$عفرين تحت الاحتلال (114): زيارة استعراضية، سرقات متواصلة وفدى، اعتقال نسوة، جرحى وضحايا مدنيون بينهم طلاب مدرسة$
بعد مرور أكثر من سنتين ونصف على احتلال القوات التركية وبرفقة الميليشيات الإرهابية المنضوية تحت اسم “الجيش الوطني السوري التابع للحكومة السورية المؤقتة” وصدور آلاف التقارير والفيديوهات حول الممارسات اللاإنسانية والانتهاكات والجرائم التي ترتكبها تلك الميليشيات وتحت إشراف الاستخبارات التركية (MIT) بحق المدنيين من سكان منطقة عفرين الأصليين، قام نصر الحريري رئيس الائتلاف السوري – الإخواني بزيارة استعراضية لمنطقة #عفرين# ، التقى خلالها بأعضاء بعض المجالس المحلية وبعض عملاء الدولة التركية ولأجل التهويل لما تسمى ب “لجنة رد الحقوق والمظالم” المشكلة من بين متزعمي الميليشيات، في محاولةٍ لتجميل صورة المحتل والمرتزقة، والتغطية على الانتهاكات اليومية من تغيير ديمغرافي واعتقالات تعسفية وخطف وسلب ونهب وفرض أتاوى وسرقة المواسم، إذ أن اللجنة- حسب وسائل إعلام موالية للائتلاف وتركيا- اجتمعت مع “وجهاء ومخاتير” بعض القرى للاستماع إلى الشكاوي المقدمة بخصوص “المظالم وممارسات المليشيات” وأعادت بعض المنازل لأصحابها، دون أن تقف بجدية حيال “المظالم الجمة ورد الحقوق” والاستجابة العملية لكافة الشكاوى والتحقق منها وتحت إشراف جهةٍ مسؤولة، ونذكر هنا بأنه لم يتم حتى الآن إطلاق سراح المعتقلات في سجن ماراته، حيث لا يزال مصيرهن مجهولاً. في الوقت الذي دُفنت فيه تلك اللجنة المشكلة بين الائتلاف والمجلس الوطني الكردي “ENKS” للوقوف على الوضع في عفرين، والمستغرب كيف للجنة مشكلة من ميليشيات امتهنت الإجرام ومارسته على نطاق واسع أن تنصف المظلومين وتدين نفسها؟! فالحريري يتحدث عن رد الحقوق والمظالم، بينما ميليشياته تسرق وتنهب موسم الزيتون وتُهين السكان الآن وعلى نطاقٍ واسع، في الليل والنهار.
في زخم تحركات المحتلين والمرتزقة وتلك الزيارة الاستعراضية لم تتوقف الانتهاكات بحق المدنيين، وقد رصدنا خلال الأسبوع الفائت ما يلي:
– ميليشيات “لواء السلطان محمد الفاتح” المسيطرة على قرى “معملا، كوركا فوقاني وتحتاني، عربا، سهول دروميه”، تسلب نصف منتوج زيت الزيتون لمحاصيل عائدة لمواطنين غائبين مهجَّرين قسراً – ولو كانوا قد وكّلوا أقرباء لهم، زد على ذلك تحميل المالك قيمة التنكات الفارغة (4000 ل.س للواحدة)، عدا مصاريف الخدمة الزراعية وأجور القطاف والنقل التي يدفعها، وعلى سبيل المثال، سلبت 15 تنكة زيت من أصل 30 تنكة في معصرة كوركا- درومية، من المواطن حسن محمد شعبان الذي يدير حوالي 100 شجرة زيتون عائدة لشقيقه الموكل.
-في قرية آفراز- ماباتا وما حولها تقوم ميليشيا “لواء الشمال” بسلب نصف محصول الزيتون لمواطنين غائبين موكلين لأقرباء لهم بإدارة أملاكهم، عدا الحقول التي استولت عليها بحجة أن مالكيها الغائبين أعضاء في حزب الاتحاد الديمقراطي- حال معظم القرى في منطقة عفرين.
– فرضت ميليشات “لواء الوقاص” المسيطرة على قرية آشكان غربي- جنديرس ضريبة تقدر ب 15% من محصول الزيتون على أهالي القرية.
