$عفرين تحت الاحتلال (147): قريتي “كوتانا، علمدارا” تحت الانتهاكات، حرائق متعمدة للغابات والأشجار، تفجير سيارة مفخخة$
لا يحتاج المتابع لعناءٍ كثير حتى يتأكد من حجم العداء الذي يكنُّه النظام التركي برئاسة أردوغان للكُرد ومناطقهم، حيث أن تنوُّع وحجم الانتهاكات والجرائم المرتكبة ضدهم في منطقة عفرين المحتلة تؤكد على ذلك، والتي نذكر منها:
= قرية “كوتانا- Kotana“:
تتبع ناحية بلبل وتبعد عن مدينة عفرين شمالاً ب/30/ كم، وهي مؤلفة من حوالي /350/ منزل، وكان فيها قبل الاحتلال حوالي /1400/ نسمة سكّان كُرد أصليين، بقي منهم /140 عائلة 420 نسمة/ فقط، بينما تم توطين حوالي /1500/ نسمة من المستقدمين فيها؛ أثناء الحرب تم قصفها عدة مرات، فدُمِّرت /5/ منازل بشكلٍ كامل وهي عائدة للمواطنين “إبراهيم قرهجه، محمد رشيد، منان حميد خوجة، محمد بلال، خليل منان” و/10/ منازل بشكلٍ جزئي؛ وإبّان تمركز ميليشيات “فرقة السلطان مراد، المعتصم بالله” في القرية، سرقت محتويات كافة المنازل من مؤن وأدوات وتجهيزات واسطوانات الغاز وأواني نحاسية وغيرها، وأبواب بعضها، وخيمة العزاء وسجادات ومستلزمات المسجد، وكمية خشب صب البيتون مع /8.5/ طن حديد تسليح و/600/ كيس اسمنت ل “عبد الرحمن هورو”، ومحتويات /3/ ورشات خياطة، وسيارتين ل “مصطفى عارف، أمير رشيد”، وكافة كوابل وأعمدة وملحقات شبكتي الكهرباء والهاتف الأرضي العامة، وكوابل وتجهيزات شبكة النت العائدة للمواطن “مصطفى هوري”؛ واستولت على معظم المحلات ومبنى معصرة “مصطفى عارف” وما يقارب مئتي منزل، من بينها ثلاثة عائدة للمواطنين (رمزي إيبو، محمد منان، بحري رشو) لم يتم تسليمها لهم رغم عودتهم للقرية منذ آذار 2018م وإقامة أُسَرهم لدى أقربائهم، وحتى “لجنة رد المظالم” التي زارت القرية لم ترغم المستحلين على تسليم المنازل الثلاثة لمالكيها. كما استولت على حوالي /35/ ألف شجرة زيتون وتفرض إتاوة /15%/ على انتاج المواطنين الموجودين من مواسم الزيتون والسمّاق وغيرها، وإذا سمحت لأحدهم بإدارة أملاك قريبٍ له بموجب وكالة فتفرض إتاوة /50%/ على انتاجها.
وسرقت كامل مجموعة ضخ مياه الشرب العامة والعائدة لشبكة القرية، وتم تركيب مجموعة أخرى فيما بعد وبيع المياه بالصهاريج من قبل المدعو “فادي ديري” متزعم ميليشيات “السلطان مراد” في القرية.
أما محطة الوقود في القرية فيستثمرها شقيق ضابط نقيب لدى “السلطان مراد” ويعمل صاحبها المواطن “زهير رشو” لديه بنسبة متدنية من الأرباح، مع الاستيلاء على مغسلة السيارات. كما يضّطر أولاد المرحوم “بيان هوري” على إشراك جهة مرتبطة بالاحتلال في تشغيل المخبز الآلي العائد لهم.
اتخذت ميليشيات المراد من مباني “الإرشادية الزراعية، البلدية، معصرة منان رشو عليكو” مقرّات عسكرية لها، وميليشيات المعتصم من منزل المحامي “نظمي إيبو” مقرّاً لها.
وأقدمت الميليشيات على قطع حوالي /300/ شجرة زيتون عائدة ل”سيدو جولاق، عائلة هورو، مصطفى عارف وآخرين” بشكلٍ جائر، وقطع حوالي مئة شجرة لوز عائدة ل”أمير رشيد جولاق” في جبل “قازندبِه- Qazindepê”، وقطع 90% من أشجار غابة “بئر مياه الشرب” بمدخل القرية، وكامل غابات (بريه سيلنك- Pirê Sêling مقابل مفرق قره كوليه، أرض علوش شرقي كوتانا، مرخي چيچكله شرقي كوتانا، عكيليه ومرخي شيخموس بجوار مزار “قميه- Qemê” الإسلامي شمال شرق القرية الذي تم حفره ونبشه).
