يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، إلا أن الكرد يستخدم بحقهم سياسة العنف في كافة أنحاء كردستان ويفرض عليهم العبودية، وفي سنوات الأخيرة بسبب هذه الممارسات ازدادت الهجرة إلى حد ما، لكن رغم ذلك يجب أن يقاوموا ويناضلوا من أجل وجودهم وهويتهم.
في هذا السياق يمكننا القول إنه في كل أنحاء العالم يهاجرون الناس الى مكاناً أخر، والكثير يرون بأن شيء طبيعي، ولكن لأن العديد من الكرد في كردستان يواجهون سياسة صعبة للغاية، فإن معدل #الهجرة# آخذ في ازدياد كبير، ولا شك فيه أن الدولة تستخدم سياسة العنف في جميع أجزاء كردستان.
لقد واجه الناس الذين يعيشون في هذه الأراضي المباركة والمقدسة واقع سياسة الهجرة منذ قرون، وفي كل فترة من التاريخ لم تتجنب السلطات ظاهرة الهجرة كتهديد وأداة تآمر على الكرد، وعندما ننظر إلى تاريخ الجمهورية خلال المائة عام الماضية، من خطة إصلاح الشرق إلى قانون الحل ومن الانقلاب العسكري عام 1980 إلى حرق القرى وإخلاءها في التسعينيات، نجد أن العملية استمرت، وحتى بعد الانقلاب العسكري في 15 تموز/يوليو، لقد نفذت إدارة الدولة دائماً سياسة الهجرة على الشعب الكردي، وبهذه السياسات، كان الشعب الكردي يُهجَّر دائماً من أراضيه، أيضاً يمكننا القول: كان لهؤلاء المهاجرين تأثير سلبي على الهوية والثقافة والذاكرة الكردية، بمعنى أن الهجرة في هذه الجغرافيا تعني تدمير الهوية، فهذا الشيء يؤدي إلى تدمير ذاكرة المجتمع واستيعابه.
تأثير الحرب الخاصة على الهجرة
لا يمكن السيطرة على الحرب الخاصة خارج القانون، فهي حرب متعددة الأطراف، ونتيجة لذلك، أعيد شمال وجنوب كردستان إلى منطقة معفاة من الرسوم الجمركية، وكأنها أصبحت منطقة يمكن دخول كل شيء إليها بسهولة، وتنتقل الأموال السوداء دون عائق وهي مركز الإيجار، عندما يعيش شعبه في فقر مدقع، يتم قمع التحضر، ويتم تقديم مستوى المعيشة بشكل أكبر، ويتم تطوير انعكاس الاستهلاك الفاخر، ويترك الدخل غير المكتسب على الهامش وتتعمق الطبقة، ويتم بناء الأسواق بمنازل فاخرة مقطوعة، الخروج من الاختيار، يكشف بالفعل عن وجود استغلال خطير، لقد تم تعليم المجتمع أن يستهلك الرفاهية، ولكن لأنه تم تعليمه كيف يستهلك، فإنه لا يستطيع أن ينتج أي شيء، ورغم أن التركيبة الجغرافية لجنوب وشرق كردستان منتجة، إلا أن مناخها مفيدان للزراعة والثروة الحيوانية، لكن بتدمير هذين الحقلين، ينقطع الأهالي عن الحصاد، ففي نهاية المطاف، هذا هو أساس السياسات المتعلقة بالعنف، وإذا أظهرت تركيا وإيران موقفهما تجاههم، فلن يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم من البيض واللبن إلى أغذية الأطفال، كمفهوم متوقع، يتم تطوير جميع المجالات مثل السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وكانت دول المنطقة تقود عائلة البارزاني في عملية «الاستفتاء» التي تضمنت استفزازاً إن جاز التعبير؛ ويقولون بثقة: إذا قطعنا البئر، فسوف يموتون من الجوع، باسم إدارة كردستان، فإن وضع المجتمع الزراعي في حالة انتظار وبدون إنتاج هو بالتأكيد نتاج سياسة ثنائية الهدف ومرتبطة بسياسات حرب خاصة، في جنوب كردستان، من المهم تقييم طريقة تنفيذ الحرب الخاصة من الواقع الاجتماعي