$عفرين تحت الاحتلال (151): قرية “درويش” المهجَّرة، ترسيخ التوطين، اختطاف واعتقالات تعسفية، حرائق في الغابات وقطع أشجار الزيتون$
أصدرت “حكومة الائتلاف السوري- الإخواني المؤقتة” مؤخراً قرار عفو عن بعض الجرائم باستثناءات عديدة ودون أن يشمل “القضايا المتعلقة بالإرهاب ولا القضايا الأمنية”، أي أنه لا يشمل أبناء منطقة عفرين المحتلة المعتقلين على أساس الاتهام بالعلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة في مخالفةً فاضحة بالأصل للمادة /70/ من اتفاقية جنيف الرابعة /1949/ التي لا تجيز “لدولة الاحتلال أن تقبض على الأشخاص المحميين أو تحاكمهم أو تدينهم بسبب أفعال اقترفوها أو آراء أعربوا عنها قبل الاحتلال…”؛ وما يؤكد زيف ادعاءات سلطات الاحتلال عن الالتزام بالقوانين وشرعة حقوق الإنسان، اعتقال أكثر من /1500/ مواطن من أبناء عفرين وإخفائهم قسراً في سجن الراعي السيء الصيت منذ ربيع وصيف 2018م، إضافةً إلى آخرين محتجزين في سجون أخرى، والإفراج عن المئات منهم تباعاً منذ أكثر من عام، بعد عرضهم على “محاكمات صورية” قضت بأحكامٍ جائرة قد نفذت عليهم سلفاً في ظروفٍ قاسية وتحت التعذيب.
فيما يلي توثيق بعض الانتهاكات والجرائم المرتكبة في #عفرين# :
= قرية “درويش-Dêrwîş“:
“قرية “درويش”- راجو والقاعدة العسكرية التركية فيها، غوغل إيرث”
تتبع ناحية راجو وتبعد عن مركزها ب/8/ كم وترتفع عن سطح البحر بحدود /850/ م، مؤلفة من حوالي /100/ منزل، وكان فيها حوالي /400/ نسمة سكّان كُرد أصليين، وهي مهجورة بالكامل بسبب غزوها من قبل الجيش التركي وإنشائه لقاعدة عسكرية فيها، وقد سرقت ميليشيات “فرقة الحمزات وأحرار الشرقية” المرافقة للجيش إبان اجتياحها محتويات كافة المنازل من مؤن وفرش وأدوات وتجهيزات كهربائية وأواني نحاسية وأسطوانات الغاز وغيرها، وجرارين زراعيين عائدين للمواطنين “أحمد خلوصي كنجو، أحمد حنان خليل”.
كما أن الجيش التركي لأجل تأسيس قاعدة عسكرية بسور اسمنتي في القرية قلع /960/ شجرة زيتون (/400/ ل “إسماعيل حيدر”، /250/ ل”حسين إبراهيم”، /250/ ل”حسين كنجو”، /60/ ل”نوري إبراهيم”) وعشرات أخرى أثناء فتح طرقات إلى القرية من الجهتين الغربية والشرقية، وقطعت الميليشيات أيضاً مئات أشجار الفاكهة والحراجية والمثمرة بغاية التحطيب.
وأثناء الحرب تم تدمير منزلي “محمد علي، حسين عمر علي” بالكامل وأربعة أخرى بشكلٍ جزئي، وكذلك هدم أسوار بعض المنازل بسبب توسيع الطرقات داخل القرية.
“آثار سقوط قذائف على قرية “درويش”- راجو وتدمير بعض المنازل والعلم التركي مرفوعاً على إحداها”
أهالي القرية المتبقين في المنطقة (حوالي /57/ عائلة= 180 نسمة) مشتتون بين مدينة عفرين وقرى “راجو، مؤسكِه، جوقِه، آفرازِه، كفردلِه)، وممنوعون من زيارة قريتهم أو مقبرتها إلا نادراً، ويُسمح لهم أحياناً بخدمة حقولهم إن تواجد برفقتهم عنصر من الميليشيات وبعد دفع “أتعابه” له، إضافةً إلى دفع إتاوة /10-15%/ من زيت مواسمهم للميليشيات التي تستولي أيضاً على حوالي /5/ آلاف شجرة زيتون عائدة لعوائل “حبش، كيليه، بليه” المهجَرة قسراً.
