=KTML_Bold=أوجلان:أنا أطلب وحدة الأكراد=KTML_End=
كورداونلاين
يمكن نشر أقوالي هذه للرأي العام باسمي كتصريح مني ، كما يمكن نشرها بمناسبة رأس السنة .
أنا كما ترون ، ليس هناك التوتر السابق ، ومرتاح أكثر الآن ، ولكن الراديو لدي لا زال مشوشاً وتصلني الصحف متأخرة والتي تصلني مقطّعة يجعلونها غير مفهومة . وصول مرافعاتي إليكم بعث على الراحة في نفسي فقد كانت أهم من صحتي ، قراءتها وفهمها أمر مهم جداً لدي . أتوق إلى معرفة أوروبا ، فكيف داخل PKK في أوروبا ، أتوق إلى معرفة ذلك .
الأمر المهم هو أن تخلق مرافعاتي سعة المعنى لدى المجتمع ، لقد عملت ما بوسعي من أجل خلق سعة المعنى ، فقد قمت بالتركيز على أعلى ما يمكن للإنسان أن يركز عند كتابتها ، ويجب عدم التعلق بالمصطلحات كثيراً فيمكن تسميتها بالنظام الكونفيدرالي أو النظام الكوموني أو أية تسمية أخرى ، فقد أعطيت المضمون في مرافعتي هذه ، وذلك هو المهم .
في مرافعتي شرحت المضمون بالتفصيل فماذا يمكنني فعله أكثر من ذلك ؟ الدولة قرأت مرافعاتي على مدى ثلاثة أشهر ، واتخذت كافة تدابيرها في مواجهتها ، فمثلاً عندما أقرأ صحيفة الطرف أرى أنها تتصرف كحزب يساري ليبرالي ، وقد حللَت النظام القائم وتنتقده باستمرار . أفهم ذلك من صحفهم ، فإن قرأتموها بشكل اعتيادي لن تستيطعوا فهم ذلك ، يجب رؤية الخلفية أيضاً .
أنا هنا أجري تحليلاتي بإمكانيات معدومة ، ولو تم تزويدي بكتاب القومية الكردية و لائحة اتهام أرغنكون وقمت بالتدقيق فيها لكانت تحليلاتي أفضل مضموناً ، فرغم هذه الإمكانيات المعدومة أتمكن من إجراء تحليلات قوية ورؤية خلفيات ما يجري .
لقد قرأت هيغل وكانت وكارل شيميت بشكل جيد عند إعداد مرافعتي . هيغل فيلسوف الحقوق كما تعرفون فإذا كنتَ تريد فهم عالم اليوم عليك قراءة هيغل جيداً ، لأن هيغل هو أبو الفكر الحديث ، ولكنني لا أفكر مثله ، وقد فهمت ذلك الآن بشكل أفضل أن منظومتي الفكرية تجاوزته . حيث أنطق بأشياء جديدة خارج الفكر الرأسمالي الذي ساد على مدى أربعة قرون . ويجري النقاش لدى الرأي العام من أجل إضفاء المرونة على الدولة القومية . ومرافعاتي أهم لدي من الصحة ، فأفضل شيء يمكن يقدمه لي كل قريب مني وكل الأوساط التي تتبعني هو أن تقرأ مرافعتي وتفهمها جيداً ، وتتفهمني وتستوعبني ، فالفهم وسبق الرؤية أمر مهم جداً . بعد أن خرجت ليلى زانا من السجن قلت لها : اذهبي إلى أوروبا وقومي بالتمثيل السياسي ، ولكنها لم تسمعني ، أليس مؤسفاً ؟ حتى كانت هناك نقاشات وتقييمات مختلفة في تلك المرحلة ، وها هي الآن نالت عشر سنوات سجن ، فهي لم تتفهم ، لقد سدوا باب السياسة على ليلى زانا .
