$عفرين تحت الاحتلال (46): نزع ملكيات لسكان أصليين وتحضير لعمليات توطين جديدة… سلب ونهب تحت غطاء “مشكلة أمنية”$
بات معروفاً ومفضوحاً أن ديدن حكومة أنقرة برئاسة أردوغان هو إمحاء أي حضور ودور كردي في سوريا، بل وتشتيت وجود الكُرد التاريخي في مناطقهم بشمال سوريا، فهي تواصل تطبيق سياسات التتريك والتغيير الديمغرافي والاضطهاد بمختلف أشكاله في منطقة عفرين المحتلة من قبل جيشها، عن سبق إصرارٍ وتصميمٍ وبمنهجيةٍ مرسومةٍ، حيث تُركِّز جُلَّ جهودها في الملف السوري بذاك الاتجاه.
ومنذ الأيام الأولى لاجتياح المنطقة، كانون الثاني 2018، تم استهداف أموال وممتلكات المواطنين على نطاقٍ واسع، من خلال نهبها وسرقتها أو الاستيلاء عليها، فسلطات الاحتلال ومرتزقتها تتبع شتى الحيل وأساليب السطو للاستحواذ على العقارات الزراعية والمُسقَّفات، من أجل إفقار المتبقين وتبديد مقومات عودة المُهجرين قسراً من أهالي عفرين وتثبيت وقائع ديمغرافية جديدة تودي إلى إضعاف الوجود الكردي إلى أدنى مستوياته؛ إذ عُقد اجتماع طويل في مدينة جنديرس يوم الخميس 4 تموز الماضي بإشراف الاستخبارات التركية وتم وضع خطة عمل لجرد وتسجيل العقارات بمختلف أشكالها لدى ما يسمى ب “مكتب التوثيق العقاري”، حيث أصدر المجلس المحلي في بلبل تعميماً برقم /2/ تاريخ 21-07-2019 يطالب فيه المواطنين بتسجيل عقاراتهم الزراعية ومعاصر الزيتون لدى غرفة زراعة المنطقة عن طريق غرفة المجلس تحت طائلة “الحرمان من حق عصر الزيتون والخدمات المختلفة”، وقد بوشر بهذا الاجراء في مختلف النواحي مع فرض رسم تسجيل /5/ ل.س على كل شجرة زيتون، وفي حال توثيق وكالات رسمية عن الغائبين لدى ما تسمى بالمحكمة تُفرض رسوم باهظة، وهذه الوكالات أيضاً لا تفيد أحياناً كثيرة في ردع المسلحين اللصوص من عناصر الميليشيات، الذين يمارسون مهنتهم المفضلة تلك بحرية دون أية محاسبة تحت غطاء “مشكلة أمنية” ملفقة ضد المستهدفين. وأفاد مواطن أنه بوشر بتسجيل المُسقَّفات في مركز ناحية جنديرس؛ هذا وأوضح محامي مُطَّلع “إن عمليات إعادة تسجيل العقارات لدى سلطات الاحتلال تهدف بالدرجة الأولى إلى حصر ممتلكات الغائبين والاستيلاء عليها بالكامل وتوطين المزيد من المستقدمين العرب والتركمان فيها وتمليكهم إياها بأي شكلٍ كان، وكذلك تحجيم أرزاق الكُرد المتبقين وفرض المزيد من الأتاوى والضرائب عليهم، كما يكتنف عمليات التسجيل أخطاء وحالات تزوير واستيلاء غير قانوني كثيرة، نظراً لتوفر نية التعمد في نزع الملكية لدى السلطات وغياب نسبةٍ كبيرة من المالكين الحقيقيين وفقدان الكثيرين لثبوتياتهم، وتغييب أو إتلاف الوثائق العقارية العائدة للدولة أو التي أرشفتها الادارة الذاتية السابقة”، إذ يُصرح بعض الذين تم توطينهم أن “الأتراك” وعدوهم عشية الاجتياح بمنازل فاخرة وممتلكات زراعية من حقول الزيتون وغيرها بعد طرد (الأكراد الملاحدة، الانفصاليين) منها. وفي نفس السياق وزَّع المجلس المحلي في بلبل جداول على المخاتير لملئها بإحصاء العائلات المقيمة وعدد أفرادها وإلى أي (عرق) تنتمي، وعدد المنازل المسكونة، وعدد المنازل الفارغة الصالحة للسكن، في إشارةٍ واضحة إلى التحضير لعمليات توطين جديدة على حساب الكُرد سكان المنطقة الأصليين.
