$عفرين تحت الاحتلال (53):أوضاع رهيبة، ولكن من المسؤول؟! تقرير مخيب للآمال… اعتقالات عشوائية ومختطفين قسراً، تتريك وقطع أشجار$
إن افتخار تركيا بتراث الدولة العثمانية ودعمها ورعايتها لتيارات الإسلام السياسي، الإخواني- القاعدي، أينما كانت، وخلافها مع الكثير من الدول، آخرها لبنان، يعود إلى رغبة ومطامع حزب العدالة والتنمية- AKP وزعيمها المتسلط على الدولة رجب طيب أردوغان في إعادة تأسيس “العثمانية الجديدة” وتَزَعُم ما يسمى ب “العالم الإسلامي”؛ ومن هذا المنطلق تستخدم تركيا جماعات جهادية مسلحة متطرفة لاضطهاد الكُرد وعدائهم في عفرين وغيرها، الذين يحملون ثقافة مدنية منفتحة ولا يقبلون الخضوع لها.
رغم ما سلف، جاء تقرير لجنة التحقيق الدولية المعنية بسوريا، المنشور في 11-09-2019، مخيباً للآمال، خالياً من الإشارة إلى الدور التركي الخطر في الشمال السوري عموماً أو إلى مسؤوليات سلطات الاحتلال التركي عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة في عفرين، إضافةً إلى تجاهل وصف قسمٍ منها ب “جرائم ضد الإنسانية”، والتغافل عن الكثير من الوقائع (تغيير ديموغرافي ممنهج، حملات اعتقالات عشوائية، تدمير الآثار والبنية التحتية، استمرار الاستيلاء على الممتلكات ونهبها وسرقتها، تدني الخدمات، الإضرار بالبيئة والغابات والأشجار…)، رغم وصفها للأوضاع هناك ب “الرهيبة”، ودون أن توجه توصيات لتركيا؛ وحاولت اللجنة أن تلقي باللوم في تدهور الوضع الأمني بجانب منه إلى عمليات مقاومة تشنها قوات كردية ضد قوات الاحتلال ومرتزقته، بينما في الأصل كان متفاقماً منذ بدء العدوان وإعلان السيطرة الفعلية على المنطقة من قبل الجيش التركي، ونُشرت عن الأوضاع آلاف التقارير الحقوقية والإعلامية والسياسية الموثقة بالأدلة والشهادات والصور ومقاطع الفيديو عن مجمل الانتهاكات والجرائم، من بينها تقارير أسبوعية ينشرها مكتبنا والتي تصل نسخة منها إلى لجنة التحقيق وجهات أممية معنية وغيرها.
ما وردنا من انتهاكات:
15 أيلول، اختطاف المواطنة سيران مصطفى رشيد مع المواطن باور شقيق زوجها حنان خليل جندو المختطف سابقاً بتاريخ 03-08-2019 بالقرب من مفرق قريته مسكه فوقاني أثناء عودته من مكان عمله في جنديرس، ولايزال مصيرهم مجهولاً، حيث أن الأهالي يؤكدون على اختطافهم من قبل ميليشيا أحرار الشرقية.
13 أيلول، اختطاف الشاب ايزيدخان عارف عيسو /25/ عاماً من أهالي قرية فقيرا، في مدينة عفرين، ولا يزال مصيره مجهولاً، وبعض الأهالي يؤكدون على أن ميليشيا الحمزات وراء ذلك.
15 أيلول، اعتقال المواطنيّن (حنان محمد أحمد، علوش محمد جركو) من قرية آنقلة، والمواطن زيبار علي علو من قرية سنارة.
وفي إطار حالة الفوضى والفلتان الخلاقة السائدة في منطقة عفرين، هناك منازعات واشتباكات شبه يومية بين الميليشات المتعددة الموالية لتركيا، على خلفية الخلاف حول تقاسم جغرافية النفوذ وأعمال النهب والسرقة ولأسباب عديدة أخرى، بل وتأتي في سياق سياسة “فرق تسد” التي تتبعها الاستخبارات التركية معها؛ ونذكر في هذا المجال هذه الأحداث:
ليلة 16 أيلول، اشتباكات عنيفة بين فصيلين مسلحين، بالقرب من المركز الثقافي، وسط مدينة #عفرين# .
17 أيلول، وفاة طفل وجرح آخرين، نتيجة انفجار لغم في شارع الفيلات- مدينة عفرين، حسب مصدرٍ إعلامي معارض.
19 أيلول، وفاة مواطن من مهجري بلدة مضايا – ريف دمشق، نتيجة الجراح التي أصيب بها، قبلها بأيام، جراء إطلاق النار عليه من قبل عناصر الحاجز المسلح لميليشيا أحرار الشرقية بالقرب من قرية بافلون- ناحية شرّان، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
19 أيلول، أكدت مصادر إعلامية معارضة على تداول مقطع فيديو يُظهر عناصر من ميليشيا الجبهة الشامية يُطلقون النار عشوائيا تجاه محل أحد مهجري الغوطة الشرقية وسط مدينة عفرين ويضربون صاحبه ويُهينونه، بعد أن قاموا بتكسير المحل والعبث بأثاثه وموجوداته، وذلك بسبب خلاف على بيع وشراء صنبور ماء.
20 أيلول، انفجار خزان وقود في كازية دادكو – حي المحمودية بمدينة عفرين، أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة.
فجر 20 أيلول، سقوط قذائف صاروخية وسط مدينة عفرين، تُودي إلى وقوع أضرار مادية.