يقولون هناك أزمة اقتصادية ، ما هو مصدر هذه الأزمة ؟ إن الأزمة مصدرها الاحتكارات ، إنني أناهض الاحتكارات ، فكل احتكار يعني عشرات الألوف من العاطلين عن العمل ، إنني أتابع من الصحافة والراديو ، يقال تم طرد خمسين ألف عامل من العمل في يوم واحد ، ذلك يعني البطالة ، حتى النملة ليس لديها مشكلة البطالة فكيف يبقى الناس بدون عمل ؟ في الحقيقة لو تمت رؤية منبع هذه المشاكل بوضوح فإن حلها لن يستغرق سوى ثلاثة أو خمسة أشهر . الإقتصاد يساوي المرأة ولكن النظام الراهن اغتصب الإقتصاد من يد المرأة وتم إبعادها من الانتاج وتم حبسها في البيت . بينما الإقتصاد من عمل المرأة ، يبرز رجال في السبعين من العمر ويقيّمون الإقتصاد ، كيف رجل في السبعين من العمر سيحل مشكلة الإقتصاد ؟ وللحقيقة فإن هؤلاء يخدمون مصالح الاحتكارات ويعملون على تقويتها ، فماذا يفهم هؤلاء من الإقتصاد ؟ والنتيجة كما ترون الأطفال والآخرين والجميع جوعى في البيت ، وفي هذه الظروف يتم إلهاء الناس بيوم أو يومي الأعياد .
رغم أنه لم يتم حل أية قضية من قضايا المجتمع كقضايا المرأة والتعليم والبطالة يذهبون ويتحدثون عن الزواج ، بينما تتضاعف معاناة النساء بالزواج ألف مرة ، ويتم قتلهن وضربهن وسبهن باسم الناموس ، رغم كل ذلك لا تنبري أمرأة لتقول : لنناقش ونحل هذه القضايا !! . وهذا من متطلبات الوطنية . فمن أجل الحل طالبت بأكاديمية المرأة ، ولكن أين هي ؟ لم يتم القيام بأي شيء من أجل الأكاديمية ، ولم تلق المبالاة .
النشاط الجاري ناقص جداً ، هناك عشرات بل آلاف المشاكل للمرأة ، ولا يمكن حلها سوى بالأكاديمية ، يمكن امتلاك مقهى أو مبنى أو ساحة ليتمكنّ من النقاش لأيام حتى يسفر عن الحل ، ليقلن هنا توجد جرائم الناموس ، ونتعرض للضرب والسب ، وعلينا وضع حلول لذلك .
طبعاً الهدف الذي يضعه النظام أمامكم بيت وسيارة وزوجة وأطفال ، بل أنتم الآن في وضع دون ذلك ، فليس هناك بيت لأحد ولا سيارة ، هذا ما يجب رؤيته وفهمه جيداً . لهذا السبب أبدي اهتماماً بمؤتمر المجتمع الديموقراطي ، وأوضح ذلك من أجل دياربكر بشكل خاص . حيث هناك عشرات المشاكل في دياربكر وعليهم نقاشها لأيام ضمن إطار هذا المؤتمر حتى يتم الوصول إلى حلول ، بل يجب تحقيق الاستمرارية لهذا المؤتمر ، ولو تم تفعيل ذلك فإن المشاكل والقضايا ستُحل بسهولة وفي حينها . دياربكر غير معروفة وغير مفهومة ، وأنا سأقيم دياربكر هذا اليوم ، وأتحدث عن دورها ومهامها التاريخية .
