$عفرين تحت الاحتلال (57):(منطقة آمنة) مزعومة في خريطة الميثاق الملي… /3%/ إتاوة على مبيعات زيت الزيتون لصالح المحتل التركي$
خريطة الميثاق الملي1920م- العثماني، التي تشمل أجزاء من البلقان والقوقاز وجزر يونانية وقبرص ومحافظتي حلب والحسكة والموصل وإقليم كردستان العراق وكركوك، ويُشيد بها أردوغان ورفاقه مراراً، نشرها وزير دفاعه خلوصي أكار- أحد أعمدة حكم حزب العدالة والتنمية، على صفحته الفيس بوك مزينةً بالعلم التركي، ومرفقةً بمنشور “سوف نسترجع ما هو لنا”… ليعبروا بوضوح عن أطماعهم التوسعية القديمة- الجديدة، التي تتجلى في إصرارهم على احتلال مناطق واسعة في شمال سوريا، بلبوسٍ قومي وديني إسلامي متطرف، وبالاعتماد على فتاوى وتنظيرات شيوخ وتنظيمات الإخوان المسلمين ووقودٍ بشري من جهاديين سوريين مرتزقة ضد أراضي بلدهم ومكوناته.
ما وقع في عفرين ولا زال، من انتهاكات وجرائم، يدحض كل أكاذيب تركيا حيال إقامة (منطقة آمنة) مزعومة في شمال شرق سوريا، التي لن تعرف الأمان والاستقرار في ظل تهجيرٍ قسري للسكان الأصليين وتغييرٍ ديموغرافي ممنهج وارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وممارسة انتهاكات مختلفة، والتي تَحَدث عن وقوعها كينيث روث، المدير التنفيذي ل هيومن رايتس ووتش في تقرير للمنظمة منشورٌ بتاريخ 18-10-2019، قائلاً: “تورطت تركيا وحلفاؤها سابقاً في عمليات قتل غير قانونية واعتقالات تعسفية وأعمال تهجير غير مشروعة…”، وأضاف التقرير “أفاد نشطاء محليون أيضاً بحصول مئات الانتهاكات التي ترقى إلى الاعتقال التعسفي والتعذيب والإخفاء على يد الفصائل المدعومة من تركيا”، ووثقت هيومن رايتس ووتش “أعمال استيلاء ونهب وتدمير لممتلكات مدنية كردية في عفرين شمال سوريا ارتكبتها جماعات مسلحة مدعومة من تركيا في (الجيش السوري الحر)، كما سيطرت هذه الجماعات على مساكن المدنيين ونهبت ودمرت الممتلكات المدنية دون التعويض لأصحابها”.
كما قال روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان- الأمم المتحدة في إحاطة إعلامية بتاريخ 11-10-2019: “وردنا أيضًا أنّ عددًا من المناطق في شمال سوريا، مثل عفرين والباب وجرابلس وأعزاز، التي كانت أصلاً تحت سيطرة القوات التركيّة و/أو الجماعات المسلّحة الموالية لها، لا تزال تشهد الفوضى والإجرام المستفحل والعنف المتفشيّ. وأفادت تقارير بوقوع عمليّات تخويف وسوء معاملة وقتل وخطف ونهب واستيلاء على منازل، ترتكبها الجماعات المسلّحة المدعومة من تركيا في هذه المناطق، كما أفيد بأنّها اعتقلت مدنيّين من منازلهم أو عند نقاط التفتيش، على خلفيّة اتّهامهم بالانتماء إلى جماعات كرديّة مسلّحة أو سياسيّة. ولا يزال مصير وأماكن وجود العديد من هؤلاء المدنيّين مجهولَيْن”.
