$عفرين تحت الاحتلال (45): نشر التطرف الديني وأفكار العثمانية الجديدة… حالات اختطاف واعتقالات عشوائية، سرقات وفدى مالية$
“إما أن يُدفنوا تحت التراب أو يَقبلوا بالذل“، هكذا لخص أردوغان البارحة في خطابه سياسات الدولة التركية العدائية ضد الكُرد والمتواصلة منذ ما يقارب المئة عام، بعقلية العسكر والأمن، الغرور والاستعلاء، الإنكار والإمحاء، القتل والتدمير… والتي تتمثل في منطقة عفرين المحتلة بكل تجلياتها الإجرامية والمنتهكة لحقوق الإنسان والشعوب، في وقتٍ تتناسى فيه تركيا إرهاب داعش والنصرة وباقي الجماعات الراديكالية المتطرفة، بل وتُعلق جُلَّ خيباتها ومطامعها على شماعة (الإرهاب الكردي) المزعوم.
وزارة الشؤون الدينية أحد أذرع أردوغان في تنفيذ سياساته تلك، وهي التي تُخصَص بميزانيات مالية ضخمة، وتُشكل عبر مدارس إمام خطيب مجاميع شبابية موالية لحزب العدالة والتنمية، وتُوسع من نشاطاتها في مناطق الاحتلال التركي، ومنها #عفرين# ، حيث زارها وفدٌ مشترك من (وقف الديانة التركية وممثلاً عن رئاسة الجمهورية ورئيس جامعة الزهراء مصطفى مسلم)، الشهر الفائت، وذلك من أجل فتح مشاريع تعليمية دينية، وكذلك فتح دورات والقيام بأنشطة عبر جمعيات ومدارس خاصة، منها جمعية “شباب الهدى”، والتي تُروج لأفكار العثمانية الجديدة، تحت مسمى (حملة التنوير والإرشاد لتصحيح معتقدات الأهالي وأفكارهم)، الأهالي الذين يُتهمون ب (الجهل والإرهاب، الإلحاد، عبادة الشمس والنار، مخالفة دينهم وشريعة نبيهم)، هذا وقد تم تحويل العديد من صالات ورشات الخياطة السابقة في عفرين إلى جوامع أو مقرّات دينية، على سبيل الذكر (معمل قرب مدينة رنكين للألعاب الكهربائية، صالة قرب دوار ماراته، صالة قرب دوار نوروز، صالة قرب مطعم فين – طريق راجو، صالة في حي المحمودية، معمل قديم قرب قرية مشعلة)، وقد أُدرج اختبار (مواد إمام خطيب واللغة التركية) ضمن برامج امتحانات السنة الدراسية الفائتة، بينما لم تُنفذ وعود تدريس اللغة الكردية.
هذا وقد وردتنا أخبار عن جملة انتهاكات وجرائم:
– اختطاف المواطن عصمت حسين /42/ عاماً من قرية جقلا تحتاني، وسط مدينة عفرين منذ عشرين يوماً، ولا يزال مصيره مجهولاً، وهو الذي كان يعاني من إعاقة ويعمل على بسطة بيع خردوات لتأمين لقمة عيشه.
– يومي 20-21 تموز، اعتقال عددٍ من مواطني قريتي آنقلة وسنارة – ناحية شيخ الحديد من قبل ميليشيا لواء وقاص، والإفراج عنهم بعد دفع فدى مالية، وقد قامت تلك الميليشيا بسرقة مجموعة التوليد الكهربائية العائدة لمحطة مياه الشرب، وتلك القرى تعاني من مشكلة مياه الشرب منذ أكثر من عام.
– 20 تموز، اعتقال الصيدلي زياد محمد بن بحري من مركز عمله في مشفى جيهان الجراحي، وهو الذي تعرض لمحاولة اختطاف فاشلة من أمام بناء منزله في حي الملاهي يوم الأربعاء 17 تموز، ولايزال مصيره مجهولاً.
