$عفرين تحت الاحتلال (39):اختطاف مدني واعتقالات عشوائية… قصف مُهجرين #عفرين# في تل رفعت$
إذا كانت تركيا في مأزقٍ من مواقفها حيال الملف السوري، خاصةً لجهة ارتباطها بالجماعات التكفيرية الإرهابية المتطرفة، فإن سجلها العدواني ضد الكُرد يتخم يوماً بعد آخر أيضاً، مما يُعقد الأزمات التي تعاني منها شعوب المنطقة قاطبةً.
انفلات الجماعات الإرهابية المسلحة في منطقة عفرين وتحت الرعاية التركية، يفضي إلى ارتكاب مختلف أنواع الانتهاكات والجرائم وعلى أوسع نطاق، وهي تتقاتل فيما بينها على مواقع النفوذ والسيطرة ومجالات اللصوصية والاستيلاء على الممتلكات، فقد انفجر لغم داخل سيارة جيب أثناء مرورها بشارع الفيلات وسط عفرين، الأربعاء 12 حزيران، مما أدى إلى وفاة سائقها المدعو فادي /35/ عام- عنصر في الجبهة الشامية- إثر جراحٍ بليغة وإصابة أفراد أسرته بجراح متفاوتة؛ كما أن مُهجَر من أهالي حماه موَّطن في قرية جولاقا- جنديرس أقدم على قتل ابنه الشاب بسبب الضغوط التي مُورست عليه في طلب انضمام الشاب إلى صفوف الميليشيا. كما تعددت حالات الاختطاف والقتل، آخرها اختطاف المواطن علي زكي بن بطال /38/ عام، يوم الأحد 9 حزيران، قرب قرية ترندة القريبة من عفرين، أثناء ذهابه من قريته باسوطة إلى مركز عمله في سوق الهال، ولايزال مصيره مجهولاً إلى جانب مئات المختطفين، من بينهم (شرف الدين سيدو والطفل محمد الذي قتل والده رشيد حميد خليل من قبل العصابة الخاطفة، إبراهيم خليل عبدو بن محمد).
الاعتقالات العشوائية اليومية والمتكررة لنفس الأشخاص من سكان المنطقة الأصليين مستمرة وبتهم ملفقة، وبإشراف مباشر من الاستخبارات التركية، بحيث تُحفظ بياناتهم الشخصية وتُفرض عليهم غرامات مالية مع الحبس لمدد تتراوح بين أيام وشهور، هذا وقد حُكم على المعتقل منذ عام الشاب كاميران خلو بن علي /28/ سنة من بلدة جلمة بالسجن أربعة أعوام في تركيا.
وقد اعتقل المواطن خليل مصطفى علي /45/ عام – مختار قرية كفردلي فوقاني، منذ أسبوع؛ وفي قرية سنارة- شيخ الحديد اعتقل المواطنون (زكريا حسن مصطفى، عبدو محمد خلو، محمد محمد عمر، محمد حنان علو) وأربعة آخرين اطلق سراحهم بعد حبس عدة أيام، وفي قرية عربا- معبطلي اعتقل المواطنون (علي محمد بن حنيف، فراس حنان بن عزت، مصطفى شكري يوسف بن بهجت).
كما تقوم الجماعات المسلحة بطرد بعض العوائل الكردية من مساكنها في مدينة عفرين بحجج عدم توفر وثائق ملكية أو إيجار ورفض قبول ما هو متوفر منها أحياناً، مثلما جرى مع المواطن عيسى فيو بن محمد عدنان الذي طُرد من مسكنه، فهجر قسراً إلى خارج المنطقة، حيث تم الاستيلاء على منازل ومحلات عائدة لوالده المُهجر سابقاً.
ولا تتوانى القوات التركية ومرتزقتها عن قصف قرى وبلدات جبل ليلون ومناطق الشهباء شمال حلب بين الحين والآخر، فقد قصفت بلدة تل رفعت، يوم الثلاثاء 11 حزيران، مما أدى إلى استشهاد المواطن صبري عمر حمدو /65/ عاماً وجرح المواطنتين (فكرت رشيد خورشد تولد 1969م، زينب عبدالرحمن مراد تولد 1966م) من بلدة كفرصفرة- جنديرس، وجرح مدني آخر محرم بكر علوطو /70/ عاماً، الأربعة من مُهجَري عفرين.
ومن جهةٍ أخرى أعمال حفر وتجريف ونبش المواقع الأثرية مستمرة، فقد بُدء بها من جديد في تلة دوديرا قرب بلدة ميدانكي منذ أسبوع.
والمستهجن في الأمر أن يدلي عبد الرحمن مصطفى رئيس الائتلاف السوري المعارض- الموالي لتركيا- بتصريح حول الحرائق التي اندلعت في حقول القمح والشعير بمنطقة الجزيرة، واصفاً إياها ب “جرائم الحرب”، وهو الذي يشاهد بأم عينيه الحرائق المفتعلة التي تلتهم غابات وأشجار عفرين ويعلم بمختلف الجرائم اليومية المرتكبة فيها، دون أن يذكرها أو ينطق بكلمة إدانة واحدة عنها.
إن أهالي عفرين يُحملون حكومة بلادهم سوريا أيضاً مسؤولية الدفاع عن قضاياهم ضد الاحتلال التركي، لتعمل بجدية على إنهائه، ويطالبونها بإعداد ملف عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحقهم وتقديم شكوى رسمية بموجبه إلى مجلس الأمن الدولي ضد حكومة أنقرة التي ترعى الإرهابيين على الساحة السورية وتدعمهم.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]