=KTML_Bold=محمود خليل : الحركة الكوردية في قاعة الامتحان التاريخي=KTML_End=
كورداونلاين
الشعب الكوردي في #غرب كوردستان# يمر بمرحلة التحرر القومي أو الوطني بامتياز,وعلى القوى السياسية الكوردية وغيرها إدراك ذلك تماماً وأن تبني سياساتها المستقبلية عليها
الحركة الكوردية في قاعة الامتحان التاريخي
يلوح في الأفق ، ومنذ فترة، تصدع وحدة صف الحركة السياسية الكوردية في غرب كوردستان في ظل تصاعد وتيرة الحرب المستعرة في سوريا بين قوى مسلحة معارضة وقوات النظام,هذا التصاعد آخذاً منحى قد يؤدي بتداعياته إلى نقل الصراع المسلح إلى المناطق الكوردية بذرائع وهمية وبفعل سياسي مرتهن,مما يؤدي بالتالي إلى الاقتتال الكوردي الكوردي، حيث يُحضَّر له على الأقل منذ حين,في الوقت الذي يتطلب وحدة الصف وإفراز مرجعية جامعة تليق بالمرحلة الراهنة.
الشعب وغالبية الكورد في المناطق المذكورة غير راغبة في نقل هذا الصراع وغير معني كذلك في الاقتتال الداخلي إذا حصل.
إن القوى الخارجية- الإقليمية- والدولية- أصبحت لها اليد الطولى في الموضوع السوري, هذا الشيء أصبح جلياً لا يختلف عليه اثنان,وسوريا أضحت ساحة معركة أكثر من كونها معركة بين قوى لها علاقة بالشعب والوطن.
القوى والأحزاب السياسية الكوردية جمعاء دون استثناء ,عليها مسؤولية تاريخية تجاه ما آلت إليه وما ستؤول إليه الساحة الكوردية - من الحصار الخانق وازدياد الأزمات-الهجرة الغير المبررة في كثير من الحالات -,والأخطر إذا تم نقل الصراع أو الحرب الدائرة في سوريا إلى مناطقنا تحت أية ذريعة , وبالتالي حدوث اقتتال كوردي كوردي .
إذا حصل اقتتال كوردي داخلي – الغير مبرر على الإطلاق-سيُفسَر - وبدون تحفظ- على انه اقتتال وحرب بالنيابة وليس إلا.
الربيع العربي, ربيع عربي, والربيع الكوردي, ربيع كوردي, الكورد في سوريا جزء من الشعب السوري ولكن بعنوانه وخصوصيته,لم يعد بالإمكان جر الكورد إلى أي هدف أو مكان ليس ضامنا حقوقه كاملة دون نقصان ,على القوى السياسية الكوردية أن تدرك وتعي تماماً- إذا كانت راغبة- إن هذه المرحلة حساسة وهامة ومصيرية لطموحات شعبنا,هذا الشعب الذي لم ينل حريته وكرامته يوماً واحداً من عمر تشكيل الجمهورية السورية,شعب يعيش بين ظهرانيه شعوب تربت وتغذت بالروح العدائية تجاهه ولم يتأهل بعد لتقبل الشريك الكوردي- كما هو- بل لا يزال ينظر إليه وفق المنظورالعروبي,أو الاستعلائي العروبي الإسلامي الهجين.
الشعب الكوردي في غرب كوردستان يمر بمرحلة التحرر القومي أو الوطني بامتياز,وعلى القوى السياسية الكوردية وغيرها إدراك ذلك تماماً وأن تبني سياساتها المستقبلية عليها, وحتى تكون مواكبة للمرحلة ومتوافقة معها, عليها بناء نفسها وفق ذلك وأن لا تلعب كما كانت في الماضي بممارسة السياسات الرخيصة المبتذلة ,وإلا ستحرق نفسها بنفسها.