وتواصل الميليشيات بحثها عن الآثار بواسطة أجهزة الكشف، فقد حفرت في موقع “جبل حسكيه” وسرقت منه بعض الآثار، كما قامت بتخريب بعض مراقد الموتى في مقبرة القرية، وتم تغيير اسم القرية إلى “ظافر أوباسي”.
وتعرض أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، من بينها استشهاد الطفل “ريبر يوسف زكريا عليكو” والسيدة “شهيناز رشو زوجة هوزان زكريا عليكو” في مجزرة حي المحمودية بعفرين بتاريخ 16 آذار 2018م نتيجة قصف الطيران التركي لقوافل المدنيين الفارين من المدينة، وكذلك اعتقال البعض من أبنائهم بتهم ملفقة وفرض غرامات عليهم، من بينهم المواطن “حسن عدنان إبراهيم /25/ عاماً” الذي اعتقل في آذار 2018م وأخفي قسراً في سجن الراعي- الباب السيء الصيت إلى بداية هذا العام، حيث نقل إلى سجن ماراتِه بعفرين وأُبقي فيه لأكثر من ثلاثة أشهر إلى أن أطلق سراحه قبل شهر مع فرض غرامة /3/ آلاف ليرة تركية عليه.
= قرية “علمدارا- Elemdara“:
تتبع ناحية راجو وتبعد عن مركزها شمالاً ب/12/ كم، وتتألف من /53/ منزلاً، كان فيها حوالي /225/ نسمة سكّان كُرد أصليين، بقي منهم /35/ نسمة فقط، وتم توطين حوالي /400/ نسمة من المستقدمين فيها، وتعرض /3/ منازل لأضرار جزئية أثناء الحرب؛ وإبَّان سيطرة ميليشيات “فيلق الشام” على القرية سرقت محتويات كافة المنازل من مؤن وفرش وأدوات وتجهيزات وأواني نحاسية واسطوانات الغاز وأبواب بعضها، وجرارين زراعيين عائدين للمواطنين “محمد عز الدين، جميل عثمان”، و/5/ سيارات عائدة ل “أحمد خليل، الشقيقين رمزي و صلاح حج رشيد، إبراهيم محمد، خالد طاهر”، و /4/ مجموعات ضخ مياه الري، وكمية خشب صب البيتون، و/6/ بيوت بلاستيكية وتجهيزاتها العائدة للمواطن “عصمت محمد”، وكوابل وقسم من أعمدة شبكة الكهرباء العامة، وكافة محتويات المسجد من مستلزمات غسل الموتى وخيمة العزاء ومستلزماتها والسجادات وأجهزة الصوت والكُتب والباب الرئيسي، حيث تم تجديد وتجهيز المسجد فيما بعد.
اتخذت الميليشيات /3/ منازل عائدة ل “محمد عز الدين، رجب شيخو، محمد خاتيه” مقرّات عسكرية، واستولت منذ عامين على معصرة زيتون عائدة للمواطن “أمجد شيخ محمد” الذي هجر قسراً بسبب الضغوطات التي مورست عليه، وهي تفرض إتاوة /30-40%/ من انتاج مواسم أملاك المواطنين الغائبين (الزيتون، كروم العنب، الكرز، السمّاق…).
كما أقدم المسلحون على قطع كافة أشجار التوت ضمن المنازل وأشجار حراجية موجودة ضمن الحقول الزراعية، ونسبة كبيرة من غابات جبال “بلال و جرقا”، وأضرموا النيران في بعضها وفي حقول زيتون (/400/ شجرة لأولاد قادر وعارف علي، /500/ شجرة ل “مصطفى محمد و عصمت محمد”، /100/ شجرة ل “شيار محمد”، /100/ شجرة ل “نديم محمد”، /100/ شجرة لأولاد المرحوم محمد حج رشيد).
واستقدمت الميليشيات حوالي /30/ آلية ومنشرة صخور، وفتحت مقالع للحجر ضمن الأراضي الزراعية في مدخل القرية وتُنتج ألواح المرّمر وتصدرها.
هذا ويسرح مربي الغنم ورعاتهم بحوالي ألف رأس ضمن الحقول والأراضي، فتلحق أضرار جسيمة بالمزروعات، كما أن سرقات المسلحين تطال كافة المواسم وعلى نطاقٍ واسع، ولا يجرؤ أحدٌ من الأهالي على رفع أي شكوى تجنباً للتعرض للإهانات.
