$عفرين تحت الاحتلال (26): منع إشعال نيران نوروز وحظر مظاهر إحيائه… اعتقالات عشوائية وتعذيب أطفال، ولقرية عُمَرا نصيبٌ منها$
الأمر المستهجن والمدان، أن الدولة التركية منذ ما يقارب القرن تتعامل مع الكُرد في المنطقة بنفس العقلية التقليدية القومية الاستعلائية وبمنطق ولغة العسكر والأمن، إذ ارتكبت مراراً بحقهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، دون أن تفلح في إنهاء وجودهم وطمس هويتهم، بل أصبحت قضاياهم على الأرض أشد تجذراً وأكثر تبلوراً، وهي تجد طريقها إلى ثنايا اهتمامات شعوب المنطقة والمجتمع الدولي.
بمناسبة عيد نوروز، لم تجد سلطات الاحتلال التركي وميليشياته حرجاً في إبراز حقدها، إذ أجبرت المجالس المحلية على إلغاء قرارها المشترك بتعطيل الدوام الرسمي يومي 20-21 آذار، وعلى تبليغها للأهالي بعدم إشعال النيران والامتناع عن كافة مظاهر العيد، عبر مكبرات الصوت وبمختلف الوسائل، كما فرضت إجراءات عسكرية وأمنية مشددة، مع قطع الطرقات والمسالك ومنع المواطنين من التوجه إلى الأراضي الزراعية وحتى حرق مخلفات تقليم الأشجار، بما يشبه حظر التجوال والاقامة الجبرية، لتجعل مدينة عفرين وريفها في صمتٍ وسكون لم تعهده منذ عشرات الأعوام بهذه المناسبة، ولكن شعلة نوروز كانت متقدة في قلوب الأهالي الذين أبدوا استيائهم وإدانتهم للمظالم والانتهاكات التي ترتكب بحقهم.
هذا وعُقد اجتماعٌ لأهالي قرية ماسكا- راجو من قبل الجماعة المسلحة، ليُبَلغوا بعدم الاحتفال وإشعال النيران، كما اعتقل العشرات عشوائياً في كافة النواحي وأُطلق سراحهم بعد العيد، مثل ما جرى في قرى ميدانا وقوبيه، وأطلق المسلحون رصاص أسلحتهم فوق رؤوس أناس يشعلون النيران في بلدة كفرصفرة، حيث تم إهانتهم واعتقال البعض منهم (محمد سليمان، محمد مصطفى مواس، مراد خليل محمد) وأطلق سراحهم فيما بعد، كما مُنعت الجرارات والسيارات في ناحية بلبل من الذهاب إلى الأراضي والحقول الزراعية؛ واعتقل المدرس إبراهيم أحمد لساعات في قرية أحمد مستو (قزلباش)- ناحية بلبل الذي أوقد شعلةً بمناسبة العيد، وهو عضو في المجلس المحلي، وأُهين وضُرب من قبل المسلحين بتوجيه مباشر من الضباط الأتراك، وتعرض المواطن سعيد حنان بن أحمد في قرية قره كول- بلبل للضرب بسبب إشعاله لنار نوروز؛ وشهدت قرية چيا- المقرّ العسكري للجيش التركي إطلاق نار كثيف ومن المسلحين بشكل عام ليلة نوروز لأجل ترويع الأهالي وإخافتهم، ولدى خروج حافلة ركاب صغيرة قرب قرية آلكانا، يوم الأربعاء 20 آذار، تم إيقافها وإنزال الركاب منها وإهانتهم وضرب البعض منهم، وإعادتهم إلى حيث أتوا.
ومساء 21 آذار سقطت بين منازل المدنيين قرب تلة بلدة تلرفعت- الشهباء التي يعيش فيها عشرات الألوف من أهالي عفرين، عدة قذائف أطلقتها جماعات مسلحة من جهة مدينة اعزاز شمالاً.
وفيما يلي ما وصلنا عن انتهاكات أخرى:
سرقة /21/ تنكة زيت زيتون وبعض أثاث منزل المواطن محمد عثمان شيخو من قرية قده- راجو.
اختطاف المواطن مصطفى رشيد عثمان مع سيارته البيك آب الأسبوع الفائت، من موقع (جُب شعبو) في بلدة بعدينا، وتركه قرب قرية الشيوخ وسرقة سيارته التي تبلغ قيمتها حوالي خمسة ملايين ليرة سورية.
اعتقال الشابين (محمد أحمد محمد، حسين عزت دهدو) في بلدة بعدينا، ومطالبة من تم اعتقالهم في القرية سابقاً بدفع غرامات مالية بين /50 – 200/ ألف ليرة سورية.
