$عفرين تحت الاحتلال (61): تتريك الثقافة العامة، سرقة الآثار، وتل عيندارا مسرح لتدريبات عسكرية… اعتقالات وقطع الغابات والأشجار$
الكذب والافتراء سمة الخطاب التركي الرسمي، الذي يدعي (حبه للأكراد) و (عدائه ل PKK/PYD)، بينما سياسات أنقرة وممارساتها على أرض الواقع تؤكد العداء للكُرد عموماً، من حيث الانتهاكات والجرائم اليومية بحق البشر والشجر والحجر، التي ترمي إلى تغيير ديموغرافي يرتقي إلى مستوى التطهير العرقي بحق الكُرد في عفرين وغيرها.
إحدى محاور تلك السياسات، هي تغيير هوية وثقافة المنطقة وأهاليها، وتخريب وسرقة ممتلكاتها الثقافية ومحو تاريخها؛ ففي بداية العام الدراسي لجأت إدارة التربية والتعليم إلى استبيان آراء ذوي الطلاب الكُرد حول رغبتهم في تعليم اللغة الكردية، في محاولةٍ يائسة لإلغائه نهائياً بشكلٍ موارب، والذي لا يلقى الاهتمام الكافي والجدية بالأصل، رغم فَرض تعليم اللغات الأخرى (العربية، التركية، الإنكليزية) وزيادة حصص ومواد الديانة الإسلامية وإدخال مواد عن التاريخ التركي- العثماني، ولعل لسان حال المعادين للغة الكردية (أن عقول الطلاب لا يحتمل تَعلُّم أربع لغات)، حيث لم تُعلن الإدارة نتائج ذاك الاستفتاء الذي تتجاوز نسبة الموافقين فيه على تعليم اللغة الكردية 80% حسب بعض العاملين في مجال التربية والتعليم.
ومن جانبٍ آخر تتواصل عمليات التنقيب والكشف بأجهزةٍ متطورة عن الآثار وسرقتها، بالتجريف والحفر بالآليات الثقيلة والنبش في العشرات من المواقع والتلال، علناً وبإشراف سلطات الاحتلال التركي وبتسهيلات من كافة الميليشيات المسلحة ومشاركتها، وقد رصدناها في العديد من تقاريرنا السابقة. وما يؤكد على ذلك أيضاً نَشر المدعو (محمد أسعد علوش- تاجر آثار من إدلب) في صفحته على الفيس بوك صور للوحات فسيفسائية مكشوفة ومزال عنها التراب وهي بالأرض، وهو يقول في إحدى ردوده على التعليقات (عفرين بالنبي هوري)، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد نشر في وقتٍ سابق مقطع فيديو يظهر عمليات التجريف والحفر في موقع “نبي هوري” الأثري- شمال شرق مدنية #عفرين# ؛ إن تلك الكنوز هي آثار لحضارات وشعوب عاشت في المنطقة منذ عصور سحيقة، لا يجوز العبث بها وسرقتها وفق القوانين والمواثيق الدولية، نظراً لأهميتها التاريخية الحضارية، فهي جزء من التراث الإنساني العالمي. يُذكر أنه بعد انتشار التعليقات والتقارير عن تلك الصور قام صاحبها بحذفها. هذا وانتشر مقطع فيديو (نداء سوريا) يظهر إجراء ميليشات (الجيش الوطني السوري) لتدريبات عسكرية بالذخيرة الحية حول وعلى سطح تل عيندارا الأثري- جنوب عفرين، مما يعرض ما تبقى منه للتخريب أيضاً.
كما تتوالى الأنشطة في عفرين بأسماء عديدة، هدفها تتريك ثقافة الأهالي، الأطفال منهم بشكل خاص، منها: “حفل تكريم سنوي لطلاب حفظ القرآن، 8 تشرين الثاني، في جامع أبو بكر الصديق بمدينة عفرين برعاية (وقف الديانت التركي)” و “اختتام بطولة التايكواندو، 10 تشرين الثاني، في عفرين بحضور رئيس الاتحاد الرياضي التركي د. اقطي دوماز” و “حفل ترفيهي ثقافي أقامته مؤسسة (رئاسة الأتراك في الخارج YTB)، 15 تشرين الثاني، في مدرسةٍ بمدنية عفرين”، وذلك تحت العلم والرموز والديباجات التركية.
انتهاكات وجرائم أخرى:
– اعتداء مجموعة مسلحة على راعٍ في جنديرس وسلب كبش من بين القطيع الذي يرعاه.