ومن جهةٍ أخرى تم تعيين مخاتير جدد في قرى (شنكيليه، شيخورزه، عكا، شرقيا) من العرب، وفي (قُرتا، بيباكا، بركاشيه) من التركمان، الذين تم توطينهم، في ناحية بلبل، وذلك من قبل المخابرات التركية المتمركزة في منزل المواطن “أحمد مقداد “- قرية زعرة. حيث أن بعض المخاتير وأعضاء في المجالس المحلية من الكُرد يقدمون استقالاتهم نتيجة المضايقات، والانتهاكات التي تقع أمام أعينهم بحق أبناء جلدتهم.
كما تمكنّا من توثيق هذه الانتهاكات:
– أكد شاهد عيان أن المساحات المحيطة بقلعة النبي هوري من الأراضي وحقول الزيتون قد تعرضت بشكل شبه كامل للحفر والتجريف بحثاً عن الآثار من قبل الميليشيات المسلحة. وأن غابة حراجية قرب قرية ديرصوان وأخرى قرب قرية أومرا وغابة الجبل المطل على قرية خرابة شرا، في ناحية شرّان، قد تعرضت لعمليات تقطيع جائرة وبشكل واسع.
– اعتقال المهندس المعماري زكريا علي مواليد 1960م من قرية خربة شرا، والمهندس الكهربائي أحمد مختار سيدو من قرية ترندة، وهما أعضاء في غرفة المهندسين، بعد استدعائهم من قبل الشرطة العسكرية في مدينة عفرين، بتاريخ 28-07-2019، وإثر اعتقال رئيس الغرفة المهندس خوشناف حمو في 24 تموز الماضي.
– اعتقال الطفل رشيد محمد حنو /16/ عاماً وشقيقه الأكبر محمد /25/ عاماً من بلدة بعدينا ومصادرة هاتفيهما الخليوي وضربهما أمام أعين ذويهما، مساء الأثنين 29 تموز، وكان قد اعتقل المواطن فخري محمد محمد من نفس البلدة مدة أسبوعين، حيث أُفرج عنه يوم الخميس 01-08-2019.
– اقتحام خيمة عزاء وبعض المنازل في قرية بَربنه- راجو بشكل عشوائي، في 30 تموز، من قبل دورية مسلحة، وفرض إتاوة /5000/ ل.س على كل عائلة كردية في القرية.
– سرقة أعمدة شبكة الكهرباء العامة مع الأسلاك والكابلات، على طريق جندبرس- جلمة، من قبل مجموعة مسلحة، بوضح النهار.
– لا يزال المواطنون (عصمت كالو، نوري جمو، روشين عثمان، نيروز محمود) من قرية كرزيل مختطفون ومجهولي المصير.
– اعتقال المواطن المسن كمال محمد بن رشيد من قرية خليلاكا بتاريخ 31 تموز أثناء ذهابه إلى مدينة عفرين.
وفي 30 تموز، وقع تفجير بدراجة مفخخة أمام مطعم قرب مبنى الجمارك سابقاً، على طريق راجو في مدينة عفرين، أدى إلى إحداث أضرار شديدة في المطعم، ومقتل طفل وإصابة عشرة أشخاص بجروح مختلفة. ويوم الأربعاء 31 تموز، قصفت القوات التركية وميليشياتها قرى صاغونك وزرنعيته ومياس- جبل ليلون، الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، فأوقعت فيها أضرار بالمنازل والمباني.
على مرّ التاريخ كانت المشاريع العنصرية والشوفينية والقتل والتدمير تُنفذ ضد الكُرد عموماً بعد وصفهم ب “الانفصاليين والإرهابيين”، بينما أضافت إليهما حكومة العدالة والتنمية بزعامة أردوغان ومرتزقتها وصف “الملحدين وناقصي الدين” لتمرر سياساتها العدائية المقيتة ضد الكُرد في سوريا.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]