$عفرين تحت الاحتلال (110): من “راجو” و “كوتانا” إلى أذربيجان يُنقلون كمرتزقة، سرقة موسم الزيتون، اعتقالات، استشهاد مسنة، دوار باسم “أرطغرل”$
إن السياسة الفاشية لحكومة أنقرة قائمة على التدخل في العديد من النزاعات والملفات الخارجية، في أوروبا وشمال أفريقيا وشرق المتوسط والخليج العربي، في فلسطين وسوريا والعراق، وأخيراً في النزاع الأذربيجاني الأرمني، وتُحاول بذلك التغطية على ممارساتها الاستبدادية والقمعية داخل تركيا وعلى العديد من أزماتها، إذ نقلت سلطات الاحتلال التركي في عفرين مؤخراً /70/ مسلحاً مرتزقاً من ناحية راجو و /50/ من بلدة كوتانا – عناصر ب “الجيش الوطني السوري”- إلى أذربيجان للقتال ضد أرمينيا، على غرار إرسالهم إلى ليبيا، وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي، علاوةً على تدخل تركيا السافر في الأزمة السورية منذ عام 2011م ودعمها المتواصل للجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والقاعدة، وما احتلالها برفقة تلك الميليشيات لمناطق واسعة من الشمال السوري إلا نتيجة لتلك السياسة المتبعة، ولايزال أهالي منطقة عفرين يعانون من انتهاكات وجرائم الاحتلال وميليشياته. وقد رصدنا خلال الأسبوع الفائت ما يلي:
موسم الزيتون:
كما في الأعوام السابقة باشرت الميليشيات المسلحة ومعظم المستقدمين بسرقة موسم الزيتون هذا العام، وذلك لمحارية الكُرد بلقمة عيشهم ودفعهم للهجرة والنزوح، بغية توسيع وترسيخ التغيير الديموغرافي في المنطقة، وفي هذا الصدد بدأ مُسلحو الميليشيات ومعظم الذين تم توطينهم في ناحية بلبل، بسرقة محصول الزيتون على نطاقٍ واسع، في الليل والنهار، ليس من أملاك الكُرد الغائبين فقط، بل يستبيحون أملاك الموجودين منهم أيضاً الذين لا يجرؤون على منع اللصوص أو الشكوى ضدهم؛ ففي قرية قزلباش ومحيطها على سبيل المثال الواقعة تحت سيطرة ميليشيات “لواء صقور الشمال” التي يتزعمها المدعو “حسان خيرية”، سُرق منتوج معظم حقول الزيتون من قبل عناصرها ومتزعمهم في القرية المدعو “عمار كوسوفي”، منها للمواطنين (حمو حسين كورديه، محمد مصطفى كورديه، شيخو رشيد علوش، أحمد حنان عثمان)، وقرب مفرق قرية “قره كول” قام مسلحون من ذات اللواء بسرقة حقل زيتون أمام أعين مالكها وتحججوا بعدم وجود بيان ملكية لديه؛ إذ تمنع الميليشيات أصحاب الأملاك من قطاف الزيتون بحجة عدم نضوجه أو عدم توفر وثائق الملكية، وحتى لقطاف كميات قليلة يحتاجون لموافقة مسبقة، حيث يضطر بعض المواطنين لبيع منتوج حقولهم بالضمان للتجار بأثمان زهيدة خوفاً من سرقته كاملاً. أما المجلس المحلي فلا يتدخل، بل ويتستر على هذه السرقات.
ومن جانبٍ آخر قام الحاجز المسلح لبلدة بلبل- طريق زعرة بسلب ثلاثة شوالات زيتون من مالكها الكردي، والحاجز المسلح في مفرقة قرية قورتا- بلبل سلب شوالين من مالكهما.
كذلك قامت ميليشيا “جيش النخبة” المسيطرة على قريتي شيخوتكا و عمارا- ماباتا بسرقة موسم حوالي ثمانية آلاف شجرة زيتون عائدة لأسر كردية مُهجَّرةٍ منهما، والتي استولت على /25/ منزلاً في شيخوتكا و /15/ منزلاً من عمارا لدى اجتياح القريتين.
اعتقالات متواصلة بحق أبناء عفرين:
بتاريخ 30-09-2020م قامت الشرطة العسكرية برفقة الاستخبارات التركية باعتقال تسعة مسنين من أهالي بلدة معبطلي بحجة قيامهم بالحراسة مدة أربعة أيام في عهد الادارة الذاتية السابقة وهم “لقمان شعبو بن عزت /50/ عاماً، عارف قربوز بن رشيد /75/ عاماً، صدقي حمباشو بن مصطفى /50/عاماً، عدنان محمد علي بن محمد علي /60/عاماً، محمد قربوز بن رشيد /80/عاماً، ولات أوسكيلو بن محمد علي منان /55/ عاماً، محمد علي يوسف بن يوسف /55/عاماً، علي يوسف بن حسين /57/عاماً، صبحي مامش بن علي /57/عاماً”، وذلك استكمالاً لحملة اعتقالات طالت العشرات من أبناء البلدة الذين أُخلي سبيلهم بعد دفع غرامة /600/ ل.ت عن كل معتقل.
