$عفرين تحت الاحتلال (65): /40/ مليون دولار خسائر موسم الزيتون… ارتفاع الأسعار ونقص المحروقات، ولقرية حج خليل حصة من الانتهاكات$
حكومات أمريكا وروسيا وأوروبا تغض الطرف عن رعاية تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان للإرهاب والمتطرفين الإسلاميين، وأمام مرأى ومسمع العالم، تُتَخذ تدابير على مستوى كل قرية وناحية في سياق تطبيق سياسات تركيا العدائية الممنهجة والمعتمدة حيال الكُرد في #عفرين# ، لأجل شلِّهم تماماً، بصرف النظر عن ميول هذا الكردي أو ذاك وإن كان من أعوانها.
ما زاد من معاناة الناس نقص المحروقات وارتفاع أسعارها وتدني قيمة الليرة السورية أمام الدولار وبالتالي ارتفاع معظم الأسعار، إضافةً إلى تدني تَوَفُر مياه الشرب في معظم المحطات العاملة بالمنطقة، وخاصة في مدينة عفرين التي تعاني من أزمة المياه بشكل متواصل، وكذلك ارتفاع أسعار أمبيرات التيار الكهربائي وتخفيض عدد ساعاتها.
كانت لقرية حج خليل- ناحية راجو حصةً من الاستهداف أثناء العدوان التركي، فقد تضرر عدد من المنازل بشكل جزئي، وتم تدمير منزل المواطن عابدين عثمان وجرفه بالكامل وتحويله إلى ساحةٍ وسط القرية، وأُضرمت النيران في منزل الراحل حنيف آغا القديم، وتم تحويل مبنى البلدية ومنزل الراحل العميد حيدر رشيد إلى مقرّين عسكريين، وقد تعرضت القرية لسرقة ممتلكات والاستيلاء على بعضها، كما تعرض سكانها الأصليون العائدون والمتبقون – /150/ عائلة من أصل /300/- بعد نزوحٍ كامل أثناء الهجوم على القرية، إلى مختلف الانتهاكات من إهانات وضرب واعتقالات، آخرها اعتقال المواطن المسن خليل أحمد علي /65/ عاماً منذ أسبوع.
شارف موسم الزيتون 2019م على الانتهاء، والذي شهد المزيد من السلب والنهب والسرقات، حيث أُلغيت معظم الوكالات التي وكَّل بموجبها الغائبون أقرباء لهم أو أصدقاء في الداخل بإدارة ممتلكاتهم، من قبل الميليشيات المسلحة التي وسَّعت من نطاق استيلائها على ممتلكات السكان الأصليين، بل وقامت مع مجموعات عديدة ممن تم توطينهم بسرقة ثمار أشجار حقول الكثير من المتواجدين أيضاً، إلى جانب فرض أتاوى مختلفة تصل أحياناً إلى 40% من المنتوج، وكذلك حصر بيع الزيتون الأخضر لبعض المراكز والأشخاص المعتمدين من قبل الميليشيات، وفرض قيود على حركة بيع وشراء ونقل زيت الزيتون، وبالتالي ارتفاع التكاليف وانخفاض الأسعار، حيث أن خلاصة الموسم بتقديرنا كانت كالتالي:
– قيام فريق تركي حصراً بشراء زيت الزيتون وبإشراف سلطات الاحتلال، الذي أسس له مركزاً في معصرة “رفعتية” قرب مدينة جنديرس- غرب عفرين، حيث أن تجار عفرين المحليين يعملون لصالحه ويدفعون 3% من قيمة المبيعات كضريبة- إتاوة للاحتلال التركي، الذي اعترف وزير خارجيته ونواب حزبه الحاكم بالاستحواذ على شراء زيت الزيتون من عفرين، ويتم تصديره إلى أوروبا كمنتوج تركي.
– ارتفاع تكاليف الخدمة والقطاف والنقل والشحن، بسبب تهجير الأهالي وقلة الأيدي العاملة المحلية، وفرض أتاوى على النقل والشحن وسرقة نسبة كبيرة من آليات وسيارات أهالي المنطقة من قبل الفصائل المسلحة، وفرض الحصار على المنطقة.
– بسبب ظاهرة المعاومة في حمل ثمار الزيتون، إنتاج هذا العام كان ضعيفاً، فكمية الزيت تقديرياً وصلت إلى /1/ مليون تنكة (عبوة) بوزن /16/كغ صافي.
– وصلت نسبة الضياع (سرقة ثمار الزيتون + أتاوى الميليشيات المسلحة وسلطات الاحتلال + مصادرات الزيتون والزيت + استيلاء على حقول الزيتون + الهدر…) إلى حوالي /70%/ من إجمالي إنتاج الموسم.
– قبل الاحتلال كان سعر تنكة الزيت (16كغ) بين /40-50/ دولار، بينما في الموسم الحالي بين /23-31/ دولار، تقريباً بفارق وسطي /15/ دولار، وإذ تباع في الأسواق الأوروبية للمستهلك بين /120-130/ دولار.
– بلغ إجمالي خسائر (الضياع وفرق السعر) حوالي /40/ مليون دولار، عدا التكاليف المختلفة، وعدا إنتاج ملايين من أشجار زيتون برية مثمرة، كان يُستفاد منه، ولم يعد بالإمكان الآن.
من جهةٍ أخرى، وتأكيداً على أن مناطق النفوذ والاحتلال التركي ومرتزقته من ميليشيات إسلامية متطرفة أصبحت ملاذاً للفارين من كوادر وعناصر داعش، فقد نشر موقع “جسر” المعارض أمس الجمعة خبراً عن (هروب) دواعش من سجن لميليشيا أحرار الشرقية في مركز ناحية راجو، إضافةً إلى أخبار أخرى ومشاهدات لمصادر محلية عن وجود الدواعش في تلك المناطق، علاوةً على وجود زعيمهم أبو بكر البغدادي قرب الحدود التركية في شمال محافظة إدلب ومقتله هناك أواخر تشرين الأول الماضي.
هناك ضرورات ملحة وعاجلة للوقوف إلى جانب أهالي منطقة عفرين المحتلة، في الداخل أو في مناطق النزوح- شمالي حلب، على الأقل في المجال الإنساني، من مساعدات وفتح معابر التنقل إلى حلب والداخل السوري، ووقف الانتهاكات والجرائم وسلب الممتلكات، على طريق إنهاء الاحتلال وعودة المنطقة إلى الدولة السورية وإدارة أهاليها.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]