$عفرين تحت الاحتلال (34): إضرام النيران في الغابات… نقل معتقلين، والمهجرون يؤكدون على سعي تركيا لتوطينهم في عفرين$
“حرائق ملتهبة في غابات تترا وقازقلي- ناحية #جنديرس# ”
رجب طيب أردوغان وطاقم حكمه يلجؤون مراراً إلى اللعب على الحبال والمراوغة، خاصة أثناء حملاتهم الانتخابية، وهم في الأسابيع القادمة أمام امتحان صعب في انتخابات الإعادة لبلدية استنبول، فلا يتوانون عن إطلاق وعود زائفة وشعارات الأخوة في الدين والجيرة، في محاولةٍ لكسب أكبر عددٍ ممكن من أصوات الأكراد المقيمين في استنبول، إلا أن وقائع حكمهم واحتلالهم لمنطقة عفرين الكردية – السورية تفضح نواياهم البغيضة بجلاء.
بالعودة إلى ملف الاختطاف والاعتقالات في #عفرين# ، تُروى يومياً أخبار مختلفة، فقد تم اختطاف مدرس الرياضيات محمد حسن من قرية قسطل مقداد- بلبل منذ ما يقارب الأسبوعين ولا يزال مصيره مجهولاً، ويتكرر الاعتقال والسجن والغرامة المالية بحق الكثيرين، وقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير له بتاريخ 15 أيار “أن المخابرات التركية والفصائل السورية الموالية لها عمدت إلى نقل أكثر من /600/ معتقل كردي لديها من أهالي عفرين… من سجن سجو (سجن المعصرة) الواقع في منطقة أعزاز إلى جهة لا تزال مجهولة”، وأن صحة عدد كبير من هؤلاء المعتقلين قد تدهورت نتيجة التعذيب والمعاملة القاسية، وسط مخاوف على حياتهم.
يُذكر أنه خلال /14/ شهراً الآلاف من المختطفين والمعتقلين قد دفعوا فدى وغرامات مالية باهظة لقاء الإفراج عنهم، وأكثر من /1100/ مختطف لايزال مصيرهم مجهولاً، وقد نُقل قسم منهم إلى تركيا بتهمة الإرهاب والانتماء إلى حزب العمال الكردستاني، وهناك العديد من السجون السرية إلى جانب سجون عرفت بصيتها السيء، سجني الراعي وسجو مثالاً.
وانتهاكات متفرقة أخرى:
– إقدام أحد مرتزقة جيش أحرار الشرقية بالاعتداء على مواطنة في مدينة عفرين، بعد اقتحام منزلها ومحاولة اختطاف طفلها وسرقة هاتفها.
– مجلس عفرين المحلي يُصدر قراراً جديداً بفرض إتاوة 10% على كميات زيت الزيتون المراد نقلها إلى خارج المدينة، مما أدى إلى توقف حركة البيع والشراء والشحن، رغم أن جميع مالكي الزيتون قد دفعوا أثناء الموسم أتاوى باهظات، عدا السرقات وحالات الاستيلاء والسطو المسلح.
– استباحة أرزاق المواطنين وممتلكاتهم، حيث أن محصول ورق العنب، يتعرض لسرقات ممنهجة وعشوائية، استيلاء وسرقات وفرض أتاوى.
“جني محصول ورق العنب في منطقة عفرين- موسم 2019”
وإذا كانت للأشجار والغابات دور هام في التنوع والغطاء النباتي الحيوي وفي تحسين البيئة ومستوى الأمطار، وهي بمثابة مصفاة طبيعية للجو وتنقيته من الأغبرة والغازات الضارة، وتساهم في تكوين التربة والحفاظ عليها وفي حماية المحاصيل والمزروعات وزيادة إنتاجها، إلى ما هنالك من فوائد عديدة أخرى… فإن أية تعديات عليها وإضرام النيران فيها يُعدُّ جريمة نكراء بحق الطبيعة والإنسان والحيوان أيضاً.
إحدى ركائز السياسة العدوانية التي اتبعها الاحتلال التركي ومرتزقته كانت ضرب علاقة الإنسان الكردي في عفرين ببيئته الطبيعية وممتلكاته وبالتالي زعزعة جذور المجتمع وإضعافها، فمنذ الأيام الأولى من الحرب على عفرين، تعمدت قواته اقتلاع أشجار الزيتون والغابات من مساحات واسعة، وكذلك افتعال الحرائق، كان آخرها حريق هائل أمس الجمعة 17 أيار في غابات تترا وقصيري وقازقلي- ناحية جنديرس وفي موقعٍ بين قريتي كوبك وسيويا- ناحية معبطلي، حيث يُقدر أن ما يقارب /11/ ألف هكتار من أصل /32/ ألف هكتار من غابات الصنوبر الطبيعية والمزروعة في منطقة عفرين قد تعرض للحرق والتقطيع، إضافةً إلى قطع مئات آلاف أشجار الزيتون بشكل جائر أو كلي. وما يؤكد على ذلك التدفق الهائل للحطب والفحم إلى أسواق عفرين ومناطق أعزاز والباب وجرابلس ومحافظة إدلب، حيث تدنى سعر الطن الواحد من الحطب إلى /15-20/ ألف ليرة سورية بسبب العرض الفائض.