والمجتمعي، وبطبيعة الحال، فإن التعامل معها في إطار الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يكفي لتفسير المجتمع، وواقع الحرب الخاصة أن آلياتها تقوم على بنيات الشركاء، والمجتمع نفسه في وضع هذه المعضلة، إذ يتمتع جنوب كردستان بواقع المجتمع الذي أظهر مقاومة في ظل القمع الذي تعرض له العراق لسنوات، وتجلب بنية القبيلة بجوانبها التعاونية الخطر، ومن ناحية أخرى فإن مقاومة الشعب هي موضوع المناقشة، لكن بما أن الصراع مع قيادة قوية لم يحقق نتائج، فإن عملية فشل النضال الثوري تسمى أشبتال، فقد تطورت دون ثقة وفشل، وكانت الحرب الدائمة ضد الشعب هي موضوع المناقشة، إن قومية باتت استمراراً لتقاليد الدولة القومية، وضعت الناس تحت الضغط من خلال العنف ونفذت سياسات الاضطهاد، لعبت المقاومة التي قادتها نساء مثل ليلى قاسم دوراً مهماً في الحفاظ على الوعي بمجتمع مرن ومستدام، ونظراً لأن المقاومة لم تنظم نفسها بوعي أيديولوجي، فقد أدى ذلك إلى الوضع الحالي لواقع جنوب كردستان وأصبحت الأرضية مفتوحة لجميع أنواع الممارسات الحربية الخاصة، كمجتمع، كان النظام الإقطاعي للبنية القبلية، عندما حددت الجودة الأبوية واقع الحياة الاجتماعية، ركزت السياسات التي تم تطويرها في جنوب كردستان في البداية على قضية المرأة، ومع تدخل الولايات المتحدة، أصبحت النساء هدفاً لعشرات وكالات التحقيق والاستخبارات التي عرفت نفسها على أنها منظمات المجتمع المدني باسم حقوق المرأة، وعندما قدمت تلك التنظيمات ضرورة الحياة الحداثية نموذجا، ثبتت النسيج الإقطاعي بالملابس المزخرفة، لكنها في جوهرها تركت أيضا مجالا للحداثة من خلال المرأة، وفي النهاية، لم يتم حتى مناقشة إجراء عمل بشأن حقوق المرأة، وفقاً لقوانين جنوب كردستان، يمكن للرجل أن يتزوج عدة نساء، لكن إدارة جنوب كردستان تحدد حدود الحكم الذاتي وتدعم الديمقراطية الأمريكية، فالهدف ليس تحرير المجتمع، بل تجريد المجتمع من إنسانيته، لقد أرادوا تعزيز العجز الجنسي لدى النساء، الشبكة الاجتماعية في جنوب كردستان لا تتطور من خلال ديناميكياتها الخاصة، بل على العكس من ذلك، يتم خنق الحياة بسبب كل تقليد للحياة المفروضة من الخارج، فهم يريدون تفعيل السياسة التعاونية اعتماداً على هذه الحقيقة، إن أكثر شعور يفرض على شعبنا في جنوب كردستان هو انعدام الإيمان والشك في الذات، ليس لدى الشبيبة مساحة للعيش بإيمان في ظل العديد من الحصارات؛ ولهذا السبب فإنهم يسيرون في طريق مظلم نحو أوروبا، يتم الترويج للهجرة باعتبارها سياسة أساسية للحرب الخاصة، أولئك الذين لم يبق لهم أمل في بلادهم يبحثون عن مجالات جديدة للحياة، في جنوب كردستان، بهدف بدء حياة جديدة ومنع المعارضة المحتملة للشبيبة، تفتح استخبارات الحزب الديمقراطي الكردستاني وجهاز الاستخبارات الوطنية الطريق أمام الشبيبة في شراكة، وبالتالي القضاء على ديناميكيات التغيير وخلق الأساس للتنظيم الذاتي، ففي الوقت الذي تهاجم فيه الرأسمالية جنوب كردستان بكل روعتها، يفر شبيبة المجتمع من البلاد، تاركين المجال للظالمين، ويواجه الأشخاص الذين ليس لديهم دخل سوى الأجور غير المدفوعة الفقر، فإما يهربون من البلاد أو يقبلون حياة يائسة وبائسة.