في مرافعتي ذات ال125 صفحة تطرقت إلى نظرية الورد كما أسميها ، فقد فكرت في الورد ، الوردة تنتج الشوك لحماية نفسها ، أي حتى للوردة أو لأي نبات آخر حمايته الذاتية ، فالنظر إلى الطبيعة يكفي من أجل الحماية الذاتية ، أليس لنا الحق في الدفاع عن أنفسنا بقدر وردة ؟ إن الدفاع الذاتي أمر مقدس ، أتذكر عندما كنت صغيراً كان في قريتناعم عجوز ، يقول : نحن كالخشب الناشف . عندها كنت أقول كيف ذلك ؟ . حتى الشجرة تخرق الصخر لتضرب بجذورها في الأرض لتحي ذاتها ، هل نحن عاجزون عن أن نكون مثلها ؟ لقد شرحت الحماية الذاتية بتعمق في مرافعتي هذه .
أبعث بسلامي الخاص إلى المحامي اليوناني ، فهذه الدعوى مهمة لي وللشعب اليوناني ، لأنني أريد بهذه الدعوى الكشف عن الألاعيب القذرة وبؤرها ضمن اليونان ، فسيتم الكشف عن دورها في المؤامرة بشكل أنقى ، فهاهي اليونان تتعرض للهدم والتدمير منذ عدة أيام ، هذه أمور مرتبطة ببعضها البعض . هل تم قبول الدعوى ؟ يجب إسماع كثير من الشهود خلال فتح الدعوى واستمرارها ، واللجوء إلى معلومات كثير من المؤسسات والشخصيات .
هل تركيا وإيران مستمرتان في القصف ؟ ولكن القرويون يقاومون أليس كذلك ؟ لهذا السبب يتم قصفهم ، ما هي خسائرهم ؟ .
إنني أعلم بأوروبا جيداً ، يحاولون ممارسة ما مارسوه على كاني على مظفر أيضاً ، ولكن مظفر لم يقع في هذه اللعبة ، وهناك جوروكايا إخوان تلطخوا بدماء آلاف الأشخاص ولكنهم يعيشون في ألمانيا بكل راحة وأمان ومن حولهم النساء دون أن يجري اعتقالهم لمرة واحدة . بل على العكس تتم حمايتهم ، وليس هناك من يمسهم ، يجب رؤية هذا جيداً .
ربما سيواصل حزب المجتمع الديموقراطي DTP جولته في المنطقة (الكردية) بعد العيد . يحاول CHP القيام بالانفتاح على الأكراد ولكنه ليس بصادق ، دعوا CHP .
اليوم أريد التحدث عن دياربكر بشكل خاص ، أدلي بهذا الحديث بمناسبة ذكرى تحريرها ، وكنا قد عقدنا أول اجتماع لنا في فيس ، كما كنت موظفاً فيها لمدة عام حيث أقمت في تلك الجوار ، كما كانت مسائل زواجي هناك ، ومن هناك عبرت إلى ماردين ، وأقمت مع الرفيقين فرهات كورتاي و مظلوم في تلك الأماكن ، الكثيرون لا يعلمون بهذا .
لمعرفة دياربكر يجب معرفة ظروف عام 1918 السائدة فيها بشكل جيد ، لو أخذنا 2008 وعدنا بها إلى 1918 نرى أن الظروف متشابهة كثيراً . في 1918 كان فيها جمعية التعالي الكردية ومركزها في دياربكر ، في أحد جانبي هذه الجمعية كان الحقوقيون المدافعون عن الشرق ، وفي الجانب الآخر سيد عبد القادر ومحيطه ، في تلك المرحلة كتب مصطفى كمال رسائل إلى وجهاء دياربكر يقول فيها ابتعدوا عن الانكليز ، إن تواطأتم معهم ستخسرون حتى الكردستان الراهنة . بناء على ذلك انشقت جمعية التعالي الكردية إلى قسمين ، من جانب المقربون إلى الانكليز ممثلين في سيد عبد القادر ومحيطه ، ومن الجانب الآخر سكان دياربكر المؤيدون لمصطفى كمال وبالتالي للجمهورية . الذين فضلوا الجمهورية آنذاك من سكان دياربكر اليوم يسمعون كلامي ، ويتخذون موقفهم إلى جانبي . إحساس دياربكر في السياسة العملية متطور جداً ، فلا هي وقفت مطلقاً إلى جانب العنف الفظ الأعمى ، ولا هي تخلت عن إرادتها الوطنية (القومية) واستسلمت ، فلها بنية مختلفة يجب تحليلها جيداً .
