=KTML_Bold=حوار مع البروفيسور محمد صالح كابوري رئيس الحزب الإسلامي الكردستاني=KTML_End=
كورداونلاين
إعداد : حسين أحمد
Hisen65@gmail.com
وقع خطأ في مفهوم الجهاد عندما قالوا : الجهاد هو قتال الكافرين وليس قتال الظالمين المعتدين، وقالوا بوجوب قتل المرتد الذي يبدل دينه .. ولم يقتصرا لأمر على الكافرين المعروفين
البروفيسور محمد صالح كابوري رئيس الحزب الإسلامي الكوردستاني الموقر ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : في البداية اسمح لي أن أضع بين أياديكم المباركة أربعة أسئلة والتي باتت موضع نقاش وتساؤل من قبل البعض. لذلك أرجو من جنابكم التكرم بالإجابة عليها..... ولكم جزيل الشكر والامتنان .
والأسئلة هي :
1- في السنوات الأخيرة ارتبط الإرهاب الفكري والسياسي والاجتماعي بالإسلام وواجه العالم برمته هذا الإرهاب, وصار المسلمون في أزمة كبيرة تجاه هذا العالم حبذا لو يتفضل د . محمد صالح كابوري بتوضيح هذه المسألة ..؟!
2- لماذا لم يستطع الخطاب الديني المعاصر مواجهة العولمة والدخول إلى ما يسمى بالقرية الكونية الصغيرة .؟!
3- حبذا لو توضح لنا المغزى من الفتاوى التي تصدر من علماء الدين هنا وهناك وتدعو إلى الجهاد..؟؟ وتوضح لنا أيضا مفهوم الجهاد في عصرنا الراهن وهل الجهاد في العراق والافغانستان وبالطريقة التي نشاهدها على الشاشات يوميا هو جهاد إسلامي حقيقي أم ماذا ...؟
4- فضيلة الشيخ : لماذا لم ينظر المسلمون إلى الكرد على إنهم أصحاب حق ولماذا لا تعترف الدول الإسلامية بحقوق الكرد ..؟!
الأجوبة :
أخي الصحفي : حسين أحمد , وفقه الله ورعاه. تحية إليك وإلى عامودا الحبيبة حماها الله .والسلام عليكم وعلينا وعلى عباد الله الصالحين .هذه تحية الإسلام الرسمية لجميع المسلمين على امتداد العالم . ودين المسلمين ظاهره الإسلام بمعنى السلام للعالم , وباطنه الإيمان بمعنى الأمان العالمي فالإسلام رحمة عامة حتى إذا فصل بين اثنين شجرة أو حجرة بادر أحدهما الآخر بالسلام .. هكذا الإسلام كدين وهكذا المسلمون حملة السلام والأمان.. ومعنى الدين هو المعاملة الحسنة للجميع وفى الحديث ( الدين المعاملة ) (والخلق كلهم – بما فيهم الإنسان – عيال الله أقربهم إلى الله أنفعهم لعياله) ، (والله قد كتب الإحسان في كل شيء) .فكيف يتحول هذا الدين إلى إرهاب ؟ وكيف يتحول أتباعه إلى إرهابيين ؟.
نعم يوجد إرهاب إسلامي ويوجد إرهابيون مسلمون قال الله تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم..) وقال الرسول عليه الصلاة والسلام ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) .
ولكن هذا الإرهاب في الكتاب والسنة موجه إلى الظالمين المعتدين كمعاملة بالمثل ورد للفعل (من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) وليس هذا الإرهاب موجها للآمنين من الناس ولو كانو كافرين . ولقد وقع خطأ في مفهوم الجهاد عندما قالوا : الجهاد هو قتال الكافرين وليس قتال الظالمين المعتدين، وقالوا بوجوب قتل المرتد الذي يبدل دينه .. ولم يقتصرا لأمر على الكافرين المعروفين من اليهود والنصارى وغيرهم بل تعداه إلى الفرق العقدية والمذاهب الفقهية والطرق الصوفيه الإسلامية فكفروهم وقتلوهم وذلك بفتوى من علمائهم. ويبنى على هذ ا أن تصدر للإفتاء من ليس بأهل من أشباه العلماء .
ويبنى عليه ان المسلمين غير قادرين على مواجهة الليبرالية في عولمتها الجديدة .