وهم يتعرضون لمختلف أنواع الانتهاكات والإهانات، إذ قدّموا شكاوى عديدة لأجل العودة إلى قريتهم دون جدوى، وقد اعتقل الشاب “نهاد حسن رفعت /21/ عاماً” وأخفي قسراً منذ ثلاثة سنوات من قبل سلطات الاحتلال، ولايزال مصيره مجهولاً، كما أن المواطن “رجب شكري رشيد” من القرية قد استشهد في 14-05-2018 بالرصاص الحي الذي أطلقته ميليشيات “أحرار الشرقية”، لدى تردده إلى مقرّها في مركز راجو للسؤال عن مصير نجله المخطوف.
“الشهيد “رجب شكري رشيد” من أهالي قرية درويش”
= ترسيخ التوطين:
أفاد مصدر خاص- المواطن “ب، أ” الذي بقي مدةً في عفرين المحتلة واضطّر للهجرة منها قسراً بأن مواطناً من المكون العربي من قرية “ملا خليلا” أكد على أن رجل أعمال قطري جلب أموالاً طائلة لأجل شراء العقارات في عفرين وتشييد أبنية سكنية وطلب منه مساعدته في إقناع السكَّان الكُرد الأصليين ودفعهم لبيع عقاراتهم وإن كان بأسعار عالية، لكنه رفض الطلب والتعاون معه.
وأردف “ب، أ” قائلاً: إن ميليشيات “الشرقية” دخلت على خط المشروع مع الرجل القطري، وبمساعدة ووساطة المتعهد “م. ب” وشقيقه “إ. ب” والمتعهد “آ، م، إ” من أهالي جنديرس في شراء العقارات وتشييد الأبنية، وأكد على أن “م. ب” على علاقة وثيقة بتلك الميليشيات ويدلُّها على العقارات التي أصحابها غائبون ويديرها أقرباء لهم في الداخل.
وكنّا قد وثَّقنا في تقرير سابق أنه في إطار حركة شراء الأراضي بغاية بناء المساكن والمحلات التجارية من قبل تجّار مستقدمين، تم شراء عقارات في (غربي جنديرس وجنوب طريق حمام، بمحاذاة الطريق العام قبل مدخل جنديرس الشرقي، طريق جنديرس- سيندانكِه، جنوب غربي تل جنديرس وشرقي طريق محمدية) وتحضيرها للبناء عبر الدائرة المنوهة عنها أعلاه.
إن أخطر حلقة في عملية التغيير الديمغرافي الممنهجة التي تطال منطقة عفرين هي مشاريع البناء والقرى الاستيطانية النموذجية لأجل تمليك وإسكان المستقدمين وترسيخ توطينهم، حيث هناك ضخ أموال طائلة باسم التجارة و”الجمعيات الإنسانية والخيرية” عن طريق شبكات تنظيم الإخوان المسلمين والعدالة والتنمية التركي.
= اختطاف واعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 11-06-2021م، اعتقل المواطن “أحمد إبراهيم بن خليل” من أهالي قرية “خليلاكا”- بلبل والمقيم في مدينة عفرين من قبل حاجز القوس – مدخل طريق كفرجنة، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وأطلق سراحه يوم الخميس 24-06-2021م.
– بتاريخ 18-06-2021م، اعتقل المواطن “حمدان حسين” ونجله “مصطفى” من أهالي قرية “آغجله”، الذي يعمل في مجال تجارة الجرارات، مع شخصٍ آخر من المستقدمين، ولايزال مصيرهم مجهولاً.
– بتاريخ 17-06-2021م، أقدمت الاستخبارات التركية على اعتقال القاصرين الشقيقين “منان /14/ عاماً و حنان /15/عاماً ابني منان بطال” من أهالي قرية “جقلا وسطاني”- شيه/شيخ الحديد، المقيمان في حي المحمودية بمدينة عفرين، ولم يُعرف بَعد مصيرهما.
