$عفرين تحت الاحتلال (42): مداهمات وحشية مرعبة، حرائق… أصلان سينو شهيداً تحت التعذيب$
المستهجن أن الائتلاف السوري المعارض – الكيان الأضعف في المشهد السوري والمدبلج وفق الأجندات التركية، يخرج علينا بتصريحات عن (أحقيته وخطته في إدارة مناطق شمال وشرق سوريا)، بينما تجد في مناطق نفوذه المفترضة (غصن الزيتون ودرع الفرات) أسوأ الإدارات، وتشهد تدهوراً في الأمن والأمان والاستقرار، ونطاقاً واسعاً لارتكاب الجرائم والانتهاكات، خاصةً في منطقة عفرين المحتلة.
افتعلت ميليشيات الجبهة الشامية فجر السبت 29 حزيران تفجير لغمٍ مع إطلاق الرصاص، لتتخذه حجةً في القيام بحملة مداهمات وحشية مرعبة تُنفذها مئات العناصر المسلحة، بدءاً من الساعة السادسة مساء ذات اليوم ولغاية منتصف الليل، في مركز ناحية #معبطلي# وقريتي قنطرة وحُسيه القريبتين منها؛ حيث شملت جميع منازل السكان الكُرد المتبقين، ورافقها خلع وتكسير أبواب والعبث بأثاث البيوت، إهانة وضرب الرجال والنساء والأطفال وكبار السن بالعصي وأخمص الكلاشينكوفات مع إطلاق عيارات نارية تخويفية، أدى إلى إصابة البعض بجروح ورضوض وكسر عظام، إذ كُسر عظم الحوض للمواطن علي بريمو /58/ عاماً من معبطلي وأُجهضت امرأة في قنطرة، وجرت اعتقالات عشوائية لحوالي (/110/ من معبطلي، /20/ من قنطرة، /5/ من حسيه) بينهم كبار سن، حيث أُطلق سراح جميعهم خلال 24 ساعة بعد أن تم تعذيب بعضهم بشدة في مقرّ الشامية بمبنى “شركة المياه- معبطلي”، إضافةً إلى سرقة مبالغ مالية وهواتف خليوية؛ وفي وقتٍ سابق قامت الميليشيا بسرقة محتويات مركز الهاتف (المقسم بالكامل) وحرق باقي الأشياء… بلدة معبطلي مؤلفة من حوالي /1200/ منزل، عاد إليها حوالي /600/ عائلة ممن نزحوا بسبب الحرب، وتم توطين حوالي /600/ عائلة من أهالي الغوطة وحمص فيها، ولا تزال /20/ عائلة منها تمتنع عن تسليم المنازل لأصحابها العائدين؛ وفيها مركزين للجيش التركي (مبنى المخفر القديم، ومبنى المدرسة الثانوية السابقة) بجانب مبنى طابقي سكني لعناصره، وفيها مجلس محلي مُعين من قبل السلطات التركية وحكومة الائتلاف السوري التابعة لها. أقل ما يوصف بها تلك المداهمات أنها إرهاب منظم مارسته جماعات إسلامية تكفيرية برعاية تركية ممنهجة.
وقد اعتقلت الشرطة العسكرية بتاريخ 26 حزيران، الشقيقين (محمد و أحمد كله خيري) و (فيروز عيسى) من قرية قيليه- جنديرس، وأفرجت عن محمد، ولم نعلم بعد شيئاً عن مصير الأثنين الآخرين.
كما اعتقل المواطن أحمد حمزة الذي يعمل في تجارة زيت الزيتون بمدينة عفرين، بتاريخ 27 حزيران، وأطلق سراحه بعد أسبوع.
وقد أبلغت الميليشيات المسيطرة على بلدة بعدينا وقرية قوبيه- راجو، أواسط شهر أيار الماضي، ذوي الشهيد أصلان بيرم سينو الملقب (أسو) بوفاته دون تسليم جثته، وهو من مواليد بعدينا 1973 – متزوج وله صبيان، إذ كانت هناك تسريبات منذ ستة أشهر أنه فقد حياته تحت التعذيب بعد أن اُختطف بتاريخ 25-10-2018. كما توفي المسن سلو طوبال، السبت 29 حزيران، قهراً بعد شهرٍ من استشهاد نَجله سليمان الذي قُتل أثناء اشتباكاتٍ بين المرتزقة داخل مدينة جنديرس بتاريخ 28-05-2019.
ومن جهةٍ أخرى يتواصل إضرام النيران في الغابات والأشجار، حيث اندلع حريق كبير بالقرب من قرية بريمجة- ناحية معبطلي، ضمن حقول الزيتون القريبة من الطريق العام، مودياً الى إحراق عدد كبير من أشجار الزيتون، وكذلك عصر الجمعة 5 تموز، أُضرمت النيران في حقل للزيتون والعنب بجانب الطريق العام، عائد للمواطن الغائب حسين جعفر مراد من قرية كَريه- ناحية بلبل، فأدى إلى إحراق حوالي /50/ شجرة زيتون و /125/ شجيرة عنب، وقد رأى بعض الأهالي أن المدعو “دكتور” متزعم جماعة من ميليشيا السلطان مراد أولع بنفسه تلك النيران.
هذا وتتواصل المضايقات على الأهالي بمختلف السبل لإرغامهم على الهجرة، ففي مدينة عفرين قامت بعض الميليشيات بإبلاغ مواطنين كُرد ممن ليسوا بأصحاب البيوت التي يقطنون فيها على الخروج وإن كان بحوزتهم عقود إيجار أو وكالات، أو عليهم دفع فدى مالية.
إن معظم الضحايا لا يجرؤون على البوح والحديث عنها، نظراً للحصار المفروض على الأهالي وتدمير الاتصالات السورية وخوفاً من وقوع عقوبات أشد، ولكننا نهيب بالأخوة المتابعين والمتواجدين في عفرين بضرورة وأهمية تزويدنا بالمعلومات والأخبار عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة، لأجل فضحها على أوسع نطاق، فما كان يوماً إخفائها عاملاً من عوامل لجم المجرمين عن أفعالهم.
لم يحظى بَعد الوضعُ في عفرين رغم قتامته باهتمام إعلامي جدي لائق أو رصدٍ واسع من منظمات مدنية وحقوقية إلاّ بعضها أو التفاتةٍ من حكومات دولٍ مؤثرة، لتبذل جهوداً في سبيل وضع حدٍ للانتهاكات والجرائم، على طريق تحرير المنطقة من براثن احتلال تركيا ومنظمات إرهابية تابعة لها.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]