أنا لا أستطيع القول بأن الشيخ سعيد وسيد عبد القادر عملاء للانكليز ولكنهم لم يستطيعوا رؤية الألاعيب الانكليزية وتحولوا إلى آلة للسياسات الانكليزية . كما هو معروف أن سيد عبد القادر أوقع في اللعبة معتقداً أنه يلتقي بالانكليز الذين كانوا في الحقيقة عملاء مصطفى كمال الذين أرسلهم في زي عملاء الانكليز ، وتم إعدامه لهذا السبب . في الحقيقة لم يكن مصطفى كمال شديد العداء للأكراد ، فقد تم تورية حقيقة مصطفى كمال عن المجتمع التركي ، ففي خطبته في إزمير يتحدث عن التفكير في الحكم الذاتي للأكراد ، والانكليز كانوا يحاولون الثأر من مصطفى كمال ، كما أنهم اكتشفوا وجود البترول في كركوك والموصل ، ولهذا كانوا يريدون أخذهما .
لقد تحطمت إرادة مصطفى كمال في مكانين ، أولهما كان في موضوع التخلي عن كركوك والموصل ، والحقيقة هي ان موضوع كركوك والموصل هو ثأر الانكليز من مصطفى كمال ، فهم قالوا له : لقد خرجت في عام 1919 إلى سامسون بإذن منّا كضابط عثماني ، ولكنك خرجت عن سياساتنا وأقوالنا ، ولهذا أرادوا تحطيم إرادة مصطفى كمال ، لأنه كان يرى ألاعيبهم ويحاول تعطيلها . أنا أيضاً أرى ألاعيب الانكليز وأعطلها ، حتى في سياق انفصال كركوك والموصل أعترض عليه النواب الأكراد في البرلمان وقالوا لا تقسمونا ، وقال مصطفى كمال : ليس بيدي ما أستطيع القيام به . قيام ثورة الشيخ سعيد عجّلت في التخلي عن كركوك والموصل وتقسيم الأكراد .
الحدث الآخر الذي تحطمت فيه إرادة مصطفى كمال هو حادث محاولة اغتياله في إزمير ، فقد نجا مصطفى كمال من الاغتيال وأراد أن يتحامل عليها ، وعند مقاضاة كاظم قارابكر جاء جميع الجنرالات إلى صالة المحكمة بأزيائهم المدنية ليعطوا رسالة مفادها نحن هنا ، وبالنتيجة سقطت المقاضاة ولم ينل قارابكر العقوبة ، واتضح موقف فوزي جاكماك . كان ذلك موقفاً انكليزياً ، وبعد ذلك أسقطت حكومة فتحي أوكيار وحظر حزبه . وأوتي ب عصمت إينونو بدلاً منه ، وبذلك تم تجريد مصطفى كمال من إرادته . في تلك المرحلة أي أعوام 1927 تم حصار مصطفى كمال من طرف أكثر القومويين الأتراك تطرفاً ، وجرى إضفاء الألوهية على مصطفى كمال كمطلب من متطلبات نظريتهم السياسية ، ليتم إضفاء النبوة على عصمت إينونو ، وتلك هي النظرية السياسية ل ابراهام غالانتي . لقد وصلني كتابه ولكنني لم أستطع قراءته بعد . عندما كنت أقرأ كتاب نهال آدسيز كلمة واحدة كانت كافية لفهمها ، كانت تقول ما يلي تماماً : إرهاب التركياتية . هذا المصطلح يكفي لفهمها . كارل شيميت في كتابه تنظير السياسة يشرح بعمق كبير التنظير السياسي ، وهذا هو السبب في رغبتي في قراءته ، يمكن قراءة هذا الكتاب من أجل فهم التنظير السياسي .