– مساء 21 تموز، اختطاف الطبيب كمال حنان /65/ عاماً من أهالي بلدة بعدينا، في مدينة عفرين، من قبل ميليشيا مسلحة واقتياده إلى جهة مجهولة، والإفراج عنه ليلة 24 تموز، بعد أن دفع ذويه فدية قدرها /3500/ دولار.
– 24 تموز، اعتقال المهندس خوشناف حمو من أهالي قرية هوبكا- راجو، رئيس غرفة المهندسين المشكلة من قبل سلطات الاحتلال، من مكتبه في عفرين، من قبل دورية للشرطة العسكرية، ولا يزال مصيره مجهولاً.
– صبيحة 25 تموز، اعتقال المواطن مصطفى عمر كنعان من قرية ماسكا- راجو من قبل دورية جيش تركي، أثناء قيامه بسقاية بستانه قرب موقع “كوليه” أسفل القرية.
– 26 تموز، اختطاف المواطن مصطفى محمد طه باش /40/ عاماً من عائلة بهارو- قرية باسوطة، من قبل مجموعة مسلحة على طريق ترندة، مع السيارة المُحملة بفاكهة الأجاص العائدة له، والتي كان يرافقها قاصداً سوق الهال بعفرين.
– 20 تموز، نتيجة القهر والمضايقات المختلفة، أقدمت الشابة آرين صلاح كلو /19/ عاماً على الانتحار شنقاً، في منزلها بحي الأشرفية- عفرين.
– يوم السبت 20 تموز، احتجاز حوالي عشر سيارات تحمل محصول السماق، من قبل حاجز لميليشيا الحمزات المسلحة، مفرق قرية بربنه- راجو، وفرض إتاوة /100-150/ ألف ليرة سورية عل كل سيارة، ومن الذين دفعوا (حسن درده موساكا، اسماعيل اسماعيل زفنكة، عبدو كوبل زركا).
– 21 تموز، إضرام النيران في الجبال الواقعة بين قرى (قاسم، ديكيه، شيخ)، وفي جبل كلاشك المطل على قرية قوبيه بعد تفجير لغم من قبل ميليشيا مسلحة.
– منذ أسبوع، قطع معظم أشجار حقلي دراق قرب قرية برج عبدالو، /300/ لمواطن من نفس القرية و /500/ لمواطن من قرية غزاوية، عمرها أكثر من 15 عاماً، وقد تم نهب الحطب من قبل المسلحين وممن تم توطينهم في القريتين.
– نهب محصول السماق في قرية رووتا- ناحية معبطلي بالكامل، من قبل المسلحين وممن تم توطينهم في القرية.
– يضطر أغلب أصحاب محلات الصرافة والحوالات والذهب وتجارة الألبسة والزيت وتجارة العقارات والسيارات الكُرد إلى تشريك أحد المسلحين من أصحاب النفوذ، لأجل حماية مالهم وأعمالهم قدر الإمكان، لقاء دفع مبالغ طائلة.
– طرد المسنة فريدة شيخو بنت رفعت من أهالي قرية جلبرة وأرملة عبد الرحمن حمو (أبو زكي، عائلة كوجريه)- قرية كَوركا، من منزلها قرب مشفى ديرسم بمدينة عفرين، ونهب أثاث بيتها وأثاث المنزل المجاور أيضاً العائد للمواطن خالد حمو نجل المرحوم أبو زكي، من قبل ميليشيا مسلحة، والاستيلاء على المنزلين وتحويلهما إلى مقرّ للدفاع المدني؛ لتضطر الأرملة إلى السكن لدى أقرباء لها.
إن تلك الممارسات تأتي في سياق تعميق التغيير الديموغرافي وسياسات التتريك في المنطقة، وتندرج في إطار جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تتوجب محاسبة مرتكبيها، إضافةً إلى تحميل كامل المسؤولية على حكومة أنقرة التي تبسط سلطتها الفعلية عبر جيشها المنتشر وأجهزتها الأمنية والإدارية.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]