وبتاريخ 22/9/2020م، قام الأمن التركي في مدينة استنبول باعتقال أحد عشر شخصاً من أبناء قرية جقلي جومه- جنديرس، بحجة تعاملهم مع الادارة الذاتية السابقة، علماً بأن هؤلاء لم يكن لهم أية علاقة معها، ومن بينهم مقيمون في استنبول منذ عام 2013م، وهم “إبراهيم مصطفى إبراهيم /35/ عاماً، فريد خليل إبراهيم /55/ عاماً، إبراهيم حمو إبراهيم /60/ عاماً، يوسف مصطفى إبراهيم /37/ عاماً، وليد حمو يوسف /22/ عاماً، سيدو مصطفى يوسف /23/ عاماً، حسن رشيد موسى /22/ عاماً، محمد رشيد موسى /23/ عاماً، عابدين رشيد موسى /30/ عاماً، عابدين رشيد موسى /30/ عاماً، نوري خليل إبراهيم /60/ عاماً”، ودون تقديمهم لأية محاكمة بعد.
وقامت الاستخبارات التركية باعتقال المواطن “رشيد جبر بن شيخو /41/ عاماً” من أهالي بلدة ميدانكي- شرّا، دون معرفة الأسباب، واقتادته إلى جهةٍ مجهولة، علماً أنه كان يعمل سائق سيارة لدى جمعية بهار الاغاثية.
واعتقل المواطن “جوان وليد سيدو /33/ عاماً” أب لطفلين، في قرية ترنديه – عفرين، وكلاً من “حسن شيخو شيخو، عكيد شيخو شيخو، جلال محمد حسن، أحمد حنان ديكو” من أهالي قرية قاسم- راجو بتاريخ 03-09-2020م، حيث أطلق سراح “عكيد و جلال” بعد أن دفع كل منهما غرامة /1500/ ل.ت لدى “محكمة راجو”.
استشهاد مسنة:
الشهيدة أمينة حسين معمو
توفيت المواطنة “أمينة حسين معمو” زوجة المواطن “نظمي حنان إسماعيل” – قرية “قاسم” بتاريخ 30 أيلول 2020م، في إحدى المشافي التركية، نتيجة الجراح التي أصابتها إثر انفجار لغم أرضي تحت جرار كان يقوده الزوج وبجانبه الزوجة، لدى مروره في أرضٍ زراعية بالساعة 7:30 صباحاً بتاريخ 01-10-2020م.
انتهاكات أخرى:
– قامت ميليشيا “لواء الوقاص” المسيطرة على قرية مروانية تحتاني- جنديرس بقلع /300/ شجرة زيتون عائدة للشقيقين المُهجَرين قسراً “جبرائل و اسرافيل كيلو” من القرية، وكانت قد استولت على منزلهما أيضاً.
– في ظل الفوضى الفلتان الأمني انفجرت سيارة بعبوةٍ لاصقة، بتاريخ:01-10-2020م، بالقرب من دوار نوروز داخل مدينة عفرين، في شارع الفيلات، فأدى إلى إصابة شخصين بجروح وإلحاق أضرار مادية بالمحلات القريبة.
– في إطار مساعي سلطات الاحتلال التركي وبمساعدة الائتلاف السوري الاخواني لتغيير معالم منطقة عفرين الكردية ونشر الثقافة العثمانية، وفي تعدٍ واضحٍ وصريح على السيادة الوطنية السورية، تم تشييد دوار باسم “أرطغرل” والد عثمان الأول- مؤسس الدولة العثمانية، بعد بلدة ميدانكي، في مفرق طريق النبي هوري، ورُفع عليه العلم التركي، حيث نشرت ميليشيا “فيلق الشام” مقطع فيديو عن مراسم افتتاح الدوار.
إن أهالي عفرين يوجهون رسالة واضحة وصريحة إلى سلطات الاحتلال التركي والائتلاف السوري- الاخواني، مفادها بأنهم يناضلون ويقامون بكل السبل لتحرير أرضهم من المحتل ومرتزقته ولعودة أبناءهم المُهجرين قسراً إلى ديارهم، ولن تنال الانتهاكات والجرائم من عزيمتهم وإرادتهم.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]