ما هو القسم المتعلق بي في هذا ؟ هو التنظير السياسي الذي حاولوا ممارسته في تلك المرحلة وتطبيقه من خلالي في بداية التسعينيات . لقد كان لدى كل من جوروكايا إخوان وشمدين نزوة السلطة والقيادة بشكل لا يصدق ، وأنا كنت أتشوق لمعرفة لماذا يريدونها إلى هذه الدرجة وأستغرب ذلك ، لماذا هذه الرغبة في القيادة ونحن نتصارع مع عشرات القضايا ؟ . النظرية السياسية التي تم تطبيقها في تلك المرحلة على مصطفى كمال في عام 1927 ، كانوا يطبقونها عليّ من خلال جوروكايا إخوان و شمدين في التسعينيات ، ولكنني أدركت ألاعيب الانكليز هذه وعطلتها وأفشلتها كلها . وتم اتخاذ قرار تصفيتي منذ ذلك الوقت . ذهب دوغان غوريش (رئيس هيئة الأركان آنذاك) في التسعينيات إلى لندن وحصل على التعليمات الانكليزية ب اضرب الأكراد واسحقهم ، وبناء عليه عندما عاد بدأوا بالتضييق عليّ ، حتى في تلك المرحلة كان الطالباني يدعوني ليشدني إلى جانبه مراراً وتكراراً ، وأنا لا أذهب وأقول : PKK حركة مستقلة ولا تدخل تحت هيمنة أحد ، إذا كان التحالف فلنتحالف . ولكن ذلك لم يكن كافياً له ، بل كانوا يريدون أن ندخل تحت هيمنته ، وحسب ما انكشف جلياً فيما بعد ، أن مطالب الطالباني تلك كانت مطالب الانكليز ، وهي من متطلبات السياسة الانكليزية في الشرق الأوسط ، وأنا كنت أعطل هذه السياسات .
والحقيقة أنا حللت الدور الانكليزي ، وفي التسعينيات كان الانكليز يرسلون مجموعات تضم النساء ، وأرى هذه الأمور الآن بشكل أوضح ، فقد كانوا يحاولون أن يجعلوا مني آلة لسياساتهم ، ولكنني كنت أُفشل الألاعيب الانكليزية ، ولهذا السبب أصدروا قرار تصفيتي منذ التسعينيات ، كما تعرفون في المرحلة التي خرجت فيها إلى أوروبا أعلنوا عني ب الشخص غير المرغوب ، وذهبت طائرتي من اليونان إلى مينسك ، ووضعوني في الانتظار لعدة ساعات والجو بارد جداً ، وكانوا يطالبونني بالنزول بإصرار ولكنني رفضت ، ربما لو نزلت لبقيت هناك ، وبالنتيجة دولة عاصية ، ولكنني لم أنزل ، وعلمنا فيما بعد أن الناتو في ذلك المساء أغلق كل أجواء أوروبا في الطيران ، فحسب الادعاء كانوا سيأخذونني إلى هولندا . ولكن كما تعلمون أدخلوا مرحلة كينياالأفريقية على الخط . كنا نسير في طريق ترابية ملتوية في اليونان وتوقفت السيارة سبعة أو ثمانية مرات في الطريق ، وكأن السائق يقول : ترجل واذهب حيثما شئت . كما في المطار اليوناني اصطدمت السيارة بالطائرة التي كنا سنركبها والتهينا عدة ساعات هناك أيضاً ، فالسائق كان يريد أن يقول لي شيئاً ما ، وفي الحقيقة كان لا يريدني أن أركب الطائرة . فقد كان من بين الاستخبارات اليونانية من لا يريد تسليمي إلى ال CIA ، فهمت ذلك فيما بعد ، ولكن الغريب لم ينطق أحد منهم بكلمة واحدة ، بل كانوا يريدون إفهامي بعض الأمور من خلال تصرفاتهم ، لقد فهمت ذلك فيما بعد بوقت طويل .
