$عفرين تحت الاحتلال (63): تفجيرات وفقدان الأمان والاستقرار… أتاوى وخطف واعتقالات، تتريك ونشر التطرف الديني$
بعد أن وجَّه كلماتٍ مهينة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطابه أمس، أكَّد الرئيس أردوغان أن “اتفاقية أضنة تمنح تركيا الحق في دخول سوريا لمحاربة الإرهاب”؛ فهل الاتفاقية تلك تسمح لها بالدخول أكثر من /5/كم واحتلال أراضٍ سورية وتُعلن سيادتها عليها؟ أو تبرر لها التهجير والقتل والخطف والاعتقالات العشوائية والتغيير الديموغرافي بحق السكان الأصليين، وتُدمر أو تستولي على ممتلكاتهم؟… إن الانتهاكات والجرائم اليومية المرتكبة في عفرين تدحض مزاعم تركيا ومرتزقتها وتكشف عن فحوى سياساتها العدائية والكراهية التي زرعتها في نفوس مسؤوليها وعناصرها.
ما يؤكد على فقدان الأمان والاستقرار
خلال ثلاث سنواتٍ من عمر ما تسمى (درع الفرات) وما يقارب السنتين من عمر ما تسمى (غصن الزيتون)، مناطق تعاني حصاراً ومعاناةً كبيرة من الانتهاكات والجرائم ومن تفجيرات تلو تفجيرات واقتتال بين ميليشيات موالية لتركيا والتي امتهنت التطرف والإرهاب واللصوصية، في حالة فوضى وفلتان، بالكاد يخرج المواطن من منزله إلا لقضاء حاجاتٍ ضرورية في ظل أوضاعٍ مقيتة، خاصةً في منطقة عفرين… رغم ذلك، يتباهى المسؤولون الأتراك ومتزعمي الائتلاف السوري- الإخواني وميليشاته ب “أمان واستقرار سائدين- كاذبين”، فما جرى في عفرين مؤخراً:
– انفجار داخل سيارة عمومية نوع سابا، بعد ترك امرأة محجبة لحقيبتها بداخلها وابتعادها لفترةٍ وجيزة، يوم الثلاثاء 26 تشرين الثاني، وسط مدينة عفرين- بالقرب من صيدلية وزيرو، مما أدى إلى وقوع أضرارٍ مادية وإصابة /8/ أشخاص بجروح متفاوتة.
– قيام رجل مسلح بطعن امرأة (منال الحسن من بلدة ميريمين، تعمل ممرضة) في منزلها بمدينة عفرين، مساء 27 تشرين الثاني، في ظل تزايد مستوى ونسبة الجرائم بشكل عام.
– انفجار قنبلة داخل المنزل الذي استولى عليه مسؤول الميليشا المسلحة في قرية عبودان- بلبل، لحيازته على عددٍ منها، عصر الخميس 28 تشرين الثاني، فأدى إلى تهدم بعض الجدران ومقتل طفل وصدور صوت قوي أرعب الأهالي.
– تفجير عبوة ناسفة في سيارةٍ قرب طريق ترنده- حي الأشرفية بمدينة عفرين، صباح الخميس 28 تشرين الثاني، أدى إلى وقوع أضرار مادية، إذ أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان على مقتل مسلح في تلك السيارة.
– انفجار سيارة بالقرب من دوار “نوروز” من جهة الأوتوستراد الغربي، أمام بناية “فيروز”، عصر الجمعة 29 تشرين الثاني، أدى إلى وقوع أضرار مادية وإصابة البعض بجروح متفاوتة.
انتهاكات أخرى:
– خلال أيام 26-27/11/2019 تم اعتقال /6/ أشخاص من بلدة معبطلي والإفراج عنهم بعد التحقيق معهم من قبل ميليشا الجبهة الشامية، واعتقال /13/ شخصاً من قرية قنتره/قنطرة- معبطلي من قبل الشرطة العسكرية والإفراج عنهم في نفس اليوم بعد فرض فدية مالية /100/ ألف ل.س على كل واحدٍ منهم، بينهم كبار في السن، وذلك بحجة مشاركتهم في الحراسة الليلية أثناء الإدارة السابقة.