– يومي 23/24-06-2021م، أقدمت ميليشيات “فيلق الشام” على اختطاف مواطنين إيزديين من أهال قرية “غزاوية”- شيروا، وهم “الشقيقان عمر /22/ عاماً و بركات /20/ عاماً ابني زياد أومر جملو، الشقيقان أحمد /30/ عاماً و يوسف /28/ عاماً ابني حسين يوسف، فرمند دشتي أومر جملو /16/ عاماً، هفال علي موسى/30/ عاماً، جميل مصطفى علي /28/ عاماً ووالدته التي أطلق سراحها بعد ساعات”، بتهم العلاقة مع الإدارة السابقة، واقتادتهم إلى سجنها الخاص “مدجنة المرحوم فاروق عزت مصطفى” في قرية “إيسكا” المجاورة، إحدى السجون السرية التي تمارس فيها التعذيب والمعاملة القاسية بحق المختطفين.
= انتهاكات متفرقة:
– مصدر محلي أكَّد على أن المواطن المسن “محمد حسن مستو” من أهالي قرية “بِعيه”- شيروا الخاضعة لسيطرة ميليشيات “فيلق الشام” قد توفي بتاريخ 04-06-2021م في إحدى مشافي عفرين بسبب الأمراض التي أصابته نتيجة التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرض له في سجن “إيسكا” لدى تلك الميليشيات التي اختطفته مرتين خلال شهري نيسان وأيار الماضيين، وعلاوةً على مصيبتهم دفع ذوي المغدور رشاوى وفدى مالية أيضاً.
– منذ أسبوع فرضت ميليشيات “القوات الخاصة- فيلق الشام” ومتزعمها المدعو “عبد الله حلاوة” حظر تجوال ليلي على قرية “كيمار”- شيروا، وقامت مجموعة من مسلحيها في ظله بسرقة /30/ رأس ماشية عائدة للمواطن “إدريس حسين” و /50/ خلية نحل عائدة ل”جنكيز نجار”.
– تستمر إبادة البيئة في عفرين بأشكال عديدة، والتي تدل بوضوح على أنها جريمة ممنهجة، منها إضرام النيران في الغابات، فقد أكد “الدفاع المدني في عفرين” أن فرق الإطفاء بتاريخ 21-06-2021 أخمدت حرائق في حوالي /12/ هكتار من غابات حراجية في ناحية مابتا/معبطلي، وبتاريخ 24-06-2021م أخمدت حريقاً في /10/ دونم من غابات حراجية قرب قرية “أرنده”- شيه/شيخ الحديد.
“حرائق في غابات معبطلي،21-06-2021م، حريق في غابات قرية “أرنده”-شيه/شيخ الحديد، 24-06-2021م”
– أقدم المدعو “أبو سليمان” متزعم ميليشيات “فيلق الشام” في بلدة “ميدانكي” على قطع حوالي مئتي شجرة زيتون عائدة للمواطن “شكري مصطفى” من أهالي قرية “بعرافا”- شرّا المجاورة بغية التحطيب، ومئات أخرى بين البلدة ونهر عفرين، لم نتمكن من معرفة أسماء أصحابها.
= وفي إطار حالة الفوضى والفلتان، تم تفجير سيارة بعبوة ناسفة، ظهيرة اليوم، قرب مدرسة ميسلون وسط مدينة عفرين، على أوتوستراد دوار كاوا- طريق كفرجنة، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين ووقوع أضرار مادية.
“تفجير سيارة قرب مدرسة ميسلون، أوتوستراد دوار كاوا- طريق كفرجنة، 26-6-2021م”
وفق المعطيات والوقائع، يتوجب على أبناء عفرين أينما كانوا عدم الانجرار إلى شبكات تنفيذ مشاريع البناء والقرى الاستيطانية النموذجية أو المساهمة فيها بأي شكل وتجنب بيع أراضيهم لها.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]