=KTML_Bold=ليلى زانا :بإستطاعة أردوغان حل القضية الكردية إذا أراد ذلك=KTML_End=
كورداونلاين
دلشا يوسف
ليلى زانا قضت (10) سنوات من عمرها في السجون التركية، ما يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية. عند زجها في السجن كانت في ريعان شبابها و أماً لطفلين،
#ليلى زانا# تصرح:
بإستطاعة أردوغان حل القضية الكردية إذا أراد ذلك
أثارت تصريحات أدلت بها ليلى زانا، الناشطة الكردية المعروفة و النائبة المستقلة عن مدينة دياربكر، إلى صحيفة حرييت التركية، ردود أفعال متباينة في الأوساط السياسية الكردية و التركية، تراوحت بين الترحيب و التشكيك و الرفض. و كانت ليلى زانا قد عبرت في اللقاء الصحفي عن ثقتها بقدرة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على حل القضية الكردية إذا أراد ذلك، مؤكدة على أنها لم تفقد الأمل و الثقة فيه، هذا من جهة و من جهة أخرى، كان لإعلان رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان بشان إمكانية تعليم اللغة الكردية كدرس إختياري ضمن المنهاج الدراسي بدءا من الصف الأول المتوسط، نفس الوقع، حيث أثار جملة من ردود الأفعال، و ما يزال الجدل مستمرا بهذا الشأن، فقد قيّم البعض هذه الخطوة بالتاريخية من حكومة اردوغان، بينما البعض الآخر و في مقدمتهم السياسيين الكرد في حزب السلام الديمقراطي و حزب العمال الكردستاني، قيّموا هذه الخطوة على أنها محاولة لتفكيك الجبهة الكردية في تركيا و إبعاد القاعدة الكردية عن حزب العمال الكردستاني.
فقد إعتبرت غولتان قشيناك رئيسة حزب السلام الديمقراطي بالمناصفة ، أن أردوغان بقراره هذا يرتكب جريمة نكراء، فإن إعتبار اللغة الأم لأي شخص لغة إختيارية هو ظلم كبير. و أضافت:
إذا أراد رئيس الوزراء أن يتعلم اللغة الكردية كلغة إختيارية يمكنه ذلك.
حيث تعتبر قشناك إقتراح تعلم اللغة الكردية كدرس إختياري بأنه صهر للكرد و لا ضرورة للمتاجرة باللغة، و أن التعامل مع موضوع حساس كهذا و بهذه الطريقة لا ينبع من ذهنية ديمقراطية بل من ذهنية فاشية.
و بشأن تصريحات ليلى زانا لصحيفة حرييت، يعتقد الكاتب الصحفي في صحيفة زمان التركية ( أمرة أوسلو)، أن تصريحات ليلى زانا تأتي في إطار تنسيق ثلاثي يضم تركيا و أمريكا و العراق، بهدف ممارسة الضغط على مقاتلي حزب العمال الكردستاني لدفعهم إلى إلقاء السلاح و الدخول في عملية سياسية تفضي إلى إيجاد حل للقضية الكردية.
لكن الكاتب اوسلو يشكك في مدى قدرة ليلى زانا على لعب دور العامل الذي يستطيع ان يحشد وراءه ما يكفي من الدعم داخل الحركة الكردية.
بينما يصف الكاتب المعروف جنكيز جاندار موقف ليلى زانا في مقال له منشور في صحيفة راديكال على أنه هطل كزخة مطر على صيف تركيا القائظ.
و يشبّه الكاتب ليلى زانا ب ( ماريان) الرمز الوطني لفرنسا الذي يعني ( الحرية و الأخوة و المساواة). حيث يختصر لنا ملحمة ليلى زانا البطولية من خلال سنواتها في السجن.
يذكر الكاتب أن ليلى زانا قضت (10) سنوات من عمرها في السجون التركية، ما يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية. عند زجها في السجن كانت في ريعان شبابها و أماً لطفلين، و بعد إطلاق سراحها من السجن، و قفت شامخة الهامة أمام الرأي العام الداخلي و العالمي، و مُنحت جائزة قيّمة لا يستهان بها هي جائزة أندريه ساخاروف، و تخرج اليوم من جديد و هي التي مثلت الكرد و نقلت مطاليبهم إلى المحافل الدولية، لتقول لرئيس الحكومة رجب طيب اردوغان إنها واثقة من أنه يستطيع حل القضية الكردية، و إنها لن تفقد الثقة فيه، لتتوج نضالها بهذه الخطوة المباركة.
أما من ناحية تصريح رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان بشأن تعليم اللغة الكردية كدرس إختياري في المنهاج الدراسي، يصف الكاتب محمد علي بيراند هذه الخطوة بالتاريخية.
يقول الكاتب:
أعتبر هذه الخطوة تاريخية، رغم تباين الآراء بشأنها. حيث يعتبر كل من حزب العمال الكردستاني و حزب السلام الديمقراطي هذه الخطوة بالناقصة، و يصرّون على رأي أن الكرد بحاجة إلى التعلم باللغة الأم، و هم على حق. و لكن تركيا مع هذا القرار دخلت منعطفا تاريخيا جديدا في هذه المرحلة الحساسة.
و يضيف الكاتب واصفا وضع #اللغة الكردية# في سنوات 1980-1990:
كان كل من يتحدث باللغة الكردية يتعرض للقمع و التنكيل، و الكتابة باللغة الكردية على الجدران كانت تشكل جريمة كبيرة. و كل من لا يعرف اللغة التركية، لا يحق له حماية نفسه أمام القانون. كانت حربا ضد اللغة بكل معنى الكلمة. و يتم تنفيذ أشد العقوبات بهذا الشأن من أجل تعريض اللغة الكردية للإنصهار، و مجرد الإستماع لأغنية كردية كان يتسبب في الملاحقة و يؤدي بصاحبه إلى السجن.
لذا يوصي الكاتب بالعودة و النظر إلى الخلف، و تقييم ما تم الإقرار به في الوقت الحالي، و المطالبة بتحقيق المزيد فيما بعد.
*زاوية أسبوعية تصدر في صحيفة كوردستاني نوي الكردية.
[1]