وقد وردنا هذا الأسبوع ما يلي:
= موسم الزيتون:
استمرار نهب وسلب محصول الزيتون بمختلف سبل وأشكال اللصوصية من قبل الميليشيا ومشاركة الكثيرين ممن تم توطينهم في المنطقة، حيث أُلغيت الوكالات وحق التصرف لدى الأقرباء من قبل معظم الميليشيات المسلحة والتي استولت على أملاك الغائبين والذين لم يتمكنوا من إبراز وثائق إثبات ملكية، وسُرقت ثمار مئات آلاف الأشجار في الليل والنهار، منها /500/ للمواطن عبدو دادكو قرب مفرق قرية جويق، وحوالي /1000/ مع أدوات القطاف لعوائل (دهدو، إيبش، عثمان، مدور) من بلدة بعدينا في سهول كتخ- دروميه، وحوالي /10/ ألاف في قرية معرسكة- شران، قسم منها لعائلة طوبال، وفي قرية أومو- معبطلي يُطلب من كل مالك إتاوة /500/ دولار حتى يتسنى له جني محصوله تحت تهديد قطع أشجاره. وكذلك فرض إتاوة /150/ل.س على الشجرة الواحدة – حاملة أم غير حاملة- من قبل ميليشا النخبة في قرى عمارا وشيخوتكا التابعة لناحية معبطلي التي استولى الأتراك في مركزها باسم المكتب الزراعي (للمجلس المحلي) على معصرة زيتون عائدة لجمعيةٍ أهلية ويُشغلونها لصالحهم. وفي قرية “قره كول”- ناحية بلبل تم فرض إتاوة /20%/ من منتوج الزيت على الأهالي من قبل ميليشيا السلطان مراد، وفي قرية كفرزيت يتم فرض إتاوة /2/ دولار على كل شجرة زيتون حاملة. وفي كل معصرة زيتون بالمنطقة تفرض الميليشيا المسيطرة أتاوى على هواها، حيث في قرية كمروك يتم فرض نسبة /14%/ عدا آجار المعصرة.
إلى جانب مشكلات قطاف الزيتون وسرقته، يتم تقييد حركة نقل وتجارة الزيتون والزيت وعرقلتها مع فرض أتاوى، في حين يُسمح للذين تم توطينهم بحرية الحركة والبيع والشراء، وحتى لا يسمح لأهالي قرى عفرين المجاورة لمناطق إعزاز ودارة عزة وآطمة ببيع منتوجاتهم من الزيت والزيتون فيها؛ وبسبب الحصار العام المفروض على عفرين تَدَنى سعر الكيلوغرام الواحد من زيتون المائدة الأخضر إلى ما دون /250/ ل.س، وكذلك سعر التنكة الواحدة من الزيت إلى ما دون /31/ دولاراً، والذي يُحصر بيعه لمركز تجاري تركي في معصرة رفعتية – جنديرس عن طريق تجار محليين يدفعون إتاوة /3%/ من إجمالي المبيعات إلى مندوبي الاحتلال التركي، بطبيعة الحال على حساب سعر الشراء من الفلاحين، كما أن تكلفة وصول تنكة الزيت الواحدة إلى مدينة حلب باهظة تصل إلى /5500/ ل.س، مما يضطر الأهالي لبيع الزيت إلى التجار الأتراك المتواجدين في #عفرين# … علماً أن سعر تنكة الزيت الواحدة قبل احتلال عفرين تَرَاوح ما بين /42-50/ دولاراً.
هناك عملية استنزاف شديد في مصدر الرزق- موسم الزيتون- الرئيسي للأهالي، إلى جانب ضعف الانتاج الزراعي والصناعي وتدني فرص العمل بشكل عام في ظل تدهور الأمن والاستقرار.
