$عفرين تحت الاحتلال (68): الوفاة قهراً، اختطاف واعتقالات ومطالبة لفدية كبيرة… قطع أشجار الزيتون وغابات حراجية، انكفاء ميليشيات وانتقال بعضها إلى ليبيا$
الحدث الليبي الساخن كشف مدى التخبط والتعصب الذي ينتاب خطاب تركيا- العدالة والتنمية الرسمي، والذي يستند إلى توجهات إسلامية- عثمانية جديدة، ذات طبيعة استبدادية – استعلائية وتوسعية عابرة للقارات والبحار، تلك التوجهات التي ساهمت بدرجةٍ كبيرة في تدمير سوريا واشتداد محنتها وإطالة أمدها.
فلم تكن مصلحة سوريا دولةً وشعباً يوماً ضمن أجندات حكومة أنقرة بزعامة أردوغان، والتي أضرت بكل مكوناتها؛ وقد رصدنا مما جرى في منطقة عفرين خلال الأسبوع الفائت ما يلي:
– بتاريخ 23-11-2019، توفي المواطن المسن محمود سيدو بن محمد (محمود خوجة) /72/ عاماً من قرية كوليا تحتاني- راجو إثر جلطة تعرض لها بعد يومين من الإفراج عنه وبسبب التعذيب والقهر، حيث اعتقلته “فرقة الحمزة” ثلاث مرات منذ احتلال المنطقة ومارست ضده التعذيب والإهانات، وصادرت في المرة الأخيرة أيضاً /5/ تنكات زيت الزيتون- جُلَّ مونة بيته، وهو من عائلة فقيرة وكان يسكن مع زوجته المسنة لوحدهما.
– اعتقال المواطن فوزي إسماعيل بن مقداد /33/ عاماً من قرية فيركانيه- ناحية شرّا من قبل حاجز مدخل مدينة #عفرين# المسلح، منذ أكثر من عشرة أيام.
– كان قد اعتقل المواطن أكمل الدين عثمان بن نظمي- مختار قرية كوليا تحتاني- ناحية راجو ونجله عثمان منذ احتلال المنطقة حوالي أربع مرات ولفترات مختلفة وتعرضا للتعذيب أيضاً، وفي إحداها خلال شهر أيلول 2018، دفع فدية مالية /2/ مليون ليرة سورية- تم تجميعها من أقربائه- لقاء الإفراج عنه لدى ميليشيا “فرقة الحمزة”، وكذلك اعتقل حوالي /20/ يوماً في سجن ماراتيه- عفرين وأطلق سراحه في 24-11-2019 بعد دفع غرامة مالية /200/ ألف ليرة سورية. وكان قد اعتقل المواطن مصطفى محمد بن محمد علي من نفس القرية عدة مرات وتم تعذيبه وفرض فدى مالية عليه لقاء الإفراج عنه.
– صباح 26 كانون الأول، اعتقلت الاستخبارات التركية برفقة مرتزقة الشرطة المدنية المواطن محمد سليمان أحمد من قرية “أحمديه مسته”- بلبل، والمواطنين (كاوا تتر كرو- اعتقل سابقاً مدة عام، عبد الرحمن محمد كرو، جكر أصلان شيخو – اعتقل سابقاً حوالي أربعة أشهر، بريفان رشيد كولا) من قرية “بيليه”- بلبل وأعمارهم بين /25-30/ عاماً، والمواطن الخمسيني أصلان سليمان شيخو من “بيليه” منذ خمسة أيام.
– العصابة المسلحة التي اختطفت المواطن – المجهول المصير- الشاب محمد رشيد معمو (جده اسماعيل جركو) من قرية “عبلا”- ناحية بلبل، بتاريخ 20-11-2019، تطالب ذويه بدفع فدية مالية كبيرة لقاء الإفراج عنه، علماً أن القرية تقع تحت سيطرة ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، وأحد متزعميها قد دخل قسراً في شراكة معصرة الزيتون العائدة لوالد الشاب المختطف الذي كان موظفاً في مجلس بلبل المحلي.
– قطع جائر لأكثر من /10/ ألاف شجرة زيتون عائدة لحوالي /20/ عائلة غائبة عن قريتها كوركان فوقاني – معبطلي، من قبل مسلحي ميليشيا “لواء محمد الفاتح”.
– قطع أشجار حراجية وإضرام النيران في موقع حراجي “جبل أوج” بين قريتي “قزلباش ودراقليا”- ناحية بلبل، وقطع جائر لأكثر من /5500/ شجرة زيتون حول مركز ناحية بلبل عائدة للمواطنين (محمد و أحمد و عكيد و سلوى ورمضان أولاد خليل محمد، أحمد و حسو و رحمان و محمود و هوريك أولاد مصطفى محمد، رشيد و هوريك و خليل و زيتوني و منان و علي أولاد محمد محمد، علي و محمد و أحمد أولاد جمعة جابو، هيثم و أحمد و محمد أولاد محمد جابو، محمد و أحمد و خليل أولاد علي جابو).