وحتى نستطيع القول: في شمال كردستان، يجري تصحيح السياسات الحداثية في شخصية المرأة، وتغيير تصور المرأة للحياة، وتضييق أجندتها، ووضع الافتراضات. في جنوب كردستان، تعتبر الجراحة التجميلية باهظة الثمن، حتى في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، تقسيم المجتمع هو هدف حرب خاص، ويتم ذلك في الجزء الجنوبي، حيث يحدد الناس حدود حياتهم بمشاكل خطيرة وكأنها ليست مشاكلهم، هذا الوضع هو بالطبع نتيجة لحرب خاصة، وبتطور الحياة الحداثية عرفت هولير والسليمانية على أنهما اسمان تحقيق، وحياة هاتين المدينتين مصممة وفق الحياة الرأسمالية، أي أن الحياة خلقت وفقها، إن تصريح القائد آبو: لفهم الرأسمالية، انظر إلى الخط الفاصل بين هولير والسليمانية يلفت الانتباه إلى هذه الحقيقة، هناك، تحت اسم الحداثة، يعيشون حياة ملتوية ومخطئة ترتدي التقاليد، إذ تجلب النساء والشباب سعادتهم إلى الحياة في الولايات المتحدة، ويقلدون أسلوب حياة الأوروبيين، تعتمد طريقة الحياة والثقافة والملابس ومفهوم الفن على المستوطنة، من خلال التقليل من شأن امرأة القرية، فإنهم يبرزون نوع امرأة المدينة، وبهذه الطريقة، يلجأ كل الناس إلى المدن، إنهم يجعلون من ثقافة الاستهلاك أسلوب الحياة الأساسي، ومن أجل قبول هذه الحياة يفتحون مراكز التسوق في كل مكان، وبهذه الطريقة، يريدون إبقاء المجتمع بعيداً عن العمل، ويتبين إن في المجتمع، تزداد حدة التقسيم الطبقي، وتظهر مجموعة من الطبقة العليا الغنية، لقد طوروا مثل هذا المفهوم للحرية لدى المرأة بمفهوم مشوه للحرية، ويهدف أسلوب الحياة هذا إلى واقع بلا ذاكرة بعيداً عن الثقافة والتاريخ، بالنسبة للمجتمع، سواء الآلام التي عاشها مثل؛ انسوا الأنفال وحلبجة، ولا تفوتوا فرصة تقرير مستقبلكم والحرب العالمية الثالثة، ومن أجل توفير الحكم الرشيد، يتم أيضاً إدارة السياسات الرشيدة.
كما تلعب وسائل الإعلام دوراً مهماً من أجل تعميم تنفيذ الحرب الخاصة التي تجري في شمال كردستان على المجتمع بأكمله، خاصة أن الاستخدام المفرط للإنترنت يريد إبعاد المجتمع عن التنشئة الاجتماعية وخلق واقع الإنسان على أساس الحياة الخيالية، تتم جميع أنشطة التنشئة الاجتماعية عبر الإنترنت، الجميع يحاول العثور على الزوج والصديق والصديقة على شبكة الإنترنت، في العالم الخيالي، تكون الدعاية للحرب الخاصة حقيقية، وبهذا يريدون خلق بيئة بعيدة عن السياسة، خالية من الهموم، جاهلة بمشاكل المجتمع، حتى أجهزة التلفزيون الأساسية تستخدم الوضع النشط، السوراني هو أكثر من يشاهد المسلسلات التلفزيونية التركية، وقد سبق ذكر الغرض من هذه السلسلة في الفصول السابقة، بالنسبة لنساء جنوب كردستان، يتم تقديم تركيا كدولة متقدمة، ومن خلال تلك المسلسلات تحاول النساء جنوب كردستان جلب السعادة إلى حياتهن والابتعاد عن ثقافتهم، إنهم يعملون في عمليتهم على أساس الحياة والثقافة التركية، ويتم الحصول على رأس المال المخصص للترجمة اللغوية لتلك المسلسلات من الأموال