ظهر 20 أيلول، اشتباكات بين فصيلين مسلحين (جيش الإسلام، الجبهة الشامية) في حي الأشرفية – عفرين.
21 أيلول، مقتل طفل من مُهجري جوبر- ريف دمشق برصاص عشوائي وإصابة رجل بجروح، وسط شارع جنديرس- مدينة عفرين، نتيجة تبادل إطلاق نار بين مجموعتين مسلحتين، حسب مصدرٍ إعلامي معارض.
وكانت قد انفجرت سيارة مفخخة يوم الجمعة 13 أيلول، وسقطت في نفس اليوم قذيفتان وسط مدينة عفرين، مما زاد من أجواء القلق والخوف في نفوس الأهالي، إضافةً إلى الكثير من الانتهاكات والجرائم التي تُرتكب بحق السكان الأصليين، ومصاعب جمة جلبها الاحتلال، وبالتالي التجاء الكثيرين من الأهالي نحو خيار الهجرة القسرية.
وتأكيداً على سوء سلوكيات وإجرام الميليشيات المسلحة الموالية لتركيا، حيث يدَّعي الائتلاف السوري المعارض تمثيلها السياسي، نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعين فيديو، عن قيام أفرادها بإهانة وتعذيب أطفال، الأول في منطقة الباب على يد ضابط في فرع الشرطة، والثاني داخل مخفر شرّان- عفرين، بإجبار طفلين على تنظيف مراحيض بالضغط والعنف، والذي أكد بيان ل (مديرية أمن ناحية شران) على وقوعه بتاريخ 17-06-2019.
وبالعودة إلى مصير بعض المختطفين، فإن الطفل محمد /11/ عاماً والدته غالية سليمان، الذي اختطف مع والده المغدور رشيد حميد خليل برفقة المغدور شرف الدين سيدو- من سكان جنديرس بتاريخ 13 -05-2019، لايزال مجهول المصير، فلم يعثر ذويه على رفاته إن كان مقتولاً، علماً أن ميليشيات أحرار الشرقية قد تدخلت في قضيته دون أن تفي بوعودها، بالعثور على الطفل وإلقاء القبض على المجرمين والكشف عن ملابسات الجريمة؛ وجماعةٌ إرهابية أخرى، يوم الجمعة 03-05-2019، اختطفت المواطن إبراهيم خليل عبدو بن محمد الملقب ب (دادا جرجي)، أب لثلاثة أطفال من بلدة بعدينا، وطالبت ذويه بفدى مالية كبيرة، لم يتمكنوا من دفعها، فقطعت الجماعة الاتصال بهم، ويكتنف ذويه خوفٌ كبير على حياته؛ ولايزال مصير الدكتور رياض ملا – قرية جويق المختطف منذ أواسط أيلول 2018 من منزله بعفرين مجهولاً، وهو أكاديمي مدرِّس إدارة أعمال في جامعة حلب قبل الحرب، ومؤسس مدرسة ابتدائية وإعدادية خاصة ومقصف للتنزه، تم نهبهما والاستيلاء عليهما فيما بعد؛ أما الحاج علي سليمان علو- مواليد 1933، قرية ميدانكي، فلا يزال مجهول المصير منذ خروجه من بيته صباح 17-07-2018 متوجهاً إلى أرضه. ويُذكر أن أكثر من /1100/ مواطن من أهالي عفرين مختفين قسراً، وتُشير شهادات بعض المفرج عنهم إلى إخفاء معظمهم في سجون الراعي ومارع وسْجو- اعزاز خارج إطار القانون، وفي ظروف قاسية.
هذا وفي سياق تتريك الثقافة العامة، يتم إخضاع معلمي المدارس وبعض موظفي المؤسسات إلى دورات خاصة في تركيا، حيث في ناحية شيه (شيخ الحديد)، حوالي /70/ معلماً – إناث وذكور- يتم إجبارهم على إتباع دورات لغة تركية، وقد تم الانتهاء من المستوى الأول والبدء بالمستوى الثاني.
وبتاريخ 19 أيلول، تم قطع /20/ شجرة زيتون معمرة من الجذع وهي محملة بالزيتون، في موقع “أرض مستلاقيه” بالقرب من قرية قزلباشا، لصاحبه المواطن فهمي مَلَكَيه من قرية دراقليا- بلبل، من قبل المدعو عمار كوسوفي- المقيم في قرية قزلباش، وهو عنصر ضمن ميليشيات صقور الشمال التي يتزعمها المدعو حسن خيرية، وعند الشكوى لدى (أَمنية ناحية بلبل)، ولأجل تضييع الجريمة، فُتح المجال أمام هروب المعتدي عمار كوسوفي مع أسرته بتدبيرٍ من معلمه، بدلاً من إلقاء القبض عليه. علماً أنه سابقاً تم قطع أشجارٍ بنفس الطريقة وبذات الموقع.
إن أهالي عفرين يُناشدون الجهات الأممية والمجتمع الدولي، وخاصةً لجنة التحقيق الدولية المستقلة، للالتفات إلى واجباتهم، الإنسانية على الأقل، وذلك بالنظر إلى أوضاعهم المأساوية المتدهورة في ظل الاحتلال التركي ومرتزقته، وبالعمل على وضع حدٍ للانتهاكات والجرائم المرتكبة بحقهم، في طريق إنهاء الاحتلال نهائياً وعودة المنطقة إلى أهاليها والسيادة السورية.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]