= حرائق متعمدة:
بالنظر إلى حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالغطاء النباتي والغابات والأشجار بمختلف أنواعها في منطقة عفرين منذ احتلالها في الربع الأول عام 2018م، إن كان بالقلع أو القطع من أجل التحطيب وصناعة الفحم أو إضرام النيران فيها، من قبل الميليشيات وقسمٍ من المستقدمين وتحت أعين سلطات الاحتلال… يتأكد نية التعمد في إيذاء المنطقة وسكّانها الأصليين ونهب أو تبديد الممتلكات من الغابات والأشجار، أي ضرب علاقة الإنسان الكردي في عفرين ببيئته الطبيعية وممتلكاته وبالتالي زعزعة جذور المجتمع وإضعافها، مما يشكل جريمةً ضد الإنسانية؛ حيث أن حجم حرائق الغابات خلال كل عامٍ من الاحتلال أضعاف مضاعفة لتلك التي وقعت في كل عامٍ من سنوات حكم الإدارة الذاتية السابقة أو من حكم النظام السوري سابقاً، إذ أكد “الدفاع المدني في عفرين” على التهام النيران بتاريخ 22-05-2021م لمئة شجرة حراجية بالقرب من قرية “بعرافا/بازان”- شّران وعلى اندلاعها في أرضٍ زراعية في شرّان، كما اندلعت النيران في غابات شمال “حج حسنا”- المثلث الواقع بين نواحي “شيه/شيخ الحديد، مابتا/معبطلي، جنديرس” في 26-05-2021م، وأكد “الدفاع المدني” على أن عناصرها- بإمكانات متواضعة- لم تستطع إطفاء النيران مدة يومين “بسبب وعورة المنطقة وسرعة الرياح” وعملت على “عزل الحريق في عدة نقاط بأدوات بسيطة” وأن المساحة المصابة تُقدر بأكثر من /20/ هكتاراً. هذا ودون أن تٌقدم تركيا أية مساعدات أو تتخذ إجراءات لإخماد تلك الحرائق، رغم أن موقعها لا يبعد عن الحدود التركية سوى /10/كم- خط نظر، علماً أن تركيا كانت تُعاون سوريا قبل عام 2011م في حماية الغابات على جانبي الحدود وكان هناك نقاط مشتركة مجهزة بالآليات والكوادر في الداخل السوري إلى جانب الإطفاء بالطيران.
شاهدٌ عيّان من الأهالي تحدث إلينا بحزن وهو يقول: “لن تبقى شجرة صنوبر واحدة إذا بقيت الميليشيات في منقطتنا، لا يهمهم أبداً، تحترق قلوبنا والنيران تلتهم غاباتنا أمام أعيننا دون أن نتمكن من فعل شيء، ننظر بأسى إلى أعمدة الدخان وهي تتصاعد”.
= انتهاكات وفوضى:
– في قرية “گوَندا- ميدانا”- راجو، بتاريخ 19-05-2021م، أقدمت مجموعة من مسلحي ميليشيات “فيلق الشام” على ضرب المواطن “شريف حميد قنبر /50/ عاماً” وزوجته “لمياء” ضرباً مبرحاً، أثناء جنيهما لورق العنب خارج القرية، فأدى إلى كسر اليد اليمنى للزوجة وإصابة الزوج برضوض عديدة في جسده؛ كما قامت بطرد الأسرة من منزلها وسرقة بعض محتوياته والعبث بالبقية. علماً أن “شريف” قد تعرض لاعتداءات سابقة.
– يوم الأحد 23-05-2021م، وقع شجار بين ميليشيات “فرقة الحمزات” المسيطرة على قرية “بربنِه”- راجو والتي لها حاجز مسلح بمفرقها، ومجموعة من ميليشيات “أحرار الشرقية” بسبب النزاع حول استثمار بئر مياه الشرب في “كلي تيرا- موقع نوروز” المجاور، البئر الذي حفرته وجهزته الإدارة الذاتية السابقة لأجل إمداد القرى المجاور بمياه الشرب بواسطة الصهاريج.
– ظهيرة الأربعاء 26-05-2021م، تم تفجير سيارة بيك آب مفخخة ومحملة بالأدوية في شارع فرعي خلف مطعم “فين” وأمام مقرّ عسكري يُعرف ب “مقرّ الشيشاني- فرقة السلطان مراد”- جانب منزل المواطن “مصطفى حيتو”، وسط مدينة عفرين- شارع راجو، فأدى إلى وقوع أضرار مادية في المحلات والأبنية والسيارات، ومقتل شخص من المستقدمين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة- حسب الدفاع المدني.
على وقع الفضائح التي تطال النظام التركي وانكشاف سجله الإجرامي مجدداً، أهالي عفرين يكررون مناشداتهم للمجتمع الدولي وحكومتي روسيا وأمريكا خاصةً، للعمل على إنهاء الاحتلال التركي ووجود الميليشيات الإرهابية في منطقتهم، تجنباً لوقوع المزيد من الانتهاكات والجرائم، وخدمةً لإيجاد حلٍّ سياسي لأزمة سوريا.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]