السياسة والساسة والأطر السياسية ,وحديثاً ما يسمى ب: التنسيقيات الشبابية ,ومنظمات المجتمع المدني والأهلي,فهم جميعا - بالمحصلة - أدوات وليست غايات بحد ذاتها,فلا توجد سياسة من أجل السياسة , فالحركات والأحزاب السياسية الكوردية في غرب كوردستان اختارت لنفسها وبطواعية أن تكون وسائل لتعبر من خلالها طموحات الشعب الكوردي في سوريا على أساس التحرر القومي,وأن تكون رافعة لرؤاها المستقبلية الساعية نحو الانعتاق والتحرر,وقد ادعت طوال العقود الماضية عن كونها الممثل للشعب الكوردي زورا وبهتانا.
الآن يوجد في ساحة غرب كوردستان ما يربو على ستة عشر حزباً كوردياً, تشكلت عبر سلسلة من الانشقاقات - المتشظية- وغير المبنية على اختلافات فكرية جوهرية, لها علاقة بالاختلاف الفكري في قواعدها الحزبية,وإنما جرت هذه الانشقاقات على أساس تناحرات شخصية متمثلة في بعض الرموز مضمونها الابتزاز والتجارة الحزبوية ,باسم الكورد وعلى الكورد.
الساحة الكوردية في سورية لا تستطيع تحمل تلك الأعباء من الاختلافاتالعقائدية,كل ما هنالك يوجد شعب اسمه الكورد يعيش على أرضه التاريخية,حرم من حقه في تقرير مصيره,فهو يندرج بالمطلق ضمن قائمة- الشعوب المضطهدة- ويعيش حالة تحرر قومي أو وطني.
عندما تشكلت الهيئة الكردية العليا فوق اتفاقية هولير عبرت الملايين من الشعب الكوردي عن فرحتها و موافقتها على هذه المرجعية , استُدل من ذلك , إن وعي الشارع الكوردي و منذ سنين طويلة تسبق أُطرها و حركاتها السياسية.
إن الحركة السياسية الكوردية بمجملها في غرب كوردستان لم تستوعب الدرس من الوعي الشعبي الكوردي الوحدوي اتجاه إعلان الهيئة الكوردية العليا لأول مرة .
الآن وفي هذه الأيام نعيش أيام صعبة و مرحلة عصيبة و حساسة
جلّ ما نخشاه حصول صراعات كوردية كوردية و تتحول إلى اقتتال اخوي , عوضاً أن ترص الصفوف نحو الاتحاد !,كي تكون الحركة تعبيراً حقيقياً واستجابة للمرحلة الراهنة وتلبية لطموح و نداء الملايين من أبناء شعبنا .
و إذا حصل هذا الاقتتال –الأخوي-,!فإننا نناشد جميع الكورد شيباً و شباباً مثقفين و أطباء و طلبة وجميع الناس الغير مؤطرين ( وهم الأغلبية الساحقة من الشعب الكوردي ) إن ينأوا بأنفسهم من هذا الاقتتال و أن يدعوا هؤلاء السياسيين المحاربين وحدهم يتعاركون , و أن لا يستغلوا مشاعركم القومية النبيلة، ولا تجعلوهم يزجون بكم في حروبهم الدونكيشوتية الوهمية , استفيدوا من تجربة جنوب كوردستان المأساوية و ما آلت إليه جراء الاقتتال الأخوي السيئ الصيت .
جميع القوى تتاجر بالكورد –اقصد القوى المهيمنة على كوردستان- و بعض القوى السياسية الكوردية أيضا تشاركها هذه التجارة, فلا تكونوا سلعةً رخيصةً بيد هؤلاء التجار.
الشيء الوحيد الذي تستطيعون عمله هو: عدم إظهار ولاء لأي طرف كوردي يلجأ إلى الاقتتال الكوردي – قاطعوهم – انظروا إليهم بازدراء- لا تؤوهم في بيوتكم- لا تقدموا لهم آية مساعدة لجرحاهم - سدُّوا الأبواب في وجوههم .
الذي لا يحترم إرادة الشعب بملايينه لا يُحترم , حيث لا احترام لأحد في حضرة الشعوب, لا تقدموا لهم العكاكيز , اتركوهم يسقطوا وحدهم كي لا تخسروا أهدافكم المشروعة معهم,فويلاُ لهؤلاء إذا سقطوا في امتحانهم التاريخي عند إقدامهم على الاحتراب الداخلي وإراقة الدم الكوردي بالسلاح الكوردي.
محمود خليل
قامشلو:11كانون الثاني
[1]