– بتاريخ: 24-20-2020 وفي الصباح الباكر قامت الاستخبارات التركية برفقة ما تسمى بالشرطة المدنية وميليشيا “لواء سمرقند” المسيطرة على قرية كفرصفرة – جنديرس بمداهمة بعض المنازل، واعتقلت عدداً من الأهالي بينهم نسوة، عرف منهم:
شيار عبد الرحمن خلو، عبدو بدري أخرس، عكيد مصطفى خلو، مراد خليل مراد، ألماز خليل حاج عبدو، محمد رمضان درويش، حسن أيوب أيوب، أمينة حسن أيوب، فلة حجي جمعة كدرو، بحري حجي جمعة كدرو، فاطمة طليقة محمد عبد الرحمن درويش، مصطفى محمد خلو؛ بتهمة تعاملهم مع الإدارة الذاتية السابقة، وقد تم الإفراج عنهم بعد أن دفع كل واحد منهم غرامة /500/ ل.ت، في حين بقيت المواطنة فلة حجي جمعة كدرو رهن الاعتقال حتى تاريخه.
قرية كوران- جنديرس
كذلك قامت هذه الجهة وبنفس اليوم بمداهمة قرية كوران- جنديرس واعتقلت البعض من أهالي القرية، منهم: أحمد حسين محمدكو، محمود أحمد حج بريم، محمد نبي سليمان، جهاد شكري، رياض مراد كدرو؛ بحجة تعاملهم مع الإدارة الذاتية السابقة، حيث أُطلق سراحهم جميعاً بعد أن دفع كل واحد منهم غرامة /1000/ ل.ت، ماعدا “رياض مراد كدرو، محمود أحمد حج بريم”، فلا يزال مصيرهما مجهولاً.
– في إطار الحملة التي تقوم بها الاستخبارات التركية في ناحية ماباتا، أقدمت أيضاً على اعتقال كل من المواطن الشاب علي أحمد إيشانو موظف في ديوان المجلس المحلي، بتاريخ 14-20-2020، والمواطن كانيوار كمال رشيد /27/ عاماً من أهالي قرية شيخوتكا- عامل مستخدم في المجلس، أثناء عمله في حقل زيتون، بتاريخ 20-10-2020، كما قامت باعتقال المواطن عدنان حمزة منصور من أهالي قرية شوربة- ماباتا، صاحب معمل لصناعة الصابون بتاريخ: 16-20-2020، ولا يزال مصير الثلاثة مجهولاً.
قرية إيسكا- شيراوا
– في ظل فوصى انتشار السلاح وكثرة الميليشيات الإرهابية واستهتارها بحياة المدنيين، في يوم الخميس 26-20-2020، وبالتحديد في الساعة التاسعة صباحاً سقطت عدة قذائف على قرية إسكان، إحداها سقطت في باحة المدرسة، فأدت إلى إصابة أربعة طلاب هم: “رسول أحمد بكو، سوزان جمال بكرو” وطالبان من عائلة فهد – من مستقدمي مدينة دير الزور، وقذيفة أخرى سقطت على منزل جانب المدرسة، أدت إلى إصابة أربعة أشخاص أيضاً وهم: المسنة عواش جمو /80/عاماً، خالدة جمو وزوجها، طفلة من عائلة رسول شكري جمو.
والجدير بالذكر أن مصادر في القرية أكدت على أن القذائف أُطلِقت من معسكر تدريب للمسلحين في موقع حرش مله (Hurşî Milê) بالجهة الشمالية من القرية.
صورة تفجير دراجة- عفرين
– بتاريخ :26-20-2020 حدث انفجار بدراجة نارية مفخخة على طريق جنديرس، وسط مدينة عفرين، فأدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح، لم نتمكن من معرفة أسمائهم، إضافةً إلى وقوع أضرار مادية.
مهما حاولت سلطات الاحتلال التركي والموالين لها تجميل صورة الميليشيات الإرهابية وتبرير ممارساتها بحق المدنيين في منطقة عفرين وغيرها، لا تستطيع أن تحجب الواقع الحقيقي واليومي المأساوي المفروض على منطقة عفرين.
ما يقلقنا أكثر هو تجاهل السيد غير بيدرسون المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، والسيد مارك لوكول منسق الشؤون الانسانية في سوريا، لمآسي منطقة عفرين وأهاليها، والدور التركي المباشر فيها، أثناء تقديم إحاطتهما الأخيرة حول الوضع السوري عبر دائرة تلفزيونية إلى مجلس الأمن.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]