ديار كورده
محمد نادر، كوردي من أفغانستان فر إلى أميركا بعد سيطرة طالبان على البلد، ويقول إن أصوله تمتد إلى شرق كوردستان ووصل أسلافه إلى أفغانستان في عهد شاه عباس الصفوي، ويخمن عدد الكورد في أفغانستان بأكثر من 350 ألف نسمة.
وقال محمد نادر لشبكة رووداو الإعلامية: علي أن أقر بأن هويتي الأصلية كوردية وتم تهجير أسلافي من كوردستان إيران في سنة 1169 في عهد شاه عباس الصفوي، إلى منطقة قندهار في أفغانستان. هذا هو ملا مصطفى البارزاني وهذا أخونا الأكبر كاك مسعود بارزاني، وهذا كتاب يشير إلى وقت مجيئنا إلى أفغانستان من إيران الصفوية، وهذا دليل أضفناه إلى كتابنا، والصحيفة الأخيرة من الكتاب تتحدث عن وجود عشيرة (ريكاكان) ضمن مكونات أفغانستان.
وحسب محمد نادر، فإن عدد الكورد في أفغانستان يتجاوز 350 ألف نسمة، وشكلوا لأنفسهم جمعية صغيرة وقد كتب على هويات أغلب كورد أفغانستان اسم كورد كلقب (اسم العائلة) ومنذ سنوات شكل هؤلاء الكورد جمعية واتخذوا لأنفسهم علماً.
الكوردي الأفغاني محمد نادر، يضيف: في مؤتمر الاستشراق، قال المستشرق بيلو عن الكورد الأفغان: منذ العام 1191 توجد 20 ألف عائلة منهم في أفغانستان. لدينا الآن قاعدة بيانات للمكون الكوردي في أفغانستان وأجرينا إحصاء ويوجد ما بين 50 ألفاً و85 ألف عائلة كوردية في أفغانستان. قبل ست سنوات أقدمنا على مبادرة لتوحيد كورد أفغانستان، وجمعنا وجهاءهم في كل الولايات وشكلنا مجلساً. لهذا المجلس هيئة قيادية تجتمع مرة في الشهر ويتم تبليغ كل كورد أفغانستان بنتائج الاجتماع.
ويمضي محمد نادر إلى القول: في العهد الجمهوري كنا واحدة من 43 قومية كان بإمكانها الحصول على بطاقات هوية إلكترونية، واستطاع الكورد الحصول على هويتهم وتسجيلهم ككورد ووزع المجلس القيادي بطاقات عضوية عليهم، وللكورد حالياً تنظيم منضبط جداً ولديهم صحيفة إلكترونية في قسم الإعلام.
ألّف محمد نادر كتابين عن الكورد، أحدهما عن حياة الكورد والأعراق الأخرى والثاني عن أصل وتاريخ وحياة الكورد في أفغانستان، لكنهما لم ينشرا بعد وفي نيته نشرهما مستقبلاً بلغات (بشتو، دري، البلوجية، الكوردية، الفارسية، والانكليزية).
انقطع كورد أفغانستان عن سائر الكورد في أجزاء كوردستان، ويقول محمد نادر إن الأوضاع في أفغانستان جعلت من الصعب عليهم إنشاء علاقات مع الكورد في أجزاء كوردستان الأربعة لكنهم رغم ذلك حاولوا بناء تلك العلاقة من خلال القنوات الرسمية وعن طريق الخارجية الأفغانية وجهوا رسائل رسمية إلى وزارات الخارجية التركية والإيرانية والسورية والعراقية، إلا أنهم لم يتلقوا أي ردود على رسائلهم، كما أخفقت محاولاتهم لزيارة إقليم كوردستان والاجتماع مع الرئيس بارزاني.
وفي هذا السياقن قال محمد نادر: في العهد الجمهوري، كتبنا أربع رسائل رسمية، واحدة موجهة لكوردستان إيران، وواحدة موجهة إلى كوردستان العراق، ورسالة موجهة إلى كوردستان سوريا، ووجهنا رسالة رسمية إلى كوردستان تركيا. طلبنا من وزارة الخارجية إيصالها إلى أجزاء كوردستان. دعونا من خلال تلك الرسائل إخوتنا الكورد للقدوم والتعارف والتعريف بهويتنا معاً. كتبنا رسائل رسمية، لكننا لم نتلق جواباً من بغداد. كنا نريد القدوم وأن يكون لنا لقاء مع إخوتنا وكبرائنا ومع زعيمنا البطل مسعود بارزاني، لنتحدث إليهم، وكانت عندنا خطة ستراتيجية. بذلنا الكثير من الجهد لكننا لم نتمكن من الوصول إليه واللقاء بفخامته.
الجيل الجديد من الكورد الأفغانيين لم يتعلموا الكوردية بسبب بعدهم واختلاطهم بالمجتمع الأفغاني، كما لم يتمكنوا من الحفاظ كما يجب على التراث واللغة والأزياء الكوردية، لكن شعورهم القومي الكوردي لا يزال قوياً ويعدون أنفسهم كورداً ويفخرون بذلك.
تشير مصادر تاريخية إلى أن وجود الكورد في أفغانستان يعود إلى أربعة قرون من الآن، عندما نقلت الدولة الصفوية عدداً من العوائل الكوردية إلى حدودها لحمايتها من الأتراك والمغول.[1]