منذ 18 آذار 2018، تم اختطاف الشابين (محمد حمو بن عمر، حسن حمو بن حميد) من قرية كمرش واقتيادهما إلى سجن ميدان أكبس، ولا يزال مصيرهما مجهولاً.
المواطن المعاق نوري جابو بن إبراهيم /40/ عاماً، من قرية قره كول- بلبل، مفقود منذ نيسان 2018.
اعتقال الأطفال (كمال محمد /13/ عام، منان محمد جعفر /15/ عام، رامز رشيد سيدو /15/ عام، رشيد منان حشينو /17/ عام) من عائلة پَرزَر في قرية قوتا – بلبل، وحجزهم في مقرّ ميليشيا السلطان مراد بالقرية، وضربهم بشدة، بحضور لجنتها الأمنية، وإطلاق سراحهم بعد إهانة أهاليهم أيضاً.
قطع الأشجار الحراجية في سهول قرية قره بابا- ناحية راجو، وفي مقبرة القرية وما حول مزار الشيخ مصطفى درويش، وكذلك قطع شجرة سنديان معمرة في مقبرة قرية چيا، إضافةً إلى تقطيع حوالي /5/ ألاف شجرة زيتون بشكل جائر ومقرف في حقول قرى آفراز وعمارا وشيخوتكا وكمروك؛ من قبل المسلحين والذين تم توطينهم؛ وذلك لأجل التحطيب وصناعة الفحم.
تقوم الجماعات المسلحة في مركز مدينة عفرين بفرض أتاوى تتراوح بين /5 – 25/ ألف ليرة سورية وأحياناً مئة دولار على كل عائلة، تحت تهديد السلاح، وذلك لتأمين رواتب عناصرها التي تم خفضها من قبل تركيا حسب ادعاءاتها.
ومنذ الأسبوع الأول من العدوان التركي على عفرين تعرضت قرية عُمَرَا- ناحية راجو الجبلية (حوالي 120 منزل) لتهجير قسري ونهب وسلب الممتلكات وتعفيش المنازل، كما اعتقل من أبنائها (خوشناف نعسان منذ شهر آذار 2018) وحوالي /23/ شخصاً منذ أوائل شهر أيلول 2018، حيث تم إطلاق سراح عشرة منهم بدفع فدى مالية كبيرة، ولايزال الشاب ريزان بهجت عموري معتقلاً في سجن عفرين، كما أعلنت وكالة الأناضول ووسائل إعلام تركية أن الميت التركي قد ألقى القبض على (9 إرهابيين منتمين إلى YPG/PKK- حسب توصيفها، وتم تسليمهم إلى ولاية هاتاي)، إذ يتبين من خلال مشاهدة الفيديو المنشور أن المعتقلين قد تعرضوا للتعذيب، حيث كانت أجسادهم متهدلة وهم حفاة وعلى أرجلهم ضمادات الجروح، وأكد أهالي القرية أن أولئك المعتقلين التسعة (إيبش محمد محو، مسعود مجيد كلكاوي، جنكيز إبراهيم نعسان، أحمد محمد إيبش، رشيد صبري محو، إدريس إبراهيم نعسان، حسين أحمد كلكاوي، فراس فائق كلكاوي، حمودة خلوصي جعفر) مدنيون، لم يكن لهم أي علاقة بالإدارة السابقة ومؤسساتها؛ كما اعتقل منذ شهور في تركيا الشاب شيار عزيز نعسان من أبناء القرية التي أُبلغ معتقلوها السابقون بمراجعة المحاكم التي ستفرض عليهم حكماً بالسجن مدة شهر مع دفع غرامات مالية تصل إلى /200/ ألف ليرة سورية.
إن إعلان انتصار قوات سوريا الديمقراطية على داعش اليوم عبر حفل مهيب في منطقة الباغوز- شرق سوريا، بُعيد النجاح الباهر لإحياء عيد نوروز في عموم مناطق الوجود التاريخي للكُرد في سوريا عدا عفرين، دون حوادث مفجعة، يُعدّ مفخرةً للجميع بما فيهم أهالي عفرين، على درب دحر قوى التكفير والارهاب التي ترعاها تركيا والاخوان المسلمين؛ والجميع يصبوا إلى مضاعفة كل الجهود لوقف الانتهاكات الصارخة بحق أهالي عفرين وسحب تركيا لقواتها المحتلة إلى حدودها الدولية.
23-03-2019
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]