أما عن سؤالك عن الأكراد بالذات ولم ؟ولم ؟ فالجواب هو : أن الأكراد (لا يحقدون!) و(لا ينتقمون ! ).والعلاج الإسلامي علميا وسياسيا لهذا وذاك مطروح على الساحة الاجتماعية.أما علمياً فعن طريق المجمع العلمي الإسلامي لتحديد الدين وتجريده وتجديده. وأما سياسياً فعن طريق الحزب الإسلامي الكردستاني الداعي إلى حكومة إسلامية ضمن دولة الشعوب الإسلامية في مظلة الأمم المتحدة بدون إرهاب ولا إرهابيين لا من المسلمين ولا ومن غير المسلمين .
لمراجعة البصائر المرفقة . – الجهاد- الردة والحرية الدينية - التكفير-والتهجير - الديمقراطية
أخوكم / محمد صالح كابوري
33
( الجﮪاد )
الجﮪاد هو : قتال الظالمين .. ولأناس آخرين تعريف آخر للجهاد هو أنه: قتال الكافرين.
وقد حاورت كبيراً منهم كان له في المكتبة أكثر من ثمانين عنوانا قال: نقاتل الكافرين قلت: انتصرتم عليهم قال: نجليهم خارج دار الإسلام ونقاتلهم من جديد قلت: وانتصرتم عليهم من جديد قال: نجليهم ونقاتلهم قلت: لفيتم بهم الأرض بالقتال والجلاء على المحورين و القطبين وانتهيتم من كوكب الأرض هل تعيدون الكرة أو الكرات على كوكب آخر. فسكت الكبير طويلا .
يا سيدي إن القتال دفع للظالم ودفاع عن المظلوم بغض النظر عن الدين.. فالدين في الدنيا مبني على قاعدة الدين المعاملة. و في الآخرة مبني على الكفر والإيمان فالكافرون في النار والمؤمنون في الجنة.. و إلا فكيف تقوم الدعوة إلى الله؟ وما مصير الأب والأم والأخ والأخت والابن والبنت والزوجات اليهوديات أو النصرانيات.. أو .. أو ؟
يا سيدي إن آيات القران إذا رتبت بشكل موضوعي تاريخي ظهرت الحقيقة ﴿أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير﴾ 39/22.
﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله﴾ 9/49 ، وآيات أخرى كثيرة مؤداها ومنتهاها هو كما قرره ابن تيميه قال: إن الله أمر بقتال الكفار ليس لأنهم كفار ولكنهم اعتدوا فالعدوان لا الكفر هو سبب القتال، والله أمرنا بعدم إكراه أحد على الإسلام ، ﴿لا إكراه في الدين﴾ 257/2وأمرنا بالقتال لرد العدوان فقط ﴿وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا﴾ 19/2، ولو كان القتال غايته أن يُسلم الكافر لكان هذا أعظم الإكراه على الدين.
راجع الجﮪاد في سبيل الله في أصول التوحيد وراجع الردة والحرية الدينية في البصائر.
16
( التكفير والتهجير)
خرج الإسلاميون من سجون الناصريين عام 1965م بعد تعذيب نفسي وجسدي كبير دام طويلاً .. وكان رد فعلهم على الحكومة والمجتمع شديداً ، وانقسموا على أنفسهم إلى خمس أو سبع وثلاثين فرقة كل فرقة ترى نفسها وحدها على الحق ! قال قائل منهم أنا أمة واحدة ! وكان مصدرهم فكر سيد قطب في تفسير الظلال الذي تلخص في معالم في الطريق ومؤلفات أستاذه أبو الأعلى المودودي الذي تلخص في المصطلحات الأربعة .. يروى عن سيد قطب قوله : لقد حمّلوا أفكاري على حصان أعرج .
وقد كفروا الحكومات بناءاً على آيات المائدة في الكفر والفسق والظلم والجاهلية ﴿ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون﴾ 44/5 ﴿فأولئك هم الظالمون﴾ 45/5 ﴿فأولئك هم الفاسقون﴾ 47/5 ﴿أفحكم الجاهلية يبغون﴾ 50/5 .
وكفروا المجتمعات لأنها سكتت والسكوت علامة رضا بالكفر فيحكم بكفره أو يحكم بجهالة حاله ولا يحكم بإسلامه ما لم يعلن براءته ويهاجر من دار الكفر إلى دار الإسلام .