المخصصة للحرب الخاصة، وقبول تركيا كدولة نموذجية، ومجتمع متطور وتقدمي، وبالتالي يتم قمع عدو الكرد وإنسانية الدولة التركية وعكس الحقيقة، ومن المؤكد أن هذه السياسة تم تطويرها كضرورة من سياسات الغزو الثقافي للحرب الخاصة وإذا نتج عنها النساء إلى حد ما فإنها تستفيد من حصار النظام الإقطاعي على النساء، في جنوب كردستان، تعتبر القوانين الأبوية، وزواج الأطفال، والزواج القسري، وتعدد الزوجات، وختان الإناث في المناطق الحدودية، وعدم توفر فرصة للنساء للتعبير عن أنفسهن، وجرائم الشرف للنساء، صحيحة بموجب القوانين، واتجاه موافقة الثقافة السائدة التي تطبق في المسلسل وتعيش وفقها، بالفعل، تعتمد الحرب الخاصة على التحليل الاجتماعي وتحليل المشكلات، وهو ما يمكن تقييمه بالنسبة شمال كردستان، ولذلك فإن تأثير الحرب الخاصة على الهجرة كبير جداً، ليس فقط في جنوب كردستان، يمكن القول أن هذا الوضع انتشر في جميع أنحاء كردستان، من الشبيبة إلى النساء، ومن الفلاحين إلى الأكاديميين، ومن العمال إلى المتقاعدين، يهتم الجميع بالخارج وينتقلون بشكل خاص إلى أوروبا، عندما ننظر إلى البحث، نجد أن عدد الأشخاص الذين يهاجرون إلى أوروبا من كل أجزاء كردستان ويطلبون اللجوء يحطم الرقم القياسي كل عام، ففي عام 2016، بلغ عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات اللجوء في أوروبا 9897 شخصاً. وارتفع هذا العدد إلى 51 ألفاً و415 فقط في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023.
يريدون إفراغ كردستان من خلال الهجرة
بالطبع، النظام للحداثة الرأسمالية مذنب بجمع كل ثروات العالم لنفسه وجعل الناس عبيداً معاصرين، ولا يمكن لأحد أن يقول العكس، يمكننا أن نتهمهم بأقسى العبارات، فالمهاجرون الذين يلقون بأنفسهم في البحر ويعبرون السياج الحدودي بصعوبة هم ضحايا، ويستحقون نهجاً قائماً على حقوق الإنسان، ولكن عن أي إنسانية وعن أي حقوق نتحدث؟ هناك نظام نهب وحشي للغاية، لذلك يجب على الجميع رؤية هذه الحقيقة وأن يعيشوا حياتهم وفقاً لها، وبالطبع يجب أن ننتقد، بل ونلوم، هؤلاء الأشخاص الذين لا يتصرفون بهذه الطريقة ويتصرفون بشكل مخالف لهذا الواقع، وعلينا أن نقول لهم: بدلاً من أن تصبحوا عبودية حديثة، نظموا وقاوموا هذا النظام وابنوا حياة حرة على أرضكم.
ويمكن القول إنهم يريدون إفراغ كردستان من الناس، فهم يحققون هدفهم كل يوم بهذه الطريقة، وفي كل يوم تقريباً، يهاجر مئات الشباب والنساء والرجال وكبار السن إلى بلد أجنبي، وحتى نستطيع القول: من خلال سياسة الهجرة هذه، أرادوا أن يبتعد الكرد عن أرضهم وثقافتهم ولغتهم ووجودهم، ومن المؤكد أنهم حققوا هدفهم بطرق عديدة، حيث غادر العديد من الكرد بلادهم، وفي نفس الوقت تركوا هويتهم الوطنية ولغتهم وثقافتهم، لذلك، في الآونة الأخيرة، يريدون تغيير ديمغرافية كردستان بمشاريع خاصة، لذا أجرت تغيير العديد من المدن في روج افا كردستان مثل عفرين وسري كانيه بوضع عصاباتها وطرد الكرد من هذه الأماكن.[1]