$عفرين تحت الاحتلال (31): ظروف متأزمة، اعتقالات وقطع أشجار… ابتزاز الصيدليات وتهديد أهالي النشطاء$
“تظاهرة أمام المقر الروسي في قرية كشتعار، شمال حلب- وكالة الفرات للأنباء”
إذا كانت تركيا إحدى الدول (الضامنة) في سلسلة اجتماعات أستانة التي أقرَّت في نسختها الأخيرة /12/ ب “ضرورة تهيئة الظروف المناسبة لعودة آمنة وطوعية للاجئين السوريين”، فإن حكومتها تعمل العكس، إذ أنها ترعى الارهابيين بشكل مباشر في مناطق نفوذها (إدلب وعفرين، إعزار إلى جرابلس شمالاً) وتُماطل في مكافحة أشدهم تطرفاً، بل ويرتكب جيشها والميليشيات المسلحة الموالية لها انتهاكات وجرائم منظمة، خصوصاً في منطقة عفرين، إلى جانب منع عودة أهاليها المُهجرين، أي أن أنقرة تُأزم الظروف بدلاً عن تهيئتها.
وإذا كانت أستانة /12/ تدعو ل “تقديم المساعدة الإنسانية لجميع السوريين في كافة أراضي البلاد”، فإن أهالي #عفرين# المتبقين والمهجرين منهم إلى مناطق النزوح في شمال حلب أحوج الناس إلى الاغاثة والمساعدات، لما يعانون من ظروف القهر والعوز ونهب الممتلكات والأموال وتدني فرص العمل والانتاج.
ظلم مطرّد، إذ يتفاقم ملف الاختطاف والاعتقالات، مع فرض فدى وأتاوى وغرامات مالية، ابتزاز وتهديدات قاسية ضد الضحايا، فحملة اعتقالات طالت أبناء قرية كمروك، بينهم نساء (محمد إبراهيم بن محمد، حمدوش إبراهيم بن محمد، جهاد إبراهيم بن حسن، محمد ناصيف بن مصطفى، محمد إبراهيم بن اسماعيل، شيار محمد محمد، أكرم حسن بن محمد 60 سنة، فيدان شيخ حمادة بنت مصطفى، مولودة عبدو بنت حمو، جيهان سيدو بنت رشيد)، حيث أُطلق سراح أربعة منهم بعد دفع غرامات مالية، واختطف المواطن شيار إيبش بن علي /35/ سنة من بلدة جلمة ولا يزال مصيره مجهولاً، واعتقل الشبّان (جهاد محمد شعبان، علي نظمي هورو، محمد خليل عطو) من بلدة بعدينا التي اختطف خمسة من أبنائها منذ سبعة أشهر ولايزال مصيرهم مجهولاً، وهم (الشقيقان حسين /58/ سنة و أنور محمد محمد /39/ سنة، الشقيقان خليل /35/ سنة و بكر عابدين حبش /32/ سنة، أصلان بيرم سينو /33/ سنة).
” مركز لتجارة الحطب في إحدى قرى عفرين”
هذا ويستمر قطع الأشجار بمختلف أنواعها بشكل مكثف من قبل المسلحين وممن تم توطينهم في المنطقة، إذ هناك مراكز عديدة لتجارة الفحم والحطب، مما يشكل خطراً كبيراً على البيئة والغطاء النباتي وعلى ممتلكات الأهالي من الأشجار المثمرة، الزيتون منها خاصةً، وقد تم قطع ما يقارب /100/ شجرة زيتون عائدة للمواطنين (حميد محمد عثمان، محمد رفعت حنان) وغيرهما من قرية نازا.
وفي سياق إجبار أصحاب المركبات على تسجيلها لدى دائرة المواصلات المحدثة في عفرين، يتم مصادرة بعضها بحجة أنها مسروقة، أي استسهال الاستيلاء على ممتلكات السكان الأصليين كيفما كان، دون النظر في سرقات المسلحين والنهب الذي تمارسه عصاباتهم بشكل واسع أو محاسبة اللصوص عليها.
ويتعرض أصحاب الصيدليات إلى الابتزاز والسلب بشكل متواصل، من دفع أتاوى شهرية تصل إلى /50/ ألف ليرة سورية أو أخذ أدوية من قبل المسلحين دون تسديد قيمتها، حيث تم تشليح غلة إحدى الصيدليات في مدينة عفرين من قبل مسلح في وضح النهار.
وفي إطار المتابعات الأمنية الحثيثة، ورصد أسماء النشطاء الكُرد ومن كان يتعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، يقوم العملاء والمسلحون وعناصر الاستخبارات بتزويد السلطات التركية بأسماء وعناوين البعض ممن هم مقيمون في تركيا، وكذلك ابتزاز وتهديد أهالي البعض ممن هم في الخارج، حيث اضطر مؤخراً الكاتب أحمد مصطفى (بير رستم) المقيم في أوربا إلى إيقاف نشاطه على صفحات التواصل الاجتماعي، بسبب التهديدات التي وجهتها ميليشيا مسلحة إلى أهله من قرية جقلا- ناحية شيخ الحديد، والمقيمين في جنديرس.
“احتفال بعيد الطفولة والسيادة الوطنية التركي في إحدى مدارس عفرين- عن STEP News”
وإن لم تعترف تركيا بأنها دولة إحتلال لمنطقة عفرين منذ 18-03-2018، فإن حكومتها تمارس أنشطة سيادية متواصلة فيها، من إدارة وسيطرة عسكرية ورفع علمها وتتريك المجالات التربوية والثقافية، إلى جانب إحداث تغيرات بنيوية، إذ تم الاحتفال ب (عيد الطفولة والسيادة الوطنية التركي المصادف في 23 نيسان، ذكرى افتتاح برلمان الجمهورية عام 1920) في مدارس مدينة عفرين، مع إرغام الطلاب على رفع الأعلام التركية بكثافة.
وفي ذات السياق، ينتاب أهالي عفرين قلق ومخاوف من استكمال بناء جدار عازل في الجهة الجنوبية- الشرقية للمنطقة وفصلها عن شمال حلب، والذي بُني أجزاء منه في قرى كيمار ومريمين وجلبر حول مقرّاتٍ عسكرية، حيث خرج يوم الأحد 21 نيسان المئات منهم في تظاهرة أمام المقرّ الروسي قرب قرية كشتعار، على الطريق الدولي المؤدي إلى إعزار، رافعين صور الشهداء ومنددين بالاحتلال التركي وبناء الجدار العازل.
وإذا كان موقف الحكومة السورية واضحاً، وتعتبر التواجد التركي في منطقة عفرين احتلالاً، فإنها لا تقوم بواجباتها ومسؤولياتها على أكمل وجه، من اهتمام إعلامي واسع ورصد المظالم وفضح الانتهاكات، وتقديم مساعدات إنسانية كافية إلى نازحيها في شمال حلب وفك الحصار عنهم، ومخاطبة المجتمع الدولي للعمل على إنهاء الاحتلال التركي عبر العديد من الأنشطة والقنوات، وخاصةً تحريك شكوى رسمية لدى مجلس الأمن الدولي ومتابعته.
27-04-2019
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]