= اختطاف واعتقالات:
ما تُسمى الشرطة العسكرية تُعيد اعتقال جميع الذين احتجزتهم الميليشيات المسلحة سابقاً لمدد مختلفة وإن كان لمراتٍ عديدة، وكذلك الكثيرين ممن لم يُعتقلوا بَعد، بتهم (الانتماء إلى وحدات حماية الشعب، التعامل مع الإدارة السابقة… الخ)، بينهم قُصَّر ونساء وكبار سن، وتتم محاكمتهم صورياً وتغريمهم مالياً وإعداد بيانات شخصية عنهم، ويُعدُّ هذا انتهاكاً جسيماً للمادة /70/ من اتفاقية جنيف الرابعة /1949/ التي لا تُجيز “لدولة الاحتلال أن تقبض على الأشخاص المحميين أو تُحاكمهم أو تُدينهم بسبب أفعال اقترفوها أو آراء أعربوا عنها قبل الاحتلال…”، إذ تتحمل الحكومة التركية المسؤولية القانونية والسياسية الكاملة عنها.
” سارا عبد الله محمد علي “
مساء 14 تشرين الأول، اختطاف المواطن محمد حيدر كلي خيري ونجله إبراهيم في بلدة كفرصفرة، بعد تفتيش منزلهما، من قبل الميليشيا المسلحة، والافراج عنهما بعد يوم.
منذ أسبوع، تم اختطاف المواطن الشاب سيامند زكي بكر في قرية آنقلة من قبل ميليشيا مسلحة، ويُطالب ذويه بفدية مالية /7/ ألاف دولار، لقاء تركه. وكذلك اختطاف المواطن سيامند معمو في مدينة عفرين بنفس اليوم، ويُطالب ذويه أيضاً بفدية /20/ ألف دولار، لقاء الافراج عنه.
15 تشرين الأول، اختطاف المواطن رستم عكاش خليل /47/ عاماً من قرية “قره كول”- ناحية بلبل، أثناء وجوده مع أسرته في قطاف الزيتون، من قبل مجموعة مسلحة ملثمة، والإفراج عنه في اليوم التالي بعد سلب سيارته البيك آب هونداي الحديثة.
لا يزال مصير الفتاة القاصر سارا عبد الله محمد علي /16/ عاماً، من أهالي قرية معرسكة- ناحية شرّان مجهولاً، والتي اختطفت بتاريخ 26 أيلول الماضي، من قبل ميليشا مسلحة.
“مزار مدور- قرية قره كول المهدم”
= متفرقات:
إطلاق سراح المدعو (النقيب أيهم قباع- أبو شهاب) رئيس مخفر شرطة راجو الذي سُجن على ذمة التحقيق بعفرين، على خلفية قتله للمواطن محمد حنيف حسين (حمادة) من قرية بليلكو بتاريخ 9/9/2019 تحت التعذيب، دون محاكمته بجرم القتل العمد، بل وترقيته عسكرياً إلى رتبة رائد، مكافأةً له على أعماله الإجرامية ضد الكُرد في عفرين.
نقل حوالي /75%/ من عناصر الميليشات المرتزقة الموالية لتركيا من منطقة عفرين إلى جبهات العدوان على مناطق شمال شرق سوريا، حيث البعض منهم قد فرّوا ورفضوا الذهاب إلى القتال.
تعرض مزار إسلامي في موقع تل “مدور” – جنوبي قرية “قره كول”- بلبل إلى القصف أثناء الاجتياح التركي لعفرين، وقد تم تدميره كلياً منذ شهر من قبل ميليشيا السلطان مراد، بحثاً عن كنوز، وسُرق حديد بيتون البناء أيضاً، وتم قطع جميع الأشجار الحراجية المعمرة المحيطة بالمزار وتحطيبها.
إن الغزو التركي لشمال سوريا يُهدد السلم والاستقرار في المنطقة والعالم، ويفسح المجال أمام انتعاش التنظيمات التكفيرية الإرهابية، ويُطيل من أمد الأزمة السورية ويُعقدها، ويفضي إلى كارثة إنسانية بحق الملايين من البشر، فلا تكفي عبارات الشجب والاستنكار التي توسعت على المستوى العالمي حيال أفعال النظام التركي، بل أن المجتمع الدولي مُطالب بشكل عاجل للعمل على وقفه عند حده وردعه عن العدوان على سوريا وإنهاء احتلاله لأجزاء منها.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]