$عفرين تحت الاحتلال (101): عيدٌ حزين، نشر التطرف الديني، انتهاكات متواصلة، اشتداد الحصار$
ها قد مرّ عيدٌ آخر وأهالي عفرين بأسوأ الأحوال، وهم يتأملون عودةً وعيشاً آمناً في منطقتهم، وفرجاً قريباً ينهي مأساتهم ويحررهم من نير الاحتلال والميليشيات الإرهابية الموالية له؛ ليحيوا أعياداً يجتمع فيها الأب والأم مع أولادهما، ليمارسوا طقوسهم وعاداتهم المتوارثة، من زيارات الأقارب وتقديم التبريكات والتهاني، وكذلك زيارة المقابر ووضع أكاليل الزهور على مراقد شهدائهم وموتاهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم، وغيرها في أجواءٍ من الحرية والكرامة.
إلا أن ممارسات وانتهاكات الاحتلال التركي والميليشيات المسلحة التابعة لما يسمى “الجيش الوطني السوري” قد أفقدت كل معاني العيد المبارك، من خلال فرض حصارٍ شديد على كل القرى والنواحي التابعة لمدينة عفرين ومنع الأهالي من التنقل بحرية بينها، وكذلك فرض إجراءات روتينية معقدة وصعبة على كل من يريد التنقل من مكان الى آخر، ولعل آخرها هو منع أهالي الطلبة الناجحين في امتحانات الشهادة الثانوية لهذا العام من السفر إلى مدينة حلب لأجل استكمال الإجراءات المتبعة عقب اصدار النتائج، والملفت للانتباه هو ما حققته الطلبة الكُرد أبناء عفرين من نجاحات ونيل درجات مميزة في كافة فروع الشهادة الثانوية، رغم الظروف الصعبة والقاسية التي يعيشها معظمهم.
تُحاول سلطات الاحتلال التركي فرض وقائع جديدة على أهالي منطقة عفرين، لا سيما نشر التطرف الديني من خلال المدارس والمعاهد الدينية ودورات وأنشطة مختلفة وعبر أئمة المساجد وتحت اسم جمعيات إغاثية منذ اجتياح المنطقة، زد على ذلك بناء أعدادٍ إضافية من الجوامع في مدينة #عفرين# وريفها، بحجة عدم كفايتها، وعلى أراضٍ خاصة عائدة لبعض مهجري عفرين قسراً، مثلما حدث في المدينة – دوار كاوا، حيث أعلنت “منظمة IHH التركية” البدء بتشييد مسجدٍ يتسع ل/1500/ شخص، وفي قرية “تل طويل” قرب عفرين أيضاً بُدأ بتشييد مسجدٍ آخر، بهدف تغيير نمط تفكير أهالي المنطقة الذي لطالما اتسم بالانفتاح والاعتدال ونبذ العنف، ودفعهم نحو التشدد والتطرف الديني، ومن ثم كسب ولائهم. في وقتٍ الناس فيه أحوج ما يكون لتأمين لقمة العيش واستتباب السلم والأمان ووضع حدٍ للانتهاكات والجرائم التي تُرتكب بحقهم يومياً.
إن قدوم عيد الأضحى المبارك، رغم قدسيته لدى أهالي المنطقة، لم تمنع الميلشيات الإرهابية من الكف عن الممارسات اللاإنسانية بحقهم، ومن هذه الممارسات:
– اعتقال المحامي لقمان حميد حنان من أهالي قرية “دلا-DELA “- ناحية ماباتا، المقيم في حي المحمودية بمدينة عفرين، في يوم الخميس 26-7-202، من قبل الشرطة المدنية ولايزال مجهول المصير.
– اعتقال عدد من المواطنين من قرية ترميشا- ناحية شيه، من قبل ميليشيا “السلطان سليمان شاه- العمشات”، وذلك بحجة تعاملهم مع الإدارة الذاتية السابقة، وذلك بتاريخ:27-7-2020، وأسماؤهم كالتالي، حسب الهيئة القانونية الكردية: (كمال أحمد بن حسن /28/ عاماً، فريد سيدو بن خليل /20/ عاماً، فوزي حسن بن نوري /30/ عاماً، عصمت خليل بن أحمد /27/ عاماً)، حيث تم اقتيادهم إلى جهةٍ مجهولة، ولا يزالوا مجهولي المصير.
– منع أهالي قرية أومو – ناحية ماباتا من الذهاب إلى أراضيهم وحقولهم الزراعية، ومنعهم من جني محصولي السماق والجوز، بغية سرقتهما، حيث قامت مجموعة مسلحة بطرد المواطن “سينو حمو” من بين أشجاره بحجة منع التجوال خارج القرية.
– فرض حصار شديد على بلدة كفرصفرة – ناحية جنديرس، حيث قامت ميليشيات “لواء سمرقند” بإغلاق كافة الطرق الترابية الزراعية المؤدية إلى القرية بالسواتر الترابية، وإقامة أربعة حواجز على الطرق الرئيسية المؤدية إلى القرية، بهدف منع الأهالي من الدخول إلى القرية أو الخروج منها، بحجة الوقاية من مرض كورونا (كوفيد 19).
– فرض كلفة جديدة باهظة /60/ ألف ليرة سورية على مزارعي قرى “غزاوية، شاديريه، برج عبدالو، إيسكا” من قبل الميليشيات، لقاء سقاية الهكتار الواحد من الأراضي الزراعية وفي كل مرة.
– سلطات الاحتلال تفرض لوحات جديدة على كافة السيارات والآليات وتُجبر مالكيها على التسجيل ودفع الرسوم والضرائب بالعملة التركية بدلاً عن العملة الوطنية السورية.
إن أهالي عفرين يناشدون منظمة اليونيسيف ومنسقي الأمم المتحدة المقيم وللشؤون الإنسانية في سوريا، وروسيا وأمريكا على وجه الخصوص، للقيام بواجبهم تجاه الطلبة من أبناء عفرين، وللضغط على الحكومة التركية والميليشيات الموالية لها، وكذلك على الحكومة السورية، لأجل السماح للطلبة الناجحين والراغبين بالدراسة أينما أردوا على الأرض السورية، بالسفر إلى مدينة حلب وباقي المدن السورية، بغية استكمال إجراءات التسجيل في المدارس والجامعات المختلفة وتأمين متطلبات الإقامة، لأن هذا من أهم حقوق الانسان الطبيعية التي ينبغي حمايتها وصونها من قبل كافة المنظمات الدولية والسلطات المحلية.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]