– ميليشيات “السلطان سليمان شاه” ومتزعمها (محمد الجاسم أبو عمشة)، أبلغت العوائل الكردية في قرية قرمتلق- ناحية شيه (شيخ الحديد)، عددها حوالي /138/ العائدة من أصل /200/، بإتاوة جديدة /400-500/ دولار على كل واحدةٍ منهم و /1000/ دولار على ميسوري الحال منهم، عليهم دفعها خلال فترة قصيرة، حتى على الفقراء الذين أوضحوا عدم تمكنهم من الدفع، تحت التهديد بالضرب والتعذيب والترحيل؛ ويُذكر أن تلك الميليشيات قد وطَّنَت حوالي /174/ عائلة من المستقدمين في القرية، واستولت على حقول الزيتون (حوالي 7 ألاف شجرة) عائدة ل /11/ عائلة غائبة وأراضٍ زراعية أيضاً، إضافةً إلى الأتاوى التي تفرضها على إنتاج موسم الزيتون وبحجج مختلفة وبشكل متواصل.
– اختطاف المواطنيّن (حسن خليل دوشو، عبدو خليل دشو) من قرية برج عبدالو، يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني، مع سيارة محملة بالرمان، من قبل عناصر الحاجز المسلح بين قريتي عيندارا و ترنده، حيث تعرضا للضرب المبرح، ولم يتمكن المسلحون الخاطفون من إيصال السيارة إلى بلدة دارة عزة- وجهة إخفاء المسروقات وبيعها، بسبب عدم تمكنهم من تمريرها عبر طرق ترابية وعرة قرب قرية غزاوية.
– كان لقرية كورزيليه- جنوب مدينة عفرين نصيباً كبيراً من الاعتقالات، فقد تم اعتقال المواطنين (المسن مصطفى إيبش أسود، أحمد نوري عبدو) مع احتجاز سيارة أحمد عبدو، بتاريخ 23/11/2019، من قبل حاجز ترنده المسلح – ميليشيا فرقة الحمزة، وبتاريخ 28-11-2019 تم اعتقال المواطنين (دليل إيبش أسود، خبات وليد رسول) من نفس القرية، حيث أُطلق سراح مصطفى أسود، أما البقية فلا يزالوا مجهولي المصير.
– اختطاف المواطن مصطفى خليل عزت من أهالي بلدة بعدينا، أثناء وجوده في المنطقة الصناعية بعفرين لقضاء عملٍ له، اليوم السبت 30 تشرين الثاني، من قبل مجموعة مسلحة مجهولة، علماً أنه كان من المتعاونين مع سلطات الاحتلال.
– اعتقال الفتاة نوشين حسين جعفر من بلدة بعدينا، بتاريخ 28 تشرين الثاني، ولا يزال مصيرها مجهولاً، علماً أنها كانت موظفة في مجلس راجو المحلي.
– اعتقال المواطن محمد حميد جعفر من بلدة بعدينا، اليوم السبت 30 تشرين الثاني، ولا يزال مصيره مجهولاً.
– الاستيلاء على جرار فورسون عائد للمواطن صبحي خليل دوشو – قرية برج عبدالو من قبل ميليشيا مسلحة، بذريعة أنها مسروقة، ولدى مطالبة “دوشو” بجراره تم اعتقاله مدة ثلاثة أيام وضربه بشكل مبرح والإفراج عنه بعد دفعه ل /200/ ألف ل. س.
ومن جهةٍ أخرى تواصل الحكومة التركية سياسة التتريك ونشر التطرف الديني في مناطق الاحتلال، بين أوساط الشباب والأطفال بشكلٍ خاص، ففي 26 تشرين الثاني تم افتتاح مدرسة “الإمام الخطيب” جديدة للذكور (يرتادها حوالي 700 طالب) في مدينة عفرين، بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتأهيل لمبنى مدرسةٍ سابقة- جزء من مدرسة الصناعة، بإقامة حفلٍ رسمي وحضور (نائب رئيس المجلس المحلي، الوالي التركي في المدينة، القائم مقام، النائب العام، مسؤولين عن قطاع التربية والتعليم من الأتراك)، إضافةً إلى مدرسة “الإمام الخطيب” السابقة التي أصبحت مخصصة للإناث. وخلال يومي 26- 27 تشرين الثاني زار وفدٌ من رئاسة “وقف تجمع الشباب التركي Tügva” مدينة عفرين، و “كلية التربية- عفرين/جامعة غازي عنتاب” التي تم افتتاحها هذا العام، للاطلاع على “سير العملية التعليمية ولقاء الكادر التدريسي، وفتح سكن طلابي”، كل ذلك بتوجيه من الاستخبارات التركية وإشرافها.
إن أعين أهالي عفرين مشدودة إلى يوم تحرير منطقتهم من رجس الجيش التركي ومرتزقته من ميليشيات الائتلاف السوري- الإخواني المرتهن لأجندات أنقرة، وإنهاء الاحتلال في أقرب وقت، كما يناشدون الأحرار ومحبي الديمقراطية وحقوق الإنسان ومناهضي الإرهاب في العالم للوقوف إلى جانبهم وتبني قضيتهم العادلة ومساندتها.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]