التركية في إنتاج مشروعها العثماني بالتحالف مع القوى الراديكالية في سوريا.
-حينما يطرح مكونات الشمال السوري مشروعهم القاضي بالقضاء على الإرهاب كهدف وبناء المجتمع السوري المتكامل والمتعدد والمتنوع سياسيًا وعرقيا فإنه موقف وطني وفي الوقت الذي تقوم هذه المكونات بطرح بدائل الحلول الشخصية بمعنى الوطنية منها أكثر فهذا أيضًا ينم عن رغبة حقيقية في إيجاد الحل القاضي إلى الاستقرار العام بحيث يكون مناسبًا لعموم الشعب السوري في طرح القوى والتي تحاول تشويه حقيقة التوجه الديمقراطي والبناء الحر لسوريا يتم طرح امور من قبيل التقسيم أو تحول البلاد إلى أجزاء متناحرة هنا لابد من الاستعانة ببعض المعطيات الواقعية اليوم الإرهاب يهدد عموم سوريا وداعش من أهم التنظيمات وحينما يقوم طرف بحمل مهمة محاربته على عموم الجغرافية السورية هدف وطني ويسعى إلى وحدة الصف السوري، حينما ترفض القوى الموجودة في الشمال السوري الوقوع في مصيدة المؤامرات على الشعب السوري والانحياز لأطراف إقليمية تبدي حلولا جاهزة بما ويتناسب مع دورها في المنطقة فهذه مهمة موقف وطني دون شك، حينما ترفض القوى الموجودة في الشمال السوري القبول ببدائل النظام المركزي فهو موقف وطني دون شك وهذه المواقف الوطنية تعتاز الكثير من القوى التي تتدعي الوطنية أن تتبناها بالشكل المطلوب.
صدى البلد المصرية
[1]