خالد ديريك:كورد سورية , ونصف القرن من البحث عن الوحدة
كورداونلاين
عند أبرام إتفاقية هولير بين المجلسين الأكثر شعبية تنفس الناس صعداء وظنوا بإن اللبنة الأولى قد وضعت في تحقيق حلمهم حتى ولو جاءت متأخرا لانه أبرمت في الزمن الحساس والمكان المناسب
بقلم خالد ديريك ...منذ أكثر من نصف القرن والكورد سورية يبحثون عن وحدتهم الضائعة بين ثنايا عقولهم وعواطفهم وبين السياسات والأيديولوجيات الأنظمة دمشق ,أول تنظيم سياسي وحدوي تأسست في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي على اليد المناضلين الأوائل ,نورد الدين ظاظا ورفاقه بأسم حزب الديمقراطي الكوردي في سورية ولكن مالبث أن بدأت سلسة الأنشقاقات لعدة الأسباب أهمها ,العقدة الأنانية للقيادات الحزبية وثانيا الولاءات الخارجية وثالثا تأثيرات القوية من المخابرات السورية لتكريس التفرقة في جسم الحركة الكوردية , وحتى بعد اندلاع الثورة السورية بدأ أنشقاقات جديدة وأيضا تشكلت التنسيقيات والهيئات والحركات الشبابية الجديدة , نصف قرن وحلم كورد سورية لم يتحقق بعد في تحقيق وحدتهم وحصول على حقوقهم كاملة ضمن وحدة بلادهم سورية , عند أبرام إتفاقية هولير بين المجلسين الأكثر شعبية تنفس الناس صعداء وظنوا بإن اللبنة الأولى قد وضعت في تحقيق حلمهم حتى ولو جاءت متأخرا لانه أبرمت في الزمن الحساس والمكان المناسب ,حساس لانها فرصة تاريخية ربما لن يتكرر في القرن سوى مرة ويجب أن يستغلها الكورد لتحقيق طموحاتهم ومشاركة في بناء وتطوير بلدهم سورية ,ومناسب, لانها عقد تحت رعاية رئاسة اقليم كوردستان الرئيس مسعود البرزاني اللذي يحظى بالمكانة والمحبة لدى الكورد السوريين خاصة والكورد عامة ,لكن للأسف لم يطبق الجانبين أي بند يذكر سوى بتصريحاتهم ,وما يشهده المناطق الكوردية من حالة الهيجان والأحتقان والمناوشات شبه اليومية في المظاهرات أكبر دليل على أن الأتفاقية أصبح مجرد حبر على الورق وخاصة بعد أتهام قوات الوحدات الشعبية التابعة لبي ي د بخطف المعارضين وتهديدهم مما زاد من الطين بللة , والان منطقة كوردية يعيش على برميل البارود ويمكن أن ينفجر في أي لحظة وعندها سيحدث مالايحمد عقباه والخاسر دائما جميع الكورد والمستفيد دائما أعدائهم اللذين يحيطون بهم من كل جهة واللذين لا يكلون ولا يملون لزرع بذور الفتنة بينهم ,أهم أنجازات المجلس الوطني الكوردي هو استمرار في صراعاتهم على المناصب في المجلس والمنافسة الشديدة بين أحزابها في فتح مكاتب الحزبية لا مكاتب المجلس الوطني الكوردي وظهور قياداتهم في صفوف الأمامية أمام المتظاهرين , أما مجلس غربي كوردستان , هو أكثر تنظيما وحماسا لتحقيق ما يريده فمن تشكيل اللجان الخدمية والاجتماعية والامنية إلى تشكيل كتائب منظمة من قوات الوحدات الحماية الشعبية واللذي يدافعون عن المناطق الكوردية بقوة وشراسة لحماية جميع مكوناتها من العرب والسريان والكورد وغيرهم ويدفعون شهداء وجرحى وأسرى وما حدث مؤخرا من المعارك اللذي دارت بينهم وبين بعض كتائب التكفيرية اللذين أدعوا أنهم تابعون للجيش السوري الحر وهم بعيدون عن قيم الجيش الحر اللذي حمل السلاح للدفاع عن المظلوم وعن جميع السوريين ضد نظام سفاح ,وما يؤكد الأحتقان الحاصل بين المجلسين هو قيام مجلس الوطني الكوردي بمظاهرات كبيرة على خلفية إنزال علم الثورة من مقراتها الحزبية من قبل عناصر الحماية الشعبية التابعة لبي ي د ولكنهم لم ينددوا ببيان تنديد حتى على ما فعلته الكتائب التكفيرية من الخطف والقتل بحق المدنييين العزل في حلب وعفرين , ورغم إيجابيات مجلس غربي كوردستان هناك سلبيات أيضا فسيطرتهم على معظم مفاصل الحياة في غربي كوردستان من جانب الواحد وفرض الأتاوات على المهربين والتجار وممارسة سياسة الحزب الواحد أدت إلى تلك الأحتقانات والمناوشات شبه اليومية والله يستر من القادم لذا على جميع مراجعة أنفسهم وتنفيذ بنود أتفاقية هولير كاملة حتى لا تصبح غربي كوردستان في خبر كان
[1]