عفرين تحت الاحتلال (100): حصارٌ خانق، معاناة لا تطاق، تفجيرات متواصلة، ضحايا مدنيون، الموت قهراً
بعد أن تمكن جيش الاحتلال التركي وبرفقة الميليشيات الإرهابية العاملة تحت اسم “الجيش الوطني” التابع للحكومة السورية المؤقتة – الإخوانية من بسط سيطرتها على كامل منطقة #عفرين# منذ آذار 2018، حدث نزوحٌ جماعي كبير للأهالي باتجاه مناطق شيراوا والشهباء وكذلك مدينة حلب، حيث بلغ عدد النازحين وقتها (300) الف، ولكن بقي حوالي (200) الف نازح مشردين وبظروف معيشية صعبة في الداخل السوري، ولا يزال حوالي (85) الف منهم في مناطق النزوح شمال حلب وحوالي (10) آلاف منهم يعيشون في مخيمات بائسة في ظل غياب شبه تام للمنظمات الاغاثية الدولية، زد على ذلك تطبيق حصار شديد وخانق عليهم من قبل حواجز تابعة للحكومة السورية من جهة والمليشيات المسلحة من جهة أخرى، مما جعلهم عرضة لاستغلال وجشع المهربين والسماسرة من كلا الطرفين، فمن يريد الدخول إلى حلب أو العودة إلى عفرين عليه دفع مبالغ مالية كبيرة والتعرض لإهانات واستفزازات كثيرة، لدرجةٍ وصلت إلى منع الأهالي من نقل جثامين موتاهم للدفن في قراهم حيث مقابر الآباء والأجداد، وكذلك منعهم من زيارة أضرحة أقاربهم في الأعياد والمناسبات أو العودة ولو مؤقتاً لخدمة وإدارة أملاكهم وممتلكاتهم الزراعية، والأنكى من ذلك هو منع الطلاب المقيمين في عفرين من القدوم الى حلب لتقديم امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية، رغم مناشدة المنظمات الدولية لجميع الأطراف بضرورة فتح الطرقات أمام الطلاب لكي يخضعوا لامتحانات السنة الدراسية:2019-2020 ، حيث تعرض بعض الطلبة والمعلمين المرافقين لهم، الذين حاولوا السفر إلى حلب لشتى أنواع الإهانة والذل وطبعاً دفع مبالغ مالية كبيرة وقضاء أكثر من ثلاثة أيام على الطرقات حتى وصولهم الى حلب، البعض منهم وصلوا إلى مراكز الامتحانات قبل بدء الامتحانات بساعات قليلة.
وعند عودة هؤلاء الطلاب إلى عفرين تعرض معظمهم للاعتقال على يد المليشيات المسلحة وجرى التحقيق معهم أيضاً لاستفزاز أهاليهم، بغية الحصول على الأموال، وهذا ما حصل مع حوالي عشرين طالب وطالبة.
إن الانتهاكات ستظل متواصلة ومستمرة طالما بقي الاحتلال التركي للمنطقة مستمراً، وقد رصدنا خلال الأسبوع الفائت بعضاً من هذه الانتهاكات:
– في ظل الفوضى والفلتان الأمني حدث تفجير في سيارة جيب سانتافيه قرب الجسر الجديد وسط مدينة عفرين، وذلك يوم الأحد:19-07-2020، أدى إلى وقوع قتلى وإصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار كبيرة بالمحلات والمنازل المجاورة.
المرحوم “إسماعيل علو إسماعيل”
– في ظل تمادي الميليشيات المسلحة والمستقدمين في ممارسة كافة أنواع الضغط والظلم والسرقة بحق أهالي عفرين المتشبثين بأرضهم، حدثت ملاسنة بين المواطن “إسماعيل علو إسماعيل” المعروف باسم “أبو عنتر”، وهو من أهالي قرية خازيانا تحتاني– ناحية ماباتا، وبين عددٍ من المستقدمين الذين كانوا يسرقون محصول السماق العائد له، حيث طردوه من أرضه، وذلك بتاريخ الاثنين 20-07-2020، وبعد عودته إلى منزله في مدينة جنديرس توفى قهراً.
– بغية إجبار المتبقين في قراهم من السكان الكُرد على تركها ودفعهم إلى النزوح والهجرة، تم إجبار أهالي قرية قسطل خدريا – ناحية بلبل، على أداء صلاة الجمعة يوم أمس، حيث تم تبليغهم بالحضور إلى المسجد كل جمعة، وأن كل من يتخلف عن الصلاة سوف يتعرض للإهانة والطرد من منزله، وهذا ما حدث مع رجل مسن من أهالي القرية بسبب ذهابه إلى حقل زيتون عائد له للعمل فيها وتأخره عن أداء صلاة الجمعة في: 24-07-2020، حيث أُهين وهُدد بالطرد إذا كرر “فعلته”.
الشهيدة “صبيحة صادق سيدو”
– أيضاً في ظل فوضى السلاح والانتشار المكثف للمسلحين والاقتتال المستمرّ بين الميليشيات الإرهابية في عفرين، استشهدت المواطنة “صبيحة صادق سيدو” من أهالي قرية دار كير- ناحية ماباتا، مقيمة في حي المحمودية بمدينة عفرين، نتيجة اشتباكاتٍ بين مليشيات الشرقية التابعة لما يسمى “الجيش الوطني” وذلك بتاريخ:22-07-2020.
إن أهالي عفرين، المتبقين منهم والمُهجرين قسراً، يناشدون الحكومة السورية والقوى الفاعلة على الأرض السورية وكافة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان للعمل على فك الحصار عنهم والسماح لهم بالتنقل بحرية أو العودة الآمنة إلى ديارهم وحمايتهم، وكذلك ممارسة الضغط على الحكومة التركية لكبح المليشيات الإرهابية ووضع حدٍ للانتهاكات والممارسات اللاإنسانية بحقهم، والقيام بواجبهم الأخلاقي والإنساني في حماية أهالي عفرين أينما كانوا، في مسار إنهاء الاحتلال وعودة المنطقة إلى السيادة الوطنية السورية.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]