عندما أوتي بي إلى أيمرالي كانت تجري لقاءات معي حتى عام 2002 ، فقد أجرينا لقاءات مكثفة ، ومسؤول الدولة الذي جاء إلى هنا كان يقول : لنحل هذه القضية فيما بيننا . وقلت : أنا طالبت بهذا الأمر منذ البداية . وكتبت رسائل فيما يتعلق بهذه اللقاءات إلى رفاقي ، فكنت أنقل اللقاءات إليهم وأقول لهم كونوا معتدلين وتناولوا الأمور بمرونة بعض الشيء ، لأنني كنت آملاً في حدوث الحل . كما أجرينا لقاءات غير مباشرة وكثيفة مع أجويد ولكن الحوار انقطع فجأة معه عندما تمت تصفيته . بعد انقطاع الحوارات بدأت تظهر الألاعيب الانكليزية تدريجياً ، فقد توضح وضع كاني، وظهر وضع أوسمان و بوتان ومن معهم . كلها كانت ألاعيب انكليزية ، بعدها جاء أردوغان إلى السلطة ، وقالت له بعض قوى الجنوب : إذا كنت ستلتقي ب أوجالان لن تستطيع الحصول على دعمنا . في الحقيقة كانت تلك رؤية الانكليز ، وهكذا لم يسمحوا لأردوغان ليقوم بشيء ، إنني أنادي أردوغان : لا يمكنك حل هذه القضية معتمداً على قوى الجنوب وإلا فسيتم الدخول إلى مسار لن يكون باستطاعتي الحيلولة دونه ، وإذا لم يحدث الحوار حتى بعد آذار فإنني سأتحدث أكثر تشدداً .
على دياربكر أن تأخذ تمركزاً طارئاً وتقوم بتطبيق مبادرتها ، وهكذا تجرف خلفها كركوك وأربيل بدلاً من انجرافها خلف كركوك . وهذا يكون بالتفعيل الجيد لمؤتمر المجتمع الديموقراطي وتقويته وتحقيق الاستمرارية له . كنت قد اقترحت أن يناقش مؤتمر المجتمع الديموقراطي كل القضايا مثل البطالة والفقر والاقتصاد ...إلخ وإيجاد الحلول لها ضمن هذا الإطار . فإذا تطلب الأمر عليهم الانغلاق داخل بيت لأيام لنقاش حلول القضايا ، وليقوموا بإعداد مشروع واقعي حتى الربيع لتقديمه ، فحتى لو مُنعوا من ذلك عليهم أن يخرجوا ويقولوا : هذه هي قضايانا ونحن نريد حلها ، وهذه من المتطلبات الطبيعية للوطنية والمواطنة ، ونحن بذلك نمنح فرصة للسياسة في مواجهة الحرب . وعليهم أن ينقلوا طلباتهم هذه حتى إلى الحكومة ليفتحوا بذلك المجال أمام حوار بناء حتى الربيع ، وهكذا يجب العمل من أجل الانتخابات أيضاً ليوحدوا إرادتهم وأصواتهم ، فأنا آمل في حدوث أمور إيجابية حتى الربيع .
قلت في اللقاء السابق يجب تحديث لوزان ، وعلى الأكراد أن يقولوا : نحن لا نقبل ب سيفر ، ونريد تأسيس لوزاننا وتحديثها ، تعلمون أن عصمت إينونو أخذ إلى جانبه نائبين كرديين عندما توجه للتوقيع على لوزان ، وعرّفهما على أنهما كرديان ويمثلان الأكراد وقال : نحن سنحل القضية فيما بيننا . والنائبان اللذان أخذهما عصمت إينونو معه كانا نائبان عن دياربكر ، أحدهما فوزي بيك . وعلينا تحديث لوزان وتفعيل لوزان الثاني وبذلك يتم توسيع ال ميثاق مللي ليشمل أكراد سوريا والعراق وإيران .
