=KTML_Bold=شلال كدو : الأسد يتجنب الكرد حالياً ... رغم عدائه لهم=KTML_End=
كورداونلاين
المعلومات التي تتحدث عن وقوف #اكراد سورية# الى جانب نظام بشار الأسد هي «معلومات مغلوطة وغير صحيحة»، مؤكدا أن جميع المدن السورية ذات الغالبية الكردية من السكان تضامنت مع الثورة السورية منذ انطلاقها
أكد المعارض الكردي السوري شلال كدو أن الحراك الثوري الكردي في سورية لا يقتصر فقط على مدينة القامشلي وحدها رغم أنها المدينة الرئيسية للكرد وتأوي أكثر من نصف مليون كردي سوري، بل تعداه الى مدن ومناطق أخرى تمثل الخارطة الجغرافية لمنطقة تواجد الاكراد الممتدة من الحدود العراقية حتى دمشق.
كدو وهو ممثل «الحزب اليساري الكردي» في أقليم كردستان العراق، قال في مقابلة مع «الراي» أن «النظام السوري لا يتحرش بالكرد حاليا... لأسباب عديدة في مقدمتها خشيته من المكون الكردي الذي يبلغ تعداده أكثر من ثلاثة ملايين شخص».
كلام القيادي الكردي السوري جاء ردا على انتقادات وجهت لابناء قوميته، تؤشر عليهم ما وصف ب «تقاعسهم» في الآونة الآخيرة عن الحراك الشعبي الدائر في سورية منذ مارس الماضي، بعد أن تعهد الرئيس السوري بشار الاسد بمنح الجنسية للذين تم سحبها منهم في فترة سابقة، وهو ما تم فعلا في الاونة الاخيرة، بحسب كدو.
وأضاف «من شأن التنكيل بالكرد أن يساهم في خروج الملايين الثلاثة والنصف عن بكرة أبيهم الى الشوارع للمناداة باسقاط نظام الأسد الابن، لاسيما وأنهم موزعون في مناطق عديدة تمتد على مجمل الخارطة الجغرافية السورية، أضافة الى نصف مليون كردي في حلب العاصمة الاقتصادية وما يقارب من ربع مليون آخرين في دمشق».
بعض المحسوبين على تيارات المعارضة العربية في داخل سورية وخارجها ومن خلال احاديثهم لوسائل الاعلام والقنوات الفضائية استهجنوا ما وصفوه ب «وقوف الاكراد في داخل سورية الى جانب النظام هناك»، وهذا الكلام يرفضه القيادي الكردي وغيره من المعارضين الاكراد للنظام السوري الذي يتخذون من اقليم كردستان العراق مقرا لهم.
وأوضح كدو الذي يقيم في شكل دائم منذ سنوات في محافظة السليمانية أن المعلومات التي تتحدث عن وقوف اكراد سورية الى جانب نظام بشار الأسد هي «معلومات مغلوطة وغير صحيحة»، مؤكدا أن جميع المدن السورية ذات الغالبية الكردية من السكان تضامنت مع الثورة السورية منذ انطلاقها ولغاية الان.
وتابع «النظام لم يمنحنا شيئا ونعتبر انفسنا كشعب كردي باننا نعاني من اضطهاد مزدوج يعكس عموم المكونات السورية الأخرى، تارة لاننا سوريون كسائر أبناء الشعب وتارة أخرى نضطهد بسبب القومية حيث اننا نعاني من تمييز عنصري كوننا اكراد، فمنذ نظام الرئيس حافظ الاسد طبقت علينا مشاريع عنصرية عديدة».
وبايجاز تحدث المعارض السوري عن تلك المشاريع، قائلا «هناك مشروع الحزام العربي الذي طبق عام 1973 وتم الاستيلاء بموجبه على الاراضي الكردية الزراعية الخصبة بموازاة الحدود التركية بطول 370 كيلومترا وبعرض من 15 الى 25 كيلومترا ومنحها الى افراد من بعض القبائل العربية تم استقدامهم من محافظتي الرقة وحلب العربيتين».
وأضاف «زرع نظام الاسد الأب أكثر 42 مستوطنة بين ظهراني الكرد في سورية بغية فصل الكرد على جانبي الحدود مع تركيا ولتغيير ديموغرافية المناطق الكردية لإيهام الرأي العام الوطني والإقليمي والعالمي بأنه لا يوجد أكراد في سورية في حين نعرف جميعا أن اتفاقية سايكس- بيكو جزأت دولة كردستان الى أربعة اجزاء وجزء مهم منها في سورية». وشبه كدو سياسة الرئيس السوري السابق حافظ الاسد تلك، بما كان يعرف ب «سياسة التعريب» التي انتهجها نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في مدينة كركوك التي يعتبرها اكراد العراق بمثابة «قدسهم»، وبعض المناطق التي عليها إشكاليات جغرافية بين بغداد وأربيل، عندما قال «أسلوب حافظ الاسد هو نفس أسلوب صدام وربما يكون بصورة أبشع من الأخير».
وعن ما يجري من احداث دموية في سورية هذه الايام، قال ان «نظام الاسد الابن يستهدف من ذلك اتباع سياسة فرق تسد بين مكونات الشعب السوري، فهو شديد القمع مع المحافظات والمدن ذات الغالبية السنية يقتل أكثر من مناطق اخرى لكي يضفي طابعا طائفيا على الاحداث في سورية، وجوهر الصراع في سورية ليس بين الطائفتين الكريمتين السنية والعلوية بل هو بين الشعب السوري والنظام الديكتاتوري المستبد».
وعن موقف الحكومة العراقية الذي يعتبره مراقبون «داعما» للنظام السوري، أجاب «نحن نحترم علاقات العراق مع دول الجوار ولا نعمل على دفع العراق الجديد باتجاه الاصطدام مع دول الجوار كون العملية السياسية في العراق لاتزال لم تنضج بعد».
وأضاف «لكننا نريد من العراق كدولة ديموقراطية في المنطقة ان تدافع عن استحقاقات، ولابد للحكومة العراقية الحالية ان تدعم المسار الديموقراطي وتؤيد تطلع شعوب الدول العربية كما لابد لها ان تدعم الربيع العربي في هذه الدولة او تلك بما فيها سورية».
ونفى كدو تعرض الاكراد السوريين الموجودين في اقليم كردستان منذ سنوات والذين يقارب عددهم من 3 آلاف شخص، لأي ضغوط يمكن ان تكون الحكومة العراقية أو سلطات الاقليم قد مارستها ضدهم من أجل الحد من تحركاتهم ونشاطاتهم في التظاهر ضد النظام السوري او حتى منعهم من التصريح لوسائل الاعلام.
وقال ان «التحرك الشعبي الكردي في سورية مستمر منذ أندلاع الانتفاضة الشعبية.. وفي هذا الشهر يوميا تخرج مظاهرات ليليلة بعد صلاة التراويح في جميع المدن الكردية تطالب بعدة آمور في مقدمتها الدعوة لرحيل النظام الحالي».
بغداد - من حيدر الحاج
«الراي» الكويتية
[1]