إن التعديات والحرائق قد وقعت سابقاً، وأحياناً بشكل متكرر، في جبال سارسين وخرابة سماق و كوريه و كمرش وسوركه وجرقا – راجو، وفي ما يقارب نصف غابات جبال هاوار (مواقع بافران، قلعة هاوار، ريشا عسيه)، وفي جبال قرى رووتا (جبال وادي جهنم) ورمضانا وكوردا- ناحية معبطلي، وفي غابات قرى تترا وحج حسنا وموقع قازقلي وشيخ محمد وجولاقا-ناحية جنديرس، وفي حرش حي المحمودية – عفرين، وفي غابة جزيرة وسط بحيرة ميدانكي، وغيرها من المواقع.
” شجرة سنديان معمرة في مقبرة قرية جيا (الجبلية)- جبال هاوار، تم قطعها من قبل المسلحين”
وتم قطع أشجار سنديان معمرة في منحدر “أرموت” على طريق راجو-ميدان أكبس وفي مزار شيخ حمزة- بلبل وفي مزار شيخ موس عنزلي- ميدانا وفي قريتي قده وحجيكا وعمرا وفي مقبرة ومزار قرية قره بابا، وحوالي عشرين منها في قرية جيا (جبلية)، وفي جبال قرى قاسم وديك وشيخ، وقرب مزار مقبرة بلدة ميدانكي.
ومنذ ثلاث سنوات، كانت السلطات التركية قد جرفت مساحات زراعية وحراجية واسعة، بعمق /200-500/ متر بمحاذاة الشريط الحدودي، لدى بنائها لجدار اسمنتي عازل.
ولأجل بناء قواعد عسكرية وتمركز القوات في قرى درويش وجيا وسطح جبل بلال وفي موقعٍ بين قريتي كفرجنة ومتينا وفي قرى حمام ومروانية فوقاني وتحتاني و أشكان غربي-ناحية جنديرس وغيرها، تم قلع آلاف أشجار الزيتون.
كما تستمر سلطات الاحتلال بإجراءات فرض وتوزيع بطاقات التعريف الشخصية لسكان عفرين الأصليين، بينما توقف منحها للمستقدمين وأبلغ مجلس عفرين المحلي- طبعاً بتوجيه تركي- يوم الأربعاء 15 أيار مكاتب شؤون من تم توطينهم في عفرين (المهجرين) بوقف أنشطتها وإغلاقها، مما حدا بممثليها على عقد اجتماع يوم الجمعة 17 أيار وإصدار بيان جاء فيه: “هذا القرار يهدف إلى طمس الهوية السورية وإلحاق المهجرين بالمناطق التي يقيمون فيها، ويهدف إلى توطين المهجرين وترسيخ عقلية سلخ المهجرين عن الارتباط بمناطقهم وحقهم في العودة إليها”، وطالب الاجتماع ب “وجوب العمل بكافة الوسائل المتاحة لإيقاف القرار، ووجوب التظاهر المستمرّ لرفض هذا القرار التركي، وإعادة العمل الفوري لمكاتب المهجرين بما يخدم أبناء مناطقهم”. وتلبيةً لتلك الدعوة خرجت تظاهرة أمس الجمعة وسط عفرين تطالب بإلغاء القرار التركي.
إن ما جاء في البيان المذكور يؤكد على ما قلناه سابقاً، “فرض وتوزيع بطاقات التعريف الشخصية على المواطنين، خطوة أمنية استخباراتية بالدرجة الأولى، وفي محاولة لربطهم بالمحتل وإضعاف انتمائهم الوطني، وكذلك دمج السكان الأصليين مع مهجّري المناطق الأخرى ووضعهم في بوتقة واحدة، عبر سياسة تغيير ديموغرافي ممنهجة ومستمرة…”.
ومن جهةٍ أخرى تتكرر حالات قصف القوات التركية والجماعات المسلحة المرتبطة بها لقرى وبلدات شمال حلب والتي نزح إليها أهالي عفرين المهجرين، حيث استشهد اليوم المواطن أحمد جاويش /60/ عاماً في بلدة تل رفعت إثر استهدافها بعشرات القذائف.
إن القوى والشخصيات الوطنية السورية مطالبون اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى لرفع أصواتهم ضد الاحتلال التركي لمناطق شاسعة من بلدهم والدعوة لخروج جيشه منها وكف أنقرة عن الاعتداء على سوريا وشعبها وتدخلها المعرقل والسلبي في الأزمة السورية المستفحلة ووقف دعمها للفصائل التكفيرية المسلحة.
18-05-2019
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]