لا يتم فهم ما أريد قوله تماماً ، الكلام السليم الذي يقال اليوم يطبَق عملياً بعد عشر سنوات ، فحتى لو أزيلت الحدود اليوم وطالبت بذلك فلن يحدث هذا فوراً هذا اليوم ، وما أريد قوله ب الميثاق المللي هو تأسيس روابط القلوب والصداقة بين الأكراد في كل الأجزاء . ولكن أقوالي تُفهم بشكل خطأ ، ولا يوجد تعظيم للدولة بهذا الأمر ، وقد توقعت أن يقولوا ذلك ، هذا هراء ،ويجب نقل ما أريد قوله للرأي العام جيداً ، بل يجب إفهامهم ، فمفهومي ل الميثاق المللي ليس كمفهوم إدريس البدليسي ، فأنا أتحدث عن رابطة القلوب ورابطة الصداقة بين سوريا وإيران والعراق ، وأقولها من أجل خلق مجالات يمكنهم العيش بها مع المحافظة على الخصوصيات ، وهذا ما أسميه ب النظام الكونفيدرالي الديموقراطي . الأجزاء تحافظ على خصوصياتها ويلتم شملها مع جميع الشعوب العربية والآزرية والفارسية والتركية ، وبذلك تصبح الحياة ممكنة ، لاحظوا وانتبهوا أنا لا أقول الانفصال ، بل أقول رابطة القلوب ، فأين السوء في هذا ، وأين الانفصالية في ذلك ؟ .
إنني بهذا أشعل النيران في أرواح أولئك الذين يزعمون بأنني أريد بمصطلح الميثاق المللي ضم الأجزاء الأربعة من كردستان إلى حدود تركيا . كما أشعل النار في أرواح الذين يقسمون كردستان إلى أربعة أجزاء . كما أشعل النيران في أرواح الذين يريدون خلق اشتباك كردي تركي يقضي على أرواح آلاف الأشخاص . إنني أريد وحدة الأكراد ، ولكنني لن أنزلق إلى قوموية ضياء غوكآلب كما لن أنزلق إلى قوموية اسماعيل بيشيكجي . فليس هناك من حارب الأتراك مثلي ، كما ليس هناك من يعرف الحرب مع الأتراك مثلي . فإذا كان هناك من لا يخاف محاربة الأتراك فهو أنا . فأنا خضت أكثف حرب ضد الأتراك على مدى ثلاثين سنة ، وأنا أيضاً أعلم أن الحرب الكردية التركية لن تؤدي إلى نتيجة ، وأحاول الحيلولة دونها ، ومن هنا أنادي السيد أردوغان : إذا لم يتم فتح السبيل إلى حوار ذو معنى فقد تتولد نتائج قد لا أتمكن من الحيلولة دونها ، فحتى لو لم تكن مباشرة فإن اللقاءات غير المباشرة قد تغيّر الكثير من الأمور ، ويكفي أن يأتي ممثل عن الدولة ويلتقي . فلنمنح الفرصة للسياسة الديموقراطية وليس للحرب .
يمكن نشر أقوالي هذه للرأي العام باسمي كتصريح مني ، كما يمكن نشرها بمناسبة رأس السنة . كما يمكن شرحها للشعب في دياربكر من خلال ترتيب ندوات له ، ويجب الحيلولة دون فهمها بشكل غلط .
يستحسن أن تجلبوا لي بعض الأعداد الناقصة من Cogito ، وكانت هناك الكتابات المتعلقة ب ديكارت و وللرشتاين .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا ، كما أبعث بتحياتي الخاصة إلى النساء ، وأبعث سلامي إلى الرفاق في السجون ، وأهنئ الجميع وشعبي بمناسبة العيد .
طابت أيامكم .[1]