– قطع آلاف الأشجار الحراجية والمعمرة منها في الجبال القريبة من قرية “بلال” ووادي “حمو” المجاور- ناحية شيه (شيخ الحديد)، من قبل مسلحي ميليشيا “السلطان سليمان شاه”، حيث يتم تحميل حوالي عشر مقطورات جرار من الحطب في اليوم الواحد، يوزع قسمٌ منه على عوائل المسلحين ويتم بيع الباقي في أسواق عفرين.
– قطع جائر لحوالي /800/ شجرة زيتون بين قريتي “كوليا و شيخ”- ناحية راجو، عائدة للمواطن عثمان محمد بن عثمان الغائب بسبب النزوح القسري إلى مناطق الشهباء- شمال حلب.
– بعد احتدام المعارك في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، تحركت موجة نزوح كثيفة نحو عفرين وريفها، حيث تم توطين عشرات الآلاف في منازل السكان الأصليين وحتى في الغير مكسية منها، والتي تم الاستيلاء عليها قسراً، وقد ترافق ذلك بممارسة الانتهاكات والمزيد من الضغوط بحق المتبقين منهم، وتم إسكان البعض في منازل تم إخراج أصحابها المسنين منها قسراً مما اضطروا للإقامة لدى أقرباء لهم، من بينها منزل المواطن المعاق محمد عبد الرحمن درويش في بلدة كفرصفرة- جنديرس، ومنزل المرحوم حسين خورشيد في قرية كوران- جنديرس بعد طرد أرملته منه والتي كانت تعيش لوحدها فيه؛ وكشفت “فرقة الحمزات” عبر مقطع فيديو توطين المستقدمين في مباني “مكاتب السيارات”- غير المكسية الواقعة غرب مدينة عفرين، على طريق كفرشيل- ماراتيه.
– حواجز ميليشيا “السلطان سليمان شاه” تُعرقل الداخلين- من سكان المنطقة الأصليين- إلى مركز ناحية شيه (شيخ الحديد) وقرى تابعة لها، إلا بعد التحقيق مع الزائر عن هويته وبيان أسباب ومقصد الزيارة، وحضور المستقبل للزائر مع حجز بطاقته الشخصية لحين عودته.
– هروب مجموعات من الميليشيات المشاركة فيما تسمى (عملية نبع السلام) وعودتها إلى مواقع تمركزها في منطقة عفرين، وانكفاء مجموعات أخرى حول نفسها، إثر احتدام الجدل والصراع بينها وبين الجيش التركي حول (ذهابها إلى القتال في معارك إدلب أو إلى ليبيا لمساندة ميليشيات حكومة طرابلس).
– مصادر أهلية في ناحيتي شيه وبلبل أكدت على ذهاب عناصر من ميليشيات “السلطان سليمان شاه” و “السلطان مراد” و “لواء صقور الشمال” إلى ليبيا بأمرة سلطات الاحتلال التركي، للقتال بجانب “ميليشيات حكومة طرابلس” المتحالفة مع أنقرة في إطار تنظيم الإخوان المسلمين العالمي؛ هذا وأكد موقع “عفرين بوست” على تحضير الآلاف من عناصر الميليشيات السورية الموالية لتركيا لنقلهم إلى ليبيا، وأشار أيضاً إلى فتح أربعة مراكز تسجيل في مدينة عفرين للراغبين بالذهاب إلى ليبيا وهي “مبنى الأسايش سابقاً – فرقة الحمزات، مبنى (هيئة الادارة المحلية) سابقاً بالقرب من دوار كاوا – الجبهة الشامية، قرية قيبار- لواء المعتصم، مركز حي المحمودية- لواء الشمال”، لقاء “رواتب مجزية تتراوح بين /1800- 2000/ دولار أمريكي لكل مسلح شهرياً، علاوة على منزل وغنائم”.
– خلال يوم الخميس 26 كانون الأول، تم قصف قرية “مرعناز” ومحيط “مطار منغ” وبلدة “تل رفعت” من قبل قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها، حيث اقتصرت الخسائر على أضرار مادية بالمنازل والممتلكات.
معاناة أهالي عفرين، في داخل المنطقة وخارجها، تتراكم فوق بعضها البعض دون أي انفراج في الوضع المتأزم، حيث أن منهجية الاحتلال التركي العدوانية وجشع اللصوصية والارتزاق لدى الميليشيات الموالية له تحت سقف الائتلاف السوري- الاخواني (المعارض)، لا تُردَع بأي وازع ضمير أو أخلاق أو تحت ضغوطٍ خارجية.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]