$عفرين تحت الاحتلال (74): اختطاف فتاة بالغة، اعتقالات تعسفية… حركة نزوح كثيفة إلى المنطقة، توطين واستيلاء على الممتلكات$
لا يتوانى ولا يتردد الرئيس أردوغان في إطلاق تهديداته واستفزازاته بكل الاتجاهات، فها هو يهدد بعملية عسكرية جديدة في سوريا، متذرعاً بمآسي نازحي إدلب وغرب حلب وتداعيات معاركها الساخنة، دون أن يرف له جفن عن تلك الوعود الزائفة التي أطلقها للميليشيات الموالية له ولأولئك المدنيين الضائعين بين صفقات “خفض التصعيد”، على غرار ما جرى لأهالي #عفرين# وسري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض. فهو يتباكى على حياة المدنيين، في وقتٍ تشهد فيه منطقة عفرين تحت احتلال دولته الويلات:
اختطاف
منذ حوالي /28/ يوماً، بحدود الساعة الحادية عشرة صباحاً، تعرضت الفتاة البالغة زليخة ابنة محمد عثمان حبو في قرية “حسن”- ناحية راجو التي تسيطر عليها ميليشيات “فرقة الحمزة”، لعملية اختطاف من قبل عصابة مسلحة، وظلت مخفيةً ومجهولة المصير، إلى أن أُخبر ذويها بوجودها في مشفى بمدينة إدلب، فقام والدها بنقلها إلى منزله في القرية بتاريخ 29 كانون الثاني، وهي بحالةٍ مرضية جسدية ونفسية ترثى لها، تؤكد على تعرضها للتعذيب والاعتداء؛ ويُذكر أن عدداً من الفتيات والنساء- هناك صعوبة بالغة لإحصاء قريبٍ من الواقع- قد تعرضن للزواج من المسلحين، إما بالإكراه أو تحت ظروفٍ حياتية قاسية، ولكن هذه الحالات لم تتحول قط إلى ظاهرة أو وقعت بقصد الحماية للمرأة وأهلها.
اعتقالات تعسفية
اعتقال المواطنين (دوزيان أحمد كردي /21/ عاماً منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وذويه يرجحون نقله إلى تركيا) و (أحمد خليل عثمان /25/ عاماً و حسين إبراهيم إبراهيم /43/ عاماً، منذ عشرين يوماً في مركز راجو)، من قرية معملا- ناحية راجو، وهم مجهولي المصير، علماً أن ميليشيات “لواء محمد الفاتح” هي المسيطرة على القرية.
ميليشيا “فيلق الشام” ومتزعمها المدعو “أبو أسعد” من قرية كلجبرين- شمالي حلب والذي يقطن في فيلا عائدة للمواطن محمد قنبر بعد الاستيلاء عليها وعلى فيلا أخرى في قرية كوسا- راجو وقد هدد مالكيهما بتفجيرهما لدى مغادرته تحت ظرف ما، تعتقل المواطنين (الشقيقان يوسف و محمد ابني علي شيخ عثمان، شيخ عثمان شيخ عثمان) من قرية سيمالا- ميدانا – ناحية راجو، بتاريخ 26 كانون الثاني، وتسلمهم لأمنية الفيلق في مركز بلدة ميدان أكبس، ليتعرضوا للتعذيب الشديد قبل الإفراج عنهم، بحجة قيامهم بالتحطيب، بينما المسلحون والذين تم توطينهم يقومون بالقطع على نطاق واسع وبشكلٍ إجرامي دون رادع أو أية مراقبة أو محاسبة أو منع؛ في وقتٍ تشهد فيه بلدة ميدان أكبس وقرى ميدانا اكتظاظاً بنازحي إدلب وغربي حلب.
اعتقال المواطنين (نوري محمد خليل 28 سنة، أورهان رشيد محمد 23 سنة، فرمان عبد الرحمن جابو 27 سنة) من أهالي قرية قره كول- ناحية بلبل منذ عشرة أيام. ونظراً لتأكد معظم الرجال ما دون /40/ عاماً من احتمال تعرضهم للاعتقال، خاصةً في ناحية بلبل، يقوم الكثيرون منهم بترتيب تسليم أنفسهم لما تسمى بالشرطة عبر وسطاء من المليشيات أو المتعاونين مع الاحتلال، فيُسجنون عدة أيام ويُغرَّمون بمبالغ مالية، بما يشبه “تسوية الوضع”، لكي يتجنبوا الاعتقال المفاجئ والأشد وطأةً عليهم.
تم تبليغ سبعة مواطنين شباب في قرية “ديك” بمراجعة شرطة مركز ناحية بلبل، من بينهم (أنس علو و صلاح رشيد علو)، ولدى حضورهم إلى المركز منذ ثلاثة أيام تم اعتقالهم وإيداعهم لدى شرطة عفرين، فأطلق سراح اثنين منهم وأبقي على الخمسة الآخرين معتقلين.