ولقد انتشروا في العالم الإسلامي يفعلون ما فعلوه من قبل عندما خرجوا على علي بن أبي طالب إمامهم وقتلوه فيمن قتلوهم إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز واليوم ننتظر من يقوم بدوره الإصلاحي .
وقد عرّفت بهم منذ البداية وضمنت ذلك في مفاهيم بعنوان مذهب التبين بين الكفر والإسلام قلت :
إن مذهب التبين يعني : التوقف عن الحكم بإسلام الشخص ولو أدى أركان الإسلام لوجوده في مجتمع جاهلي لم يتبرأ منه .
وناقشت أدلتهم الداعية إلى التبين وقلت لهم : إن التبين ليس للإسلام وإنما هو للكفر الذي تبنى عليه أحكام الردة ، واستشهدت بيوسف الصديق بوزارته أو نيابته لفرعون الكافر في مجتمعه الجاهلي وبقي يوسف على الرغم من وزارته ونيابته صدّيقاً.
10
( الردة والحرية الدينية )
﴿...ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾ 217/2 .
الردة نوع من أنواع الكفر بالخروج من الإسلام أو الإيمان .
وقد ورد في الآية أن المرتد إن لم يرجع ويتب حتى مات على كفره فإن عمله الصالح يبطل في الدنيا ، وفي الآخرة يخلد في النار ومفاده أن لا عقوبة عليه في الدنيا .
وفي الحديث أن عقوبة المرتد القتل (من بدّل دينه فاقتلوه) وكذا (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث) وذكر التارك لدينه المفارق للجماعة ، والمرتد وإن كان كافراً فإنه يقتل حداً –إن كان يقتل- والكفر ليس سبباً للقتل فهو كالسارق تقطع يده ، وشارب الخمر والزاني حيث يجلدون ويعزرون ويُقتلون .
ومفهوم الحديث معارض ظاهرا بآيات تقرر الحرية الدينية ، وتمنع الإجبار والإكراه والسيطرة ﴿أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين﴾ 99/10 ﴿وما أنت عليهم بجبار﴾ 45/50 ، ﴿لست عليهم بمسيطر﴾ 22/88 ﴿وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر﴾ 29/18 .
وهذا الذي في القرآن مقرر في فطرة الإنسان حيث يترك العبد مخيراً بين الكفر والإيمان دخولاً وخروجاً كما يشاء .
وكذا مفاد الآية التالية ﴿إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلاً﴾ 137/4 ، ويستقر الأمر بوفاته على الكفر أو الإيمان ، والحياة الدنيا دار تكليف بهما نقلا وعقلا .
والحديث إذا خالف القرآن –كما قلنا في إباحة الحيوان- فإن الحديث يؤول فيحمل الأمر على الإباحة وغيرها لا على الوجوب وحده ، وذلك حسب القرائن التالية من السنة وقول الصحابي والتابعي :
- لم يصح في السنة تطبيق لظاهر الحديث ، وما روي من قتل المرتد والمرتدة لم يصح سنده ، بل صح في البخاري وغيره أن الرسول عليه الصلاة والسلام ترك الأعرابي المرتد إلى الوثنية كما ترك الكاتب المرتد إلى النصرانية .
- روي أن عمر بن الخطاب رفض طلب أنس بقتل مرتدين واكتفى لهم بالسجن
- روي أن عمر بن عبد العزيز كتب إلي ميمون في مرتدين أن رد عليهم الجزية ودعهم .
وخلاصته أن لا عقوبة على المرتد أو أن عقوبة المرتد تعزيرية تصل إلى حد القتل وذلك حسب الحال .
26
(الديمقراطية )
الديمقراطية الإنسانية وفي الإسلام الشورى الملزمة تعني حرية الإنسان في تصرفاته الفردية الخاصة وعلاقاته الاجتماعية العامة بما في ذلك اختيار نظام حكمه, وميدان الحرية والاختيار للفرد هو: الأسرة والعشيرة والقوم والحكومة المحلية والدولية.
والديمقراطية أنواع تبعا لخلفياتها الأيديولوجية وعوائدها كثوابت تؤثر على تنويع الديمقراطية وتظهرها بأشكال مختلفة مع بقاء المضمون وهو حرية التصرف والاختيار خارج حدود هذه الثوابت, حتى أنه يتعذر وجود ديمقراطية مطلقة غير مقيد ة بالثوابت, وهي تنسب إلى ثوابتها فيقال -مثلا- ديمقراطية رأسمالية وديمقراطية اشتراكية وديمقراطية إسلامية.
