=KTML_Bold=موقف الامريكان من دولة كردستان=KTML_End=
كورداونلاين
* غالب زنجيل
فمشكلة الجنوب السوداني تكاد تتطابق بكافة مفرداتها مع مشكلة اكراد شمالي العراق من حيث رغبة الشعبين في الانفصال واعلان الاستقلال
في أواخر عام 2003 سألت أحد السياسيين العراقيين البارزين ان كان الامريكيون يسمحون باقامة دولة كردية في شمالي العراق؟ فرد عليَّ جازماً: كلا، لا اعتقد ذلك، وأضاف: صحيح إن الامريكيين أعلى اصواتاً من بين شعوب الارض في الدفاع عن حرية الاكراد في تقرير مصيرهم إو استقلالهم أو دولتهم القومية الكبرى، ولكن هذا يظل مجرد كلام غير قابل للتطبيق، فمصلحة. امريكا الأقتصادية والستراتيجية هي من تفرض نفسها على سياسات هذه الدولة. واعتقد –يقول السياسي العراقي- إن من مصلحة أمريكا الآن أن يظل العراق موحداً لتستفيد من استغلال نفوطه التي في الشمال والوسط والجنوب. ولا مصلحة لواشنطن في تشظية هذا البلد الذي يمتلك ثاني احتياطي نفطي في العالم .
وكنت في كتاباتي السياسية طوال السنوات الثماني الماضية اكاد اقتنع بفكرة إن أمريكا لن تفرط بوحدة التراب العراقي من أجل (حلم الشعراء) . غير إن ما حدث في السودان قبل سنوات قليلة وما تمخض عنه من انفصال الجنوب واعلان استقلاله عن الوطن الأم يوم السبت، جعلني اعيد النظر بقناعتي أولاً وبرأيي السياسي العراقي البارز أيضاً .
فمشكلة الجنوب السوداني تكاد تتطابق بكافة مفرداتها مع مشكلة اكراد شمالي العراق من حيث رغبة الشعبين في الانفصال واعلان الاستقلال عن الدولة. وكانت أمريكا إلى ما قبل سنوات تعارض انفصال جنوب السودان إلى أن تم اكتشاف النفط وبكميات هائلة هناك.
عندها، التفتت واشنطن إلى شعب الجنوب السوداني المسيحي، ونظرت بتعاطف (شديد) إلى رغبته في تقرير مصيره، مع أنه وطوال قرابة العشرين سنة كانت تعارض هذا الانفصال وتدعم حكومة النميري في الخرطوم لتحطيم قوة المتمردين في جنوب البلاد. فواشنطن، وجدت أخيراً (مصلحتها) في هذا الجزء الثري، بل المفرط الثراء من أرض السودان، وحين (صحت) على هذه الحقيقة تحركت بقوة وتصميم على وضع حاكم السودان الحالي عمر البشير أمام خيارين أولها الموافقة على استقلال الجنوب في التاسع من تموز الحالي، اما إذا لم يوافق فأن امر تسليمه الى محكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب هو الحل الآخر.
وبعد هذا الذي رأيناه في السودان، لم يعد الوثوق بالتعهدات الامريكية على حماية وحدة التراب العراقي منطقياً. فأمريكا يمكن أن تكرر ما حدث في السودان بنسخة أخرى في العراق.
وأكاد أجزم، بعدما رأينا وسمعنا دفاع أمريكا عن وحدة التراب السوداني، ثم دعمها للانفصاليين هناك واجبارها لحاكم السودان على الأقرار باستقلال الجنوب.. بعد كل ذلك، ما المانع في اعادة ترتيب الاولويات الأمريكية في العراق بحيث تشجع السياسيين الاكراد على الانفصال، وترغم السياسيين في بغداد على الاعتراف باستقلال(كردستان)! وبالطبع ستلوح لحكام بغداد بأن المعاندة ستودي بهم الى التهلكة مذكرة اياهم بأيام صدام الأخيرة !
نقلاً عن كتابات
[1]