– اعتقال المواطنة صديقة (في الأربعين من العمر، غير متزوجة) من قرية قسطل خضريا- بلبل، من قبل ميليشيا مسلحة برفقة دورية تركية، يوم الأربعاء 13/11/2019؛ ووردت أنباء عن اعتقال عددٍ من النساء في مدينة عفرين أيضاً.
– اعتقال المواطن فرهاد محمد كولين شيخ سيدي من أهالي قرية الشيخ- راجو، من قبل ميليشيا الشرطة والاستخبارات التركية، يوم الثلاثاء 12 تشرين الثاني، أثناء تواجده في محله لبيع الألبان، وسط مدينة عفرين- طريق راجو.
– اعتقال المواطن عيسى قره جول الذي كان ملاحقاً منذ اعتقال أربعة مواطنين آخرين في 5 تشرين الثاني، لدى مداهمة منازل قرية ساتيا- ناحية معبطلي، من قبل جماعة مسلحة، حيث تعرضوا للتعذيب والضرب المبرح، ولا يزال مصيرهم مجهولاً.
– قطع الغابات والأشجار على نطاق واسع، لغاية التحطيب والبيع، خاصةً في ناحيتي شران وبلبل، ففي قرية قره كول- بلبل تم قطع حوالي /40/ شجرة زيتون بجانب الطريق المؤدي للقرية وعائدة لعائلة المرحوم عارف أحمد ديكو، وأيضاً حوالي /50/ شجرة زيتون عائدة للمواطن سيدو جولاق كوتانلي بذات الموقع؛ وفي بلدة كوتانا- بلبل، من الجهة الجنوبية تم قطع أكثر من /100/ شجرة زيتون لعائلة هورو وحوالي /100/ شجرة لآخرين، رغم تواجد مالكيها في القرية. وبُعيد تقديم أحد أهالي كوتانا بشكوى لدى اللجنة المعنية في المجلس المحلي، في نفس اليوم ليلاً تم نقل كميات الحطب المقتطعة من قبل المسلحين، وذلك لإخفاء أدلة جرائمهم، بناءً على إخبارية من تلك اللجنة، قبل التحقيق وإن كان شكلياً بالأصل. وإذ تنتشر مراكز بيع وشراء الحطب بكثرة في المنطقة بشكل علني ومكشوف، ويتم نقل عشرات الأطنان من الحطب يومياً إلى خارج المنطقة، في ظل تسهيلات وتشجيع من سلطات الاحتلال.
– حرق وقطع شجرة توت معمرة، المعروفة باسم “شجرة مستيه- Dara Mistê” في قرية قرمتلق – ناحية شيه، تلك الشجرة التي كان لها ظل وافر تحمي الإنسان والحيوان من حرّ الصيف، ولها من ذكريات جميلة لدى أهل القرية.
– قطع مئات أشجار الزيتون في قرى بيليه وقزلباش ودرويش وحولها- ناحية بلبل، مع تسخير سكان أصليين في عمالة القطع والتحطيب من قبل الميليشيا المسلحة بدون أجور.
– قطع معظم الأشجار الحراجية المعمرة حول وداخل قرية ساتيا- معبطلي، وكذلك البدء بقطع أشجار غابةٍ تقع شمال غرب القرية، من قبل الميليشيا المسلحة.
– فرض إتاوة تنكة زيت زيتون على كل عائلة في قرية شيخوتكا- معبطلي، من قبل ميليشا لواء النخبة.
– في إطار الفوضى والفلتان السائدين، نقلت وسائل إعلام مقربة من الميليشات المسلحة نبأ مقتل ثلاثة عناصر من ميليشيا (لواء شهداء بدر)، صباح الخميس 14 تشرين الثاني، وذكر موقع “زمان الوصل” أن الثلاثة هم (يوسف صقر محمد، عادل عبد الغني صقر، أحمد عمر شاكر)، وذلك أثناء تواجدهم في بلدة باسوطة – عفرين، مُذكراً بمقتل اثنين من متزعمي نفس الفصيل قبل يوم في ليلة الأربعاء، لدى استهداف سيارتهما ببلدة الراعي.
لقد باتت الحياة تحت الاحتلال التركي أشبه بالجحيم في عفرين، نظراً لفقدان الأمان والاستقرار، وانتشار الفساد والإجرام، في ظل الفوضى والفلتان السائدين، وتدهور مصادر الرزق والدخل المادي، وتوسُّع الاضطهاد بمختلف أشكاله.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]