$عفرين تحت الاحتلال (27): في العام الماضي خسائر مواسم الحبوب /6/ مليون دولار… إجبار تزويج الفتيات للمسلحين، حالات اغتصاب وتحرش جنسي$
تَعوَّد حزب العدالة والتنمية ورئيسها رجب طيب أردوغان منذ بدء الأزمة السورية على الاستثمار فيها لجهة إثارة المشاعر وتجييشها، إلى جانب اجترار المواعظ الدينية والمفاخر القومية، خاصةً قبيل محطات انتخابية، برلمانية كانت أم بلدية، بغية الحفاظ على سلطته وإقصاء معارضيه وتحقيق ما أمكن من مطامع تركيا التوسعية.
وها هو في خطاباته التحريضية الانتخابية الأخيرة يجدد تهديداته تجاه مناطق شرق الفرات وضد الوجود والدور الكردي الفاعل في كسر شوكة داعش، إضافةً إلى إطلاق ادعاءات ومزاعم عن استتباب الأمن والاستقرار في منطقة عفرين المحتلة، في وقتٍ تستمر فيه سلطات الاحتلال التركي ومرتزقته بممارسة المزيد من المضايقات وارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق أهالي عفرين المتبقين، التي تدفع بعض العائلات على الرحيل تباعاً، كما تسد جميع المعابر والمسالك أمام عودة نازحي عفرين المُهجَّرين قسراً إلى مناطق جبل ليلون وسمعان والشهباء- شمال حلب، الذين يبقى خيار العودة بالنسبة لهم هو الأساس والمأمول.
ما يقلق مزارعي عفرين مجدداً، مع قرب مواسم الحبوب، هي عمليات النهب والسرقة، التي وصلت إلى حدود 90% منها العام الفائت، وحسب مصدر زراعي موثوق سُرقت ما يقارب /13/ ألف طن قمح من مستودعات وصوامع (كورتك، شيخ بلال) وأكثر من /31/ ألف طن قمح من المزارعين- تقدير إجمالي موسم المنطقة /30- 40/ ألف طن قمح- والمتبقي لديهم بِيع بسعر /80/ ل.س، في حين كان السعر عام 2017 بحدود /140/ ل.س، أضف إلى ذلك ما تم سرقته من مواسم الحمص والعدس والشعير المتدني أصلاً؛ وبذلك يُقدر خسائر منطقة عفرين في مواسم الحبوب عام 2018م بحوالي /6/ مليون دولار.
وإمعاناً في سلوكيات السطو والسرقة، سلبت مجموعة مسلحة من “الجبهة الشامية” حوالي /13/ ألف دولار ومقتنيات أخرى من أحد مهجري القلمون الذي دفعت ظروفه للعيش في حي عفرين القديمة، كما يتم فرض إتاوة شهرية /6/ ألاف ليرة سورية على كل محل في المنطقة الصناعية، وألف ليرة سورية شهرياً على كل عائلة في قرية قجومان، وقد أُجبر أصحاب منازل ومحلات الشوارع الرئيسية والقريبة من الساحات في مدينة عفرين (شارع راجو وجنديرس والفيلات والبازار القديم، حي الأشرفية، طريق ترندة، دوار ماراتيه ونوروز، وغيرها) على دفع مبالغ /5-20/ ألف ليرة سورية بحجة تركيب كاميرات مراقبة وإنارة ليلية فيها، التي وضعت أساساً لأجل مراقبة حركة السكان الأصليين وليس لتحسين الوضع الأمني المتدهور أصلاً على يد الجماعات المسلحة المنفلتة، كما تقوم الحواجز والمقرات العسكرية للجيش التركي والجماعات الجهادية المسلحة بتقوية تحصيناتها من خلال حفر الخنادق وتشديد الاجراءات الأمنية خوفاً من التعرض لهجمات مباغتة، وهذا مؤشر على مدى الرعب الذي يختلج في نفوس عناصرها.
قرى چقلا الثلاثة – ناحية شيه (شيخ الحديد) تعرضت منذ الأيام الأولى لعدوان تركيا على عفرين للقصف وتدمير منازل ومنشآت، وهُجِّر سكانها قسراً، ومن أصل حوالي /230/ عائلة عاد /140/، وتم توطين حوالي /90/ عائلة مستقدمة فيها، وما يقارب 70% من العائدين تم اعتقالهم، وبعضهم لأكثر من مرّة، وتم سلب حوالي /100/ ألف دولار منهم من قبل ميليشيا السلطان مراد، كما تعرض الأهالي لانتهاكات عديدة، إذ اعتقل مؤخراً المواطن أحمد مصطفى بن محمد من چقلا الوسطى وأفرج عنه بعد دفع فدية مالية /4/ ألاف دولار، حيث أن مجموع ما دفعته عائلته إلى الآن وصلت إلى /12/ ألف دولار.
وذكرت وكالة الفرات للأنباء أن مرتزقة الاحتلال التركي قد أجبروا المواطن الأرمني “هاروت كيفورك”، الذي ينتمي إلى عائلة مُهجرة من تركيا عام 1915، على مغادرة منزله والرحيل إلى حلب، بعد اعتقالٍ ومضايقات عديدة ومتكررة تعرض لها منذ عام والاستيلاء على محله بما فيه وتحويل منزله إلى مسجد.
ومن وقائع أخرى، تعرض مزار شيخ محمد في قرية مسكه- جنديرس إلى العبث والتخريب، وقامت جماعة مسلحة بحفر سفح تل دوديرا غرب بلدة ميدانكي بحثاً عن الآثار وسرقتها، وكذلك اعتقال الشاب نضال إيبش بن علي من قرية جلمة منذ الخميس الماضي وهو يتعرض للتعذيب ولم يتم الإفراج عنه بعد، ويقوم عناصر جماعاتٍ مسلحة في عفرين بإجبار عائلاتٍ كردية على تزويج بناتهم لهم، مع حدوث حالات اغتصاب وتحرش جنسي، حيث أن الضحايا يمتنعون عن فضح الاعتداءات خوفاً من العقاب، كما يُشاهد فتيات قُصر ممن تم توطينهم متزوجات وبعضهن حاملات وهُنَّ على مقاعد الدراسة.
عبثاً تحاول أطقم قيادات المعارضة السورية المرتهنة للمحتل التركي ومعها نفرٌ من الكُرد تجميل صورة الاحتلال وتبرئة حكومة أنقرة من مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في عفرين، لأن حجم الانتهاكات والجرائم أكبر من أن تُحجب وتُخفى، وما حظر إحياء مناسبات وأعياد شهر آذار بقرار مركزي إلا دليل آخر على السيطرة الفعلية لتركيا جيشاً وحكومةً، بوصفها احتلالاً دامغاً لجزء من سورية، ودون أن تعترف بذلك أصولاً.
30-03-2019
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]