قصف “تل رفعت” و “#عفرين# ”
بتاريخ 29 كانون الثاني، قصفت قوات الاحتلال التركي ومرتزقته بلدة “تل رفعت”- شمال حلب، أدى إلى استشهاد الطفل نادر أحمد أحمد /7/ أعوام وجرح الطفل محمد أمين أحمد حج عيسى /8/ أعوام من أهالي البلدة، كما أن انفجار لغم أرضي في “تل رفعت” من مخلفات الميليشيات الإرهابية، في 26 كانون الثاني، أدى إلى إصابة المواطن رشيد رشيد /67/ عاماً من مهجري عفرين بجروح – حسب الهلال الأحمر الكردي؛ وحسب مصادر من داخل عفرين فإن استهداف بلدة “تل رفعت” قد تم من قبل القاعدة العسكرية التركية في قرية تللف- جنوب غرب المدينة؛ وإذ تتكرر حالات القصف لتلك المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري في شمال حلب ويقطنها مهجرو عفرين، فقد قُصفت بلدة “تل رفعت” في 02-12-2019، أدى إلى وقوع مجزرة راح ضحيتها /10/ شهداء بينهم /8/ أطفال و /12/ جريحاً.
مساء 29 كانون الثاني، سقطت عدة قذائف صاروخية على مدينة عفرين (دوار نوروز، جانب الملعب، جانب مدرسة الريفية، جانب مشفى آفرين ومدرسة أزهار عفرين- المركز العسكري التركي، جانب معصرة فؤاد- طريق جنديرس)، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية ومقتل طفل وجرحى، لم نتمكن من معرفة هويتهم أو توثيق أسمائهم، كما خلق حالةً من التوتر والترقب، خشية استهداف المدينة مرات أخرى.
النزوح والتوطين واستيلاء على الممتلكات
تتواصل حركة النزوح من إدلب وغرب حلب باتجاه منطقة عفرين بكثافة، ويتم توطين المُهجرين بدلاً عن السكان الأصليين وعلى حساب ممتلكاتهم ومنازلهم، في أي بناء مشيد ولو غير مؤهل للعيش وفي المحلات والأقبية والمغارات، وقد كثرت حالات طرد البعض من منازلهم وحالات الإسكان عنوةً مع أسر كردية في منازلها أيضاً. ومن جهةٍ أخرى تم إخلاء قرية براد- جبل ليلون من قاطنيها.
وقد وردنا من جديد معلومات عن الاستيلاء منذ احتلال المنطقة على ممتلكات بعض السكان الأصليين في ناحية راجو التي تسيطر عليها ميليشيات “أحرار الشرقية، فرقة الحمزة، فيلق الشام”:
• /3000/ شجرة زيتون و /750/ شجرة فاكهة و /1200/ شجرة كَرْم عنب في سهول شديا، ومستودع للآلات الزراعية تُقدر محتوياته ب /100/ مليون ل.س وجرار زراعي، عائدة للمواطن عوني عثمان إبراهيم من أهالي مدينة راجو.
• /1000/ شجرة زيتون و معمل للصابون يقع على طريق البلدة والذي تُقدر محتوياته ب /300/ مليون ل.س، عائدة لأبناء الراحل أحمد حبو الملقب ب (وطني) من بلدة حج خليل- راجو، الذي كان له تمثال نصفي وسط مدينة عفرين وقد تم تدميره من قبل الميليشيات في 18-03-2018 لدى احتلال المدينة.
• /4700/ شجرة زيتون و /500/ شجرة كرز في حقول قرية جقماقا، عائدة لأبناء رشيد محمود من أهالي راجو.
• /1000/ شجرة زيتون و /10/ هكتارات أرض زراعية ومنزل فيلا في سهول كتخ- راجو، عائدة للمواطن حنان نسيب إبراهيم من أهالي راجو.
• /3000/ شجرة زيتون و /70/ هكتار أرض زراعية، عائدة لعائلة حنيف جميل حنيف من أهالي بلدة حج خليل.
• /2000/ شجرة زيتون و /50/ هكتار أرض زراعية، عائدة لعائلة حنيف شكري حنيف من أهالي بلدة حج خليل.
• /2000/ شجرة زيتون عائدة لعائلة حيدر رشيد بكر، في قرية قره بابا- راجو.
وقطعت بشكلٍ جائر /110/ شجرة زيتون عائدة للمواطن حسن صبري، وحوالي /120/ شجرة بجانب التل عائدة للمواطن خالد مستكيليه، في قرية سنارة- جنديرس.
وتتوارد أنباءٌ عن وصول جثث قتلى المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا، ويتم دفنهم في عفرين وغيرها، وسط تعتيم إعلامي وبعيداً عن أعين السكان، ففي 27 كانون الثاني تم دفن جثتين ليلاً في قرية قرمتلق.
عيون أهالي عفرين مشدودة لمشاهدة تغيرات دراماتيكية على الأرض، تنهي وجود الميليشيات الإرهابية المتطرفة على أرض بلدهم سوريا وتدفع الجيش التركي للانسحاب إلى حدوده الدولية، لينتهي احتلال منطقتهم ويعود إليها الأمن والأمان، الاستقرار والإزدهار.
المكتب الإعلامي- عفرين حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]