ولقد دار الحديث مع أعداء الديمقراطية في مناسبات على مستويات ظهر فيها كثير من الإسلاميين بالعداء السافر والرفض الكامل بالجملة والتفصيل مع تقرير كفرها وانحلالها وإعلان الحرب عليها وعلى أهلها وما سكتوا بعد, وليسمعوا جوابي:
إن الديمقراطية بلغة العالم هي الشورى بلغة العرب والعالم لا يفهم العربية, والمأمور به مخاطبة الناس بما يفهمون, إذ أن المقصود هو المحتوى والمضمون وليس القوالب والألفاظ, بعد أن تبين ما بين الديمقراطية والشورى من موافقة ومطابقة.
فعلى الحرية والاختيار يقوم نظام الكون بأرضه وسمائه, خلقهما ربهما وما أجبرهما, بل خيرهما فقال لهما: ( إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) أحرارا مختارين غير كارهين ولا مكرهين.. والسبب أو العلة أن الكون كله مكلف في الدنيا ومسئول في الآخرة وشرط صحة التكليف والمسئولية هو وجود الحرية والاختيار عند المكلف.
وحسب مبدأ العدالة وميزان الحق والواجب فإنه يتعين الشرط المذكور وإلا -أي بانتفاء الحرية والاختيار- يقع الظلم المحال على الرب تبارك وتعالى, وفي القرآن حديث طويل عن الحق والواجب والعدالة وأن الرب لا يظلم شيئا ولا أحدا أبدا (لا إكراه في الدين) وليس لأحد حتى الرسول سلطان السيطرة والإجبار (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى) وهذا سبق بيانه في مفهوم الديمقراطية والشورى الملزمة ومفهوم الشورى والحكومة.. (راجع المفاهيم والبيانات) وأقول: إن الديمقراطية الدينية تلتقي مع الديمقراطية الفطرية التي نسميها الإنسانية, فحرية الإنسان في تصرفه واختياره والحفاظ على حقوقه مبدأ إنساني تقره العقول السليمة كما يقره الدين الإسلامي الحنيف, فتلتقي الدائرتان الدينية والإنسانية في العناصر المشتركة وينظم الخلاف ليتمكن أهل الأديان وبخاصة المسلمون من التعايش بأمان وسلام مع الناس, وهذا التعايش المكون من التقاء الدائرة الدينية بالدائرة الإنسانية اتفاقا مع تنظيم الخلاف, ويمكن تسميته بالديمقراطية العرفية, وينبغي توافر المرونة فيها لرسم إطار جامع يضم مختلف الطبقات الاجتماعية الفكرية والوظيفية, وهذا يجعل الأديان ومذاهبها وفرقها وطرقها كما يجعل العلمانيين واتجاهاتهم أسرة واحدة في بيت كبير هو الكرة الأرضية تعيش متآلفة متعاونة في الحياة الدنيوية, دار التعارف والتكليف , وفي الآخرة يكون الحساب والجزاء على الطاعة والمعصية.
إن موقف بعض الإسلاميين من الديمقراطية وضع الإسلام في خندق الدكتاتورية وجرده من حقه وعدالته وشوه صورته ولوث سمعته وترك الباب مفتوحا لنشوء دكتاتوريات فردية وجماعية في الأسرة والعشيرة والقوم وأنظمة الحكم وكذلك الشأن في المذهب والفرقة والطريقة , والأمثلة كثيرة بداية من عهد التابعين من أمثال عبد الملك بن مروان وعامله الحجاج بن يوسف وإلى يومنا تقوم الديكتاتوريات الإسلامية تحت اسم شيخ الطريقة وأمام المذهب أو الفرقة , والحاكم يرفع العلم وسطه (الله) أو (الله أكبر) أو (لا إله إلا الله محمد رسول الله) بحيث أصبح المسلم في حرج أمام العالم في أن يعلن عن اسمه ونسبه وديانته وبلده لأن المسلم لاجئ ذليل خارج وطنه ومستضعف في بلده من قبل علمائه وحكامه.. والله المستعان.
تنويه :
- للتوضيح جرى هذا الحوار بتاريخ 07-07-2005 ولم ينشر لدواعي خاصة .
[1]